اكتشاف جسيم يكتسب كتلة فقط عندما يتحرك في اتجاه واحد
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
في تطور مثير استغرق 16 عاما، توصل العلماء أخيرا إلى اكتشاف نوع غريب من الجسيمات الذي يكتسب كتلة فقط عند الحركة في اتجاه واحد، وكان هذا الاكتشاف مجرد نظرية طُرحت عام 2008، لكنه تحقق مؤخرا ورُصد لأول مرة في تجربة أجريت على بلورة شبه معدنية تُعرف بـ"زركونيوم سيليكون سلفيد"، جرى تبريدها إلى 269 درجة مئوية تحت الصفر، ومن المتوقع أن يفتح هذا الإنجاز آفاقا جديدة في علوم الكم وتطبيقات المواد.
وينضم هذا الجسيم إلى فئة خاصة تسمى "أشباه الجسيمات"، التي لا تعد كيانات فردية مستقلة، بل هي ناتجة عن مجموعة من الجسيمات التي تعمل بشكل جماعي وتنشأ في ظروف معقدة، وتُظهر خصائصها عادة الديناميكيات المعقدة للمواد التي توجد فيها.
بمعنى أوضح، فأشباه الجسيمات ليست مثل الإلكترون أو البروتون، بل هي نتيجة لا تظهر إلا في وجود مجموعة من الجسيمات التي تتفاعل معا، فيمثل الفراغ ما بينها خصائص جسيم إضافي، ويشبه الأمر الفقاعة في الماء، فهي لا تحتوي على شيء وليست إلا منطقة خالية من الماء، إلا أنها تمثل كيانا يتحرك في الماء يمكن فهمه ودراسة خصائصه.
أما شبه الجسيم المكتشف حديثا، المعروف باسم "الفرميون شبه ديراك"، فيتميز بوجود كتلة عند التحرك في اتجاه واحد، بينما يبقى عديم الكتلة في أيّ اتجاه آخر.
وتخالف هذه الظاهرة المدهشة المفاهيم التقليدية للكتلة في الفيزياء، التي ترتبط عادة بالطاقة ومقاومة الحركة، وقد أعرب الفيزيائي المتخصص في المادة المكثفة، يينمينغ شاو، من جامعة ولاية بنسلفانيا، عن دهشته من هذا الاكتشاف، موضحا أن الفريق لم يكن يبحث بشكل محدد عن الفرميون شبه ديراك في تجربتهم.
وقال شاو في بيان صحفي رسمي صدر عن جامعة ولاية بنسلفانيا: "لم نكن حتى نتوقع وجود فرميون شبه ديراك عندما بدأنا العمل على هذه المادة، لكننا لاحظنا إشارات غير مفهومة وتتبعناها حتى حصلنا على نتائج مذهلة وغير متوقعة".
إعلانوينتج السلوك الفريد لشبه الجسيم -كونه عديم الكتلة في اتجاه وذا كتلة في اتجاه آخر- عن تفاعله مع البنية الإلكترونية لبلورة الزركونيوم. وقد شبّه شاو هذا السلوك بقطار يتحرك عبر تقاطعات سكك حديدية، إذ يتحرك قطارنا شبه الجسيمي على مساره السريع بسرعة الضوء، لكنه يصل إلى تقاطع ويحتاج إلى التبديل إلى مسار عمودي، وفجأة، يواجه مقاومة، ويكتسب كتلة حينها.
التطبيقات والتداعياتويمكن أن تؤدي القدرة على عزل والتلاعب بمثل هذه أشباه الجسيمات إلى تحقيق تقدمات كبيرة في مجالات مثل الحوسبة الكمومية، وتخزين الطاقة، وتقنيات الاستشعار.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن كثيرا من التفاصيل ما زالت غامضة وتحتاج إلى دراسة معمقة. وأكد شاو ذلك قائلا: "الجزء الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو أن البيانات التي حصلنا عليها لا يمكن تفسيرها بالكامل حتى الآن، وهناك عديد من الألغاز غير المحلولة فيما لاحظناه، وهذا ما نعمل على فهمه".
وبالرغم من أن الظروف التجريبية المطلوبة لرصد هذه الظاهرة -البرودة الشديدة والحقول المغناطيسية القوية- تجعلها بعيدة عن التطبيقات العملية حاليا، فإن الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي في المستقبل، وأحد التحديات التي تواجه العلماء حاليا هو استخراج طبقات على حدة من بلورة الزركونيوم متعددة الطبقات، لدراسة سلوك شبه الجسيم بمزيد من التفصيل، الأمر من شأنه أن يساعد في تحليل الخصائص الإلكترونية والجسيمية بدقة أكبر، خاصة عند التعامل مع سلوك غير عادي كالسلوك الذي أظهره الفرميون شبه ديراك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی اتجاه واحد کتلة فی
إقرأ أيضاً:
ترامب يهاجم زيلنسكي: ديكتاتور وعليه أن يتحرك بسرعة كي لا يفقد بلده
هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره الأوكراني، فلودومير زيلنسكي، واتهمه بالديكتاتور، وطالبه بالتحرك من أجل الحفاظ على ما تبقى من بلاده.
وقال ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال "ديكتاتور بلا انتخابات.. من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد".
وردا على منشور ترامب، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إنه لا يمكن لأحد أن يجبر بلاده على الاستسلام. وأضاف على منصة إكس "سندافع عن حقنا في الوجود".
وكان من المفترض أن تنتهي فترة زيلينسكي الرئاسية البالغة خمس سنوات في عام 2024، لكن لم يتسن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ظل الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022 بسبب الغزو الروسي.
وأعرب زيلينسكي الذي التقى بالمبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوج الأربعاء بعد يوم من تصريح ترامب بأن أوكرانيا "ما كان يجب عليها أبدا أن تبدأ" الحرب، عن رغبته في أن يطلع فريق ترامب على "الحقيقة بشكل أكبر" فيما يخص أوكرانيا.
وذكر الرئيس الأوكراني أن تأكيد ترامب بأن نسبة التأييد الشعبي له تبلغ أربعة بالمئة فقط هو نتيجة معلومات مضللة من روسيا وأن أي محاولة لاستبداله ستفشل.
واستطرد زيلينسكي يقول للتلفزيون الأوكراني "لدينا أدلة على أن هذه البيانات قيد المناقشة بين أمريكا وروسيا. وهذا يعني أن الرئيس ترامب يعيش للأسف في هذه المساحة من التضليل".
وقبل مرور شهر على توليه الرئاسة، قلب ترامب السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا رأسا على عقب وأنهى مساعي الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا بمكالمة هاتفية مع بوتين ومحادثات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والروس.
اجتماع ترامب وبوتين
قال ترامب إنه قد يلتقي ببوتين هذا الشهر، وذكر الكرملين أن التحضير لمثل هذا الاجتماع قد يستغرق وقتا أطول من ذلك، لكن صندوق الثروة السيادي الروسي قال إنه يتوقع عودة عدد من الشركات الأمريكية إلى روسيا في بداية الربع الثاني.
وفي موسكو قال بوتين الأربعاء، إن أوكرانيا لن تُمنع من مفاوضات السلام لكن النجاح سيعتمد على رفع مستوى الثقة بين موسكو وواشنطن.
وأوضح في تصريحات أذاعها التلفزيون "نحن بحاجة إلى التأكد من أن فرقنا تقوم بإعداد المسائل ذات الأهمية القصوى لكل من الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى حلول مقبولة للجانبين، والمسار الأوكراني جزء من ذلك".
ولم تتلق أوكرانيا أو حكومات أوروبية دعوة للمشاركة في محادثات جرت في العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء مما غذى المخاوف لديها من أن روسيا والولايات المتحدة ربما ترغبان في التوصل إلى اتفاق يتجاهل مصالح أوكرانيا وأوروبا الأمنية الحيوية.
ويقول ترامب إن أوروبا يجب أن تتدخل لضمان أي وقف لإطلاق النار.
واقترح زيلينسكي منح شركات أمريكية حق استخراج معادن ثمينة في أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية أمريكية، لكنه أشار إلى أن ترامب لم يعرض ذلك.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا أسلحة بقيمة 67 مليار دولار ودعمت الموازنة بحوالي 31.5 مليار دولار، وإن مطالبتها بمعادن قيمتها 500 مليار دولار لا تعتبر "محادثة جادة"، وإنه لا يستطيع بيع بلاده.
وقال المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوج لدى وصوله إلى كييف إنه يتوقع محادثات حقيقية مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.
وأضاف للصحفيين "نتفهم الحاجة إلى ضمانات أمنية"، مشيرا إلى أن مهمته هي "الجلوس والإنصات" وأمور أخرى.
ويضع التغيير الذي أدخله ترامب في السياسة الأمريكية الولايات المتحدة في خلاف مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 عضوا، والذي اتفق مبعوثوه الأربعاء على الحزمة السادسة عشرة من العقوبات على روسيا، بما في ذلك على قطاع الألمنيوم والسفن التي يعتقد أنها تحمل النفط الروسي الخاضع للعقوبات.
واقترحت الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي تعزيز المساعدات العسكرية التي يقدمها الاتحاد لأوكرانيا بهدف إظهار الدعم المستمر لكييف، غير أنه من غير المتوقع اتخاذ قرار سريع.
ويستهدف الاقتراح بشكل رئيسي توفير ما لا يقل عن 1.5 مليون طلقة من ذخائر المدفعية ذات العيار الثقيل، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ دقيقة التوجيه وطائرات مسيرة.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون إنه على الرغم من عدم وجود اتفاق كامل بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حول كيفية المضي قدما، فما تمكنت هذه الدول من إنجازه كان كبيرا.
وقال "نحن بحاجة إلى الحفاظ على هدوئنا ومواصلة دعم أوكرانيا".