هناك حزن لا يُعوض ولا يمكن التفكير فيه، كلما أتذكر ما تركه لنا الشهيد أشعر بالخوف والثقل لأني أعرف نفسي جيدا، ما الذي تركه لنا الشهيد محمد الفضل لنفعله؟ هذا الشهيد شخص من زمان آخر، هذا الرجل كان منارة ودليل للطريق، أنا أفوق عمره بسنوات لكنه كان يفوقنا في كل شيء. كان رجلا ناضجا معتدلا ولطيفا،

وكان قويا شجاعا ومقاتلا لا يشق له غبار.

كالنسمة من لطفه وكحد السيف في الحق. كل ذلك شأن وفكره واهتمامه بالقراءة والثقافة وعلاقاته شأن آخر، كان الشهيد أفضلنا في التنظيم وأقوى شخصية من كل أبناء جيله، منفتح يعرف العالم من حولنا

فقد رأيت رثاءه من كثيرين خارج السودان، هاتفني الماركسي والليبرالي بحزن يرثون هذا الشاب النادر

بل ورأيت دموع رجال هناك في أرض بعيدة سأخبركم بها، كان يعرف الكثيرين من كل الاتجاهات السياسية. هي أقدار الله في أخطر معركة مرت على تاريخ السودان. وحين أقول ذلك فإني أعلم جيدا ما أقوله: هذه معركة لم يوجد في تاريخ السودان أعظم منها.

فراغ هائل لشخص نادر لا مثيل له، فراغ لا يسده سوى تنظيم جماعي من إخوته وأخواته، هذه أمانته تركها لكم للعمل والصبر والمجاهدة والكفاح والحياة من أجل قيم سامية.

والله أكبر والعزة للسودان
رحم الله محمد الفضل

هشام عثمان الشواني

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شكراً ديبلوماسيتنا الأمينة بالرياض

جمال أحمد الحسن – الرياض 23 يوليو 2025م

يُقال أن الشيء من معدنه لا يُستغرب...
فشعب السودان أهل نخوة وفزعة -رغم ما شابهم من إعلام المليشيا التي حاولت جاهدة تغيير هذا الوجه الجميل الذي جعلنا ملوكاً بين شعوب العالم- فبحمد الله وتوفيقه قد تكشَّفت هذه المؤامرة واصطدمت بالقيم والمُثُل العليا التي زرعها السودانيون الأوائل بين شعوب الدنيا...

كثير ما نسمع لهجات الإستغراب والإستهجان من زملائنا العرب ولسان حالهم يقول من أين أتى هؤلاء؟؟؟ معقولة من بين هذا الشعب اللطيف المُسالم من يفعل هذه الطوام من سرقة ونهب وشفشفة وقتل وإغتصاب؟؟؟!!!
وردَّنا لهم أها براااااااااااكم قُلتُو معقول؟؟؟ فهؤلاء عملاً غير صالح وليسوا منا وإن لبسوا جلبابنا وتعمعموا بكدمولنا!!! هؤلاء ذئاب في أشكال بني آدميين!!!

ما إن جاء القرار الوزاري السعودي الذي يسبق كل مناسبة حج بعدم تجديد الزيارات العائلية (لجميع الجنسيات بما فيهم الجنسية السودانية)، إلا وتبارى عيال المُتمرد الهالك الذين إبتلانا الله بهم في الميديا تارةً يشمتون -أي نعم شماتة أبلة ظاظا الواااااااااحدة دي- وتارةً أُخرى يدبِّجُون روايات لدق إسفين بين هذا الشعب العظيم وقيادته الكريمة.. فوصل الحال بأحد أبواقهم الرخيصة أن أشاع بين دجاجه الإليكتروني بأن وشاية صدرت من مكتب رئيس الجمهورية الفريق أول عبد الفتاح البرهان للقيادة السعودية بأن أرجعوا لنا مواطنينا الزائرين لأن السودان أصبح آمناً مطمئناً يأتيه رزقه من السماء.. متناسين بأن قيادة الدولة لم تطلب من نازحي الولايات -حتى كتابة هذا المقال- بالرجوعِ إلى ديارهم وأن معظم رحلات العودة التي إنتظمت البلاد هي من مبادرات شخصية!!!!

وبالمقابل كان الخُلَّص من أبناء بلادي يسهرون الليل لإستثناء مواطنيهم من هذا القرار السنوي.. فكانت المخاطبات الرسمية التي قادها السفير دفع الله الحاج علي ولقائه بالسيد وزير الداخلية السعودي سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وتحرَّك شعبياً ناظر عموم الشايقية الناظر عثمان سيد أحمد بشير أغا والتقى بسفير المملكة العربية السعودية لدى السودان السيد/ علي بن حسن جعفر، إلى أن تكللت هذه الزيارات الماكوكية -صُحبة دعوات آباء وأمهات التلاميذ الممتحنين للشهادة الإبتدائية والمتوسطة- باستثناء أبناء الجالية السودانية (فقطَنْ) من هذا القرار ونزل برداً وسلاماً على العديد من الأُسر التي أعدَّت العُدَّة للعودة إلى ديارها...

صرَّح بهذا القرار الإستثنائي سعادة القُنصل العام لسفارة جمهورية السودان بالمملكة الشريف/ مصطفى الحُسين الشريف (مُرفق الفيديو) داعياً المواطنين الكرام للإلتزام والتقيُّد بضوابط الحج والعُمرة وقوانين ونظم الإقامة بالمملكة...

شكراً المملكة العربية السعودية، مليكها وولي عهده وحكومته وشعبه المِضياف.. شكراً سفارتنا بالرياض، شكراً ناظر عموم الشايقية...
والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين...
ونسأل الله أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وأن يرزق أهله من الثمرات.. وقريباً جداً سترجع الحياة إلى طبيعتها بالسودان ونعود إليه سالمين غانمين...

jamal.trane@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • شكراً ديبلوماسيتنا الأمينة بالرياض
  • منها حزب الله.. تقرير لـMiddle East Eye: الفصائل المسلحة تراجعت ولكنها لم تنته بعد
  • الأرض المباركة في خطبة الجمعة.. تأملات في تاريخ وتجليات سيناء
  • محمد مفقود... هل من يعرف عنه شيئاً؟
  • دراسة: الجهاز المناعي لكبار السن يستجيب جيدا لأدوية السرطان رغم ضعفه
  • العلياني: أحسن الله عزاءنا في تاريخ الشباب .. فيديو
  • الرئيس السيسي للدعاة: حفظ العهد مع الله ثم الوطن أعظم ما ننتظره منكم
  • دعاء سورة قل هو الله أحد.. ردده ولن يعرف الفقر والنكد عنوانك
  • السودان.. تاريخ المسارات الخاطئة والحروب الخاسرة
  • بالفيديو.. عكار تودع ابنها الشهيد محمود زيتون