كابل– في يوم الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول الحالي، شهدت العاصمة الأفغانية كابل تفجيرًا انتحاريًا داخل مبنى وزارة شؤون المهاجرين أودى بحياة خليل الرحمن حقاني، وزير شؤون المهاجرين في حكومة تصريف الأعمال التابعة لحركة طالبان.

يُعتبر هذا الاغتيال حدثًا ذا أهمية، ليس فقط بسبب موقع خليل الرحمن السياسي، ولكن أيضًا لكونه شخصية محورية في حركة طالبان وداخل فصيل شبكة حقاني، وهي إحدى أبرز الفصائل داخل حركة طالبان.

ويشكل هذا الحادث أيضا تحديا لاستقرار الحركة ويثير تساؤلات حول تداعياته على المشهد الأمني والسياسي في أفغانستان.

واشنطن صنفت خليل الرحمن حقاني (يمين) إرهابيا عالميا في عام 2011 (الفرنسية) مَن حقاني؟

خليل الرحمن حقاني الذي اغتيل في عمر تجاوز السبعين عاما هو من مواليد ولاية بكتيا في الجنوبي الشرقي من أفغانستان، وينتمي إلى قبيلة "زدران" البشتونية التي تسكن المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وهو كبير عائلته التي لها تأثير كبير في حل النزاعات القبلية ومعالجة القضايا على المستوى المجتمعي.

كما أنه أحد القادة الكبار داخل حركة طالبان، وهو عم سراج الدين حقاني، وزير الداخلية الحالي وزعيم ما يسمى بشبكة حقاني والأخ الأصغر للراحل الشيخ جلال الدين حقاني أحد القادة الكبار للمجاهدين في مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي.

ويعرف عن أسرة جلال الدين حقاني في أفغانستان أنها قادرة على الصفح عن الأعداء والخصوم و فتح أبواب جديدة في العلاقات.

إعلان

عُرف خليل الرحمن حقاني بدوره القيادي في العمليات العسكرية والشؤون التنظيمية خلال الجهاد الأفغاني ضد السوفيات وأيضا داخل جناح حقاني في حركة طالبان أثناء مقاومتها ضد القوات الأميركية والناتو خلال السنوات العشرين من الغزو الأميركي لأفغانستان.

وكان يُعتبر أحد الجسور التي تربط بين القيادة التقليدية لطالبان والفصيل العسكري المسمى بجناح حقاني، كما كان حريصا على المصالحة والتفاهم مع معارضي طالبان مستفيدا من اتصالاته الواسعة مع مختلف الأطراف الأفغانية، الأمر الذي جعله يقوم بدور الوساطة في تقريب وجهات النظر وفض الخلافات والنزاعات ودعوة المعارضين لحكم طالبان إلى العودة إلى أفغانستان.

ولعب حقاني دورًا رئيسيًا في إدارة شؤون المهاجرين بعد عودة طالبان إلى السلطة، حيث تسلّم  ملف إحدى أكثر القضايا تعقيدًا في أفغانستان كوزير لشؤون المهاجرين والعائدين.

ولجناح حقاني، الذي كان خليل الرحمن حقاني الشخصية الثانية في قيادته، تاريخ طويل من العمليات العسكرية المعقدة خاصة في مجال حرب العصابات، بما في ذلك هجمات بارزة ضد قوات حلف الناتو والقوات الأفغانية قبل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس/آب 2021، وتعتبر هذه الشبكة حجر الزاوية في بنية نظام طالبان العسكري.

ونظرا لأهمية خليل الرحمن حقاني في مواجهة الغزو الأميركي، أعلنت الولايات المتحدة في عام 2011 حقاني كـ"إرهابي عالمي" مُصنَّف بشكل خاص، ووضعت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار على رأسه.

أسباب الاغتيال

أعلنت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الدولة مسؤوليتها عن التفجير الذي أودى بحياة الوزير خليل الرحمن حقاني داخل مجمع وزارة شؤون اللاجئين في وسط كابل، والذي نفذه انتحاري انتحل صفة شاب مصاب بكسر في اليد يطلب مساعدة الوزير ثم فجر نفسه بحزامه الناسف.

وأكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال في بيان، أن "الخوارج" هم من نفذوا عملية اغتيال حقاني. وتستخدم حركة طالبان مصطلح "خوارج" لوصف مقاتلي تنظيم الدولة – خراسان.

إعلان

ويعتبر تنظيم الدولة – خراسان، وهو العدو الرئيسي لطالبان، الهجمات على الشخصيات البارزة وسيلة لإضعاف الحكومة وإظهار فشلها في تأمين البلاد، واغتيال حقاني قد يكون جزءًا من إستراتيجية أوسع للتنظيم لاستهداف قادة طالبان البارزين.

بعد سيطرة طالبان على الحكم في أغسطس/آب 2021، واصل تنظيم الدولة – خراسان عملياته ضد النظام الجديد، ورغم أن التفجيرات الكبيرة أصبحت قليلة مقارنة مع السابق، فإن التنظيم تبنَّى العام الماضي الهجوم الذي أودى بحياة والي طالبان في ولاية بلخ الشمالية. وبعد بضعة أشهر، تم اغتيال نائب والي ولاية بدخشان الواقعة في شمال شرق أفغانستان.

ويعتقد بعض المراقبين أن تنظيم الدولة يُعد أحد أبرز المستفيدين من زعزعة استقرار طالبان، لأن التنظيم الذي يروج لنفسه كبديل لها، يسعى لاستغلال أي ضعف داخل الحركة لتعزيز موقعه، والاغتيال الأخير قد يكون إشارة واضحة إلى عودة التنظيم إلى إستراتيجياته التقليدية المتمثلة في استهداف القادة الكبار في حركة طالبان، مما سيضع الحركة أمام اختبار جديد لقدرتها على إدارة البلاد وتماسكها الداخلي.

تشير بعض التقارير إلى وجود انقسامات بين الأجنحة المختلفة لطالبان، فمنذ عودتها إلى الحكم تواجه الحركة تحديات في الحفاظ على وحدة صفوفها بين المعتدلين الذين يسعون لتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، والتعامل المرن مع الملفات الداخلية، مثل مشكلة منع تعليم وعمل المرأة، والجناح المتشدد في الحركة بقيادة زعيمها الشيخ هبة الله آخوند زاده الذي يرفض تقديم أي تنازلات سواء في القضايا الداخلية أو العلاقات مع الخارج.

وكان خليل الرحمن حقاني يصنف بأنه من التيار المعتدل داخل قيادات الحركة، ويرى بعض المحللين أن حقاني بسبب شبكته القوية وعلاقاته الواسعة ومواقفه المعتدلة مقارنة بغيره من قيادات طالبان، ربما كان يُنظر إليه كتهديد من قبل بعض الشخصيات والأجنحة داخل الحركة.

إعلان

تورط أطراف خارجية

القوى الإقليمية والدولية قد يكون لها دور في هذا الحدث، خاصة إذا كان هناك طرف مستفيد من إضعاف أو زعزعة استقرار حكومة طالبان.

وفي كلمة له في مراسم دفن الوزير خليل الرحمن حقاني، أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أمير خان متقي إلى احتمال وجود أياد خارجية وراء الاغتيال قائلا "إن الدول التي تمنح المأوى والدعم للخوارج ستحترق بنار الفتنة التي أشعلوها".

وفي إشارة إلى دول خارجية دون ذكر اسمها، قال متقي "إن الهجمات التي شنتها عناصر داعش في أفغانستان خلال العام الحالي تم التخطيط لها خارج أفغانستان".

ويذكّر هذا التصريح من وزير الخارجية الأفغاني بما سبق أن اتهمت فيه كابل إسلام آباد بأن تنظيم الدولة يستخدم أراضيها للقيام بأعمال إرهابية في أفغانستان.

يقول الصحفي الباكستاني المقرب من السلطات في إسلام آباد، حسن خان، إن "اتهام الأطراف الخارجية بالتورط في اغتيال خليل الرحمن سابق لأوانه، وكان ينبغي أن ينتظر الوزير الأفغاني نتيجة التحقيقات في مقتل زميله في حكومة تصريف الأعمال".

التداعيات المحتملة

ورغم نفي المسؤولين في طالبان وجود أي يد داخل الحركة في اغتيال خليل الرحمن حقاني، يقول شخص مقرب من حركة طالبان في كابل للجزيرة نت فضل عدم ذكر اسمه: "إذا تبين وجود تورط داخلي في الحادث، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد الانقسامات داخل الحركة، وقد يضعف قدرة طالبان على إدارة البلاد بشكل موحد".

ويعزز هذا الاحتمال طبيعة شخصية خليل الرحمن حقاني الذي كان يمثل عنصر توازن داخل حركة طالبان بشكل عام وداخل جناح حقاني بشكل خاص، ولا شك أن فقدانه قد يترك فراغًا في القيادة ويؤدي إلى إعادة ترتيب الأدوار، وربما ظهور صراعات على السلطة داخلها.

كما أن حادث اغتيال بهذا المستوى قد يؤدي إلى إعادة تقييم طالبان لسياساتها الأمنية، وربما يزيد من مستوى القمع الداخلي لمحاولة ضبط الأوضاع، خاصة أن نجاح تنظيم الدولة في تصفية قائد كبير في طالبان قد يشجع التنظيم على تنفيذ المزيد من الهجمات ضد قادة الحركة، مما سيؤدي إلى تصعيد دائرة العنف في أفغانستان.

إعلان

اغتيال خليل الرحمن حقاني يمثل اختبارًا حقيقيًا لوحدة حركة طالبان وانسجامها الداخلي في هذه المرحلة الحرجة، لأن الحركة تواجه ضغوطًا متعددة من الداخل والخارج، ويأتي هذا الحادث ليزيد من تعقيد المشهد.

التداعيات المحتملة تشير إلى أن أفغانستان قد تكون على أعتاب موجة جديدة من عدم الاستقرار إذا لم تتمكن طالبان من احتواء الموقف ومعالجة أسبابه العميقة، ويبقى السؤال المهم: "هل ستتمكن حركة طالبان من الحفاظ على تماسكها في وجه هذه التحديات والعبور منها بسلام؟".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حکومة تصریف الأعمال خلیل الرحمن حقانی شؤون المهاجرین فی أفغانستان تنظیم الدولة داخل الحرکة حرکة طالبان حقانی ا

إقرأ أيضاً:

أفغانستان تستأصل الأفيون لصالح زراعات بديلة بمساعدة تركية

كابل- تواجه أفغانستان تحديًا كبيرًا لتقليص زراعة الأفيون التي تسهم بشكل رئيسي في اقتصاد البلاد، لكنها تساهم كذلك بشكل كبير في انتشار تجارة المخدرات المؤثرة على الأمن الإقليمي والدولي.

وبعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، أعلنت الحركة نيتها القضاء على زراعة الأفيون، لكن التقارير تشير إلى استمرار هذه الزراعة في بعض المناطق.

وفي هذا السياق، تأتي المبادرات الدولية، مثل تلك التي تطرحها تركيا، لتقديم دعم عملي للمزارعين الأفغان من خلال برامج الزراعة البديلة، في محاولة للحد من تأثير تجارة المخدرات.

واقع زراعة الأفيون في أفغانستان

قبل سيطرة طالبان في أغسطس/آب عام 2021، كانت أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم، حيث كانت تُزرع حوالي 250 ألف هكتار من الأراضي بهذه المخدرات.

وفقًا للأمم المتحدة، كان إنتاج الأفيون يشكل حوالي 80% من الإنتاج العالمي، حيث بلغ الإنتاج في عام 2020 حوالي 6400 طن.

وكانت تجارة الأفيون تُعد مصدر دخل رئيسيا للعديد من الأسر في أفغانستان، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها طالبان.

ما بعد سيطرة طالبان

بعد وصول طالبان إلى الحكم في أغسطس/آب 2021، تعهدت الحركة بالقضاء على زراعة الأفيون تمامًا، وأصدرت حظرًا على زراعته في المناطق التي تسيطر عليها، وعلى الرغم من اتخاذ الحكومة الأفغانية بعض الإجراءات مثل تدمير المحاصيل وحظر الزراعة في بعض المناطق، إلا أن الواقع يشير إلى تراجع طفيف فقط في المساحات المزروعة بالأفيون.

إعلان

وفي بداية تطبيق الحظر، تراجعت زراعة الأفيون بصورة ملحوظة، وتم تقليص المساحات المزروعة بشكل كبير.

وحسب تقارير الأمم المتحدة، تراجعت زراعة الأفيون بـ95% في عام 2023 مقارنة بعام 2022، لكنها عادت للانتعاش عام 2024 بنسبة 19%، حيث تمت زراعة حوالي 12 ألفا و800 هكتار، وهو ما يشير إلى تحول مراكز الإنتاج إلى مناطق مثل ولاية بدخشان في الشمال الشرقي.

هل نجحت الحكومة الأفغانية في القضاء على زراعة الأفيون؟

وفقًا للتقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ثمة تراجع طفيف في زراعة الأفيون بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20%.

ولا تزال ثمة تحديات كبيرة في تطبيق الحظر في المناطق النائية مثل قندهار وهلمند، حيث يظل الأفيون مصدر دخل رئيسيا للعديد من المزارعين الذين يعانون من صعوبة في العثور على بدائل اقتصادية لهذا النشاط الذي كان يشكل لهم مصدر رزقهم الأساسي.

دور الحكومة الأفغانية

رغم الحظر الذي فرضته، فقد واجهت الحكومة الأفغانية صعوبات في تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الأفيون كمصدر دخل.

وتزعم  بعض التقارير أن بعض أفراد الحركة قد يكونون متورطين في تجارة الأفيون بشكل غير رسمي، ما يعقد جهود مكافحة زراعته، يضاف إلى ذلك أن عدم توفر برامج دعم كافية للمزارعين قد جعل من الصعب الانتقال إلى زراعات بديلة.

جهود دولية

تواصل الأمم المتحدة ووكالة مكافحة المخدرات الأميركية تقديم الدعم لمكافحة المخدرات في أفغانستان، بجانب برامج تركية تهدف إلى دعم المزارعين للتوجه نحو  الزراعة البديلة مثل توزيع البذور المعدلة والمعدات الزراعية في مناطق كولاية لوغر.

وتُعد هذه المبادرات جزءًا من جهود دولية تسعى إلى توفير بدائل اقتصادية للمزارعين بهدف تقليص الاعتماد على الأفيون.

المبادرة التركية للزراعة البديلة

في إطار مساعداتها المستمرة لأفغانستان، قدمت تركيا دعمًا مستمر للمزارعين من خلال برامج الزراعة البديلة، التي تهدف إلى تشجيع المزارعين على زراعة محاصيل مفيدة بدلاً من الأفيون.

وفي ولاية لوكر جنوب شرق العاصمة الأفغانية كابول، تم تنظيم برنامج بهدف توزيع البذور المعدلة والمواد الكيميائية الزراعية بالتعاون مع وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) ومنظمة التعاون الإسلامي.

إعلان

وأشار نائب سفير تركيا في كابل، بلال أمره بيرال إلى أن تركيا ستواصل تقديم الدعم الإنساني والتنموي لأفغانستان.

بدوره، قال نائب وزير الزراعة والري والثروة الحيوانية الأفغاني، أعظم الدين عثماني، إن العمل جار على ميكنة القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع إنشاء 700 سد مائي صغير لتحسين إدارة المياه في البلاد.

وفي حديثه للجزيرة نت، قدم أعظم الدين عثماني، تفاصيل إضافية حول الجهود المبذولة في قطاع الزراعة وتحديات الزراعة البديلة في أفغانستان، مؤكدًا أهمية الشراكة مع تركيا والمنظمات الدولية في هذه المجالات.

وقال عثماني "تعتبر الزراعة البديلة جزءًا أساسيًا من خطتنا لمكافحة زراعة الأفيون في أفغانستان. نحن نعمل في وزارة الزراعة على تنويع المحاصيل الزراعية لدعم المزارعين الذين كانوا يعتمدون في السابق على الأفيون كمصدر رئيسي للدخل. نحن نشهد تقدمًا جيدًا في بعض المناطق، لكن الأمر يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين".

وأضاف أن الوزارة تعمل حاليًا على تنفيذ خطة خمسية تشمل مشاريع الزراعة البديلة التي تهدف إلى تحسين القدرة الإنتاجية الزراعية في البلاد.

وتابع عثماني "إحدى أكبر التحديات التي نواجهها هي التحول من زراعة الأفيون إلى زراعة محاصيل بديلة. يعتمد العديد من المزارعين على الأفيون كدخل رئيسي لهم، وبالتالي يحتاجون إلى دعم مكثف للانتقال إلى محاصيل أخرى. لذلك، نحن نعمل على تقديم التدريب التقني والمساعدة الفنية لضمان نجاح هذه التحولات".

وأشار إلى أن برنامج الزراعة البديلة يتضمن دعمًا في شكل بذور محاصيل بديلة مثل القمح والشعير والذرة، فضلا عن المعدات الزراعية التي تساعد المزارعين على تحسين إنتاجهم.

تحديات لمواجهة زراعة الأفيون

وتحدث عثماني عن التحديات المناخية التي تواجهها أفغانستان في ما يتعلق بإدارة الموارد المائية، موضحًا أن نقص المياه يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن الغذائي.

إعلان

وقال "نحن ندرك تمامًا أن إدارة المياه تعتبر من أكبر التحديات التي نواجهها، وهذا هو السبب في أننا بدأنا في بناء السدود الصغيرة وتوسيع استخدام تقنيات الري الحديثة لتحسين إدارة الموارد المائية".

وأكد عثماني أن الحكومة الأفغانية تعمل على شراكات استراتيجية مع دول مانحة مثل تركيا، بهدف تحقيق الأمن الغذائي في البلاد على المدى الطويل.

وقال "نعلم أن النجاح في القضاء على زراعة الأفيون يتطلب جهدًا مشتركًا من الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي. ومن خلال هذه الشراكات، نأمل أن نتمكن من تقديم فرص بديلة مستدامة للمزارعين، ما يساعد على تقليل تجارة المخدرات وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة".

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن الوزارة تعمل على تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في الزراعة البديلة، مؤكدًا أن ثمة حاجة لتطوير السوق المحلي والمحافظة على الموارد الطبيعية في الوقت ذاته.

وأضاف "نسعى لبناء اقتصاد أفغاني مستدام بعيدًا عن تجارة المخدرات، من خلال تطوير القطاع الزراعي وزيادة القدرة التنافسية للمزارعين الأفغان في الأسواق العالمية".

وكشف عن ضبط أكثر من ألف كيلوغرام من المواد المخدرة في بدخشان شمالي أفغانستان في عملية خاصة نفذتها قوات إدارة مكافحة المخدرات في هذه الولاية.

من جانبه، قال قائد الشرطة في ولاية بدخشان، عزيز الله عمر، "تمكنا من اعتقال مُهربين للمخدرات ومعهم 1100 كيلوغرام من الأفيون أثناء عملية نقلها من منطقة أرغو".

وأشار مدير إدارة مكافحة المخدرات في قيادة شرطة ولاية بدخشان، شفيق الله حفيظي إلى أن إدارة مكافحة المخدرات في الأسبوع قبل الماضي تمكنت من إلقاء القبض على 11 شخصًا من مهربي المخدرات وتجارها، وتم تسليمهم للقانون.

وفي السياق، طالب عدد من المتعاطين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات علاج الإدمان الحكومة الأفغانية بالتصدي لزراعة المخدرات وتهريبها.

إعلان

وقال أبو بكر عظيمي، أحد المدمنين "على الحكومة أن تتخذ إجراءات قوية ضد مهربي المخدرات، لأنهم المصدر الرئيسي للفساد. كلما انتشرت تجارة الأفيون، زادت معها ظواهر العنف والجريمة، التي لا تؤثر فقط على المدمنين ولكن على المجتمع ككل. إنه من الضروري أن يكون هناك إجراءات صارمة ضد هؤلاء المهربين".

وقال أحمد خان، مدمن آخر "يجب أن تتخذ الحكومة قرارًا حاسمًا لاستئصال زراعة الأفيون من الأرض. هذا هو الحل الوحيد للحد من المخدرات في أفغانستان. نحن، كمدمنين، نعلم تمامًا كم من المعاناة نعيشها بسبب هذا المرض، وما نحتاجه هو بيئة خالية من هذه المواد السامة كي نتمكن من التعافي وبناء حياة جديدة".

مقالات مشابهة

  • عطل فني بالجانب التركي يوقف الحركة بمعبر إبراهيم الخليل في كوردستان
  • توقف الحركة التجارية ومرور الأشخاص في معبر إبراهيم خليل بين تركيا وكردستان
  • إنجاز لبناني في الأمن السيبراني.. طالبان اكتشفا ثغرات في أنظمة أمازون وميتا ولينكد إن
  • باكستان وأفغانستان.. أزمات متفاقمة ومستقبل غامض
  • منحة دولية لحركة طالبان من أجل مكافحة تغير المناخ
  • أزمة الكهرباء في أفغانستان.. معاناة مستمرة وحلول محدودة
  • هجوم بسيارة مفخخة في باكستان يقتل 5 ويصيب 30 من القوات شبه العسكرية
  • طالبان تحصل 10 ملايين دولار لمكافحة تغير المناخ
  • طالبان تفصل الزوجين البريطانيين المحتجزين وتنقلهما إلى سجن شديد الحراسة
  • أفغانستان تستأصل الأفيون لصالح زراعات بديلة بمساعدة تركية