مفترق طرق.. ما مصير الأكراد في سوريا الجديدة؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
انتهت الحرب الأهلية بين القوات الحكومية السورية والفصائل المسلحة. لكن الخطر لم ينتهِ بالنسبة للأقلية الكردية السورية.
أي غزوٍ لمدينة كوباني الكردية، سيعتبر انتهاكاً لاتفاق توسطت فيه واشنطن
وكتبت لارا جايكس في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن عدداً من الفصائل المسلحة لا تزال تقاتل لبسط سيطرتها عقب سقوط نظام بشار الأسد.
ومنذ أكثر من عقد، يعتبر المقاتلون الأكراد الشريك الأكثر موثوقية بالنسبة للولايات المتحدة في سوريا، وقد حرروا مناطق سيطر عليها داعش، واعتقلوا تسعة آلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي.
Why America’s Kurdish Allies Are Under Threat in a New Syria https://t.co/0e925bezce
— Mutlu Civiroglu (@mutludc) December 17, 2024لكن تركيا التي تتشارك الحدود مع سوريا، لطالما اعتبرت الأكراد، عدواً لها. وتعتقد الحكومة التركية أن المقاتلين الأكراد في سوريا متحالفون مع حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل تركيا منذ عقود.
ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دعم الفصائل المسلحة السورية التي أسقطت نظام الأسد، متحمس لانتهاز فرصة التحول السياسي الهائل في سوريا، من أجل مواصلة أجندته الخاصة ضد المقاتلين الأكراد.
ولا يزال شكل الحكومة السورية الجديدة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، قيد التشكل. لكن المسؤولين الأمريكيين ومحللي الشرق الأوسط يتفقون على أن تركيا سيكون لها تأثير كبير.
وبحسب الخبير في الشأن السوري والديبلوماسي الأمريكي السابق وائل الزيات، فإن هذا يعني أن معقل الأكراد في شمال شرق سوريا يبدو "هشاً". وأضاف أن تركيا "ستملك الرافعة الأكبر في ما يحدث، وسيحدث، في سوريا على المدى المنظور".
إلى ذلك، يرى الباحث البارز في معهد نيولاينز نيكولاس هيراس، أنه في الوقت الذي انتزعت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها الحكم من الأسد، فقد "جلبوا معهم تياراً من القوة والنفوذ التركيين إلى سوريا".
Why America’s Kurdish Allies Are Under Threat in a New Syria https://t.co/XLDUi1HVut
— Colin P. Clarke (@ColinPClarke) December 16, 2024وسُلط الضوء على المخاطر الكبيرة بالنسبة للأكراد، وللقوى الغربية العازمة على منع تجدد تهديد داعش، في وقت سابق من الأسبوع الماضي. إذ أنه حتى مع سيطرة هيئة تحرير الشام وحلفائها على المنطقة، هاجمت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، قوات سوريا الديموقراطية تحت غطاء من الغارات الجوية ونيران المدفعية التركية.
عبدي مظلوموصرح قائد قوات سوريا الديموقراطية الجنرال مظلوم عبدي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه اضطر إلى تحويل المقاتلين الذين كانوا يحرسون السجون التي تضم عناصر داعش، من أجل القتال ضد المسلحين المدعومين من تركيا.
ويتوقع هيراس الآن، أن يعمد العرب الذين انضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية للقتال ضد داعش، إلى الانشقاق والالتحاق بميليشيات أخرى، وذلك تحت ضغط من تركيا وهيئة تحرير الشام. وسيؤدي هذا إلى مزيد من الإضعاف للقوات الكردية.
وفي أفضل سيناريو للأكراد، وفق مسؤولين وخبراء، هو أن يتلقى هؤلاء دعماً كافياً من الولايات المتحدة لحماية الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا. ويمكن أن يمنحهم ذلك رافعة في مواجهة الحكومة الجديدة في دمشق كي يستمروا في ممارسة حكم ذاتي كامل، وهي مسألة طالما طمح إليها أكراد سوريا.
وفي أسوأ الأحوال، من الممكن أن يواجه الأكراد نزاعاً ملتهباً مع المقاتلين المدعومين من تركيا، وأن يكونوا مجبورين على التنازل عن بعض الأراضي الغنية بالنفط، في حين أنه إذا ما قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية، فإن الأكراد سيفتقدون إلى مساعدة برية حيوية.
وتقول الخبيرة في الشأن السوري لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ناتاشا هول: "هناك حاجة إلى نوع من وقف النار واتفاق سلام بين الأتراك والأكراد، يمكن الجانبان أن يتفقا عليهما".
وتسابق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الوقت للتفاوض على مثل هذا الاتفاق، قبل أن تغادر البيت الأبيض الشهر المقبل.
وبعد اجتماعات في تركيا الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن السبت، إن "التأكد من وجود داعش الإرهابي في صندوق" يظل أولوية ملحة في سوريا. وقال إن المقاتلين الأكراد "يلعبون دوراً حاسماً في متابعة هذه المهمة".
لكن التوازن الدبلوماسي الذي واجهه كان واضحاً: لقد شملت اجتماعاته في تركيا وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي صرح في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بأن "أي توسع لحزب العمال الكردستاني في سوريا لا يمكن أن يعتبر شريكاً شرعياً".
ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن الديبلوماسية الأميركية تحقق تأثيراً. إذ زار القائد الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا شمال شرق سوريا الأسبوع الماضي، حيث يتمركز 900 جندي أمريكي. وبعد ساعات، تم الإعلان عن وقف النار بين القوات الكردية وفصيل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في مدينة منبج بشمال سوريا، حيث اشتبك الجانبان مراراً.
وأكد رئيس الجناح السياسي لقوات سوريا الديموقراطية في واشنطن سينام شيركاني محمد، إن "تركيا تستغل الأزمة في سوريا لزعزغة استقرار المنطقة والاستيلاء على أراضينا، بينما تزعم أنها تقاتل الإرهابيين...لسنا إرهابيين، نحن حلفاء ديمقراطيون للولايات المتحدة".
وحذر السفير الأمريكي السابق لدى تركيا جيمس جيفري، الذي عمل مبعوثاً رئيسياً للشؤون السورية خلال الولاية الأولى لترامب، من أن أي اقتحام لمدينة كوباني الكردية، سيعتبر انتهاكاً لاتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة عام 2019 لتحقيق الوفاق و"لن يكون ثمة فارق في ما إذا حصل الغزو من قبل الأتراك أو من قبل قوات سورية شريكة للأتراك".
وفي الوقت نفسه، يعمل مظلوم عبدي على ترميم العلاقة بين المقاتلين الأكراد وهيئة تحرير الشام، قائلاً إنه يسعى إلى علاقات مباشرة مع قادة الهيئة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الأسبوع الماضی تحریر الشام قوات سوریا من ترکیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
المغرب.. الكشف عن مكان الأسلحة السري لخلية "داعش"
مكن البحث الميداني الذي قام به الأمن المغربي على خلفية تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" بمنطقة الساحل من رصد معلومات بشأن وجود منطقة جبلية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وذكر بلاغ المديرية الأمن المغربي، أن "الخبرة التقنية وعملية تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية المنجزة باستخدام الإحداثيات والمعطيات الجغرافية المحجوزة في إطار البحث أسفرتا عن تحديد المنطقة المشكوك فيها بإقليم الرشيدية".
أوضح البلاغ أن "المعاينات الميدانية وعمليات المسح الجغرافي بينت أن المنطقة المشكوك فيها توجد عند سفح مرتفع صخري، موسوم بوعورة المسالك غير المعبدة، وهو ما استدعى تسخير معدات لوجيستيكية لتيسير الولوج إلى مكان التدخل بغرض القيام بإجراءات التفتيش الضرورية والأبحاث التمهيدية اللازمة".
وتابع: أنه "إعمالا لبروتوكول الأمن والسلامة الخاص بالتهديدات الإرهابية، خصوصا في الأماكن التي يشتبه في احتوائها على أسلحة ومواد متفجرة، فقد استعان المكتب المركزي للأبحاث القضائية بدوريات للكلاب المدربة للشرطة، المتخصصة في الكشف عن المتفجرات".
كما تمت الاستعانة بآليات للكشف عن المعادن، وجهاز لرصد وتحديد طبيعة المواد المشبوهة، وروبوتات تقنية لرصد الأجسام الناسفة، فضلا عن جهاز للمسح بالأشعة السينية.
حجز أسلحة وذخيرة
وقد مكنت عمليات التفتيش والتمشيط، التي استغرقت أكثر من 3 ساعات، من العثور على شحنة من الأسلحة والذخيرة النارية مدفونة في مكان أسفل المرتفع الصخري، كانت ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ورقية منشورة بدولة مالي، من بينها أسبوعيات ورقية صادرة بتاريخ 27 يناير 2025.
وقد تم حجز في إطار هذه العملية، سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للذخيرة، وبندقيتين ناريتين، و10 مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية من عيارات مختلفة.
وقد تم وضع مختلف الأسلحة والذخيرة المحجوزة في أختام للحجز، وجردها بشكل مفصل، من أجل إحالتها على المختبر الوطني للشرطة العلمية بغرض إخضاعها للخبرات الباليستيكية والتقنية اللازمة.
"إحداثيات وفريق منسقين"
وأوضح بلاغ مديريرة الأمن، أن التحريات المنجزة تشير إلى أن الأسلحة والمعدات المحجوزة تم توفيرها وإرسالها من طرف قيادي تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل، المسؤول عن العلاقات الخارجية، وذلك عبر مسالك وقنوات تهريب غير شرعية.
وبعد تأمين تهريب الأسلحة والذخيرة وضمان إخفائها بهذه القاعدة الخلفية للدعم اللوجيستيكي، قام قيادي تنظيم "داعش" بإرسال إحداثيات المكان لفريق "المنسقين" ضمن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها الأربعاء، وذلك من أجل الانتقال لاستلامها والشروع في استخدامها في تنفيذ المشاريع الإرهابية.