مصطفى بن مبارك القاسمي

 

أصبح المحتوى المحلي أحد أهم الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المُستدامة، ودائماً ما يؤكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على أهمية تمكين المحتوى المحلي، وعلى دعم أصحاب وصاحبات الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ومفهوم المحتوى المحلي يشير إلى القيمة المضافة التي تساهم بها الأنشطة والمنتجات والموارد المحلية داخل البلد وتساعد على تحريك عجلة الاقتصاد، ويهدف المحتوى المحلي إلى تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال زيادة مساهمة القطاع المحلي في الإنتاج وتطوير المهارات والقدرات المحلية.

وتكمن أهمية المحتوى المحلي في تأثيره على رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من عدة محاور منها محور تعزيز الاستقلال الاقتصادي حيث يساعد المحتوى المحلي على تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي. وكذلك في محور دعم التنمية المستدامة وذلك من خلال تشجيع استخدام المنتجات والخدمات المحلية مما يسهم في الحفاظ على الموارد الوطنية ويحقق استدامتها.

أما في محور تشجيع ريادة الأعمال، فيزداد الطلب عليه من منتجات وخدمات مقدمة من رواد الأعمال ومن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جميع الجهات والقطاعات المختلفة في البلد، مما يُساعد على خلق فرص جديدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأسواق المحلية والعالمية.

إضافة إلى محور زيادة التنافسية الدولية؛ حيث إن تمكين المحتوى المحلي يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات المحلية، مما يعزز قدرتها على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.

كما إن تمكين المحتوى المحلي يساعد في خلق فرص عمل وذلك من خلال دعم المشاريع المحلية والتي سوف تسهم في تخفيض نسبة الباحثين عن عمل  وتوفير فرص وظائف جديدة للشباب.

ومن هنا نقترح بعض الإجراءات لتمكين المحتوى المحلي في جميع الجهات والمؤسسات الحكومية عن طريق:

1- إدراجه كمؤشر وطني قابل للقياس في كافة القطاعات والجهات: وذلك من خلال إيجاد معايير لقياس نسبة المحتوى المحلي في المشاريع بشكل دوري وربطها بالخطط الاستراتيجية للجهات والتي تحقق أهداف رؤية عُمان 2040.

2- تشجيع التعاقد المحلي: وذلك من خلال إلزام الجهات الحكومية وشبه الحكومية وغيرها من القطاعات بالتعاقد مع الموردين المحليين لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

3- تقديم برامج تحفيزية: وذلك من خلال منح إعفاءات ضريبية ودعم مالي  للقطاعات والمؤسسات التي تعتمد على الاستفادة من الموارد والخدمات المحلية والتعاقد معها.

4- تدريب الشباب وبناء قدراتهم: وذلك من خلال تطوير برامج تدريبية تُعزز مهارات الشباب وأصحاب المشاريع، مما يزيد من جودة المنتجات المحلية.

ويمكن أن نستعرض النتائج الإيجابية لتمكين المحتوى المحلي على الشباب ورواد الأعمال؛ حيث يؤدي تمكين المحتوى المحلي إلى تشجيع الابتكار في المؤسسات والقطاعات المختلفة مما يؤدي إلى دفع رواد الأعمال لتطوير منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات الأسواق المحلية بكفاءة وجودة عالية .

ويحقق تمكين المحتوى المحلي زيادة فرص التمويل  للمؤسسات التي تعتمد على المحتوى المحلي وتكون أكثر قدرة على الحصول على الموافقة في دعم حكومي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة  إلى تعزيز الهوية الوطنية وذلك عن طريق دعم المنتجات المحلية التي تعكس ثقافة وهوية السلطنة وتراثها.

وفي الختام.. نقترح أن يتم إنشاء تقسيم جديد في الجهات الحكومية يعنى بالمحتوى المحلي وتمكينه؛ حيث إنه سيكون خطوة مهمة وجوهرية لتعزيز دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والذي يؤدي بدوره في خلق فرص عمل جديدة في الأسواق المحلية.

ولا شك أن هذه الجهود سوف تسهم في تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"؛ مما يجعل المحتوى المحلي محورًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية المُستدامة، يعكس هويتنا الوطنية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مذكرات تعاون لدعم 40 مؤسسة صغيرة ومتوسطة في قطاع الاتصالات

 

 

مسقط- الرؤية

نظَّمت غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة بلجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مبادرةً لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الشركة العُمانية القطرية للاتصالات "أوريدو"، في إطار تعزيز الفرص الاستثمارية وتحسين بيئة أعمال القطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان، وذلك بحضور الشيخ راشد بن عامر المصلحي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الغرفة، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة.

ووقعت الشركة خلال المبادرة مذكرات تعاون مع 40 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، بهدف خلق بيئة محفزة للنمو والاستدامة. وقع الاتفاقيات سليمان بن محمد بيت إسحاق ممثل "أوريدو"، ومن جانب الشركات الصغيرة والمتوسطة وقعها الرؤساء التنفيذيون. وتضمنت مذكرات التعاون توفير باقات اتصالات مخصصة يتم الترويج لها من خلال مكاتب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى برامج تدريبية وعروض اتصالات لتحسين الكفاءة، كما تسعى المبادرة إلى تمكين المؤسسات من تحقيق دخل إضافي عبر بيع الخدمات التي تقدمها الشركة.

وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لاتفاقية سابقة بين غرفة تجارة وصناعة عُمان والشركة العُمانية القطرية للاتصالات "أوريدو"، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الطرفين لدعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتهيئة البيئة المناسبة لنمو هذه المؤسسات.

وقال الشيخ أحمد بن عامر المصلحي رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة: "تعد الغرفة الممثل الرسمي للقطاع الخاص العُماني محليا ودوليا وأداته الفاعلة في المشاركة في اتخاذ كافة القرارات التي تهم القطاع، وتحرص على دعم وتطوير وتنمية القطاع الخاص من خلال الأدوات والبرامج المتاحة لدفع مسيرة التنمية الاقتصادية في سلطنة عُمان، وتسعى لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة إلى تنمية هذا القطاع من خلال الأدوات والبرامج المتاحة لإيجاد البيئة الداعمة والمحفزة لتلك المؤسسات لنموها واستدامتها".

وأشار المصلحي إلى أنه خلال الفترة الماضية وقعت الغرفة 6 مذكرات تعاون مع بعض الجهات الحكومية والخاصة لدعم هذه المؤسسات، ومن ضمن هذه المذكرات تم التوقيع مع الشركة العُمانية القطرية للاتصالات "أوريدو"، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجهتين لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

من جانبه، قال محمد جعفر الناجواني مدير دائرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الشركة العُمانية القطرية للاتصالات (أوريدو): "في إطار دعم نمو الأعمال وتوفير الفرص التجارية في سلطنة عُمان، يسعدنا توقيع مذكرة التفاهم مع غرفة تجارة وصناعة عُمان، التي تتيح لنا تعزيز التعاون المشترك لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن خلال هذه الشراكة سنتمكن من تقديم حلول اتصالات مبتكرة وبرامج تدريبية تهدف إلى تحسين كفاءة الأعمال المحلية وتوسيع نطاقها، ونحن في أوريدو نؤمن بأهمية دعم ريادة الأعمال وتعزيز بيئة الأعمال في سلطنة عُمان، وسنعمل على تقديم القيمة المستدامة لعملائنا من مختلف القطاعات".

وقدم طارق البرام مدير أول المنتجات التجارية لدى "أوريدو"، عرضًا مرئيًا استعرض فيه جهود الشركة في تطوير البنية الأساسية للاتصالات في سلطنة عُمان. وأشار إلى أن تغطية الشركة تصل إلى 99%؛ بفضل استثماراتها المستمرة في مد شبكة الألياف البصرية، وتوسيع شبكة الاتصالات الخلوية، إضافة إلى إنشاء مراكز بيانات منتشرة في عدد من المحافظات، ودعم خدمات إنترنت الأشياء.

وأوضح البرام أن المذكرة الموقعة مع غرفة تجارة وصناعة عُمان تتضمن البرامج التدريبية والباقات الخاصة بالاتصالات والعروض التسويقية التي تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في فئة المكاتب التخصصية والمهنية والمؤسسات التي يديرها الشباب العُماني، كما تتضمن فتح الشركة نوافذ بيع لخدماتها في المكاتب التخصصية وبعض المؤسسات المقترحة من قبل الغرفة في بعض الولايات لتقديم باقات وعروض اتصالات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسجيل المناقصات التابعة لأوريدو في منصة حصتي للاستثمار الاجتماعي الخاص بالقيمة المحلية المضافة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التابع للغرفة، وإقامة معارض لهذه المؤسسات في المبنى الرئيسي لأرويدو.

 

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ اقتصاد: 50% من صادرات مصر تأتي من المشروعات الصغيرة
  • خبير: المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل 50% من إجمالي الصادرات
  • تعزيز نسبة المحتوى المحلي بصناعات النفط والغاز
  • اقتصادي: المشروعات الصغيرة والمتوسطة تساهم بـ70% من الناتج القومي
  • مناقشة تعزيز كفاءة خدمات الكهرباء والمياه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • الناصر: أرامكو تسعى لرفع المحتوى المحلي إلى 70% في 2025 لدعم الاقتصاد .. فيديو
  • جلسة حوارية تناقش تزويد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بخدمات الكهرباء والمياه
  • "جرب جنوب الباطنة" يعزز نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • «التومي» يبحث تمكين مشاركة المواطنين بفعالية في عمليات الحكم المحلي
  • مذكرات تعاون لدعم 40 مؤسسة صغيرة ومتوسطة في قطاع الاتصالات