أقوال العلماء في عدد آيات سورة الفاتحة بالدلائل
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
سورة الفاتحة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الفقهاء اختلفوا في عدد آيات سورة الفاتحة، هل هي سبع أو ست، أي إذا كانت ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية منها أو لا، ووقع الخلاف في احتسابها آية من كل سورة على أقوال أشهرها أربعة، هي:
الأول: أن البسملة آية كاملة في أول سورة الفاتحة وأول كل سورة من سور القرآن الكريم عدا براءة وهذا مذهب فقهاء مكة والكوفة وقرائهما، وإليه ذهب عبد الله بن المبارك والإمام الشافعي، وقد جزم بأنها آية في أول سورة الفاتحة، وأما في غيرها فقد روي عنه ثلاثة أقوال:
الأول: أنها بعض آية.
الثاني: أنها ليست من القرآن الكريم.
الثالث: أنها آية كاملة، وهذا هو صحيح مذهبه.
سورة الفاتحة
الثاني: أنها آية منفردة وضعت في أول كل سورة من القرآن -الفاتحة وغيرها- عدا براءة ولا تعد ضمن آيات كل سورة، وهذا مروي عن داود الظاهري وأحمد بن حنبل، وذهب إليه بعض فقهاء المذهب الحنفي منهم أبو بكر الرازي.
الثالث: أنها آية من الفاتحة وليست قرآنًا في غيرها من السور، وهذا مذهب سفيان الثوري وإسحاق والزهري وأبي عبيد وبعض فقهاء مكة والكوفة وأكثر أهل العراق ورواية عن أحمد وأحد الأقوال المنسوبة للشافعي.
الرابع: أنها ليست قرآنًا في فواتح السور وإنما وُضعت للفصل بين السور وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والأوزاعي ورواية عن أحمد.
وأكدت الإفتاء أن الظاهر من الآراء الثلاثة الأُوَل اتفاقها على أن البسملة آية من القرآن، وأن الرأي الثالث اعتبرها آية من سورة الفاتحة دون غيرها، وهذا الرأي هو المتفق مع إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على وضعها في المصحف العثماني على هذا الوجه.
وترتيبًا على ذلك اختلف الفقهاء في حكم قراءة البسملة في الصلاة:
- ذهب مالك رحمه الله إلى منعِ قراءتها في الصلاة المكتوبة جهرًا كانت أو سرًّا لا في استفتاح أمّ القرآن ولا في غيرها من السور، وأجازوا قراءتها في النافلة.
- وذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنّ المصلّي يقرؤها سرًّا مع الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وإن قرأَها مع كل سورة فحسنٌ.
- وقال الشافعي رحمه الله: يقرؤها المصلي وجوبًا في الجهر جهرًا وفي السر سرًّا.
- وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: يقرؤها سرًّا ولا يُسنّ الجهر بها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكم قراءة سورة الفاتحة سورة الفاتحة قراءة الفاتحة سورة الفاتحة أنها آیة کل سورة آیة من
إقرأ أيضاً:
هل ليلة القدر مقصورة على ليلة 27 رمضان؟.. تعليق العلماء
تعد ليلة القدر من أعظم الليالي في شهر رمضان، لما لها من فضل عظيم ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقد خصها الله سبحانه وتعالى بسورة كاملة في القرآن، حيث قال: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3)، مما يدل على مكانتها العالية.
يعتقد كثير من المسلمين أن ليلة القدر تقع في ليلة السابع والعشرين من رمضان، استنادًا إلى بعض الأحاديث النبوية، ومن أبرزها ما ورد عن الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب رضي الله عنه، الذي أقسم أنها ليلة السابع والعشرين، معتمدًا على علامات أخبره بها النبي صلى الله عليه وسلم، منها أن الشمس في صبيحتها تطلع بلا شعاع.
لكن في المقابل، يرى العديد من العلماء أن ليلة القدر ليست مقصورة على ليلة 27، بل يمكن أن تكون في أي من الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، أي ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29.
وهذا الرأي يستند إلى أحاديث أخرى صحيحة، منها ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه).
كما جاء في حديث آخر عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" (رواه البخاري).
ويؤكد العلماء أن الحكمة من إخفاء ليلة القدر وعدم تحديدها بشكل قاطع هي أن يجتهد المسلمون في العبادة خلال العشر الأواخر بأكملها، وألا يقتصر سعيهم على ليلة واحدة فقط. فالرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان يضاعف اجتهاده في العشر الأواخر من رمضان، ويوقظ أهله، ويعتكف في المسجد، مما يدل على أهمية التماسها في كل الليالي الفردية من العشر الأواخر.
وبناءً على ذلك، يُستحب للمسلمين ألا يقتصروا على العبادة في ليلة 27 فقط، بل عليهم الاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر، خاصة الليالي الوترية، حتى لا يفوتوا فضل هذه الليلة العظيمة التي أخبرنا الله أنها "خيرٌ من ألف شهر"، حيث تُكتب فيها الأقدار، ويكثر فيها نزول الملائكة، وتعم فيها السكينة والرحمة، ويغفر الله فيها الذنوب لمن قامها إيمانًا واحتسابًا.