CNN Arabic:
2025-01-16@19:03:42 GMT

الحياة المرآوية.. ما هي ولِمَ يحذّر العلماء من مخاطرها؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قامت مجموعة مكونة من 38 عالماً يعملون في 9 دول بدق ناقوس الخطر بشأن إمكانية إنشاء بكتيريا "مرآوية"، وهي كائنات اصطناعية يتم فيها عكس البنية الجزيئية الموجودة في الطبيعة، قد تُعرّض البشر والحيوانات والنباتات لخطر التعرّض لمسببات الأمراض الخطيرة.

وفي حين أنّ العلم والتكنولوجيا اللازمين لإنشاء بكتيريا مرآوية في المختبر لا يزالان على بعد عقد أو أكثر من الزمان، زعم العلماء أن المخاطر القاتلة المحتملة التي يفرضها هذا المجال الجديد من البحث "غير مسبوقة" و"متجاهلة".

وكتب الباحثون في تقرير نُشر في الدورية العلمية "Science": "بدافع من الفضول والتطبيقات المعقولة، بدأ بعض الباحثين العمل على إنشاء أشكال حياة تتكوّن بالكامل من جزيئات بيولوجية مرآوية".

وأضافوا أن" مثل هذه الكائنات المرآوية من شأنها أن تشكّل انحرافًا جذريًا عن الحياة المعروفة، وأنّ إنشاءها يتطلّب دراسة متأنّية".

وفي حين كان المؤلفون الذين ضموا خبراء في علم المناعة، وعلم أمراض النبات، وعلم البيئة، وعلم الأحياء التطوري، والأمن البيولوجي، وعلوم الكواكب، متشكّكين في البداية من أنّ البكتيريا المرآوية يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة، قال الخبراء إنهم أصبحوا الآن "قلقين للغاية".

وقال المؤلف المشارك في التقرير جوناثان جونز، قائد مجموعة في مختبر "Sainsbury" بمدينة نورتش في المملكة المتحدة: "إنه مثل جن، لا نريد إخراجه من القمقم".

وأضاف أنّ "خطر حدوث أمر سيء منخفض، لكن عواقب حدوث أمر سيء مروعة حقًا".

وأوصى العلماء بعدم السماح بإجراء أبحاث تهدف إلى إنشاء بكتيريا مرآوية، ما لم تظهر أدلة دامغة على أن الحياة المرآوية لن تشكل مخاطر غير عادية، ويجب على الممولين توضيح أنهم لن يدعموا مثل هذا العمل.

مخاطر البكتيريا المرآوية

استند المؤلفون في الورقة البحثية التي نشرت في "Science"  إلى تقرير فني مكون من 300 صفحة يوضّح بالتفصيل جدوى ومخاطر البكتيريا المرآوية.

وأشار التقرير إلى أن إنشاء الحياة المرآوية كان طموحًا طويل الأمد لمختبرات متعددة وممولين رئيسيين للأبحاث كجزء من الجهود المبذولة لفهم الحياة بشكل أفضل والمساعدة المحتملة في تطوير الأدوية والعلاجات الأخرى.

ويسعى العديد من علماء الأحياء الاصطناعية إلى فهم كيفية إنشاء الخلايا من جزيئاتها المكونة بهدف تسليط الضوء على كيفية نشوء الحياة لأول مرة، وفهم أنواع أخرى من الحياة التي قد تكون ممكنة. 

وذكر التقرير أنه إذا كان ممكنًا إنشاء خلية ذات صفة يدوية طبيعية من جزيئات عديمة الحياة، فمن الناحية النظرية، يمكن إنشاء خلية صورة طبق الأصل من جزيئات صورة طبق الأصل باستخدام الأساليب ذاتها.

وأكد التقرير أنه لا يوجد تهديد وشيك، وهناك حاليًا عقبات تقنية كبيرة أمام إنشاء بكتيريا مرآوية. 

ويتطلب القيام بذلك خلال عقد من الزمن، جهودًا كبيرة ومنسّقة مماثلة في الحجم والميزانية لمشروع الجينوم البشري، الذي رسم خريطة لـ92% من الجينوم البشري على مدى 12 عامًا ونصف العام.

الكائنات الحية المعرضة للإصابة بالعدوى

وتعتمد الأجهزة المناعية على التعرّف إلى الأشكال الجزيئية المحددة الموجودة في البكتيريا الغازية. وإذا انعكست هذه الأشكال، كما هي الحال في البكتيريا المرآوية، فإنّ التعرّف عليها سيضعف وقد تفشل الدفاعات المناعية، ما قد يجعل الكائنات الحية عرضة للإصابة.

وقال العلماء في تقريرهم بدورية "Science": "لا يمكننا استبعاد السيناريو الذي تعمل فيه بكتيريا المرآوية كنوع غازي عبر العديد من النظم البيئية، ما يتسبب في عدوى قاتلة واسعة النطاق في جزء كبير من الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك البشر".

ويمكن أن يؤدي انتقال العدوى عبر الحيوانات والبشر إلى انتشار مثل هذه البكتيريا في أنظمة بيئية مختلفة. وأوضح جونز، وهو خبير في أنظمة المناعة النباتية، أن البكتيريا المرآوية سيكون من الصعب للغاية اكتشافها في النباتات.

من جهته لفت توم إليس، أستاذ هندسة الجينوم الاصطناعي في مركز البيولوجيا الاصطناعية وقسم الهندسة الحيوية في جامعة إمبريال كوليدج، إلى أن الحياة المرآوية لا تزال تعد محض خيال علمي وليست حقيقة علمية.

وقال إليس، غير المشارك في البحث، "بشكل عام، أتفق مع المخاوف، رغم أنّها تكهنية للغاية نظرًا لأن البحث حاليًا في مرحلة مبكرة للغاية وبعيدًا عن أن يكون توصل إلى أي تهديد".

وأشار إلى أن العلماء كانوا يحاولون خلق حياة اصطناعية باستخدام جزيئات غير مرآوية لأكثر من عقد من الزمان، لكنهم ما زالوا "بعيدين" عن الحصول على خلايا ذاتية الاستدامة يمكنها الانقسام والتكاثر والتطوّر.

وقال عبر البريد الإلكتروني: "إن عمل الخلية الاصطناعية هذا يشكل تحديًا كافيًا بالفعل عندما يستخدم (العلماء) جزيئات وأنزيمات ومواد كيميائية عادية. وعندما يتعيّن عليهم القيام بكل ذلك، لكن فقط باستخدام جزيئات مرآوية، فإن كل ذلك يحتاج إلى صنع واختراع، وهذا يجعل الأمر.. أصعب بمقدار ألف مرة".

دراساتعلوم وأبحاثنشر الثلاثاء، 17 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: دراسات علوم وأبحاث من جزیئات

إقرأ أيضاً:

بصيص أمل في زمن العدوان والحصار .. نصف راتب يُعيد الحياة لآمال اليمنيين

يمانيون../
بعد سنوات طويلة من انقطاع الرواتب نتيجة الحرب الاقتصادية التي تضرب اليمن منذ عام 2016، قررت حكومة التغيير والبناء في صنعاء صرف نصف راتب شهري لجميع موظفي الدولة.

هذه الخطوة، رغم محدوديتها، كانت بمثابة بصيص أمل أضاء حياة الموظفين الذين عانوا طويلاً من قسوة الظروف المعيشية.

تأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه اليمن من أسوأ أزمة إنسانية واقتصادية في تاريخه، مع انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وارتفاع مهول في أسعار السلع والمواد الغذائية، بسبب الحصار المستمر ونقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن. ومع ذلك، فإن إعلان صرف نصف الراتب أحدث أثراً إيجابياً ملحوظاً في الشارع اليمني، حيث استقبلت العديد من الأسر هذا الخبر بارتياح مشوب بالأمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية.

التحديات الاقتصادية وتأثير الحرب

تعد الحرب الاقتصادية واحدة من أشد أسلحة الصراع التي استُخدمت لإضعاف اليمن.

نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن عام 2016 كان أحد الأسباب الرئيسية وراء انقطاع الرواتب، إذ تسبب القرار في شلل اقتصادي شامل أثّر بشكل مباشر على حياة الملايين من اليمنيين.

عبدالسلام جحاف، عضو مجلس الشورى، صرّح في هذا السياق قائلاً: “الميزانية المتوفرة اليوم لا تتجاوز 4% من ميزانية الدولة في عام 2014، حيث تذهب 96% من الإيرادات إلى قوى العدوان ومرتزقتهم، ومع ذلك نجحت حكومة صنعاء في صرف نصف راتب رغم كل المعوقات”. وأضاف أن هذه الخطوة ليست مجرد إنجاز اقتصادي، بل هي رمز للصمود في وجه العدوان الاقتصادي.

تخفيف المعاناة

رغم أن نصف الراتب لا يغطي الاحتياجات الأساسية في ظل غلاء المعيشة، إلا أن العديد من الموظفين عبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي جاءت بعد سنوات من المعاناة.

علي أحمد، موظف حكومي في قطاع التعليم، يقول: “لم أكن أتوقع أن أتسلم راتباً ولو جزئياً بعد هذا الانقطاع الطويل”. وتابع قائلا”صحيح أن المبلغ لا يكفي لتغطية كافة احتياجات أسرتي، لكنه يخفف جزءاً من العبء المادي الذي أثقل كاهلنا طوال السنوات الماضية”.

أما فاطمة محمد، موظفة في قطاع الصحة، فقد أكدت أن “عودة صرف نصف الراتب أسهم في استعادة جزء من الثقة بين الموظف والدولة”. وأشارت إلى أن هذه الخطوة يجب أن تكون بداية لعودة صرف الرواتب بشكل كامل ومنتظم.

رؤية الحكومة وموقفها

حكومة الإنقاذ الوطني أكدت أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزامها بمسؤولياتها تجاه الشعب، على الرغم من محدودية الموارد المتاحة.

من جهته اشاد مازن هبه، مدير المركز الإعلامي لأنصار الله بهذا القرار قائلاً: “صرف نصف الراتب رغم الحصار الخانق والقيود المفروضة على الإيرادات يعكس مدى اهتمام القيادة في صنعاء بمعاناة المواطنين”.

اما عبدالرحمن الأهنومي، مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون: “هذه الخطوة تثبت قدرة صنعاء على إدارة مواردها المحدودة بحكمة وكفاءة، رغم استحواذ التحالف على معظم الإيرادات النفطية والغازية”.

أبعاد اقتصادية واجتماعية

تأثير صرف نصف الراتب لا يقتصر على الجانب المالي فقط، بل يمتد إلى تنشيط الدورة الاقتصادية في البلاد.

المحلل الاقتصادي عبدالكريم الحاشدي أوضح أن “صرف الرواتب، حتى وإن كانت جزئية، سيؤدي إلى تحريك الأسواق المحلية، حيث سيزيد من القوة الشرائية للمواطنين، وهو ما سينعكس إيجابياً على حركة البيع والشراء”.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعتبر أيضاً بداية لخلق نوع من الاستقرار النفسي والاجتماعي لدى المواطنين، إذ ستخفف من الضغوط المعيشية وتُعيد الأمل بتحسن الأوضاع تدريجياً.

الأمل في المستقبل

رغم استمرار الحرب الاقتصادية والحصار، يظل الأمل قائماً في تحقيق المزيد من التحسن على المستوى الاقتصادي.

الموظفون والمواطنون يتطلعون إلى خطوات أخرى تُعيد الحياة إلى طبيعتها، مثل استئناف صرف الرواتب كاملة، ودعم المشاريع الصغيرة لتحريك عجلة الاقتصاد بشكل أكبر.

صبري الدرواني، السكرتير الصحفي للرئيس مهدي المشاط، قال: “نحن في بداية طريق طويل نحو التعافي الاقتصادي. لكن هذه الخطوة تؤكد أن صنعاء قادرة على مواجهة التحديات الكبرى بمسؤولية ووعي.. مضيفا “على المجتمع الدولي أن يعي حجم معاناة اليمنيين ويتحرك لإنهاء الحصار الجائر”.

بين الإنجاز والطموح

صرف نصف الراتب خطوة جريئة ومهمة، لكنها ليست نهاية الطريق. يتطلع الشعب اليمني إلى تحسين أكبر في الأوضاع الاقتصادية، ويأمل في رؤية حلول جذرية تعالج المشكلة من أساسها. ورغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن، فإن هذه الخطوة تؤكد أن الإرادة الحقيقية والإدارة الحكيمة تستطيعان تجاوز التحديات وتحقيق الإنجازات، مهما كانت الصعوبات.
——————————–
استطلاع: ماجد الكحلاني

مقالات مشابهة

  • شريان الحياة لغزة..عربي21 تسلّط الضوء على تفاصيل تشغيل معبر رفح
  • آمال الحياة في غزة تنبعث من بين الركام
  • عالم: الحياة على الأرض ستختفي حتما بعد 1.6 مليار عام
  • كورد قبورستان.. كشف بعض غموض وأسرار الحياة في أربيل التاريخية
  • لازاريني: انهيار أونروا في غزة يعني انهيار الحياة الاجتماعية بالقطاع
  • بصيص أمل في زمن العدوان والحصار .. نصف راتب يُعيد الحياة لآمال اليمنيين
  • أمريكا والتربية
  • جولة الجزيرة صحة.. الشبكية تتنبأ بخطر السكتة ودراسة تكشف علاقة بكتيريا الأمعاء بهرمون عقار أوزمبيك
  • يضم 54 تمثالاً ناطقاً.. متحف الشمع يعرض الحياة في البصرة قبل قرن (صور)
  • سر زلزال السماء.. ظاهرة غامضة تحير العلماء لأكثر من 200 عام