CNN Arabic:
2025-04-30@19:57:39 GMT

الحياة المرآوية.. ما هي ولِمَ يحذّر العلماء من مخاطرها؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قامت مجموعة مكونة من 38 عالماً يعملون في 9 دول بدق ناقوس الخطر بشأن إمكانية إنشاء بكتيريا "مرآوية"، وهي كائنات اصطناعية يتم فيها عكس البنية الجزيئية الموجودة في الطبيعة، قد تُعرّض البشر والحيوانات والنباتات لخطر التعرّض لمسببات الأمراض الخطيرة.

وفي حين أنّ العلم والتكنولوجيا اللازمين لإنشاء بكتيريا مرآوية في المختبر لا يزالان على بعد عقد أو أكثر من الزمان، زعم العلماء أن المخاطر القاتلة المحتملة التي يفرضها هذا المجال الجديد من البحث "غير مسبوقة" و"متجاهلة".

وكتب الباحثون في تقرير نُشر في الدورية العلمية "Science": "بدافع من الفضول والتطبيقات المعقولة، بدأ بعض الباحثين العمل على إنشاء أشكال حياة تتكوّن بالكامل من جزيئات بيولوجية مرآوية".

وأضافوا أن" مثل هذه الكائنات المرآوية من شأنها أن تشكّل انحرافًا جذريًا عن الحياة المعروفة، وأنّ إنشاءها يتطلّب دراسة متأنّية".

وفي حين كان المؤلفون الذين ضموا خبراء في علم المناعة، وعلم أمراض النبات، وعلم البيئة، وعلم الأحياء التطوري، والأمن البيولوجي، وعلوم الكواكب، متشكّكين في البداية من أنّ البكتيريا المرآوية يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة، قال الخبراء إنهم أصبحوا الآن "قلقين للغاية".

وقال المؤلف المشارك في التقرير جوناثان جونز، قائد مجموعة في مختبر "Sainsbury" بمدينة نورتش في المملكة المتحدة: "إنه مثل جن، لا نريد إخراجه من القمقم".

وأضاف أنّ "خطر حدوث أمر سيء منخفض، لكن عواقب حدوث أمر سيء مروعة حقًا".

وأوصى العلماء بعدم السماح بإجراء أبحاث تهدف إلى إنشاء بكتيريا مرآوية، ما لم تظهر أدلة دامغة على أن الحياة المرآوية لن تشكل مخاطر غير عادية، ويجب على الممولين توضيح أنهم لن يدعموا مثل هذا العمل.

مخاطر البكتيريا المرآوية

استند المؤلفون في الورقة البحثية التي نشرت في "Science"  إلى تقرير فني مكون من 300 صفحة يوضّح بالتفصيل جدوى ومخاطر البكتيريا المرآوية.

وأشار التقرير إلى أن إنشاء الحياة المرآوية كان طموحًا طويل الأمد لمختبرات متعددة وممولين رئيسيين للأبحاث كجزء من الجهود المبذولة لفهم الحياة بشكل أفضل والمساعدة المحتملة في تطوير الأدوية والعلاجات الأخرى.

ويسعى العديد من علماء الأحياء الاصطناعية إلى فهم كيفية إنشاء الخلايا من جزيئاتها المكونة بهدف تسليط الضوء على كيفية نشوء الحياة لأول مرة، وفهم أنواع أخرى من الحياة التي قد تكون ممكنة. 

وذكر التقرير أنه إذا كان ممكنًا إنشاء خلية ذات صفة يدوية طبيعية من جزيئات عديمة الحياة، فمن الناحية النظرية، يمكن إنشاء خلية صورة طبق الأصل من جزيئات صورة طبق الأصل باستخدام الأساليب ذاتها.

وأكد التقرير أنه لا يوجد تهديد وشيك، وهناك حاليًا عقبات تقنية كبيرة أمام إنشاء بكتيريا مرآوية. 

ويتطلب القيام بذلك خلال عقد من الزمن، جهودًا كبيرة ومنسّقة مماثلة في الحجم والميزانية لمشروع الجينوم البشري، الذي رسم خريطة لـ92% من الجينوم البشري على مدى 12 عامًا ونصف العام.

الكائنات الحية المعرضة للإصابة بالعدوى

وتعتمد الأجهزة المناعية على التعرّف إلى الأشكال الجزيئية المحددة الموجودة في البكتيريا الغازية. وإذا انعكست هذه الأشكال، كما هي الحال في البكتيريا المرآوية، فإنّ التعرّف عليها سيضعف وقد تفشل الدفاعات المناعية، ما قد يجعل الكائنات الحية عرضة للإصابة.

وقال العلماء في تقريرهم بدورية "Science": "لا يمكننا استبعاد السيناريو الذي تعمل فيه بكتيريا المرآوية كنوع غازي عبر العديد من النظم البيئية، ما يتسبب في عدوى قاتلة واسعة النطاق في جزء كبير من الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك البشر".

ويمكن أن يؤدي انتقال العدوى عبر الحيوانات والبشر إلى انتشار مثل هذه البكتيريا في أنظمة بيئية مختلفة. وأوضح جونز، وهو خبير في أنظمة المناعة النباتية، أن البكتيريا المرآوية سيكون من الصعب للغاية اكتشافها في النباتات.

من جهته لفت توم إليس، أستاذ هندسة الجينوم الاصطناعي في مركز البيولوجيا الاصطناعية وقسم الهندسة الحيوية في جامعة إمبريال كوليدج، إلى أن الحياة المرآوية لا تزال تعد محض خيال علمي وليست حقيقة علمية.

وقال إليس، غير المشارك في البحث، "بشكل عام، أتفق مع المخاوف، رغم أنّها تكهنية للغاية نظرًا لأن البحث حاليًا في مرحلة مبكرة للغاية وبعيدًا عن أن يكون توصل إلى أي تهديد".

وأشار إلى أن العلماء كانوا يحاولون خلق حياة اصطناعية باستخدام جزيئات غير مرآوية لأكثر من عقد من الزمان، لكنهم ما زالوا "بعيدين" عن الحصول على خلايا ذاتية الاستدامة يمكنها الانقسام والتكاثر والتطوّر.

وقال عبر البريد الإلكتروني: "إن عمل الخلية الاصطناعية هذا يشكل تحديًا كافيًا بالفعل عندما يستخدم (العلماء) جزيئات وأنزيمات ومواد كيميائية عادية. وعندما يتعيّن عليهم القيام بكل ذلك، لكن فقط باستخدام جزيئات مرآوية، فإن كل ذلك يحتاج إلى صنع واختراع، وهذا يجعل الأمر.. أصعب بمقدار ألف مرة".

دراساتعلوم وأبحاثنشر الثلاثاء، 17 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: دراسات علوم وأبحاث من جزیئات

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح لأنه يدعو إلى فتنة تفسد المجتمع كله

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن مما ابتُليت به الأمة في عصورها المتأخرة أن تصدر للقول في دين الله من لم يحط بأصول العلم، ولم يرسخ قدمه في مدارج الفهم، فصار يتكلم في المسائل الكبار، ويخوض فيما لا علم له به، خروجًا عن الجماعة العلمية المعتبرة، وتخليًّا عن الضوابط المرعية التي بها يحفظ الدين وتصان الدنيا.

وأشار عبر منشور عبر صفحته على فيس بوك، إلى أن سيدنا رسول الله ﷺ حذَّر من هذا المسلك الخطير، فقال: «فعليكم بالسواد الأعظم»، وقال: «ومن شذ شذ في النار» (رواه ابن ماجه).

وبين أن الجماعة العلمية ليست مجرد اجتماع أشخاص، بل هي مقام الأمة في علمها، وضميرها في فهم نصوصها، وميزانها في ضبط استنباط الأحكام وتنزيلها على الوقائع. والخروج عنها شذوذ، والشذوذ مهلكة في الدين والدنيا معًا.

متى يظهر الشذوذ عن الجماعة

الشذوذ عن الجماعة العلمية يظهر عندما يتكلم من لم تكتمل فيه شروط الإفتاء والاجتهاد:

- فلا يحسن فهم النصوص الشرعية ولا يفرق بين قطعيها وظنيها.

- ولا يدرك الواقع المعيش بكل تعقيداته وتغيراته.

- ولا يراعي المصالح الشرعية، ولا المقاصد الكلية، ولا المآلات المستقبلية للأقوال والأفعال.

- ولا يزن الفتوى بميزان اللغة العربية وأعرافها المرعية.

فإذا اجتمع هذا الجهل المركب، خرج المفتون عن سواء السبيل، وصار تجديدهم تبديدًا، وتقريبهم تبعيدًا، وإصلاحهم إفسادًا.

وهؤلاء إذا رأوا مشكلة، هربوا منها بآراء غريبة، وكلمات تهدم أصول الدين من حيث لا يشعرون، فيتناقض أول كلامهم مع آخره، وتضطرب أقوالهم اضطراب السقيم في خطواته. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد نبه علماء الأصول إلى هذا الصنف من الناس، وسموه "المفتي الماجن"، وهو الذي خرج عن الجماعة العلمية، وخالف القواعد المرعية، ولم يبالِ بإجماع ولا مصالح ولا مقاصد.

قالوا: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح؛ لأنه يلبس على الناس أمر دينهم، ويدعو إلى فتنة لا تقتصر على الدين وحده، بل تفسد المجتمع كله، وتهدد الأمن المجتمعي الذي يقوم على سقف الشريعة الإسلامية.

والفرق بين الفقه والإفتاء واضح عند العلماء:

- الفقه هو تحصيل المسائل العلمية من نصوص الكتاب والسنة.

- أما الإفتاء فهو تنزيل الأحكام على وقائع الناس وأحوالهم، بعد فهم النصوص وفهم الواقع معًا، وضبطهما بالضوابط الشرعية الدقيقة.
 

أركان الإفتاء

ولذا، فإن الإفتاء يحتاج إلى ثلاثة أركان:

1. إدراك النص (بأقسامه: نص مقدس، ونص اجتهادي).

2. إدراك الواقع (بأبعاده الأربعة: الأشياء، الأشخاص، الأحداث، الأفكار).

3. الربط بين النص والواقع وفق قواعد الاجتهاد وضوابط الفتوى.

ينقسم النص في الشريعة إلى:

- نص مقدس، كالقرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة بالسند الصحيح، وهما المصدران المعصومان.

- ونتاج بشري، هو اجتهادات العلماء والمجتهدين عبر العصور، التي بذلوا فيها الوسع، وجعلوا العلم فوق حياتهم وأهوائهم.

ومع النتاج البشري ينبغي ألا نقف عند مسائلهم الجزئية، بل نغوص في مناهجهم الاستنباطية التي تجاوزت الزمان والمكان، وكان منهاجهم مستوعبًا لطبيعة تغير الأحوال والأزمان.

ولا يصح لمن يتصدر للفتوى أن يتخير من أقوال الفقهاء ما يشتهي دون ضابط، بل عليه أن يتحرى في ضوء:

- قواعد الاجتهاد المقررة.

- ضوابط المصالح والمقاصد والمآلات.

- مراعاة الإجماع واللغة العربية.

وقد أُلِّفَت مجلدات في تحرير هذه الضوابط، مثل ما كتبته دار الإفتاء المصرية في خمسة مجلدات متينة بعنوان "ضوابط الاجتهاد الفقهي".

ليس ما نراه اليوم من فتن الفتاوى الشاذة جديدًا، بل له جذور قديمة:

- في سنة 1930 ظهر محمد أبو زيد الدمنهوري فأنكر المعجزات، وخالف في أحكام الحدود والميراث والخمر والحجاب، ورد عليه العلماء في مجلة الأزهر في ردود مفحمة، وسكنت الفتنة.

- ثم ظهر محمد نجيب، فأنكر السنة، وألف كتابًا سماه "الصلاة"، زعم فيه أن الصلوات عشر، واستدل استدلالات سخيفة، حتى صار مضرب المثل في الجهالة والضلال، حتى ارتد عن الإسلام ومات سنة 1960.

- ثم تتابعت بعده فتن: أباح بعضهم التدخين في رمضان، وآخرون استباحوا القبلات علنًا، وكلما ماتت فتنة بعث الله لها علماء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فدحضوا الباطل ودافعوا عن الدين.

طريق الشذوذ العلمي طريق مظلم يقود إلى ضياع الدين والدنيا معًا.

ولا نجاة إلا بالرجوع إلى الجماعة العلمية، والتأدب بأدب العلم، ومراعاة أصول الشريعة ومقاصدها.

فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله أن يحفظ ديننا وأمتنا من شذوذ المفتين ومجانة المتجرئين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلا.

والله المستعان وعليه التكلان.

طباعة شارك والفرق بين الفقه والإفتاء أركان الإفتاء الفرق بين الفقه والإفتاء المفتى الماجن

مقالات مشابهة

  • أمين عام هيئة كبار العلماء: أنصبة المواريث إلزامية ومن خالفها ضال
  • رئيس جامعة بنها يكرم العلماء من أبناء الجامعة
  • ثورة علمية.. الذكاء الاصطناعي يحل لغزا حيّر العلماء لأكثر من مئة عام
  • دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحات
  • جزيئات الذهب النانوية تحدث ثورة في علاج العيون
  • علي جمعة: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح لأنه يدعو إلى فتنة تفسد المجتمع كله
  • علماء الفلك يحلون سر أضخم تراكم مجري في الكون!
  • “طلاء سحري” يقتل البكتيريا والفيروسات
  • جامعة عين شمس تحصد المركز الأول في جائزة العلماء الشباب لعام 2025
  • بكتيريا الأمعاء بالطفولة تزيد من الإصابة بسرطان القولون