يعكس قيم التسامح بالإمارات.. جامع الشيخ زايد الكبير يفتح متحف "نور وسلام"
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أعلن مركز جامع الشيخ زايد الكبير، عن فتح متحف "نور وسلام" أبوابه أمام الجمهور غداً الأربعاء، وذلك خلال مؤتمر صحفي انعقد اليوم في جامع الشيخ زايد الكبير.
وقال الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن "متحف نور وسلام ينطلق من رؤية الإمارات وقيادتها في إثراء المشهد الثقافي في الدولة وإحياء مكنونات الحضارة الإسلامية ونتاجها الذي يتسم بالتنوع والثراء، ويعكس عصورًا من العمق المعرفي في العلوم، والحرفية والإبداع في الفنون والآداب ويفصح في الوقت ذاته عن تشجيع الثقافة الإسلامية للعلوم والفنون، كما ينطلق من رؤية الدولة في إرساء مفاهيم التواصل الحضاري على أسس السلام والاحترام المتبادل ودورها الرائد كحاضن لقيم التسامح، وذلك من خلال التعبير عن جوهر الثقافة الإسلامية وما تتميز به من مفاهيم الوحدة والتقارب والوسطية".
وأضاف أن "المتحف صُمم ليجمع بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة لمجموعة منتقاة من القطع الأثرية والتحف والمعروضات ذات القيمة التاريخية الفنية والعلمية والأدبية؛ عبر خمسة مجالات حضارية تقدم تجارب سردية ملهمة تثري زيارة مرتادي الجامع".
وأشار إلى أن "المتحف يستهدف بمحتواه الثقافي المتنوع مختلف الثقافات والفئات شاملاً الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة والتراث والعلوم والفنون، ويقدم رسائله من خلال تجارب تفاعلية وحسية متنوعة شاملًا بذلك فئة الأطفال التي خصص لها مجموعة من التجارب الجاذبة التي تقرب إلى أذهانهم رسالة المتحف الحضارية في القسم المخصص للعائلة". قيم التسامح
وجرى خلال المؤتمر الصحفي استعراض أقسام المتحف، حيث يقدم القسم الأول من المتحف "قيم التسامح - فيض النور" رسائل التسامح والتعايش في الإمارات، والتي تمتد جذورها على هذه الأرض منذ أن استوطنها البشر قبل آلاف السنين، ورسختها رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحكمته.
القدسية والعبادةأما القسم الثاني فهو قسم "القدسية والعبادة – المساجد الثلاثة" ويتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم التعرف عن قرب أكثر الجوامع قدسية في العالم الإسلامي وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وعلى الجوانب المستلهمة منها في جامع الشيخ زايد الكبير على الصعيدين الروحي والمعماري.
القدسية والعبادةويحمل القسم الثالث من المتحف مسمى "القدسية والعبادة – روح الإبداع" ويسلط الضوء على الإنتاج العلمي والثقافي الثري للحضارة الإسلامية عبر العصور.
وسيمر الزوار بقسم العائلة الذي يوفر فرصة مميزة للعائلات لاستكشاف القصص بشكل جماعي ضمن أجواء تفاعلية ممتعة تجذب الأطفال ومن خلال تجارب حسية تتناول مواضيع عدة مثل بناء المسجد والأشكال الهندسية وطرق استخدام الاسطرلاب وغيرها.
ويأتي القسم الرابع من المتحف تحت اسم "جامع الشيخ زايد الكبير – التسامح والانفتاح" ويتضمن نموذجاً لجامع الشيخ زايد الكبير يتوسط المتحف ويجسد قيم السلام والتسامح والتنوع التي ينادي بها الدين الإسلامي تعلوه ثريا تحاكي ثريا الجامع أحد أبرز الملامح الجمالية في الجامع ويضم هذا القسم عدة محطات تفاعلية، تتيح للزوار استكشاف تفاصيل الجامع وقصة نشأته وجمالياته وبديع فنون العمارة الإسلامية التي تجلت بوضوح في جميع زواياه كما يطلع زائري المتحف على تجربة فريق عمل المركز ودور كل منهم في تجسيد رسالة الجامع ورؤيته الحضارية.
الوحدة والتعايشأما القسم الأخير في المتحف فيأتي تحت عنوان "الوحدة والتعايش" واستلهم تجربته من جماليات الجامع وأحد أبرز تفاصيله التي تنطوي على رسالة الوحدة والتعايش وهي تصاميم الزهور المستوحاة من أنحاء مختلفة في العالم حيث يقدم هذا القسم تجربة تفاعلية جاذبة وملهمة تتيح للزائر ربط منطقته الجغرافية في أي مكان في العالم بقيم الجامع وفنونه.
أول مسكوكة إسلاميةويزخر المتحف بمجموعة منتقاة من التحف والمعروضات التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة وتتمحور حول مواضيع متنوعة ومن أهم ما تشمل معروضات المتحف جزء من حزام الكعبة المشرفة “القرن 20” ودينار عبدالملك بن مروان، أول مسكوكة إسلامية ذهبية "77 هـ" وكتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد "1296م /695هـ" ويتناول تخريج أحاديث موطأ الإمام مالك من الحديث الشريف ومدونات الفقه الإسلامي وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق “القرن 9-10م” وكتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار “القرن 14م” واسطرلاب أندلسي "القرن 14م" إضافة إلى المجموعة الشخصية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وغير ذلك من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة والأطروحات العلمية والطبية والزخارف والخطوط والأعمال الفنية المعدنية والخشبية والرخامية والمنسوجات وعدد من الأعمال الفنية المعاصرة.
عالم من نوركما تشكل تجربة "ضياء التفاعلية - عالم من نور" التي تتضمن عرضاً ضوئياً تفاعلياً بتقنية 360 درجة، إضافة نوعية للتجارب الثقافية في المركز إذ تقدم رسالتها من خلال مؤثرات صوتية وحسية مصحوبة بالرياح لمنح الزائر الفرصة لخوض تجربة حسية غامرة وملهمة تبدأ بالفضاء المستنير بنجوم السماء إلى أرض الإمارات العربية المتحدة وإرثها الأصيل حيث تتطلب تصميم التجربة استخدام ما يزيد على المليار والنصف المليار من الوحدات الضوئية.
وتعزيزاً لمضمون المتحف وإثراءً لمجموعته الثقافية أصدر المركز، كتاب "نور وسلام رحلة الإيمان والإلهام والتعايش" بنسختيه العربية والإنجليزية، إذ ستتم إتاحة اقتنائه قريباً في كلٍ من متجر "نور وسلام" ومكتبة الجامع المحاذيين للمتحف في "قبة السلام" بمركز جامع الشيخ زايد الكبير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جامع الشيخ زايد الكبير الإمارات جامع الشيخ زايد الكبير جامع الشیخ زاید الکبیر قیم التسامح نور وسلام من خلال
إقرأ أيضاً:
"مراكب الشمس".. تُشرق في المتحف المصري الكبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
المتحف المصري الكبير أعلن مؤخرًا عن اكتمال تجهيز مركب الملك خوفو للعرض في المتحف الخاص بمراكب الشمس الملحق بالمتحف الكبير، وكان الآثاريون المصريون قد عثروا عام 1954م بالقرب من قاعدة هرم الملك خوفو الجنوبية على حفرتين مسقوفتين، في قاع إحداهمما سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، عدد أجزاء المركب بلغ 1224 قطعة خشبية لم ينقصها أي جزء ولها 10 مجاديف وزعنفتي توجيه ومقصورة.
تم تركيب مركب الشمس الأولى والتي بلغ طولها 42 مترا، وسميت بمركب الشمس، ومركب خوفو، وهي مراكب جنائزية تستخدم في مصر القديمة للذهاب لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة، والأسطورة تقول أن «رع» عند شروق الشمس يكون طفلًا «خبري»، وعند الظهيرة يصير رجلا كاملا «رع»، وفي المساء يصبح عجوزًا «أتوم»؛ واعتقد المصري القديم أنه كان يركب مركبين، وهي مراكب رع الذي هو قرص الشمس يعبر بها النهار حيث يعلو في السماء، ثم يختفي عن الأنظار وقت الغروب ويبدأ رحلة البحر السماوي خلال الليل.
وتلك الرحلة تخيل منها المصري القديم العديد من الأساطير تصف إحداها شروق الشمس على الشاطئ الشرقي البعيد وتحييه فرقة من القردة بمجرد ظهور قرص الشمس فوق المياه، حيث تستيقظ تلك الحيوانات مع أول ضوء فترقص طربًا لذلك الظهور، حيث أن القردة كانت مقدسة لدى قدماء المصريين.
يركب رع سفينته النهارية التي تبحر به عبر السماء حتى المساء، ثم ينتقل من سفينته النهارية إلى سفينة الليل التي تبحر به في العالم السفلي، قبل شروقه مره آخرى في يوم جديد، حيث انتشرت في مصر القديمة عبادة الشمس، وعلى الأخص في شمال مصر في عهد الملك خوفو؛ وبدأ الملوك في تسمية أنفسهم بابن رع منذ عصر الملك خا إف رع، أي في عصر بناة الأهرام، وظلت هذه القوارب الشمسية في الألقاب الملكية حتى نهاية التاريخ المصري القديم.
في هليوبوليس كان المقر الرئيسي لعبادة رع، والذي كان يرأس التاسوع المقدس باسم أتوم، وترأس رع مجموعة الألهة الرسمية في شمال البلاد خلال الأسرة الخامسة.
أما في الجنوب فكانت تغلب عبادة أمون ومع الوقت تم توحيدهما في عبادة رع، وعندما تربع أمنحوتب الرابع خلال الأسرة الثامنة عشر، على عرش مصر فكر في أن يكون قرص الشمس هو الإله الأوحد وسماه آتون وترك عبادة أمون رع، وغير اسمه الشخصي إلى إخناتون ودعى لعبادة أتون؛ وبنى مدينة أخيتاتون ليبتعد عن كهنة أمون الموجودين في طيبة، ورمز لإلهه آتون بقرص الشمس داعيا للتوحيد.
تم العثور في محيط الهرم الأكبر على 7 حفرات أخرى تحوي بعضها المراكب، خمس منها تتبع هرم خوفو واثنان يتبعان أهرام الملكات، وقد وجدت حفرتي مراكب الشمس جنوب هرم خوفو في حالة جيدة ومغلقة، وتم إخراج أجزاء مركب شمس من الحفرة الشرقية وأعاد تركيبها المرممين المصريين في 10 سنوات، والحفرة الثانية تم فحصها عام 1987م وتحوي مركب شمس كاملة مفككة، وحاليًا هناك مشروع كبير لإعادة تركيبها.
وجدت على أحجار الإغلاق كتابات هيروغليفية عديدة من العمال المصريين القدماء؛ من ضمنها أسماء مجموعات العمال التي كانت مسؤولة عن نقل تلك الأحجار، وكذلك 10 من الخراطيش تحمل اسم خفرع الذي حكم بعد خوفو وتاريخ وضع المراكب «السنة 11 للتعداد».
استنتج الباحث «فرنر» من ذلك أن بعض أجزاء مجمع الهرم قد تمت بعد وفاة خوفو، ولكن باحث آخر ويدعى «هاس» فيعتقد أن التاريخ المسجل على الأحجار ينتمي إلى عهد خوفو، وعلى ذلك فيكون التسجيل على حجارة الإغلاق قد تم في عهد الملك خوفو، وبما أن خوفو حكم مصر 13 عام فتكون تلك الحجارة قد جهزت في عهده وخزنت، حتى جاء وقت موته ودفنه.
كذلك لا يستند التوقيت على الحجارة مع فترة حكم خفرع إذ أنه حكم مصر لمدة 21 عامًا ولو كان وضع مراكب الشمس في عهد خفرع لكان ذلك متأخرا جدا عن الطقوس الجنائزية التي أجريت لدفن خوفو.