فحيح الأفاعي أمام صخرة الثورة..!
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
الكيزان مثل جعارين الظلام والمزابل..ما أن يخرجوا إلى الضوء أو يظهروا في بقعة إلا وجرجروا معهم القاذورات والنفايات..فيعرفهم الناس بسيمائهم..!.هذا ليس من تهويمات الخيال وإنما من معرفة السودانيين الحقة بهم على مدى 35 عاماً..(ليتها ما كانت..ولا كانوا)..!
لقد أوصلنا الكيزان السودان إلى (اكبر أزمة إنسانية على وجه هذا الكوكب) كما قالت منظمات العالم والأمم المتحدة.
لقد شاهدهم الناس طوال هذه الأعوام عن قرب وبلوهم عن تجربة..وعرفوهم في دوايين السلطة وخارجها وفي الحي والقرية وفي المكاتب والأسواق..وعرفوهم أقرباء وجيران وأصهار..وكانوا في كل الأحوال (كالعهد بهم) يتنكرون للمعروف ويتهافتون على الفساد ويأكلون السحت ويقطعون الأرحام ولا يأبهون لعهد أو ذمة..!!
هكذا شأنهم وشأن ربائبهم (الذين تربوا في حجورهم وجحورهم)..وانظر الآن إلى آثار تلك التربية الجانحة على البرهان وكباشي وياسر العطا وأنكل توم هجو وعسكوري وطمبوري واردول وما شئت من نماذج تراها الآن تسير في سكة الشر وهي تحمل معاول الخراب وتطلق فوهات قِرَب الكذب وتخر من ظهورها دماء الأبرياء..!
الآن ماذا يريدون وقد أكملوا تخريب الوطن وتجزئته بامتياز..؟! ماذا يريدون وقد أكلوا حتى بشموا..وشربوا حتى طشموا..وشردوا الملايين وسفكوا من الدماء بأكثر مما فعلت أي آلة حرب في السابق واللاحق..ومسحوا كل وسيلة للحياة وكسب العيش..وجعلوا من ساحات الوطن ميادين حرب مطلوقة العنان.. ثم فتحوا ألسنة البذاءة على كل من ينادي بإيقاف هذه المحارق من اجل الأطفال والأرامل والأيامى والأيتام..ومن اجل الحفاظ على ما نجا من الأرواح..وما تبقى من الوطن..!!
إنهم إلى الآن يجتمعون وينفضون بأسماء الضلال والتمويه.. تارة باسم جماعة الشورى وجماعة السجناء الهاربين وتارة بمجموعة تركيا ومجموعة احمد هارون وجماعة إبراهيم محمود "جناح اريتريا"..ويتحدثون عن الشرعية وعن وصايا المخلوع حامل الخزي الأكبر وصاحب الصفحة الأكثر سواداً ورماداً في كتاب بورخيس (التاريخ العالمي للعار).. وكتاب أبي العبر الهاشمي (جامع الحماقات وحاوي الرقاعات)..!
يريدون العودة للسلطة والفساد..وقد كان انجازهم الأوحد طوال تلك العقود هو خراب الوطن ونشر حمامات الدم وتوسيع نطاق المقابر والمهاجر وتفريخ الكوابيس والفظاعات وكسر عظم الوطن وتمزيق نسيجه وإشاعة الحزازات والفتن والعنصريات الفجة المنتنة.! يريدون العودة لينشروا الموت والخراب والجهل والظلام..والظلم والمظالم والسطحية والتفاهة..!
مناسبة هذه الكلام عن الكيزان أن أحدهم من المدافعين عن الباطل دأب على التهوين من شأن ديسمبر العظمى (ثورة الفداء و الشهداء) لقد أراد أن يقول عن طريق عجن الكلام و(تخنيث العبارات) بأن الثورة هي السبب في هذه الحرب القذرة..! وزعم هذا العرّاف بالأمس أنه كان قد تنبأ منذ بداية الثورة في 2019 بمآلاتها..! هل هي مآلات أم مؤامرات عرفها من جماعته عن قرب..؟!
إنه يريد تحميل الثورة أوزار جماعته..وكأن الثورة هي المسؤولة عن نقض العهود وإشعال الحروب وهي التي قامت بالقتل والنهب والاغتصاب والتشريد وطحن الأبرياء وهي التي فضت الاعتصام بالإحراق والإغراق والسحل ودفن الأحياء..وهو يعلم أن جماعته هم أبطال هذه المجزرة البشرية التي يندى لها جبين شذاذ المافيا ووحوش فرق الهاجناه والاراجون الصهيونية..!
إنه يبشرنا بعودة الكيزان ويسميهم جماعة الإسلام السياسي...ثم يقول من باب التخابث الكاذب إن الكيزان شاركوا في الثورة التي سخر منها في أول كلامه...!! إذا شارك الكيزان في الثورة فعلى ماذا ثار السودانيون..؟! ومن هم أصحاب السلطة التي دفعت الناس للثورة..!
اسم هذا الرجل يذكرنا باسم وزراء سلطة الإنقاذ الذين قتلوا ونهبوا الشعب ومزقوا الوطن وصمتوا عن الحق..وهو إذا كان شقيقاً لأحد هؤلاء فليس عليه أن يخفي ذلك..فهذا ليس ذنبه..!! ولكن أن يحاول التلاعب بذاكرة الشعب فهذا هو الإثم بعينه..ولن يفلح هذا التخفي والتزوير وفأس الكيزان مغروسة على ظهر الوطن..! (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)..! ما أقبح فحيح الثعابين ذوات الظهر الأملس.. الثورة عائدة ومنتصرة بإذن الله... الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الوطن ومكتسباته أمانة
ناصر بن حمد العبري
تاريخ سلطنة عُمان الحديث هو قصة كفاح وإصرار؛ حيث لم تكن نهضة عُمان الجديدة مفروشة بالورود أمام والدنا المرحوم بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- فقد واجهت عُمان في مسيرتها نحو التقدم العديد من العقبات، بدءًا من الظروف الاقتصادية الصعبة، وصولًا إلى التحديات الاجتماعية والسياسية. لكن بفضل فكره السامي وحكمته السديدة، استطاع السلطان قابوس، رحمه الله، أن يضع عُمان على خريطة العالم كدولة تسعى نحو التنمية والازدهار.
لقد كانت رؤية السلطان قابوس واضحة؛ حيث عمل على بناء دولة حديثة تعتمد على التعليم والصحة والبنية التحتية، مع الحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة. وقد ساهمت الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى جانب المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز، في تحقيق الاستقرار والأمان، مما أتاح الفرصة للنهضة العُمانية أن تتجلى في مختلف المجالات.
إن المكتسبات التي حققتها عُمان خلال العقود الماضية هي أمانة في أعناقنا جميعًا. فالوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو تاريخ وثقافة وقيم يجب أن نحافظ عليها وننقلها للأجيال القادمة. إن مسؤوليتنا اليوم هي الحفاظ على هذه المكتسبات وتعزيزها، والعمل بجد واجتهاد من أجل مستقبل أفضل لعُمان.
وعلينا أن نتذكر دائمًا أن التحديات لا تزال قائمة، وأن العمل الجماعي والتعاون بين جميع فئات المجتمع هو السبيل لتحقيق الأهداف المنشودة. فالوطن يحتاج إلى كل فرد من أبنائه ليكون جزءًا من مسيرة البناء والتطوير، ولنسعى جميعًا نحو عُمان أكثر ازدهارًا وتقدمًا.
وفي عصر النهضة المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تم البناء على تلك الإنجازات، وأصبحت سلطنة عُمان تتمتع بموقعها الاستراتيجي، حيث أخذت عجلة التنمية الشاملة تعم الجبال والسهول والوديان. إن المشاريع التنموية التي تم إطلاقها في مختلف القطاعات، مثل التعليم، والصحة، والسياحة، والصناعة، تعكس التزام القيادة العُمانية بتحقيق التنمية المستدامة.
والتعليم هو أساس النهضة، وقد أولت الحكومة العُمانية اهتمامًا كبيرًا بتطوير النظام التعليمي، حيث تم إنشاء العديد من الجامعات والمدارس الحديثة التي تسهم في تأهيل الشباب العُماني لمواجهة تحديات المستقبل. كما إن الاستثمار في الصحة العامة قد ساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، مما يعكس الرؤية الشاملة التي تتبناها القيادة.
وعلى صعيد التنمية الاقتصادية، فإن سلطنة عُمان تسعى إلى تنويع مصادر دخلها، بعيدًا عن الاعتماد على النفط. وقد تم إطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية التي تستهدف قطاعات متنوعة مثل السياحة، والتكنولوجيا، والصناعات التحويلية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الاقتصاد الوطني.
إنَّ الأمانة التي نحملها تجاه وطننا تتطلب منا الإخلاص في العمل، والتفاني في العطاء، والتعاون من أجل تحقيق رؤية عُمان المستقبلية؛ فالمسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع، وعلينا جميعًا أن نكون على قدر هذه المسؤولية لضمان مستقبل مشرق لعُمان وأجيالها القادمة، وأن نكون الحارس الأمين على هذا الوطن ومكتسباته.
رابط مختصر