حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (66)
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري
حوار اليوم:
• لماذا يصر البرهان على مواصلة الحرب مع الدعم السريع؟
• هل تشكل الطموحات الشخصية للبرهان سببا لاطالة الحرب؟
• هل هناك اطراف خارجية تملي على الرجلين مواصلة الحرب؟ ما هذه الاطراف وما هي مصالحها في السودان؟
• هذا ما يقول به الصحفي عثمان ميرغني . ما تعليقكم عليه؟
*********************
• لماذا يصر البرهان على مواصلة الحرب مع الدعم السريع؟
إصرار الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، على مواصلة الحرب مع قوات الدعم السريع يعود إلى عدة عوامل معقدة، تشمل السياسة والعسكرية والتاريخية.
1. الاختلافات السياسية والعسكرية
• نزاع على السلطة: أحد الأسباب الرئيسية هو الصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. بعد الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في 2019، كانت هناك تنافسات بين العسكريين (الجيش وقوات الدعم السريع) حول السيطرة على الدولة وأجهزتها الأمنية. التوترات تصاعدت بعد الانقلاب العسكري في 2021، حينما حاول البرهان إحكام السيطرة على السلطة، ما دفع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حمدتي) إلى تحدي هذا الوضع.
• الهيمنة العسكرية: الجيش يرى أن قوات الدعم السريع تمثل تهديدًا لاحتكار الجيش للسلطة، خاصة أن الدعم السريع أصبح قوة عسكرية كبيرة وقوية، وله تأثير كبير في السياسة السودانية. البرهان يسعى للحفاظ على هيبة الجيش وتفوقه العسكري.
2. التنافس على النفوذ والمصادر
• الاقتصاد والمصالح: قوات الدعم السريع قد قامت بتوسيع نفوذها في العديد من القطاعات الاقتصادية، خاصة في المناطق الغنية بالموارد مثل الذهب. هذا التنافس على الموارد والثروات الطبيعية يمثل أحد المحركات الكبرى للنزاع، حيث يسعى كل طرف للسيطرة على هذه الموارد لتدعيم قوته العسكرية والسياسية.
3. الاعتبارات الإقليمية والدولية
• الضغط الإقليمي والدولي: هناك تدخلات من بعض القوى الإقليمية والدولية التي تسعى لتحقيق مصالحها في السودان. الجيش السوداني، تحت قيادة البرهان، قد يجد دعمًا من بعض الدول في المنطقة مثل مصر والسعودية والإمارات، في حين أن قوات الدعم السريع قد تجد دعمًا من أطراف أخرى في الإقليم. هذا الصراع الإقليمي والدولي قد يزيد من تعقيد الوضع ويطيل أمد الحرب.
4. التحديات الأمنية والتكتيك العسكري
• القدرة العسكرية: البرهان يعتقد أن الجيش السوداني قادر على هزيمة قوات الدعم السريع، رغم أن هذه الأخيرة تملك قوة نارية ضخمة وقوة قتالية كبيرة. البرهان قد يرى أن استئصال قوات الدعم السريع أمر ضروري للحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية السودانية.
5. العداوات الشخصية والتاريخية
• هناك تاريخ من التوتر بين البرهان وحمدتي، حيث ارتبطت العلاقات بينهما بالصراع على السلطة والنفوذ في السودان. حمدتي، قائد الدعم السريع، كان في البداية حليفًا للبرهان في الانقلاب العسكري 2021، لكنه سرعان ما أصبح خصمًا له بسبب اختلافاتهما حول السيطرة على السلطة.
في الختام:
إصرار البرهان على مواصلة الحرب يمكن تفسيره بمزيج من العوامل العسكرية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى التنافس الشخصي على السلطة والنفوذ. النزاع في السودان ليس مجرد صراع بين جيشين، بل هو جزء من صراع أوسع يشمل إعادة ترتيب السلطة والنفوذ في البلاد، وتأثيرات خارجية على هذا التوازن.
• هل تشكل الطموحات الشخصية للبرهان سببا لاطالة الحرب؟
نعم، الطموحات الشخصية للفريق أول عبد الفتاح البرهان يمكن أن تكون أحد العوامل المساهمة في إطالة الحرب في السودان. الصراع في السودان ليس فقط نزاعًا عسكريًا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بل هو أيضًا جزء من صراع طويل الأمد حول السلطة والنفوذ بين شخصيات معينة، وخاصة البرهان وحمدتي (قائد قوات الدعم السريع).
كيف تؤثر الطموحات الشخصية للبرهان على إطالة الحرب؟
1. الرغبة في الهيمنة على السلطة:
o منذ الإطاحة بنظام عمر البشير في 2019، كان البرهان أحد اللاعبين الرئيسيين في الساحة السياسية السودانية. ورغم محاولاته في 2021 للتمسك بالسلطة من خلال الانقلاب العسكري، فإن صراعه مع قوات الدعم السريع، التي يترأسها محمد حمدان دقلو (حمدتي)، يعكس طموحاته الشخصية في تعزيز سلطته الفردية وتفوقه على باقي القوى العسكرية. البرهان قد يرى في استمرار الصراع مع الدعم السريع فرصة لفرض هيمنته على المشهد السياسي والعسكري، وهو ما يفسر جزئيًا إصراره على مواصلة القتال، رغم تعقيداته.
2. تحقيق السيطرة على الجيش:
o البرهان يطمح إلى تعزيز السيطرة الكاملة على الجيش السوداني، وهو ما يتطلب القضاء على أي قوة منافسة مثل قوات الدعم السريع. حمدتي وقواته أصبحوا قوة عسكرية مستقلة ذات طابع قوي، ولها تأثيرات كبيرة في السياسة السودانية. البرهان يرى أن القضاء على هذه القوة سيعني تعزيز سلطته العسكرية والسياسية في السودان.
3. تحديات الشخصية السياسية والاعتبارات التاريخية:
o العلاقة بين البرهان وحمدتي بدأت كتحالف مؤقت في إطار الانقلاب العسكري 2021، ولكنها سرعان ما تحولت إلى صراع مفتوح. هذا الصراع ليس فقط حول السيطرة على الدولة، بل يحمل أيضًا أبعادًا شخصية تاريخية بين الشخصين، وتتنافس كل منهما على قيادة السودان. هذه العداوة الشخصية قد تكون جزءًا من دوافع البرهان للاستمرار في الحرب، حتى إذا كانت تكلفتها عالية على الشعب السوداني.
4. الضغط على المجتمع الدولي والإقليمي:
o البرهان يسعى من خلال الحرب إلى فرض شروطه على القوى الإقليمية والدولية التي قد تتدخل في الشؤون السودانية. إطالة الحرب قد تمنح البرهان مساحة للمناورة السياسية والتفاوض على مصالحه الخاصة، سواء مع أطراف إقليمية أو دولية. فالمجتمع الدولي، في حال استمر الصراع، قد يكون مضطرًا للضغط على الأطراف المتنازعة للوصول إلى حل يقضي بتقاسم السلطة أو التفاوض حول وقف إطلاق النار، وهو ما قد يعزز موقف البرهان.
5. تأثير الطموحات على القرار العسكري:
o الطموحات الشخصية تؤثر أيضًا على اتخاذ القرارات العسكرية. البرهان قد يظل متمسكًا بمواقف متصلبة استنادًا إلى رغباته الشخصية في تحقيق النصر على قوات الدعم السريع أو إضعافها بشكل كامل. هذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد القتال، وإطالة أمد الحرب، بدلاً من السعي لحل تفاوضي أو سياسي سريع.
الخلاصة:
الطموحات الشخصية للبرهان تلعب دورًا كبيرًا في إطالة الحرب، حيث أن الصراع ليس فقط بين جيشين، بل بين شخصيات تسعى للهيمنة على السلطة في السودان. هذه الطموحات قد تساهم في استمرار القتال بشكل عنيد، خاصة إذا كانت القيادة العسكرية تصر على أن الحرب هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافها الخاصة، وهو ما يجعل من الصعب التوصل إلى تسوية سياسية أو وقف دائم لإطلاق النار.
العلاقة بين البرهان وحمدتي بدأت كتحالف مؤقت في إطار الانقلاب العسكري 2021، ولكنها سرعان ما تحولت إلى صراع مفتوح وضح بتفاصيل اوفي
العلاقة بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، ومحمد حمدان دقلو (حمدتي)، قائد قوات الدعم السريع، هي علاقة معقدة بدأت كتحالف ثم تطورت إلى صراع مفتوح. هذا التحول يكتنفه العديد من العوامل السياسية والعسكرية التي تتداخل مع تطورات الأحداث في السودان منذ الإطاحة بنظام عمر البشير في 2019 وحتى نشوب الحرب الحالية في 2023.
1. بداية العلاقة: التحالف في سياق التغيير السياسي
بعد الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في أبريل 2019 إثر احتجاجات شعبية واسعة، شهد السودان تحولات كبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري. عقب سقوط البشير، تم تشكيل مجلس سيادة انتقالي، يتكون من ممثلين عن الجيش وقوى الحرية والتغيير (المدنية)، بهدف قيادة البلاد نحو انتخابات ديمقراطية. كان البرهان هو رئيس المجلس السيادي الانتقالي، بينما كان حمدتي نائبًا لرئيس المجلس.
• دور البرهان وحمدتي بعد الثورة:
o البرهان، قائد الجيش السوداني، وحمدتي، قائد قوات الدعم السريع، كانا من أبرز الشخصيات العسكرية التي لعبت دورًا محوريًا في إدارة المرحلة الانتقالية.
o حمدتي كان يتمتع بنفوذ واسع في الجيش السوداني والميليشيات المسلحة (خاصة في دارفور)، وكان له دور كبير في التعامل مع الاحتجاجات في السنوات التي سبقت الإطاحة بالبشير. كما كانت قواته تُعتبر إحدى القوى العسكرية الرئيسية في السودان.
o تم تأسيس التحالف بين البرهان وحمدتي من أجل ضمان استقرار المرحلة الانتقالية وتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين.
2. الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021: بداية التوتر
• في 25 أكتوبر 2021، نفذ البرهان انقلابًا عسكريًا أطاح بالحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد. جاء هذا الانقلاب بعد تصاعد التوتر بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية بشأن تشكيل الحكومة وتوزيع السلطة.
• دور حمدتي في الانقلاب:
o في البداية، بدا أن حمدتي كان داعمًا للبرهان في الانقلاب العسكري. قوات الدعم السريع لعبت دورًا كبيرًا في فرض السيطرة على العاصمة الخرطوم وتثبيت حكم البرهان بعد الانقلاب.
o لكن بعد الانقلاب، بدأت تظهر خلافات بين البرهان وحمدتي بشأن إدارة السلطة. كانت هناك خلافات حول شكل الحكومة الانتقالية، توزيع المناصب، والسلطات العسكرية.
3. التوترات تتصاعد: 2021-2023
• صراع على السلطة داخل الجيش:
o منذ الانقلاب، بدأ التوتر بين البرهان وحمدتي يتصاعد بسبب التنافس على السلطة والنفوذ داخل الجيش السوداني. البرهان كان يسعى للحفاظ على هيمنة الجيش التقليدي، بينما كان حمدتي يسعى لتوسيع نفوذ قوات الدعم السريع التي أصبحت قوة مستقلة وقوية.
o قوات الدعم السريع كانت قد توسعت بشكل كبير في السنوات التي سبقت الانقلاب، وأصبحت تتمتع بقدرة عسكرية لا يستهان بها، حيث ساهمت بشكل كبير في قمع الاحتجاجات وفي عمليات عسكرية داخل وخارج السودان، بما في ذلك في ليبيا و اليمن.
o الخلافات بين الطرفين بدأت تزداد بشأن هيكلة القوات المسلحة. البرهان كان يسعى لجعل الجيش هو القوة العسكرية الرئيسية في السودان، بينما حمدتي كان يعمل على تعزيز دور قوات الدعم السريع كمؤسسة شبه مستقلة، مما أثار قلق البرهان.
4. الشرخ الكامل: حرب 2023
• التوترات تتحول إلى صراع مفتوح:
o في أبريل 2023، تفجر الصراع بشكل كامل بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى اندلاع حرب شاملة في السودان. بدأت الحرب بتصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث كان الطرفان يتبادلان الاتهامات بالتحضير لمواجهة عسكرية.
o العوامل الرئيسية للصراع:
الهيمنة على السلطة العسكرية: كان البرهان يسعى إلى القضاء على قوة الدعم السريع نهائيًا، وذلك لمنعها من تهديد نفوذ الجيش التقليدي. من ناحية أخرى، كان حمدتي يسعى لتعزيز موقعه العسكري والسياسي في السودان.
توزيع السلطات في الحكومة الانتقالية: أحد الأسباب التي كانت تؤدي إلى التوتر هو توزيع المناصب في الحكومة الانتقالية. حمدتي، رغم كونه نائبًا للبرهان في مجلس السيادة، كان يشعر أن له دورًا أكبر في إدارة شؤون البلاد، بينما البرهان كان يفضل الحفاظ على سلطة أكبر للجيش.
o الحدث المفصلي: في 15 أبريل 2023، اشتعلت الاشتباكات المسلحة في الخرطوم وعدد من المناطق الأخرى في السودان بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. على الرغم من أن الجيش كان يسيطر على معظم مرافق الدولة، فإن قوات الدعم السريع، التي كانت قد تأهلت عسكريًا بشكل جيد، استطاعت مواجهة الجيش في عدة مواقع استراتيجية.
5. الأبعاد الشخصية للطموحات: البرهان وحمدتي
• العلاقة الشخصية بين البرهان وحمدتي كانت مليئة بالتوترات. ففي البداية، كان كلاهما يحتاج إلى الآخر لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية. ومع مرور الوقت، بدأت الطموحات الشخصية لكليهما تؤدي إلى تصعيد الصراع.
o البرهان، الذي جاء من خلفية عسكرية تقليدية، كان يطمح إلى بسط سيطرة الجيش على السلطة دون منافس. بعد الانقلاب في 2021، أصبح أكثر حرصًا على تحقيق هيمنة كاملة للجيش السوداني.
o حمدتي، الذي بدأ مسيرته من خلال ميليشيات الجنجويد في دارفور ثم تحول إلى قائد قوات الدعم السريع، كان يسعى لتوسيع سلطته في إطار الجيش السوداني وفي السياسة السودانية بشكل عام.
• الخلافات الشخصية بين البرهان وحمدتي كانت تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، حيث أصبح كل طرف يسعى لضمان توازن القوى لصالحه. حمدتي شعر أنه يُستبعد تدريجيًا من دائرة النفوذ في السودان، بينما كان البرهان يحاول إضعاف قوات الدعم السريع لتمكين الجيش من السيطرة الكاملة على البلاد.
الخلاصة
العلاقة بين البرهان وحمدتي بدأت كتحالف مؤقت عقب الإطاحة بالبشير، لكن هذه العلاقة تطورت بسرعة إلى صراع مفتوح نتيجة لمنافسة على السلطة والنفوذ داخل الجيش السوداني. هذا التنافس العسكري والسياسي بين البرهان وحمدتي كان أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى اندلاع الحرب الشاملة في السودان في أبريل 2023، وهو ما حول السودان إلى ساحة من الصراع الداخلي المدمر، مع تزايد العواقب الإنسانية والاقتصادية.
• هل هناك اطراف خارجية تملي على الرجلين مواصلة الحرب؟ ما هذه الاطراف وما هي مصالحها في السودان؟
نعم، هناك أطراف خارجية تلعب دورًا في تأجيج الصراع في السودان، سواء من خلال الدعم السياسي أو العسكري أو من خلال مصالح اقتصادية واستراتيجية. هذه الأطراف غالبًا ما تؤثر على قرارات الشخصيات العسكرية في السودان، مثل الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حمدتي)، بشكل مباشر أو غير مباشر. في هذا السياق، يمكن تحديد اللاعبين الرئيسيين الذين قد يكون لهم تأثير في إطالة الحرب في السودان:
1. دول الخليج: السعودية والإمارات
• السعودية و الإمارات كانتا من بين أكبر الداعمين للبرهان في فترة ما بعد الانقلاب العسكري في 2021، وخصوصًا في سياق مواقفهم من الانتقال السياسي في السودان.
o السعودية والإمارات كانتا تدعمان الجيش السوداني بقيادة البرهان بشكل واضح، وذلك نظرًا لعلاقاتهما التاريخية مع الجيش السوداني.
o من جهة أخرى، الإمارات كانت قد عززت علاقتها مع قوات الدعم السريع في وقت ما، حيث كان هناك تعاون عسكري واقتصادي بين الإمارات وحمدتي، خاصة في مجال الاستثمارات الاقتصادية في السودان. لكن التحالف الإماراتي مع البرهان ظل الأقوى، حيث كان هناك دعم كبير للسعودية والإمارات للجيش السوداني، وهو ما يعكس التوجهات الإقليمية.
مصالح هذه الدول في السودان:
• الموقع الاستراتيجي: السودان يقع في موقع جغرافي حيوي في القرن الأفريقي، وهو يطل على البحر الأحمر. لهذا السبب، يعتبر البحر الأحمر من أهم الممرات البحرية للتجارة الدولية والنفط. السعودية والإمارات تعتبران أن الاستقرار في السودان مهم لضمان أمن هذه الممرات.
• المصالح الاقتصادية: الإمارات والسعودية كان لهما استثمارات كبيرة في السودان قبل الحرب، مثل استثمارات في الزراعة و التعدين، خاصة في قطاع الذهب. إضافة إلى ذلك، السودان يمثل سوقًا مهمًا في المنطقة، وله قيمة اقتصادية في نظر هذه الدول.
• المصالح الأمنية والعسكرية: السعودية والإمارات مهتمتان بمواصلة تحالفهما مع القوى العسكرية في السودان من أجل مواجهة نفوذ إيران و النفوذ التركي في المنطقة.
2. مصر
• مصر هي أحد الداعمين الرئيسيين للبرهان، ولها مصالح استراتيجية كبيرة في السودان. العلاقات بين مصر والسودان كانت طويلة ومعقدة، لكنها تشهد تحالفًا قويًا في الفترة الأخيرة بسبب القضايا الأمنية والسياسية المشتركة.
مصالح مصر في السودان:
• الحدود المشتركة: مصر والسودان يشتركان في حدود طويلة، لذا فإن استقرار السودان أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأمن القومي المصري. كما أن نهر النيل مصدر رئيسي للمياه بالنسبة لمصر، وللسودان دور مهم في إدارة مياه النيل. الصراع في السودان قد يؤثر على أمن مياه النيل، وهو ما يعد أمرًا حساسًا جدًا بالنسبة لمصر.
• مكافحة الإرهاب: مصر تعتبر أن استقرار السودان مهم لمكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي، خاصة مع تزايد الأنشطة الجهادية في ليبيا ودول أخرى في المنطقة.
3. الولايات المتحدة الأمريكية والغرب
• الولايات المتحدة كانت قد بدأت في تحسين علاقتها مع السودان بعد سقوط البشير، خاصة بعد رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في 2020. ومع ذلك، فإن التوترات التي نشأت بعد الانقلاب العسكري في 2021 أدت إلى تأجيل الكثير من الدعم الغربي للسودان.
مصالح الولايات المتحدة والغرب:
• الديمقراطية وحقوق الإنسان: الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، كان يأمل في تحول السودان إلى ديمقراطية مدنية بعد الإطاحة بالبشير. الدعم الغربي، بشكل عام، كان يركز على دعم الانتقال المدني في السودان من خلال الحكومة الانتقالية. الصراع المستمر بين البرهان وحمدتي يعوق هذا التحول الديمقراطي.
• التدخلات الأمنية: الولايات المتحدة كانت مهتمة بالمساعدة في بناء القدرات العسكرية السودانية من أجل استقرار المنطقة، ولكن في إطار الإصلاحات العسكرية التي تخدم الاستقرار المدني وليس العسكري.
• التوازن الإقليمي: الأمريكيون مهتمون بالحد من نفوذ القوى الإيرانية والتركية في المنطقة، لذا فهم يميلون إلى دعم القوى التي يمكن أن توازن هذه الأنظمة الإقليمية.
4. تركيا وإيران
• تركيا كانت قد بدأت في تعزيز علاقاتها مع السودان خلال فترة حكم البشير، وركزت على استثمارات اقتصادية و مشاريع بنية تحتية، وكذلك التعاون العسكري. من جهة أخرى، إيران كانت قد حاولت أن تكون شريكًا مهمًا للسودان في إطار مواجهة النفوذ السعودي والمصري.
مصالح تركيا وإيران:
• النفوذ الإقليمي: تركيا وإيران كانتا تسعيان للحصول على موطئ قدم في السودان كجزء من استراتيجيات نفوذ أوسع في القرن الأفريقي. على الرغم من أنهما لا تدعمان بشكل صريح أي طرف من الأطراف المتنازعة، إلا أن هناك تعاونًا ضمنيًا مع كل من البرهان وحمدتي في بعض الأحيان، حيث يمكن أن تجد كلا الدولتين في هذا الصراع فرصًا لتعزيز وجودهما في السودان.
• الاستثمارات والمساعدات: تركيا على وجه الخصوص كانت مهتمة بمشاريع اقتصادية وتجارية في السودان، مثل بناء المنشآت العسكرية أو دعم البنية التحتية. إيران كانت تسعى للحصول على مزيد من التأثير في المنطقة بسبب مواقفها المعارضة للتحالفات العربية.
5. دول أخرى: روسيا
• روسيا كانت قد دخلت في العلاقات السودانية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وقعت اتفاقات عسكرية مع الحكومة السودانية في عهد البشير، بما في ذلك الاتفاق على قاعدة بحرية في البحر الأحمر.
مصالح روسيا:
• الموقع الاستراتيجي في البحر الأحمر: روسيا ترى في السودان بوابة لتعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بإشرافها على ممرات الشحن البحرية الدولية.
• المصالح العسكرية: روسيا تسعى لتوسيع وجودها العسكري في القرن الأفريقي، وهو ما قد يتضمن الدعم لبعض القوى العسكرية السودانية مثل قوات الدعم السريع.
6. إثيوبيا
إثيوبيا، المجاورة للسودان، تتأثر بالصراع بشكل كبير. الخلافات الحدودية مع السودان حول منطقة الفشقة قد تلعب دورًا في هذا الصراع، حيث قد يكون هناك بعض التأثيرات الإثيوبية في دعم أو إضعاف أي من الأطراف السودانية.
الخلاصة:
الأطراف الخارجية تلعب دورًا كبيرًا في إطالة الحرب في السودان من خلال دعمها لطرف أو آخر بناءً على مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية. السعودية والإمارات، ومصر، والولايات المتحدة، وتركيا، وإيران، وروسيا كلها تتنافس على النفوذ في السودان، وكل منها لها مصالح خاصة تتراوح بين الاستثمار الاقتصادي، و الأمن الإقليمي، و النفوذ العسكري. هذا التدخل المتعدد من قبل القوى الإقليمية والدولية يعقد الموقف الداخلي في السودان ويزيد من تعقيد عملية السلام أو التسوية السياسية.
• هذا ما يقول به الصحفي عثمان ميرغني . ما تعليقكم عليه؟
(الجهه الوحيدة التي لاتريد الحوار و تقديم رؤية مكتوبة لكيفية ايقاف الحرب هي قيادة الجيش والجهه التي تدير المشهد من خلف الكواليس (الكيزان). وذلك بغرض السيطرة علي الحكم وابعاد الشعب السوداني بمختلف اطيافه من المشهد.الحجة الواهية هي الانتهاء من الحرب اولا .المنطق ان المشاكل العالقة كانت موجودة في زمن السلم ومن قبل الحرب ولم تحل وهي سبب الحرب وليس العكس. ما يقال من نهب البيوت والدعاوي العنصرية والحجج الاخري ليست لمعالجتها ولكن من اجل دفع الشعب للاستمرار في الحرب بغرض السيطرة علي السلطة وليس الا.)
تصريح الصحفي عثمان ميرغني يعكس قراءة متشائمة للواقع السوداني ويعبر عن رؤية ناقدة للمواقف التي تتبناها بعض القوى العسكرية والسياسية في السودان، خاصة قيادة الجيش وفلول النظام السابق (المعروفين بـ "الكيزان"). هذه القراءة تحمل في طياتها عدة نقاط تستحق التأمل والتحليل، بما في ذلك الحجة القائلة بأن المشاكل العميقة في السودان لم تبدأ مع اندلاع الحرب، بل كانت موجودة منذ فترة السلم، وأن استمرار الحرب في ظل هذه الأوضاع هو وسيلة للهيمنة على السلطة وتجنب إشراك الشعب في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مستقبل البلاد.
1. منطق الصراع: "المشاكل العالقة كانت موجودة منذ زمن السلم"
في هذا السياق، يُعتبر أن الصراع الحالي في السودان ليس وليد اللحظة، بل هو محصلة تراكمات قديمة تعود إلى ممارسات النظام السابق (نظام البشير) الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا.
• المشاكل السياسية والاقتصادية التي أدت إلى الاحتجاجات في 2018-2019، ثم الإطاحة بالبشير في 2019، كانت مُتجذرة في مشاكل هيكلية مثل الفساد، التمييز الإثني والديني، غياب العدالة الاجتماعية، و الاحتكار السياسي من قبل النخب العسكرية والمدنية في النظام السابق.
• الحرب الحالية لم تَخلق هذه المشاكل، بل هي نتيجة لها. الصراع بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع قد يكون الذروة أو القمة في جبل الجليد من الأزمات التي كانت كامنة في النظام السوداني طوال فترة حكم البشير، ومرتبطة بشكل كبير بصراع القوى العسكرية التي هيمنت على السلطة.
2. التفسير القائل بأن "الهدف هو السيطرة على السلطة"
ما يراه عثمان ميرغني في حديثه هو أن القوى التي تتحكم في الجيش السوداني، ولا سيما الفلول (الكيزان) الذين قد يكونون يديرون المشهد من وراء الكواليس، يتبعون استراتيجية تحافظ على الحرب مستمرة، بدلاً من اللجوء إلى الحوار أو التفاوض.
• سيطرة الفلول (الكيزان) على المشهد السياسي: من المعروف أن فلول النظام السابق، الذين يشملون جزءًا كبيرًا من قيادات النظام البائد، لا يزال لديهم نفوذ قوي في العديد من مؤسسات الدولة السودانية. بعض التقديرات تشير إلى أنهم يلعبون دورًا كبيرًا في إدارة الجيش أو في اتخاذ قرارات داخل الدولة العميقة.
• إستراتيجية إطالة الحرب: إذا كانت قوى الجيش و الفلول في وضع يتماشى مع إدامة الصراع، فقد يكون السبب هو التقليل من فرص عودة الشعب إلى الساحة السياسية، والحفاظ على الهيمنة العسكرية على السلطة. هذه القوى يمكن أن تكون مستفيدة من إطالة أمد الحرب، حيث يُمكنهم تعبئة جزء من الشارع في حرب "الجيش ضد المليشيات" بدلاً من التركيز على المسائل السياسية والتغيير الديمقراطي.
• التجاهل المتعمد للحوار: قيادة الجيش، بحسب ميرغني، قد تكون غير راغبة في الدخول في حوار حقيقي لأنها قد تعتبر أن مثل هذا الحوار سيهدد الهيمنة العسكرية على السلطة ويعرضها للحسابات السياسية التي لا تضمن استمرار سلطتها. على الرغم من أن العالم يضغط من أجل تسوية سلمية، فإن الأطراف العسكرية قد تجد في استمرار الحرب فرصة للاستمرار في الحكم، بعيدًا عن الإرادة الشعبية.
3. الاستمرار في الحرب تحت ذرائع مثل "نهب البيوت" و "الدعاوي العنصرية"
الذريعة التي يتم استخدامها للاستمرار في الحرب، مثل النهب و الدعاوي العنصرية، قد تكون محاولة لإشعال الغضب الشعبي وإبقاء الناس مشغولين بمشاكل أمنية وإنسانية، بدلًا من التركيز على قضايا الانتقال السياسي و الإصلاحات الاقتصادية التي كان الشعب السوداني ينادي بها في 2019.
• التوظيف السياسي للغضب الشعبي: هذه الدعاوى يمكن أن تُستخدم لشحن الرأي العام ضد الطرف الآخر، سواء كان الجيش أو قوات الدعم السريع، وبالتالي إبقاء الشعب في حالة من الانقسام والتركيز على الهوية أو العنف بدلاً من الوحدة الوطنية والمصالحة. هذا يتيح للجهات العسكرية التلاعب بالمشاعر العامة لصالحها.
• التغطية على الفشل السياسي: بدلًا من معالجة جذور الصراع (مثل الفساد، تقسيم السلطة، وقضية الهوية السودانية)، يتم التركيز على تأجيج الانقسامات الداخلية مثل التهديدات العرقية أو الإثنية، وذلك بهدف تأخير الحلول الجذرية والتركيز على الاستمرار في السيطرة.
4. الحجة الواهية "الانتهاء من الحرب أولاً"
الحجة التي يتم استخدامها عادة من قبل القوى العسكرية هي أنه لا يمكن التفاوض أو إيجاد حلول سياسية في وقت الحرب، بل يجب أن تنتهي الحرب أولًا. وهذا منطقي من ناحية ظاهريًا، حيث قد يعتقد البعض أن التوصل إلى تسوية وسطى في وقت المعارك قد يكون صعبًا أو مستحيلًا.
لكن من منظور عثمان ميرغني، المشاكل الحقيقية في السودان كانت موجودة من قبل الحرب ولم تُحل، وهي السبب الرئيسي في الحرب نفسها، وليس العكس. بتعليقاته، يبرز ميرغني أن الركود السياسي الذي تم فرضه خلال العقود الماضية، وعدم معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أودت بالبلاد إلى هذا الوضع، هو السبب الجذري وراء تفجر الصراع.
5. عدم إشراك الشعب السوداني
أحد النقاط المهمة التي يبرزها ميرغني هو إبعاد الشعب السوداني عن المشهد السياسي ورفض إشراكه في اتخاذ القرارات. فحتى بعد الإطاحة بالبشير، ظلت السلطة العسكرية تحتفظ بالتحكم في البلاد، بينما تم استبعاد القوى المدنية من عملية صنع القرار الحقيقية. هذا ساعد في إطالة أمد الأزمة، بحيث كانت القوى السياسية المختلفة تُجبر على التفاوض مع الجيش بدلاً من التفاوض بين القوى المدنية نفسها.
الخلاصة:
عثمان ميرغني يقدم تحليلاً مهمًا لواقع الحرب في السودان. يعتقد أن الجيش وفلول النظام السابق (الكيزان) هم من يستفيدون من استمرار الحرب ويرفضون التفاوض الجاد أو تقديم رؤية مكتوبة لإنهاء الصراع، لأن ذلك سيهدد سيطرتهم على السلطة. في رأيه، الحروب ليست هي السبب في المشاكل السودانية، بل نتاجًا لتراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم تجاهلها لعقود. الصراع الراهن يمكن أن يستمر طالما أن هذه الأطراف تتحكم في الأوضاع الأمنية والسياسية، بينما يبقى الشعب السوداني مستبعدًا عن الحلول السياسية الحقيقية.
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قائد قوات الدعم السریع أول عبد الفتاح البرهان الانقلاب العسکری فی الحکومة الانتقالیة الإقلیمیة والدولیة العسکریة والسیاسیة السعودیة والإمارات وقوات الدعم السریع الولایات المتحدة الجیش السودانی الحرب فی السودان على مواصلة الحرب القرن الأفریقی الشعب السودانی القوى العسکریة فی إطالة الحرب دور ا کبیر ا فی الإطاحة بنظام العسکریة التی النظام السابق عمر البشیر فی فی السودان من البحر الأحمر عثمان میرغنی بعد الانقلاب للاستمرار فی بعد الإطاحة کانت موجودة کان البرهان العلاقة بین السیطرة على فی المنطقة حمدان دقلو للبرهان فی هذا الصراع تلعب دور ا النفوذ فی بشکل کبیر بین الجیش o البرهان یمکن أن ت التی کان فی إدارة الصراع ا فی الحرب من خلال فی إطار حیث کان کانت قد قد یکون کبیر فی خاصة فی جزء من فی هذا من أجل من قبل وهو ما
إقرأ أيضاً:
العلاقات السودانية الإماراتية.. هل تنجح وساطة أردوغان في إصلاحها؟
تدخّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوة على خط العلاقات السودانية الإماراتية المتوترة، طارحاً وساطة لطي الصفحة بين البلدين، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الجمعة.
وأكد أردوغان غب المحادثة، استعداد بلاده للتوسط بين الخرطوم ودولة الإمارات العربية المتحدة، لإحلال الأمن والسلام في السودان. من جهته رحب البرهان بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي سبّبتها "مليشيا الدعم السريع المتمردة"، مشيداً بمواقف تركيا الداعمة للسودان، ومثمناً جهودها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم، ومعالجتها للكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي. واستشهد البرهان بنجاح أنقرة في معالجة الملف السوري، مؤكداً ثقته في مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته.
كيف وصلت العلاقات السودانية الإماراتية إلى هنا؟
وبعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في إبريل/ نيسان من العام الماضي، وجهت الخرطوم اتهامات مباشرة إلى أبو ظبي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع، وهي اتهامات عززها تقرير لخبراء الأمم المتحدة، كما دفعت في مارس/ آذار الماضي بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي، قالت فيها البعثة الدائمة للسودان بالأمم المتحدة، إن الحرب اندلعت بتخطيط آثم وإعداد خبيث من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر "مليشيا" قوات الدعم السريع وغيرها من المليشيات المارقة المتحالفة معها، وفرق المرتزقة من تسع دول مختلفة.
وأشارت الخرطوم إلى أن استهداف مليشيا الدعم السريع بهجماتها المتعددة، والمتكررة، وبالغة الفظاعة ضد المدنيين، والعسكريين، والمنشآت المدنية، والمكونات الاثنية، لم يكن ليتطاول في أمده وفظاعاته بدون الدعم الصريح والواضح من الإمارات. وأوضحت الشكوى، أن الإمارات ترعى مليشيا الدعم السريع بالتمويل، والإسناد الدبلوماسي والإعلامي والدعائي واللوجستي، وبالتدخل العلني، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين الأبرياء، ونزوح وتهجير الملايين من السكان، وتعريض الملايين إلى التأثر غير المسبوق بالفجوة الغذائية، وانعدام الرعاية الصحية، ونقصان الأدوية، وتصاعد الشقاء، والمعاناة المهولة، ووقف عجلة الإنتاج، وانهيار الاقتصاد، وانتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم ترقى إلى الإبادة لعرب دارفور، وتدمير البنى التحتية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، عززت الخرطوم شكواها بأدلة ووثائق جديدة، تقول إنها تثبت التورط الإماراتي في حرب السودان، بتزويد ما صنفتها بمليشيا الدعم السريع، بالسلاح عبر مطارات تشاد، لكن الحكومة الإماراتية رفضت تلك الاتهامات، ونفت قيامها بتزويد أطراف الصراع في السودان بالأسلحة والذخيرة، منذ اندلاع النزاع في إبريل 2023، وأكدت عدم انحيازها إلىأي طرف، وأنها دعت إلى وقف التصعيد وإطلاق النار، وبدء الحوار السياسي، وأنها دعمت باكراً مسار العملية السياسية في السودان.
وفي يوليو/ تموز الماضي، نجح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وبوساطة منه، في جمع البرهان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد في مكالمة هاتفية، عبّر فيها البرهان عن امتعاضه من الدعم الإماراتي لدعم "الدعم السريع"، وأبلغ بن زايد بأن بلاده متهمة من قبل السودانيين وبأدلة وشواهد كثيرة، بدعمها للمتمردين، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم، وعلى الإمارات التوقف عن ذلك، فيما أكد بن زايد حرص بلاده على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد، وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق، بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه، ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء، وكان متوقعاً إجراء لقاء مباشر بين البرهان ومحمد بن زايد، إلا أن العلاقات توترت أكثر بعد ذلك، لتكون وساطة أردوغان التي أعلنها أمس الجمعة، خطوة مهمة ليس في طريق إصلاح العلاقات الثنائية، لكن أيضاً لجهة إنهاء الحرب في السودان.
تلقف حذر لوساطة أردوغان
غير أن أكثر من جهة رحبت بحذر شديد بالوساطة التركية، ويقول رئيس منبر السلام العادل محمد أبوزيد كروم، إن المبادرة التركية لا تقف على ساقين، وكل الأطراف لن تكون متحمسة لها، خصوصاً الإمارات، التي ستتجاهلها، لأنها وبحسب تقديره، ليست أصيلة في الصراع مع السودان، بل هي وكيلة للمشروع الإسرائيلي الصهيوني في المنطقة، وهي مكلفة بهذه المهمة، وذكر أن أبو ظبي نقلت، أمس الجمعة، سلاحاً إلى دارفور عبر أوغندا، وهي مستمرة في تزويد المليشيا بالسلاح والعتاد، كما أنها داعمة ومساندة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية التي عدّها حليفة سياسية للمليشيا، كما أنها تتبنى تحركات سياسية لتكوين حكومة موازية تحت اسم حكومة المنفى، لمزيد من الضغط السياسي على الحكومة السودانية.
وأضاف كروم لـ"العربي الجديد"، أن تركيا نفسها لم تعد تضع السودان ضمن أجندتها الخارجية المهمة خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن ذلك الأمر عبّر عنه وزير الخارجية هاكان فيدان بطريقة غير مباشرة بعد اندلاع الحرب، مشيراً إلى أن العلاقات التركية الإماراتية حالياً تُعتبر جيدة وبين الدولتين تعاون، وللإمارات أموال ضخمة في المصارف التركية، لكن الآن أصبحت بينهما سورية، حيث تخشى تركيا من التدخلات الإماراتية في سورية، وتقويض السلطة الجديدة، في وقت تخشى الإمارات "من الإسلاميين الجدد في سورية"، وربما تريد تركيا بواسطتها في السودان، شغل الإمارات بملف المصالحة مع الخرطوم، وتحقيق اختراق خارجي يضاف إلى إنجاز المصالحة الإثيوبية - الصومالية، وعلى الأقل تكون تركيا محافظة على مساحتها التي تناقصت في السودان، وفق كروم.
من جهته، يطالب العميد المتقاعد إبراهيم عقيل مادبو، بالحذر من مثل تلك الوساطات التي تسعى لها دول بناءً على مصالحها، أو بحسب رؤية استراتيجية مستقبلية تضمن لها الاستفادة من مصالح قد لا تكون منظورة، كما أنه من الواجب ألا تُسقط أي مصالحة مع الإمارات مبدأ المساءلة والعقاب، بسبب جرائمها في السودان، مشيراً إلى أن حجم خسائر الحرب التي أججتها وزادتها اشتعالاً، كبير وخطير وضخم، مرجحاً رغبة الإمارات في الموافقة على مصالحة السودان لتحقيق أهداف عجزت عن تحقيقها من باب دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، وتنسيقية تقدم، فليس من المنطق أن تكون الإمارات راغبة في المصالحة، وفي الوقت نفسه تهبط طائرات إمدادها للتمرد ثلاث أو أربع مرات في مدينة نيالا، أو تبعث بالإمداد عبر تشاد وأفريقيا الوسطى، فليست هذه أفعال من يرغب في التصالح، وفق مادبو.
ويضيف مادبو في حديثه مع "العربي الجديد"، أن ما تقوم به الإمارات لا ينفصل عن محاولات تشكيل خريطة جديدة للمنطقة بعد سقوط بشار الأسد في سورية، وسعي أميركا لتوسيع دائرة الأمان الإسرائيلي، مؤكداً أن الوضع العسكري الجيد للجيش السوداني لا يحتاج إلى مصالحات آنية وهُدن مؤقتة، بل إلى موقف جديد يقود لإنهاء التمرد، ويؤدي إلى سلام دائم. واقترح مادبو، وقبل الموافقة على الانخراط في الوساطة التركية، أن يتم إخضاع فحوى موضوع الوساطة ومسألة قبول الإمارات بها للدراسة والتحليل، فالأمر هنا يتعلق بأمن الوطن واستقراره
وفي السياق عينه، يشترط القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي أسامة حسون، لنجاح المبادرة التركية، التنسيق التام والتوافق مع التحركات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الجهود السعودية الأميركية التي قطعت أشواطاً في منبر جدة منذ العام الماضي، موضحاً في حديث مع "العربي الجديد"، أن الوساطة بين السودان والإمارات بمبادرة الرئيس رجب طيب أردوغان، ليست بمعزل عن الجهود الكلية لإنهاء حرب السودان، وعودة ملايين النازحين إلى ديارهم، مشيراً إلى أن التداخلات الخارجية، وثروات وموقع السودان الاستراتيجي، واتباع سياسة الإقصاء وعدم التركيز على الوفاق السوداني، كل ذلك يجعل للمبادرات الخارجية دوراً مهماً في حل الأزمة السودانية، مؤكداً أنهم في الحزب الاتحادي يرحبون بمثل تلك الوساطات.
تشاؤم إزاء إمكانية إصلاح العلاقات السودانية الإماراتية
أما المحلل السياسي الجميل الفاضل، فيستبعد تماماً نجاح أي وساطة لإصلاح العلاقات السودانية الإماراتية، وأي نجاح لأي مبادرة أخرى، ما لم يمتلك البرهان قراره بالانعتاق من رقبة الحركة الإسلامية والتحرر من أجندتها، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن ذلك يبدو مستحيلاً، نتيجة للخلل في موازين القوة الداخلية التي ما زالت تميل إلى صالح الإسلاميين، لا إلى صالح البرهان والجيش.
واستطرد بقوله: "من المعلوم بالضرورة أنه في العلاقات الدولية ليس ثمة شيء بالمجان، فما الذي يملك البرهان أن يقدمه للإمارات حتى تفك الخناق عنه، وهل يستطيع البرهان التضحية بشركائه الإسلاميين في صفقة مع الإمارات، لكي تتنازل هي عن الضغط على حكومة بورتسودان عبر الدعم السريع؟"، مشدداً على أن أي مفاوضات تحكمها المعادلات على الأرض، وليس الأمنيات أو من هم الوسطاء.
العربي الجديد/عبد الحميد عوض