تستعد موريتانيا لاستضافة اجتماع تشاوري يوم غدٍ الأربعاء، لمناقشة الأوضاع الحالية في السودان و توحيد المبادرات المطروحة لحل الأزمة و إنهاء الحرب التي تعصف بالبلاد.

الخرطوم ــ التغيير

و كشف سفير السودان لدى القاهرة، عماد عدوي، في تصريح لتلفزيون «الشرق»، عن تنظيم اجتماع مهم غدًا الأربعاء في موريتانيا يهدف إلى توحيد جميع المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية.

و أوضح أن هذا الاجتماع يأتي بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر في السودان.

ومن المقرر أن يضم الاجتماع عددًا من الدول المعنية والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، لتبادل الآراء حول سبل التوصل إلى حل سلمي للأزمة. يأتي هذا الاجتماع في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف من تداعيات الصراع على الأمن والاستقرار في المنطقة.

حيث تستعد موريتانيا لاستضافة هذا الاجتماع الاستشاري الدولي في العاصمة نواكشوط يوم الأربعاء 18 ديسمبر الجاري.

وأوضح وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم مرزوق، في حديثه لإذاعة فرنسا الدولية، أن الاجتماع يأتي بناءً على طلب الأمم المتحدة في ظل الأوضاع المتدهورة في السودان، حيث تتواصل الاشتباكات بين الجيش السودني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. ويُتوقع أن يشارك في الاجتماع عدد من الدول والمنظمات التي لديها مبادرات للسلام في السودان.

وأشار الوزير إلى أن الهدف الرئيسي من الاجتماع هو إنشاء منصة للحوار تهدف إلى تنسيق الجهود من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم وحل سياسي شامل.

وعند سؤاله عن إمكانية حضور الطرفين المتحاربين في السودان، أجاب مرزوق بأنه سيتم تقييم ذلك لاحقًا، مؤكدًا أن موريتانيا ستقوم بدور الميسر في المناقشات، و أكد أن بلاده تتمتع بروابط وثيقة مع السودان، مما يجعلها تولي اهتمامًا خاصًا لما يحدث هناك على الأصعدة الثقافية والحضارية.

يعقد الاجتماع التشاوري الثالث بدعوة من موريتانيا، التي تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي في هذه الدورة. يضم الاجتماع مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر والسعودية، ويهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول والمنظمات المعنية بالأوضاع في السودان. ويعتبر هذا الاجتماع فرصة لتبادل الآراء حول الأزمات الراهنة وسبل الحلول الممكنة.

تشير التقارير إلى أن المنظمات المشاركة تشمل رئاسة الاتحاد الإفريقي، والمنظمة الحكومية للتنمية “إيقاد”، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة. ومع ذلك، لم يتم تأكيد مشاركة المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بريللو، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير غيابه على نتائج الاجتماع.

يُذكر أن جامعة الدول العربية كانت قد نظمت اجتماعًا مشابهًا في 16 يونيو الماضي، بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وإيقاد والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الدول التي تسعى لتحقيق السلام، مثل مصر والسعودية والولايات المتحدة. كما قام المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيريللو، بزيارة موريتانيا في الأسبوع الثاني من ديسمبر الحالي، في إطار جولة شملت عدة دول، منها نيروبي والدوحة ولندن، مما يعكس اهتمام الولايات المتحدة بالملف السوداني.

و يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعًا عنيفًا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية في البلاد.

الوسومالاتحاد الأفريقي الايقاد الجامعة العربية السفير السوداني بالقاهرة توحيد المبادرات عماد الدين عدوي موريتانيا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاتحاد الأفريقي الايقاد الجامعة العربية السفير السوداني بالقاهرة توحيد المبادرات عماد الدين عدوي موريتانيا

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: كيف تؤثر الحرب في السودان على دول الجوار؟

منذ نيسان/أبريل 2023، عانى السودان من حرب ضارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مما أدى إلى تفاقم الأزمات القائمة في البلاد، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية، وتسبب هذا الصراع في أزمة إنسانية كبرى، تأثرت بعواقبها الدول المجاورة، حيث يفر الآلاف من السودان كل يوم، وفقا لما سجلته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

الأزمة الإنسانية في السودان هي الأكبر في العالم. يحتاج اثنان من كل 3 أشخاص إلى المساعدة - أي 30 مليون شخص - فضلا عن نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومعاناة 25 مليونا من الجوع الحاد في ظل توقعات بأن يزداد هذا العدد.

1- أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم. فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قال في شباط/فبراير إن "ثلث سكان السودان نازحون. وامتدت عواقب هذا الصراع المروع والعبثي إلى ما وراء حدود السودان".

في المجمل، عبر حوالي 3.8 مليون لاجئ حدود السودان، مما خلق أزمة كبيرة، فهم غالبا ما يكونون في غاية الضعف، ويواجهون نقصا في الغذاء والماء والرعاية الطبية. وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا العدد بنحو مليون شخص في عام 2025.

وكانت الدول المحيطة بالسودان بالكاد تحاول التعامل مع النزوح قبل اندلاع الحرب التي بدأت في 2023، وهي الأحدث في سلسلة من الصراعات وفترات عدم الاستقرار منذ أزمة دارفور عام 2003.

وتستضيف هذه الدول بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين داخليا، وتعاني برامجها الإنسانية من نقص حاد في التمويل. علاوة على ذلك، يصل المغادرون من السودان إلى مناطق نائية، مما يصعب الوصول إليهم.

تشاد ومصر استقبلتا أكبر عدد من اللاجئين، إذ تستضيف مصر حاليا حوالي 600 ألف سوداني. وفي تشاد، سُجِل أكثر من 700 ألف لاجئ. وقدرت الحكومة التشادية أن هذا العدد قد يرتفع إلى ما يقرب من مليون لاجئ بحلول نهاية عام 2025.

2- صعوبات في توفير الخدمات الأساسية
تكافح الدول المجاورة لتلبية الطلب المتزايد على الرعاية الصحية والتعليم وغيرهما من الخدمات الأساسية. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، فقد أثقل هذا التدفق كاهل المرافق الصحية في تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، حيث تعاني من نقص في الأدوية والإمدادات والكوادر الطبية.

وأضاف عدم الوضوح بشأن مستوى مساهمات المانحين هذا العام مزيدا من عدم اليقين للمعنيين. فعلى سبيل المثال، أُجبِرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تعليق جميع خدمات العلاج الطبي للاجئين الذين عبروا الحدود الشمالية لدخول مصر. وهذا يعني تعليق إجراءات مثل جراحات السرطان وعمليات القلب وأدوية الأمراض المزمنة، مما يؤثر على نحو 20 ألف مريض.

3- ظروف مثالية لانتشار الأمراض
حذرت منظمة الصحة العالمية في عام 2024 من أن الوضع في السودان يقترب من "عاصفة مثالية"، بفعل نظام صحي بالكاد يعمل، وأعداد كبيرة من الناس يلجأون إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى المياه والصرف الصحي والغذاء وأبسط الخدمات.

وكما كان متوقعا، أدى انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية إلى انتشار الأمراض، التي عبرت الحدود وأثرت على الدول المجاورة التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها، بسبب انخفاض معدلات التطعيم في السودان.

وأبلغ الشركاء في المجال الإنساني عن زيادة حالات الإصابة بالأمراض ومخاوف تفشيها، لا سيما في المناطق الحدودية ومواقع الإيواء.

4- تفاقم انعدام الأمن
كانت معظم الدول المحيطة بالسودان بما فيها ليبيا وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى تعاني جميعها من أزماتها الداخلية قبل الحرب، مثل الصراع الداخلي والجوع والمرض.

وأدى الصراع إلى تزايد العنف وعدم الاستقرار في المناطق الحدودية، ووردت تقارير عن قتال عبر الحدود.

وفي تشاد، أفادت التقارير بأن تدفق الأسلحة ووجود الجماعات المسلحة أدى إلى زيادة العنف وانعدام الأمن، في حين ذكرت تقارير أن إحدى الميليشيات في جنوب السودان تحالفت مع قوات الدعم السريع في السودان.

5- العنف الجنسي – ندوب حرب السودان
يُستخدم العنف الجنسي أيضا كسلاح في صراع السودان. ويدفع الواقع القاسي لهذا العنف، والخوف من الوقوع ضحية له، النساء والفتيات إلى المغادرة، ليواجهن مزيدا من المخاطر مع نزوحهن داخليا وعبورهن الحدود بحثا عن الأمان.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في آذار/مارس بأن الفتيات غالبا ما ينتهي بهن المطاف في مواقع نزوح غير رسمية ذات موارد شحيحة، حيث يكون خطر العنف الجنسي مرتفعا. وأضافت أن 66 في المائة من بين ضحايا اغتصاب الأطفال المبلغ عنهم فتيات.

في الوقت نفسه، يواجه الأولاد صعوبات خاصة بهم. ففي ظل الوصمة المترسخة، يشكل الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي تحديا، مما يصعب طلب المساعدة والحصول على الخدمات.

ومن المثير للصدمة أن 16 من الناجيات كن دون سن الخامسة، من بينهن أربع أطفال في عمر سنة واحدة.

6- الاضطراب الاقتصادي، وتفاقم الفقر الإقليمي
أدى الصراع إلى تعطيل طرق التجارة والأنشطة الاقتصادية، مما أثر على سبل عيش الناس في الدول المجاورة، وأدى إلى تفاقم الفقر والصعوبات الاقتصادية.

وفي إثيوبيا ومصر، أدت القيود المفروضة على الحدود مع السودان وانعدام الأمن على طول الممرات التجارية إلى زيادة تكاليف النقل وانخفاض كبير في النشاط الاقتصادي عبر الحدود.

وفي تشاد وجنوب السودان، أدى التدفق الهائل للاجئين إلى تحويل الموارد عن قطاعات حيوية أخرى من الاقتصاد.

خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإقليمية
تعطي خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2025 الأولوية لتقديم المساعدة والحماية المنقذة للحياة، بما في ذلك توفير ملاجئ الطوارئ، والنقل من المناطق الحدودية إلى أماكن أكثر أمانا، والدعم النفسي والاجتماعي، والمياه النظيفة، والرعاية الصحية، والتعليم.
بدون تمويل فوري، سيُحرم ثلثا أطفال اللاجئين من التعليم الابتدائي، مما يهدد جيلا بأكمله. وسيظل ما يصل إلى 4.8 مليون لاجئ وعضو في المجتمع المضيف يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، مع حرمان ما لا يقل عن 1.8 مليون شخص من المساعدة الغذائية. وقد تنهار الأنظمة الصحية المثقلة أصلا.
سيحتاج الشركاء في المجال الإنساني إلى 1.8 مليار دولار أمريكي لدعم 4.8 مليون شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا. كما تهدف الخطة إلى مساعدة الدول المضيفة على تعزيز الخدمات الوطنية وتنفيذ برامج تُسهم في تحقيق الاستقرار.  

مقالات مشابهة

  • رسالة المبادرة السودانية ضد الحرب لمؤتمر بريطانيا
  • وزارة الدفاع تستضيف الاجتماع الثامن لرؤساء أركان الدول أعضاء مجموعة “دراغون”
  • بمشاركة 20 وزيرًا من المملكة والعالم.. الرياض تستضيف اجتماعًا وزاريًّا دوليًّا
  • اجتماع برئاسة الهادي لمناقشة خطط واحتياجات صندوق النظافة والتحسين بصنعاء
  • الخارجية السودانية تدين استضافة كينيا مؤتمراً جديداً للدعم السريع
  • الأمم المتحدة تحث العالم على عدم نسيان السودان وسط تصاعد الأزمة
  • اجتماع في إب لمناقشة أوضاع المشاريع التي تنفذها وتمولها وحدة التدخلات المركزية
  • اجتماع في إب لمناقشة سير الأداء في فرع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة
  • اجتماع في صنعاء لمناقشة سياسة التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية للعام الجامعي 1447هـ
  • الأمم المتحدة: كيف تؤثر الحرب في السودان على دول الجوار؟