في اليوم العالمي للغة العربية.. لماذا سُميت العربية بـلغة الضاد؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
كتب- أحمد السعداوي:
صدرَ قرارُ الجمعيةِ العامةِ عامَ 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، ليصبح يوم الـ18 من ديسمبر من كل عام اليومَ العالميَّ للغة العربية "لغة الضاد".
لماذا سُميت اللغةُ العربيةُ بـ"لغة الضاد"؟
وسُميت اللغةُ العربيةُ بـ"لغة الضاد"؛ كونها اللغةَ الوحيدةَ التي تحتوي على حرف "الضاد"، والعرب هم أفصح مَن نطقوا هذا الحرف، فحرف "الضاد" يعتبر من أصعب الحروف نطقًا عند غير العرب.
وكان الغرض من هذا اليوم هو التوعية بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها عبر إعداد برنامج أنشطة وفاعليات خاصة.
ويعتبر حرف "الضاد" أحد حروف الهجاء العربية، وترتيبه هو الحرف الـ15 من الحروف الأبجدية العربية.
اللغة العربية تتصدر محركات البحث
وتتصدر اللغةُ العربيةُ في يومها العالمي كل عام محركات البحث، وفي ما يتعلق بكونها "لغة الضاد"، يقول أبو الطيب المتنبي:
لاَ بِقَوْمِي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي.. وَبِنَفْسِي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي
وَبِهِمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ.. وَعَوذُ الْجَانِي وَغَوْثُ الطَّرِيدِ
الأزهر ينصف اللغة العربية
ويكون دائمًا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في اليوم العالمي للغة العربية، قرارات بشأن لغة الضاد وإنصافها والحفاظ عليها كهُوية دينية ووطنية.
ودعا الطيب، عبر منصات التواصل الاجتماعي الرسمية، في احتفالات سابقة باليوم العالمي للغة العربية إلى التمسك بها وتعليمها للأبناء.
وكتب شيخ الأزهر، وقتذاك: "تمسكوا بلغتكم العربية، وحافظوا عليها، وعلموها أبناءكم، وازرعوا فيهم أن اللغة هُوية، وأن الحفاظ على الهُوية لا يتعارض مع الحداثة ورَكْب التقدم، فلقد اختُصَّت العربية دون بقية اللغات بفضائل عدة؛ فكانت وعاء لخاتم الرسالات، وشاهد عيان على تقدُّم المسلمين والعرب وتفوقهم في مختلف العلوم على مرِّ العصور".
وقررت جامعة الأزهر إلزامَ أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر باستخدام الفصحى في المحاضرات، تزامنًا مع دخول عام 2023.
وأوضحت الجامعة، حينها، أن هذا القرار يأتي حفاظًا على هويتنا العربية، وتيسيرًا على الطلاب الوفدين، وإيمانًا بأهمية اللغة العربية بوصفها المرآة التي تعكس هويتنا الحضارية، وموروثنا الثقافي الأصيل.
اليوم العالمي للغة العربية لغة الضاد الأمم المتحدة
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة اليوم العالمي للغة العربية.. نص كلمة رئيس "النواب" احتفالًا بلغة الضاد أخبار وزيرة التنمية المحلية تبحث مع "الهابيتات" نقل تجربة حياة كريمة للدول أخبار برلماني يُدين التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية: يخالف قرارات أخبار وزير الزراعة يبحث مبادرات دعم المرأة الريفية مع اللجنة الاقتصادية أخبار أخبار مصر عالم أزهري: الرقية الشرعية وأدعية القرآن تقي من الأمراض المعدية منذ 6 دقائق قراءة المزيد أخبار مصر في اليوم العالمي للغة العربية.. لماذا سُميت العربية بـ"لغة الضاد"؟ منذ 14 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الاستثمار لـ"النواب": نسعى لتشجيع الصادرات وزيادة تنافسيتها والقطاع منذ 15 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون رسوم السفن منذ 17 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وكيل "نقل النواب": "الإجراءات الجنائية" الجديد يعالج تشوهات القانون منذ 20 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر مذكرة تفاهم بين مؤسستي أونا وآرتي العربية لتبادل المحتوى منذ 32 دقيقة قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارفي اليوم العالمي للغة العربية.. لماذا سُميت العربية بـ"لغة الضاد"؟
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 22القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 55% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشتركالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: نبيل الحلفاوي سعر الدولار سكن لكل المصريين الإيجار القديم أسعار الذهب الحرب على غزة سعر الفائدة هروب بشار الأسد المحكمة الجنائية الدولية نوة المكنسة مهرجان القاهرة السينمائي دونالد ترامب تصفيات أمم إفريقيا 2025 داليا فؤاد اليوم العالمي للغة العربية لغة الضاد الأمم المتحدة فی الیوم العالمی للغة العربیة قراءة المزید أخبار مصر اللغة العربیة صور وفیدیوهات لماذا س میت لغة الضاد
إقرأ أيضاً:
الشِّعر ديوان العربية الفصحى
أتيح للغة العربية أن ترتبط بشيئين ارتباطًا نزعم أنه لم يُتَح لغيرها من اللغات، وهو ارتباط ساعد كثيرًا، ليس فقط على غناها وثرائها بأدواتها ومفرداتها، ولكن أيضًا على تميزها وذيوعها وانتشارها. أمّا هذان الشيئان اللذان ارتبطت بهما فهُما الشِّعر والقرآن الكريم، ويمكن إدراك هذا الارتباط بتفاصيله بتأمّل فترة التدوين العربي، ونشأة المعجمات.
أمّا ارتباطها بالقرآن فيحتاج إلى قراءة طويلة مستقلة تفي به، لكننا في مساحة كهذه الممنوحة لنا هنا يمكن لإطلالة موجزة أن تشير إلى شيء من نشأة العربية ثم ارتباطها بالشعر، مشيرين أولًا إلى أن اهتمامنا بالعربية لا ينبع فقط من أنها لغتنا، ولكن لأنها واحدة من أهم لغات العالم؛ إذ يتحدث بها 500 مليون نسمة تقريبًا في العالم، وهو رقم ليس صغيرًا، إذ يشكل 5% من سكان الأرض.
والعرب -في الأساس- هم الذين كانوا يتحدثون اللغة العربية، ومِن السهل -الآن- أن يطلَق لفظ «العرب» هذا فينصرف الذهن جغرافيًا إلى بعض دول الوطن العربي في آسيا وإفريقيا، لكن قديمًا وتاريخيًا لم تكن كلمة «عرب» دالة إلا على معنى البدو والبداوة، ولم تكن تطلَق إلا على سكان شِبه الجزيرة العربية وبعض مناطق الشام والعراق، حتى ظهر الإسلام ودخل المسلِمون بلادًا وأقاليم تحولت بمرور الوقت وانتشار لغة الغالبين إلى مناطق وأقاليم عربية ليتسع مفهوم العرب جغرافيًا إلى ما استقر في الذهن والعيان حتى يومنا هذا.
وإذا كانت شبه الجزيرة العربية موطن العرب، فإن القدماء كانوا يذهبون إلى أن هناك جنوبًا وشمالًا لعرب تلك الجزيرة، وكانوا يطلِقون على عرب الجنوب اسم «القحطانيين»، ويرونهم أصل العرب ولغتهم العربية، بينما كانوا يطلِقون على عرب الشمال اسم «العدنانيين»، ويرونهم «مستعربين» أخذوا لغتهم عن القحطانيين وهي اللغة التي يقولون إن القرآن نزل بها، وهو الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا بين الباحثين المستشرقين وهُم يقارنون بين لغة القحطانيين والعدنانيين؛ ليكتشفوا بفضل كثير من النقوش والنصوص التي تم العثور عليها اختلافات كثيرة بين لغة عرب الجنوب ولغة عرب الشمال، الأمر الذي كان واحدًا من أهم أسباب ذيوع وانتشار ما سمّي بقضية الانتحال في الشعر الجاهلي، حيث إن الشعر الذي وصلنا كله وصلنا بلغة عربية واحدة ضمت شعراء من الشمال وشعراء من الجنوب، وقيل إنّ ما تردد من اتخاذ اللغة العربية لغة أدبية واحدة للفريقين يمكن فهمه بعد نزول القرآن لا قبله. ولا يعنينا الآن الخوض في تفاصيل قضية الانتحال بقدر ما تعنينا إطلالتنا على ارتباط العربية بالشعر.
والحق أنه إلى الآن يصعب على باحث أن يقطع برأي محدد في أصل اللغة العربية؛ فكل النقوش والنصوص الأركيولوجية التي تم العثور عليها كانت خاصة بالفترة التاريخية ما بين أواخر القرن الثالث إلى القرن السادس الميلادي، وهي نصوص ونقوش تؤكد أن الخط العربي نشأ شمال الحجاز متطورًا عن الخط النبطي، ويمكن الزعم أن الخط العربي أخذ صورته النهائية في أوائل القرن السادس الميلادي، وهو ما أكدته تلك النقوش التي عثر عليها عدد من علماء الساميات شمال الحجاز على طول طريق القوافل إلى دمشق، وأهم هذه النقوش حجر عثر عليه سنة 270م في قرية أم الجمال غرب حوران، ثم حجر آخر سمّي نقش النمارة تم اكتشافه سنة 1901م كان مؤرخًا بسنة 328م وهو خاص بامرئ القيس ثاني ملوك الحيرة، وهو نص يقول: «هذا قبر ملك العرب»، وهو الأمر الذي يشي بأن تلك الفترة شهدت إحساس العرب بكيانهم ورغبتهم في وحدة سياسية تجمعهم، خاصة مع وجود قوتي الروم والفرس اللذين فرضا نفوذهما على كثير من المناطق العربية في سلع وتدمر، وفي الحيرة في الشمال، كما هاجم الحبش اليمن واستولوا عليها في الجنوب في منتصف القرن الرابع تقريبًا، فيمكن الزعم أن كل هذه الأحداث دفعت العرب للبحث عن هويتهم، ومن الطبيعي أن تأتي اللغة على رأس ذلك البحث.
بدأ الاهتمام بمكة وتحوّل القوافل التجارية إليها، وكان من الطبيعي أن تنمو الشخصية اللغوية للعرب الشماليين تحديدًا خطًا ونطقًا، وهو ما تؤكده عدة نقوش أخرى ظهرت، كنقش زيد المؤرَّخ بسنة 512 ميلاديًا، ونقش زبد خربة اللذين يؤكدان بخطوطهما وتفاصيلهما اقتراب الملامح من اللغة العربية الفصحى، فضلًا عن نقش حران اللجا المؤرخ بسنة 568 م وقد وجد جنوب دمشق، وكل كلماته عربية.
وقد دلّ تاريخ العرب، وتاريخ الأدب فيه، أن العرب أمّة صناعتها الكلام ومفخرتها البيان، ولم تجد وسيلة لتسجيل انتصاراتها أو لتخليد مآثرها أو للتغني بأمجادها وذكر أفراحها وأتراحها إلا الشعر تنشده وترويه؛ إذ كان حظها من تجليات الحضارات الأخرى كالرسم والنقش والكتابة ضئيلا، فإذا أضفنا إلى ذلك طبيعة المحيط الجغرافي الذي عاش فيه العرب قديمًا حيث الصحراء المترامية، والفضاء المفتوح، وقلة العشب والكلأ، وندرة الماء والزاد، كان طبيعيًا أن نفهم كيف نشأ الشعر عند العرب الذين كان الرصد والتأمل أهم ملمحين من ملامح الحياة المفروضة عليهم، بعد أن كان العربي القديم مضطرًا اضطرارًا إلى أن يصغي إلى مفردات محيطه من تناوح الرياح، وتعاقب الليل والنهار، وتساقط المطر، كل ذلك في وتيرة واحدة وإيقاع ثابت لا يتغير، ولنا أن نفترض أن العربي القديم بدأ يصغي لموسيقى الكون أو الحياة مِن حوله ليهمهم بعدها بكلمات نثرية لم تلبث أن تحولت على ناقته أو فرسه لإيقاعات منتظمة، ربما ارتبطت أيضًا عنده برغبته في الغناء، وقد ورد أن العرب الجاهليين كانوا يغنّون أشعارهم، ولم يكن من الغريب أن يطلقوا على شاعرهم الأعشى مثلا لقب «صناجة العرب»، ولا أن ينشد حسان بن ثابت قائلا:
تَغنّ بالشعر إمّا كنتَ قائلَه...
إنّ الغناء لهذا الشعر مضمارُ
ولعل ارتباط مفردة «الإنشاد» بالشعر تفسّر تلك الصلة بين الشعر العربي والغناء.
ولقد يقول مؤرخو الآداب: إنّ هذا الشعر الذي وصلنا عن العرب يعود إلى قرن ونصف قبل الإسلام، وهو ما لا يتفق بالطبع مع وصول هذا الفن بصورته المكتملة إلينا؛ فلا بدّ أن تكون له أسبقية تاريخية أطول من ذلك، لكن النصوص والنقوش لا تزال شحيحة وقليلة، ولقد وردت بضع الأبيات على لسان عدد من شعراء الجاهلية تشي أنهم أنشدوا أو عرفوا أسماء شعراء ساروا على منوالهم، دون أن تتوفر لدينا معلومات كافية عن هؤلاء الشعراء، فهذا امرؤ القيس يقول:
عوجَا على الطلل المحيلِ لعلّنا ...
نبكي الديارَ كما بكى ابن خذامِ
دون أن نعرف مَن هو ابن خذام هذا؟
ويقول زهير بن أبي سلمى:
ما أرانا نقول إلا مُعارًا ...
أو معادًا من قولنا مَكرورا
كما يقول عنترة بن شداد:
هل غادر الشعراءُ من متردّم؟
لكننا نفترض أن العربي القديم، شاعر ما قبل الإسلام، لم يكن مشغولًا بعلاقة الشعر باللغة مثلما انشغل بها شاعر ما بعد الإسلام، بسبب نزول القرآن بصورته اللغوية الجديدة المختلفة تمامًا نظمًا وتعبيرًا ودلالة، ثم بسبب ظهور القراءة والكتابة، إلى أن استقرت في الذاكرة العربية، وفي الذائقة أيضًا، الصورة النهائية لشعر الفصحى عند العرب بتجليه فيما اتفق عليه باسم «المعلقات»، فضلًا عن بعض مصادر هذا الشعر كالمفضّليات والأصمعيّات، ولا يمكن فهم هذا الحضور الطاغي لشعر الفصحى العربي في التراث واستيعابه، إلا بفهم المزاج العربي الذي يمكن وصفه بأنه كان مزاجًا لغويًا بطبيعته، كما يقول المستشار عبدالجواد ياسين في كتابه «السلطة في الإسلام»:
«إن المزاج العقلي العربي كان مزاجًا لغويًا بطبيعته، فهو يبدو لنا حين نقرأ في تراثه الأدبي الأول لا سيما الشعر، كما لو كان يحب اللغة لذاتها، كانت اللغة بالنسبة له أكثر من وسيلة ضرورية للتعبير، لقد كانت هي في ذاتها فنه الأثير، وكان هو على وعي شعوري بهذه الحقيقة، يدرك على نحو من الأنحاء أن اللغة هي مجاله الحيوي، أو هي تخصصه الدقيق إن صح هذا التعبير».
هكذا نشأت اللغة عند العرب، وهكذا انبثق منها شعرها الفصيح الذي حافظ عليه أفذاذ وعباقرة العرب باتجاههم في فترة التدوين لحفظ مفردات هذه اللغة، متخذين الشعر بالطبع مرجعًا ومصدرًا لهم، وكان طبيعيًا أن تتطور الفصحى وتتأثر بالفضاء الإسلامي لتعود محافظة مرة أخرى على أصالتها وجزالتها في العصر الأموي، ولتبلغ أوج نشاطها وتألقها في الفترة الأندلسية ثم بعد ذلك في العصر العباسي.
وبالتأكيد يمكننا الآن تصور آلاف الدواوين الشعرية وآلاف الرواة الذين كانوا يروون هذا الشعر، وينقلونه من جيل إلى جيل، الأمر الذي سهّل كثيرًا بسبب طبيعة الشعر وسهولة حفظه وجريانِه على الألسنة من الحفاظ على الكلمات واستدعاء معانيها ومرادفاتها، بل إنّ كثيرًا من القصائد كانت تستدعي إلى الذهن قصائد أخرى تشبهها أو حتى تناقضها معنى أو وزنًا أو قافية، وهو ما يشبه دائرة مفتوحة لا تُغلق أبدًا تحتل فيها اللغة المركز.
ولا يتبقى الآن إلا أن يدرك العربي المعاصر التحدي الكبير الملقى على عاتقه في الحفاظ على لغته العربية من دون تعصب، وهو ما لن يكون إلا بإدراكه حجم التحديات التي تواجه هذه اللغة، ولعل أهمها تراجع الشعر في الوجدان المعاصر، واختلاط حابله بنابله، وضعف أدوات الذين يتصدون له كتابة وإبداعًا وتنظيرًا.
أشرف البولاقي كاتب مصري