الاحتلال يمضي قدما في خطة الجنرالات
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الثلاثاء أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه المستمر على شمال قطاع غزة، يطبق بشكل تدريجي ما تعرف بخطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي قطاع غزة، وأنه يمنع عودة المهجرين إلى ديارهم في جباليا.
جاء ذلك في التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي يقوم بجولات مرافقة لقوات الاحتلال في عدوانها المستمر في غزة ولبنان وحتى سوريا.
وقال التقرير إنه حسب خطة جيش الاحتلال، من المتوقع أن يظل الثلث الشمالي من قطاع غزة مقطع الأوصال، ولا يسمح لسكانه المهجرين بالعودة، ما لم يغير اتفاق تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الصورة.
وأضاف أن هذه الخطة "لا تقتصر على العمليات القتالية فحسب، بل تتضمن منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم في بعض المناطق التي تم تدميرها أو تأثرت بشدة من جراء العمليات العسكرية. وفي مقدمة هذه المناطق تقع مدينة جباليا ومحيطها، إلى جانب مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا".
وأرجع زيتون سلوك الجيش إلى أن هذه المناطق "تطل على مستوطنات إسرائيلية". كما وصف التقرير ما يجري في شمال غزة بأنه خطة عسكرية ممنهجة للقضاء على المقاومة على أساس "خطة الجنرالات" التي صاغها اللواء الاحتياطي غيورا آيلاند.
إعلانوأضاف أن هذه الخطة "تركز على تطهير مناطق غزة من "العدو" بطريقة منهجية، بحيث يتم تدمير البنية التحتية لحركة حماس في تلك المناطق، مع فرض سياسة إخلاء للمدنيين ومنع عودتهم إلى مناطق تم تطهيرها".
وأشار زيتون إلى أن شمال غزة شهد نزوحا جماعيا للسكان، وزعم أن عدد السكان الذين تم ترحيلهم من هذه المناطق بنحو 65 ألف شخص، تم دفعهم إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، خاصة إلى مدينة غزة التي أصبحت نقطة تجمع رئيسية للاجئين.
ونقل التقرير -عن مصادر بالجيش الإسرائيلي- أنه "سيتم الحفاظ على منطقة شمال غزة كمنطقة خالية من السكان لفترة طويلة، إلا إذا طرأت تغييرات كبيرة على الوضع السياسي، أو تم التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس قد يغير من الواقع القائم".
ولفت المحلل العسكري إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تغريدة له، قال فيها "بعد أن نهزم حماس، سنسيطر على غزة كما هو الحال في يهودا والسامرة"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تؤكد السياسة إسرائيلية بعدم السماح بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على إسرائيل في تلك الفترة.
وبحسب ما أكده زيتون، فإن الحكومة والجيش الإسرائيليين يسعيان "إلى الحد من قدرة حماس على إعادة تجميع صفوفها وتشكيل تهديد عسكري جديد، ويعتبران ذلك خطوة ضرورية لضمان عدم استعادة حماس قوتها العسكرية، حيث إن عودة المدنيين إلى المناطق القريبة من معاقل حماس قد تسهم في إعادة بناء قدرتها على التحرك والتخطيط".
ويشرح المحلل العسكري خطة الجيش الإسرائيلي بالقول إنه "من المرجح أن يحقق الجيش الإسرائيلي الجزء الرئيسي والأهم من خطة الجنرالات: التطهير المنهجي لمناطق واسعة في شمال قطاع غزة من العدو الواحدة تلو الأخرى، دون إعادة سكان القطاع إلى ديارهم. والسبب في ذلك هو أنه لكي تنجح حماس في إعادة التأهيل والتعافي، فإنها تحتاج إلى شرطين: وجود سكان غزة بالقرب من نشطائها وقادتها، وغياب حكومة بديلة في قطاع غزة".
إعلانولكنه في المقابل ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية التي ترفض إسرائيل إقامة بديل حاكم لحماس، وقال "إذا لم تتغير هذه السياسة، فمن المتوقع أن يبقى نظام حماس في غزة لسنوات قادمة، فضلا عن أن خطة الجنرالات ستثير انتقادات من الداخل والخارج".
ويختم بالإشارة إلى تداعيات هذه الخطة، ويقول "من المتوقع أن يبقى الشمال الغزي منطقة غير مأهولة لفترة طويلة، وأن تكون المناطق الجنوبية هي المنطقة الوحيدة التي ستستوعب سكان غزة في حال استمرت العمليات العسكرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات خطة الجنرالات قطاع غزة أن هذه
إقرأ أيضاً:
جريمة حرب .. بيان عاجل من حماس بعد قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة
أدانت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الأحد، قصف الطيران الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في مدينة غزة، واصفة ذلك بأنه "جريمة حرب".
وقالت الحركة في بيان لها: "قصف مستشفى المعمداني وتدمير طائرات الاحتلال لمبنى الاستقبال والطوارئ، وتشريد المرضى والجرحى فيه؛ جريمة حرب جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الفاشي، ضمن مسلسل جرائمه الوحشية التي يرتكبها في قطاع غزة".
وأضاف البيان: "هذه الجريمة الوحشية تؤكّد من جديد أننا أمام كيان إجرامي مارق على كل القوانين والأنظمة والأعراف الإنسانية، ويعمل بغطاء وتواطؤ أمريكي في ظل تعطيلٍ كامل لكافة أدوات المحاسبة الدولية".
وحملت حركة حماس " الإدارة الأمريكية المسؤولية كاملة عن جريمة الاحتلال الوحشية في مستشفى المعمداني، ونؤكّد أنها لم تكن لتقع لولا الضوء الأخضر الممنوح لها من واشنطن".
وتابع البيان: "على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومؤسساتها، ودولنا العربية والإسلامية؛ التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية، وتحمّل مسؤوليتهم السياسية والأخلاقية لإنهاء هذه الإبادة الوحشية المستمرة في القطاع. شعوب الأمتين العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، أمام مسؤولية تاريخية اليوم، لمنع هذا الاستفراد الإجرامي بشعبنا الفلسطيني في غزة والإمعان في إبادته والتنكيل به، عبر تصعيد الحراك الجماهيري في كافة الساحات والميادين، والضغط بكل الوسائل لوقف المجزرة الوحشية في قطاع غزة".
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، المستشفى المعمداني، وسط مدينة غزة، الذي يخدم أكثر من مليون فلسطيني، متسببا بمعاناة عشرات المرضى والجرحى خرجوا إلى الشوارع المحيطة بالأسرة الطبية، دون علاج أو مأوى.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بأن صاروخين أصابا مبنى داخل المستشفى بعد مهلة قصيرة، طلب خلالها الجيش الإسرائيلي إخلاء المستشفى.
واستهدف القصف مبنى يضم أقسام الباطنة والمختبر والصيدلة.
ولا توجد مستشفيات بديلة في مدينة غزة لاستقبال المرضى الذين تم إخلاؤهم، لا سيما بعد تدمير الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء بغزة، خلال اجتياح المدينة.