CNN Arabic:
2025-02-19@20:40:20 GMT

الحياة المرآوية.. ما هي ولِمَ يحذّر العلماء من مخاطرها؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قامت مجموعة مكونة من 38 عالماً يعملون في 9 دول بدق ناقوس الخطر بشأن إمكانية إنشاء بكتيريا "مرآوية"، وهي كائنات اصطناعية يتم فيها عكس البنية الجزيئية الموجودة في الطبيعة، قد تُعرّض البشر والحيوانات والنباتات لخطر التعرّض لمسببات الأمراض الخطيرة.

وفي حين أنّ العلم والتكنولوجيا اللازمين لإنشاء بكتيريا مرآوية في المختبر لا يزالان على بعد عقد أو أكثر من الزمان، زعم العلماء أن المخاطر القاتلة المحتملة التي يفرضها هذا المجال الجديد من البحث "غير مسبوقة" و"متجاهلة".

وكتب الباحثون في تقرير نُشر في الدورية العلمية "Science": "بدافع من الفضول والتطبيقات المعقولة، بدأ بعض الباحثين العمل على إنشاء أشكال حياة تتكوّن بالكامل من جزيئات بيولوجية مرآوية".

وأضافوا أن" مثل هذه الكائنات المرآوية من شأنها أن تشكّل انحرافًا جذريًا عن الحياة المعروفة، وأنّ إنشاءها يتطلّب دراسة متأنّية".

وفي حين كان المؤلفون الذين ضموا خبراء في علم المناعة، وعلم أمراض النبات، وعلم البيئة، وعلم الأحياء التطوري، والأمن البيولوجي، وعلوم الكواكب، متشكّكين في البداية من أنّ البكتيريا المرآوية يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة، قال الخبراء إنهم أصبحوا الآن "قلقين للغاية".

وقال المؤلف المشارك في التقرير جوناثان جونز، قائد مجموعة في مختبر "Sainsbury" بمدينة نورتش في المملكة المتحدة: "إنه مثل جن، لا نريد إخراجه من القمقم".

وأضاف أنّ "خطر حدوث أمر سيء منخفض، لكن عواقب حدوث أمر سيء مروعة حقًا".

وأوصى العلماء بعدم السماح بإجراء أبحاث تهدف إلى إنشاء بكتيريا مرآوية، ما لم تظهر أدلة دامغة على أن الحياة المرآوية لن تشكل مخاطر غير عادية، ويجب على الممولين توضيح أنهم لن يدعموا مثل هذا العمل.

مخاطر البكتيريا المرآوية

استند المؤلفون في الورقة البحثية التي نشرت في "Science"  إلى تقرير فني مكون من 300 صفحة يوضّح بالتفصيل جدوى ومخاطر البكتيريا المرآوية.

وأشار التقرير إلى أن إنشاء الحياة المرآوية كان طموحًا طويل الأمد لمختبرات متعددة وممولين رئيسيين للأبحاث كجزء من الجهود المبذولة لفهم الحياة بشكل أفضل والمساعدة المحتملة في تطوير الأدوية والعلاجات الأخرى.

ويسعى العديد من علماء الأحياء الاصطناعية إلى فهم كيفية إنشاء الخلايا من جزيئاتها المكونة بهدف تسليط الضوء على كيفية نشوء الحياة لأول مرة، وفهم أنواع أخرى من الحياة التي قد تكون ممكنة. 

وذكر التقرير أنه إذا كان ممكنًا إنشاء خلية ذات صفة يدوية طبيعية من جزيئات عديمة الحياة، فمن الناحية النظرية، يمكن إنشاء خلية صورة طبق الأصل من جزيئات صورة طبق الأصل باستخدام الأساليب ذاتها.

وأكد التقرير أنه لا يوجد تهديد وشيك، وهناك حاليًا عقبات تقنية كبيرة أمام إنشاء بكتيريا مرآوية. 

ويتطلب القيام بذلك خلال عقد من الزمن، جهودًا كبيرة ومنسّقة مماثلة في الحجم والميزانية لمشروع الجينوم البشري، الذي رسم خريطة لـ92% من الجينوم البشري على مدى 12 عامًا ونصف العام.

الكائنات الحية المعرضة للإصابة بالعدوى

وتعتمد الأجهزة المناعية على التعرّف إلى الأشكال الجزيئية المحددة الموجودة في البكتيريا الغازية. وإذا انعكست هذه الأشكال، كما هي الحال في البكتيريا المرآوية، فإنّ التعرّف عليها سيضعف وقد تفشل الدفاعات المناعية، ما قد يجعل الكائنات الحية عرضة للإصابة.

وقال العلماء في تقريرهم بدورية "Science": "لا يمكننا استبعاد السيناريو الذي تعمل فيه بكتيريا المرآوية كنوع غازي عبر العديد من النظم البيئية، ما يتسبب في عدوى قاتلة واسعة النطاق في جزء كبير من الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك البشر".

ويمكن أن يؤدي انتقال العدوى عبر الحيوانات والبشر إلى انتشار مثل هذه البكتيريا في أنظمة بيئية مختلفة. وأوضح جونز، وهو خبير في أنظمة المناعة النباتية، أن البكتيريا المرآوية سيكون من الصعب للغاية اكتشافها في النباتات.

من جهته لفت توم إليس، أستاذ هندسة الجينوم الاصطناعي في مركز البيولوجيا الاصطناعية وقسم الهندسة الحيوية في جامعة إمبريال كوليدج، إلى أن الحياة المرآوية لا تزال تعد محض خيال علمي وليست حقيقة علمية.

وقال إليس، غير المشارك في البحث، "بشكل عام، أتفق مع المخاوف، رغم أنّها تكهنية للغاية نظرًا لأن البحث حاليًا في مرحلة مبكرة للغاية وبعيدًا عن أن يكون توصل إلى أي تهديد".

وأشار إلى أن العلماء كانوا يحاولون خلق حياة اصطناعية باستخدام جزيئات غير مرآوية لأكثر من عقد من الزمان، لكنهم ما زالوا "بعيدين" عن الحصول على خلايا ذاتية الاستدامة يمكنها الانقسام والتكاثر والتطوّر.

وقال عبر البريد الإلكتروني: "إن عمل الخلية الاصطناعية هذا يشكل تحديًا كافيًا بالفعل عندما يستخدم (العلماء) جزيئات وأنزيمات ومواد كيميائية عادية. وعندما يتعيّن عليهم القيام بكل ذلك، لكن فقط باستخدام جزيئات مرآوية، فإن كل ذلك يحتاج إلى صنع واختراع، وهذا يجعل الأمر.. أصعب بمقدار ألف مرة".

دراساتعلوم وأبحاثنشر الثلاثاء، 17 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: دراسات علوم وأبحاث من جزیئات

إقرأ أيضاً:

«الأوقاف» تطلق برنامج شموس أزهرية في سماء العالم لإبراز دور العلماء الوافدين

شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إطلاق برنامج شموس أزهرية في سماء العالم، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وذلك في القاعة الكبرى بمسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

إبراز دور العلماء الأزهريين الوافدين

وأكد الدكتور أسامة الأزهري، أن البرنامج يهدف إلى إبراز دور العلماء الأزهريين الوافدين الذين تلقوا تعليمهم في الأزهر الشريف، ثم عادوا إلى أوطانهم ليسهموا في النهضة العلمية والتربوية والوطنية، وليتركوا أثرًا راسخًا في مجتمعاتهم؛ فقد أسهم هؤلاء العلماء في توطيد العلاقات بين مصر والدول الشقيقة، ومدوا جسور التعاون والنهضة والتعليم لا سيما في العمق الإفريقي، من خلال نشر العلوم الأزهرية وبناء جسور التواصل الحضاري.

خُصِّصت أولى ندوات البرنامج لتكريم الشيخ محمد عليش عوضة (رحمه الله)، أحد أبرز علماء تشاد في القرن العشرين، الذي تلقى تعليمه في الأزهر الشريف بمصر، وكان له دور رائد في تطوير التعليم العربي النظامي في تشاد، إذ نقل إليها التجربة الأزهرية وأسهم في ترسيخها، فأسس أول معهد علمي في مدينة أبشة على غرار المعاهد الأزهرية، ووضع مناهج متكاملة تسهل دراسة العلوم، ومنها علم النحو، وكان لجهود بالغ الأثر في إدراج العربية لغةً رسمية إلى جانب الفرنسية في تشاد.

قدّم الحفل الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، الذي استهل اللقاء بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أن هذا البرنامج يُعد خطوة رائدة في إبراز الدور الريادي للمؤسسة الدينية في مصر بمكوناتها وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في نشر العلم والمعرفة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في إفريقيا، وأتبع المتحدث كل فقرة وكلمة بترجمة لها على مسامع الحضور.

استعراض رموز الأزهر من مختلف الدول

وفي كلمته، أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن هذا اللقاء يُعد انطلاقةً جديدة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لتعزيز التواصل العلمي مع الدول الشقيقة، وتكريسًا لبرنامج علمي متكامل ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، يُعقد شهريًا لاستعراض رموز الأزهر من مختلف الدول وإعادة بناء جسور التواصل بين مصر والدول الشقيقة، لا سيما في إفريقيا.

وأضاف أن هذا الملتقى يمثل بداية جديدة للمجلس، الذي أُسس عام 1960 برؤية حكيمة من الدولة المصرية، بهدف توطيد أواصر الأخوة والتعاون خارج مصر، مشيرا إلى استضافة المجلس لرمز علمي بارز من تشاد، مع تنظيم سلسلة من الندوات التي تُسلط الضوء على رموز الأزهر في القارة الإفريقية، مع ترجمة اللقاءات إلى اللغة المحلية لتشاد وإلى لغات عالمية.

كما أعلن عن إطلاق فيلم وثائقي وفيلم تسجيلي يرويان سيرة العالم الجليل الشيخ محمد عليش عوضة -رحمه الله- الذي نقل علمه وأثره إلى تشاد والسودان وغيرهما رغم التحديات.

ووجّه الوزير رسالة تقدير ودعم للدارسين بالأزهر، خصوصًا أبناء جمهورية تشاد الذين يدرسون بمنح المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، داعيًا إياهم إلى الاقتداء بسيرة الشيخ محمد عليش عوضة في الصبر والاجتهاد لنقل رسالة الأزهر للعالم.

كما أعرب عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المتواصل لوزارة الأوقاف، مؤكدًا موقف مصر الرافض لأي تهجير قسري للأشقاء الفلسطينيين، داعيًا لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: موضوع التقريب بين أبناء الأمة شغل العلماء ردحا من الدهر
  • شيخ الأزهر يحذر من محاولات بث الفرقة بين المسلمين: شغلت أذهان العلماء طويلا
  • «الأوقاف» تطلق برنامج شموس أزهرية في سماء العالم لإبراز دور العلماء الوافدين
  • ابتكار كاميرا تحاكي الدماغ البشري
  • اكتشاف انفجار قوي من جسم مجهول يحير العلماء
  • رصد نشاط غير طبيعي في قاع المحيط الهادئ.. ماذا وجد العلماء؟
  • الصين.. ابتكار ألماس أكثر صلابة بنسبة 40% من الألماس الطبيعي
  • تحديد مواقع اصطدام محتملة لكويكب مدمر يهدد كوكبنا
  • قصة شجرة أدونيس.. أقدم شجرة حية في أوروبا
  • تعرف على فوائد قشر البرتقال التي تثير حماسة العلماء بسبب فائدتها