تغيرات المناخ تهدد أرباح منتجعات التزلج بعد تقلص الثلوج
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أدت تبعات التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، إلى تقليص الأيام الباردة والثلوج في نصف الكرة الشمالي، ما أصبح يمثل تطورا مزعجا للشركات التي تعتمد أرباحها على الطقس البارد ومنها المالكة لمنتجعات التزلج، وفق تقرير أصدرته المنظمة البيئية كليمنت سنترال الأمريكية.
وأوضح التقرير البيئي، الذي يعتمد على تحليل بيانات من 123 دولة خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير على مدار العقد الماضي، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرج، أن عدد الأيام التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى صفر درجة مئوية أو أقل يتناقص بشكل ملحوظ في العديد من البلدان، فقدت أكثر من ثلث الدول التي تم تحليلها على المتوسط أسبوعًا كاملًا من الأيام الباردة على مدار العقد الماضي، بما في ذلك معظم الدول الأوروبية وأكثر من نصف الولايات الأمريكية.
ورغم من أن الأيام الأكثر دفئًا قد تكون موضع ترحيب لأولئك الذين يعانون من شتاء قارص إلا أن هذا الاتجاه يمثل مصدر قلق حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على العديد من المجالات مثل الرياضات الشتوية وتوفير المياه وحتى الحساسية الموسمية.
بدورها، قالت نائبة رئيس منظمة كليمنت سنترال كريستينا داهل، من ناحية، يبدو أن هذا الإجراء يعد راحة كبيرة من درجات الحرارة الشتوية القاسية لكن إذا تراجعنا خطوة ونظرنا في سبب حدوث هذه الظاهرة فإن الأمر يصبح كابوسًا حقيقيًا.
وأضافت داهل هناك العديد من العواقب الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء، هذه العواقب قد تختلف من مكان لآخر بناءً على الثقافة والاقتصاد المحلي.
وشهدت العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك ألمانيا وبلجيكا ارتفاعًا في درجات الحرارة بما يزيد عن أسبوعين فوق الصفر في المتوسط على مدار العقد الماضي.
وفي الولايات المتحدة، شهدت العديد من الولايات في الشمال الشرقي مثل نيوجيرسي وكونيتيكت وماساتشوستس عشرة أيام إضافية على الأقل فوق الصفر سنويًا حيث بدأ أصحاب الأعمال الذين يعتمدون على الطقس البارد لتحقيق الأرباح يشعرون بالفعل بالأثر السلبي لهذا التغير المناخي في تراجع الإيرادات.
على سبيل المثال، يُعد بريان فيربانك رئيس الشركة المالكة لمنتجع "جيميني بيك" للتزلج في هانكوك بولاية ماساتشوستس الأمريكية، من ذوي الخبرة في هذه الصناعة منذ أكثر من خمسين عامًا، إلا أن الموسم الماضي كان من أسوأ مواسمه، حيث انخفضت الإيرادات بنسبة 73% في شهر مارس وحده بسبب الطقس الدافئ والممطر بشكل غير طبيعي وكان لهذا الخسائر تأثير كبير على نتيجة الموسم بأكمله، مما أدى إلى تكبد خسائر مالية.
وقال فيربانك لقد كنت هنا لمدة 55 عامًا، ولم أشهد مارسًا مثل هذا من قبل، تغير المناخ جعل الأمور أكثر تحديًا.
وعن تأثيرات أخرى على الموارد الطبيعية، فلا تقتصر على الرياضات الشتوية فحسب، بل تمتد إلى مصادر المياه أيضًا خاصة في الغرب الأمريكي حيث تعتمد المدن على الثلوج الجبلية لملء الخزانات.
ففي دراسة عام 2018 أظهرت أن زيادة درجة الحرارة بمقدار 1 درجة مئوية يمكن أن تقلل من كمية المياه المخزنة في الثلج في أوائل الربيع بنسبة 20%.
كما أن تأخير التجميد في الخريف وذوبان الثلوج في الربيع يؤديان إلى تمديد فترة الحساسية الموسمية، حيث تتمكن النباتات المنتجة للغبار من النمو لفترة أطول كما أن المحاصيل مثل الفواكه والمكسرات يمكن أن تتعرض للصقيع بسبب تغييرات توقيت موسم النمو، مما يضر بالإنتاج.
اقرأ أيضاً«تأثير التغيرات المناخية على البيئة» ندوة لوزارة البيئة بمجمع إعلام قنا
ضمن الأسبوع البيئي الثامن بجامعة سوهاج.. ندوات توعوية عن السمنة والنحافة وتأثير التغيرات المناخية
نيل قنا ينظم ندوة عن «تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي» لمزارعي دندرة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تغيرات المناخ الطقس البارد نصف الكرة الشمالي ه المنظمة البيئية التغیرات المناخیة درجات الحرارة العدید من
إقرأ أيضاً:
الحرارة وتغير المناخ رفعا الطلب على الطاقة في 2024
أفاد تقرير لوكالة الطاقة الدولية بأن شهية العالم للطاقة ارتفعت بشكل أسرع من المعتاد العام الماضي، وذلك لأن درجات الحرارة العالمية المرتفعة القياسية تعني استخدام مزيد من الطاقة للتبريد، وهو ما يؤكد العلاقة بين تغير المناخ وزيادة استخدام الطاقة.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية الاثنين أن نصف الزيادة في الانبعاثات العالمية من الطاقة العام الماضي تعود إلى أن 2024 يعد العام الأكثر حرارة على الإطلاق، وارتفع فيه إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن استخدام الطاقة بنسبة 0.8%.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف هيمنت الصين بمجال الطاقة الخضراء والمتجددة؟list 2 of 2"الجدار الأخضر العظيم".. رهان أفريقي متعثر لوقف التصحرend of listوحسب الأرقام، ارتفع استهلاك الكهرباء العالمي بنحو 1100 تيراوات ساعة، وهو أكثر من ضعف متوسط الزيادة السنوية على مدى العقد الماضي، كما زاد بنسبة 4.3% مقارنة بعام 2023، وساهمت الاقتصادات الناشئة والنامية بأكثر من 80% من الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة.
وقد أدت موجات الحر الشديدة في الصين والهند إلى زيادة استخدام الفحم لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل مكيفات الهواء، مما ساعد في دفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 2.2% مقارنة بمعدل 1.3% على مدى العقد السابق وارتفاع بنسبة 1.8% العام السابق.
وأضافت وكالت الطاقة الدولية أن طرح السيارات الكهربائية وتوسيع مراكز البيانات اللازمة للذكاء الاصطناعي كانا من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الطلب على الطاقة، مع زيادة سعة الخوادم بمقدار الخُمس، معظمها في الولايات المتحدة والصين.
إعلانوقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "من المؤكد أن استخدام الكهرباء ينمو بسرعة، مما يجذب الطلب الإجمالي على الطاقة معه إلى الحد الذي يكفي لعكس سنوات من انخفاض استهلاك الطاقة في الاقتصادات المتقدمة".
وأدى هذا إلى ارتفاع الطلب على جميع أنواع الوقود. وبينما انخفضت حصة النفط من الطلب العالمي إلى أقل من 30% لأول مرة، انتعش إنتاج الغاز، مدفوعًا بالطلب من الدول الناشئة والنامية.
وشهد العام الماضي انتشار مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بوتيرة قياسية. كما توسعت الطاقة النووية، إذ دعمت المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا والحكومات إحياء الطاقة الذرية. ويمثل هذان النوعان من الطاقة المنخفضة الكربون معا 40% من إجمالي توليد الطاقة عالميا لأول مرة.