تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قضية الشرق الأوسط كانت ولا تزال واحدة من أهم القضايا التي تشغل بال المجتمع الدولي، فهي ليست مجرد نزاعات إقليمية، بل تتعلق بتحديات عالمية تؤثر في السياسة، الاقتصاد، والأمن الدولي. تتعامل الدول والمنظمات الدولية مع هذه القضايا من خلال مجموعة من السياسات والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

في هذا المقال، نناقش كيفية تعامل العالم مع قضية الشرق الأوسط في ظل التوترات المستمرة والصراعات المستفحلة في بعض دول المنطقة وأخبار شرق اوسط.

 

 أبرز الوسائل التي يعتمدها المجتمع الدولي

من بين أبرز الوسائل التي يعتمدها المجتمع الدولي هي المبادرات الدبلوماسية. تسعى القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، والاتحاد الأوروبي، إلى التدخل وتوجيه مسار المفاوضات في محاولة لحل النزاعات الإقليمية، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والصراعات الأخرى في سوريا واليمن. غالبًا ما يتم هذه الجهود عبر الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية، وتستهدف هذه المبادرات التوصل إلى تسوية سلمية تضمن حقوق جميع الأطراف المعنية. رغم التحديات الكثيرة، يبقى الدبلوماسية أداة حيوية لإنهاء الصراعات التي طال أمدها.

إضافة إلى ذلك، يلعب المجتمع الدولي دورًا كبيرًا في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول المتأثرة بالصراعات. العديد من المنظمات الإنسانية الدولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية تقدم مساعدات عاجلة للمناطق التي تشهد الحروب والنزاعات. المساعدات لا تقتصر فقط على الإغاثة الإنسانية، بل تمتد لتشمل برامج تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وتعزيز البنية التحتية في الدول المتضررة. هذه المساعدات تساهم في تخفيف المعاناة وتعزز من القدرة على بناء مجتمعات أكثر استقرارًا بعيدًا عن ويلات الحرب.

التعاون الأمني بين الدول يعد أيضًا من أبرز الوسائل التي يتعامل بها العالم مع قضايا الشرق الأوسط. بسبب التحديات الأمنية الكبرى التي تشهدها المنطقة، مثل الإرهاب والجماعات المتطرفة، تعزز الدول من تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب. يتم هذا التعاون من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، دعم العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية، وتقديم التدريب للقوات المحلية في بعض الدول. التحالفات الأمنية الدولية، بما في ذلك التحالف الدولي ضد داعش، تلعب دورًا رئيسيًا في محاولة استئصال التهديدات الإرهابية التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.

من جانب آخر، يعكف المجتمع الدولي على تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الشرق الأوسط في إطار خطط تنموية تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي. تستثمر العديد من الدول الغربية والآسيوية في مشاريع مشتركة تهدف إلى تطوير البنية التحتية، توفير فرص العمل، وتحقيق التنمية المستدامة. هذه المبادرات الاقتصادية تهدف إلى تحفيز النمو وتحسين مستوى المعيشة في الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية.

رغم هذه الجهود، لا تزال قضايا الشرق الأوسط تشهد العديد من التحديات، أبرزها التدخلات العسكرية الأجنبية، الانقسامات السياسية الداخلية، والصراعات الطائفية. المنطقة بحاجة إلى المزيد من التنسيق بين الأطراف الدولية والإقليمية لتحقيق استقرار طويل الأمد. كما أن استمرار الحرب والدمار في بعض الدول، مثل سوريا واليمن، يتطلب حلولًا دائمة تحترم إرادة شعوب المنطقة وتساهم في بناء مستقبل أفضل.


علاوة على ذلك، يعتبر دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من العوامل المؤثرة في كيفية تعامل العالم مع قضايا الشرق الأوسط. في العصر الحديث، أصبحت وسائل الإعلام العالمية جزءًا لا يتجزأ من تشكيل الرأي العام الدولي بشأن الصراعات في المنطقة. تغطي وسائل الإعلام الأحداث لحظة بلحظة، مما يزيد من الوعي حول المعاناة الإنسانية والممارسات السياسية في بعض الدول. كما أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أداة حيوية للناشطين والشعوب المعنية للتعبير عن آرائهم ومطالبهم، مما يمنح قضايا الشرق الأوسط منصة عالمية. هذا التفاعل الإعلامي يعزز الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية للتحرك واتخاذ قرارات تهدف إلى حل النزاعات وتحقيق السلام.

في الختام، إن التعامل مع قضايا الشرق الأوسط يتطلب جهدًا جماعيًا من المجتمع الدولي، ويجب أن يكون هذا الجهد شاملًا ومتعدد الأبعاد، يشمل الدبلوماسية، المساعدات الإنسانية، التعاون الأمني، والتعاون الاقتصادي. من دون هذه الجهود المتواصلة والتنسيق بين جميع الأطراف، سيظل الشرق الأوسط يعاني من أزمات تهدد استقراره ورفاهية شعوبه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرق الأوسط أخبار الشرق الأوسط قضايا الشرق الاوسط قضایا الشرق الأوسط المجتمع الدولی العالم مع تهدف إلى فی بعض

إقرأ أيضاً:

لوباريزيان: تجارة سفراء اليونسكو الأشباح تزدهر تحت غطاء الدبلوماسية

يعد مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في قلب العاصمة باريس موطنا للعبة دبلوماسية غريبة، حيث يستغل عدد من رجال الأعمال المشبوهين مكانة هذه المنظمة الأممية لضمان الحصانة الدبلوماسية، هروبا من المساءلة القانونية، مما يسيء كثيرا إلى المؤسسة الدولية.

هكذا لخصت لوباريزيان تحقيقا مطولا -بقلم جان ميشيل ديكوجي وروبن كوردا- سلطت فيه الضوء على ما سمته ظاهرة "الاتجار بالتمثيل" في اليونسكو مقابل الحصانة الدبلوماسية، مما نشأ عنه نظام مواز طفيلي خلف الكواليس، حسب تعبير الصحيفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: رسائل الاحتجاج على الحرب متأخرة وجبانةlist 2 of 2لوبوان: ترامب حفار قبر الإمبراطورية الأميركيةend of list

وفي هذا النظام الموازي، يتمتع عدد قليل من رجال الأعمال -الذين غالبا ما يكونون مشبوهين- بلقب السفير ومزاياه. وفي مواجهة التحقيقات المحتملة التي تستهدفهم، يلوحون بجوازات سفر دبلوماسية لعدد من الدول الصغيرة أو الجزر في الكاريبي أو المحيط الهادي التي لم تكن لهم معها أي علاقات في الأصل.

هبة من السماء

ويعود هذا الأمر -حسب تحقيق الصحيفة- إلى أن اليونسكو -التي تعمل على تعزيز التعليم والثقافة- ترسل لها الدول الأعضاء سفراء، كالمنظمات الدولية الكبرى، ويشارك هؤلاء "المندوبون الدائمون" في المفاوضات، ويصوتون على القرارات ويقترحون إدراج بعض المواقع في قائمة التراث العالمي الشهيرة لليونسكو.

يمثل بعض الأثرياء هبة من السماء لبعض الدول لأنهم يمطرون بأموالهم أراضيها الفقيرة وغير القادرة على تحمل تكاليف إرسال وفد إلى المنظمة، ويحصلون مقابل ذلك على تمثيلها وبالتالي على جواز السفر الدبلوماسي

وبالنسبة لدول معنية لا يتجاوز عددها 15، يمثل بعض الأثرياء هبة من السماء لأنهم يمطرون بأموالهم أراضيها الفقيرة وغير القادرة على تحمل تكاليف إرسال وفد إلى المنظمة، ويحصلون مقابل ذلك على تمثيلها، وبالتالي على جواز السفر الدبلوماسي بمبلغ مليون يورو -كما يقول أحد المصادر- مشيرا إلى أن بعض هؤلاء موجودون منذ زمن طويل، ويصفهم قائلا "إنها مافيا في الواقع".

إعلان

ويبدأ تحقيق الصحيفة بحادثة في مطار لوبورجيه (شمال باريس) حين يصل اثنان من موظفي الجمارك إلى طائرة خاصة متجهة إلى المملكة المتحدة، ويسأل أحدهما "هل تحمل معك نقودا أو مبالغ مالية أو أوراقا مالية أو أشياء ثمينة تبلغ قيمتها 10 آلاف يورو أو أكثر؟

ويبدو أن الملياردير السوري وفيق سعيد (85 عاما) الذي لم يخضع قط لمثل هذا التحقيق في نهاية المدرج، ولم يتعود على تحمل هذا النوع من الإزعاج، يفقد صبره وهو الذي قام برحلات جوية عديدة بين باريس وأماكن إجازته الأخرى لمدة 50 عاما.

ويظهر سكرتيره الخاص الذي يرافقه لموظفي الجمارك مبلغ 2500 دولار وألف يورو نقدا، ويقول "إنها رحلة خاصة" ولكن موظفي الجمارك صعدوا إلى الطائرة، وكتبوا في تقرير أعد لاحقا إن "تفتيش الطائرة أدى إلى اكتشاف عدة حزم من الأوراق النقدية باليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأميركي داخل خزانة" وبعد العد تبين أن مجموع ما تم ضبطه أكثر من 260 ألف يورو.

أجندة غير واضحة

غير أن السفير سعيد -الذي عينته سانت فينسنت وجزر غرينادين مندوبها الدائم من عام 1996 إلى 2018 ومرة ​​أخرى منذ بداية العام- طالب وزارة الخارجية البريطانية واليونسكو بالاعتذار وبما هو مستحق له. ويؤكد، وهو يبدو نادما على القبول، أن رئيس الوزراء في سانت فينسنت وجزر غرينادين هو الذي أصر على أن يستأنف مهامه، مضيفا "لا تتصوروا أن هذه وسيلة للحصول على الحصانة الدبلوماسية. أنا أحب أن أبقى نشيطا، إنها منظمة نبيلة. أؤمن كثيرا بالتعليم".

ومع ذلك، تظل أجندة سعيد داخل اليونسكو غير واضحة -حسب التحقيق- فقد ولد في دمشق وبنى علاقاته مع عائلة الأسد وخاصة أسماء زوجة الرئيس السوري المخلوع بشار.

ومع أن فضيحة فساد واسعة النطاق شوهت هذا العقد الكبير، فلم يتم استجواب سعيد -الذي حصل منذ ذلك الحين على الجنسية الكندية- مطلقا في هذه القضية، وهو يقسم الآن على أن الأموال التي عثر عليها في مقصورته لم تستخدم إلا لتغطية تكاليف وقود الطائرة والإصلاحات المحتملة في البلدان المنعزلة عن النظام المصرفي.

إعلان محمي بوضعه الدبلوماسي

وأشار تحقيق لوباريزيان إلى أن سلوك هؤلاء الدبلوماسيين المزعجين بدأ يعكر بشكل متزايد مزاج هذه الأوساط الراقية. وفي هذا السياق، قامت دولة أنتيغوا وباربودا بطرد ممثلها لدى اليونسكو بوريس لاتور على وجه السرعة منتصف فبراير/شباط الماضي، بعد ذكر اسم هذا السفير الاستثنائي وكامل السلطة في قضية تم التحقيق فيها بسويسرا، تتعلق بسرقة منزل والده الذي هو قنصل سيشل في جنيف، وكان على خلاف معه.

ويتهم الأب ابنه بسرقة ما يقرب من مليون يورو نقدا ومجوهرات فاخرة تم تبديدها في فنادق فخمة في نيويورك ومراكش ولندن، ويؤكد ذلك أحد اللصوص. ولكن محامييه ريمي لورين وماكسيم فوس يعتبران الأمر مؤامرة، ويستعدان لإثبات أن موكلهما استهدفه خصوم خبيثون، ولا علاقة له بهذه القضية، ويؤكدان أنه رجل أعمال نزيه ومتمكن، ومحمي بوضعه الدبلوماسي، وبالفعل أفلت من أي استجواب من قبل الشرطة.

وتذكر الصحيفة بأن شراء الحصانة حيلة قديمة، مشيرة إلى أن رجل الأعمال بيير فالكون -الذي صدرت بحقه أوامر اعتقال بتهمة الاتجار بالأسلحة- قدم جواز سفر دبلوماسي إلى السلطات الفرنسية، بعد أن عينه الرئيس الأنغولي خوسيه إدواردو دوس سفيرا لدى اليونسكو.

وإلى جانب الضرر الواضح الذي يلحق بالصورة، يشير تحقيق الصحيفة إلى أن هذه التعيينات المريحة تضر بسير عمل المنظمة الدولية، إذ يقوم السفراء -الذين غالبا ما يكونون غائبين- بتعيين نواب لشغل مقاعدهم، وينخرط هؤلاء "النواب" في نوع من المزادات الدائم، توجههم فيه المصلحة الشخصية لا الأجندة السياسية، حتى لو أدى ذلك إلى تحريف كافة قواعد اللعبة الدبلوماسية.

متورطة في كل الخلافات

ومع أن مندوبة دولة سانت لوسيا الصغيرة فيرا الخوري لاكويل (اللبنانية الأصل) تعرف كل شيء عن هذه المناطق الرمادية، إذ ترأست المجلس التنفيذي لليونسكو منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وكانت مرشحة لرئاسة المنظمة عام 2017 تحت راية لبنان، لكنها رفضت الحديث مع الصحيفة مستشهدة بواجب السرية المرتبط بمنصبها.

اليونسكو لا تفرض أي قيود على تجديد سفرائها خلافا لبعض الدول، مما يوجد البيئة المثالية لنظام الاتجار بالحصانة"

وبحسب العديد من الشهود المميزين، فإن هذه الستينية متورطة في كل الخلافات، وقد وجدت الوقت الكافي لنسج شبكتها داخل اليونسكو، كما أن الملياردير النيجيري جيلبرت شاغوري (نائبها منذ ما يقرب من 30 عاما) يمتلك شبكات واسعة في أفريقيا، وهو رائد أو حتى مهندس هذا النظام من السفراء الوهميين، المليء منذ فترة طويلة بأشخاص من أصل لبناني.

إعلان

ومع أن بعض المهتمين يحذر قائلا "إن خوفنا هو أن يبدأ هذا النموذج في الانتشار" فإن اليونسكو لا تستطيع أن تسجل إلا الملفات المشبوهة المفروضة عليها رغم إدراكها التام أن بعض الحالات مثيرة للريبة، غير أن "الدول الأعضاء تتمتع بالسيادة في اختيار ممثليها" والخارجية الفرنسية وحدها هي المختصة برفض دخول السفراء الأكثر ريبة.

وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يهتم باليونسكو -التي تظل معظم أنشطتها بعيدة وغير معروفة لعامة الناس- سوى عدد قليل منهم، وهي نفسها لا تفرض أي قيود على تجديد سفرائها خلافا لبعض الدول.

وهذا ما يعلق عليه مسؤول بالمنظمة قائلا "الحصانة الدبلوماسية في كثير من الحالات تستخدم غطاء لمصائر مشبوهة. لقد حان الوقت لأن تضع الدول الأعضاء إطارا أخلاقيا".

مقالات مشابهة

  • لوباريزيان: تجارة سفراء اليونسكو الأشباح تزدهر تحت غطاء الدبلوماسية
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: الاختصارات الخطيرة لدبلوماسية الصفقات في الشرق الأوسط
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • حديث عن خطة للتسوية الشاملة توقف حرب غزة وتعلن الدولة الفلسطينية
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • تركيا في الشرق الأوسط الجديد: لاعب أم صانع قواعد؟
  • مسقط محور الدبلوماسية العالمية
  • طهران تؤكد: جولة التفاوض المقبلة مع واشنطن خارج الشرق الأوسط
  • الجنرال بترايوس رئيساً لمجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"