هل يعيد ترامب فتح دبلوماسية سرية مع زعيم كوريا الشمالية؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
من خلال ترشيح ماركو روبيو ومايك والتز، إلى منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على التوالي، يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يشير إلى أن انفتاحه على كوريا الشمالية خلال ولايته الأولى قد لا يتكرر.
تصميم ترامب على تحسين العلاقات مع بيونغ يانغ جلي
مع ذلك، يرى الباحثان في شؤون شمال شرق آسيا وطالبا الدكتوراه في جامعة تولين الأمريكية هانجين بارك وجياشن شي، أن ميل ترامب الطويل الأمد إلى عقد الصفقات ورغبته في ترسيخ إرثه الرئاسي يقترحان أن محاولات نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية ربما لا تزال على الطاولة.عبر استخلاص دروس من دبلوماسية القنوات الخلفية في ولايته الأولى، قد يعمد ترامب المدعوم الآن من دائرة داخلية موالية بشكل غير مسبوق إلى إعادة التواصل مع كوريا الشمالية من خلال مفاوضات سرية. هل يلين مواقفه؟
كتب بارك وشي في مجلة "ذا ديبلومات" أن تكهنات ظهرت حول تحول محتمل في سياسة ترامب تجاه كوريا الشمالية خلال ولايته الثانية المقبلة. يستلزم هذا التحول التخلي عن الجهود لإقناع كيم بتفكيك ترسانته النووية بالكامل والسعي بدلاً من ذلك إلى إقناع بيونغ يانغ بتجميد برنامجها النووي ووقف تطوير أسلحة جديدة. في المقابل، ستحصل كوريا الشمالية على تخفيف للعقوبات الاقتصادية وربما أشكال أخرى من المساعدات.
US President Donald Trump says he agreed with North Korean leader Kim Jong Un to restart talks after nuclear negotiations stalled earlier this year https://t.co/WYktXv4xZy pic.twitter.com/2ypUZ27OsU
— CNN (@CNN) June 30, 2019المنطق وراء هذا التحول عملي: تجنب محادثات نزع السلاح العقيمة للتركيز على الهدف الاستراتيجي الأوسع المتمثل في التنافس مع الصين. لكن ترامب نفى بشدة مثل هذه الادعاءات. ففي منشور على موقع تروث سوشل، رفض ترامب التقارير التي تتحدث عن موقفه المخفف من الأسلحة النووية لكوريا الشمالية ووصفها بأنها ملفقة.
يدرك ترامب أن نجاح سياسته تجاه كوريا الشمالية في ولايته الثانية يحتاج إلى إحياء الدبلوماسية عبر القنوات الخلفية، ومن المؤكد تقريباً أن الشرطين الرئيسيين اللازمين لبدء هذه الدبلوماسية ــ تصميمه القوي والمعارضة الداخلية للتعامل مع بيونج يانغ ــ سيكونان حاضرين.
تصميم ترامب على تحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة جلي. وبالرغم من أنه لم يحدد صراحة استراتيجيته تجاه كوريا الشمالية في ولايته الثانية، من المعقول افتراض أنه كمثل أغلب الرؤساء في ولايتهم الثانية، سيكون مدفوعاً برغبة في ترسيخ إرث دائم.
إذا كان طموح ترامب السياسي الداخلي هو تفكيك "الدولة العميقة"، فمن الممكن أن يركز هدفه في السياسة الخارجية على تحقيق نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية، وهو هدف يحمل ثقلاً جيوسياسياً كبيراً ودرجة من الجدوى بالمقارنة مع المساعي الدبلوماسية المحتملة الأخرى.
????TRUMP TO ROCKETMAN KIM: LET'S TALK BEFORE YOU BLOW UP THE WORLD
Trump’s team is exploring direct negotiations with Kim Jong Un, aiming to thaw years of silence and rising nuclear tensions.
Despite past meetings yielding no disarmament, Trump allies believe personal diplomacy… pic.twitter.com/pghPDHcAPG
إن ثقة ترامب في علاقته الشخصية مع كيم تعزز هذا التصميم. خلال حملة 2024، ادعى ترامب مراراً الفضل في تجنب الصراع النووي مع كوريا الشمالية، واضعاً نهجه على نقيض مع ما وصفه بسياسة حافة الهاوية التي انتهجتها إدارة أوباما. معتقداً أنه "توافق بشكل جيد للغاية" مع كيم، ترامب مقتنع بأنه يتمتع بالقدرة الفريدة على تحقيق اختراق مع بيونغ يانغ بشأن القضية النووية.
الشرط الثاني المعارضة المحلية للتواصل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة هي الشرط الثاني الملائم لدبلوماسية القنوات الخلفية - وهي راسخة. في حين شددت ولاية ترامب الأولى على الحوار، اتخذت إدارة بايدن موقفاً أكثر صرامة، حيث أعطت الأولوية للردع بالتنسيق مع كوريا الجنوبية. وتشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات أحادية الجانب ونشر أصول قادرة على حمل أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية.علاوة على ذلك، تابع الكاتبان، دفع أعضاء الكونغرس باتجاه زيادة الضغوط على بيونغ يانغ، وبخاصة رداً على شراكتها المتنامية مع روسيا خلال الصراع في أوكرانيا. وقد دعت شخصيات مثل روبيو ووالتز منذ فترة طويلة إلى اتباع نهج متشدد تجاه كوريا الشمالية. وفي حين قد يبدو ولاؤهما لترامب قوياً في الوقت الحالي، إن مواقفهما المتشددة قد تؤدي إلى صدامات داخلية، ما يعكس التوترات التي نشأت خلال ولاية ترامب الأولى مع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بشأن بيونغ يانغ. هل يقبل كيم غصن الزيتون؟ مع استيفاء الشرطين الرئيسيين المذكورين، إن العامل الحاسم الآخر لتجسيد دبلوماسية القنوات الخلفية هو الاستجابة الإيجابية المتوقعة من كوريا الشمالية. يبدو هذا معقولاً، حيث لم تنحرف بيونغ يانغ عن هدفها القديم المتمثل في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
صحيح أن نظام كيم نما على مستويي القدرة والثقة، مدعوماً بحلفاء جدد. تعقد هذه التطورات قدرة أي إدارة أمريكية على تقديم الحد الأدنى من الحوافز لتأمين التنازلات من كوريا الشمالية. مع ذلك، وبالرغم من انهيار قمة هانوي سنة 2019، تظل بيونغ يانغ ملتزمة بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والذي تعتبره "استراتيجية السياسة الخارجية الأولى".
أضاف الكاتبان أن كوريا الشمالية تنظر إلى الولايات المتحدة بصفتها صاحبة مفتاح رفع العقوبات مع قبول ترسانتها النووية ضمناً. علاوة على ذلك، إن الحل المحتمل للصراع بين أوكرانيا وروسيا في ظل إدارة ترامب قد يؤدي إلى نشوء حالة من عدم اليقين في الشراكة بين كوريا الشمالية وروسيا. في ظل هذه الظروف، سيكون من الحكمة الاستراتيجية أن يسعى كيم إلى تحقيق انفراج مع الولايات المتحدة، إذا مد ترامب غصن الزيتون.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب تجاه کوریا الشمالیة الولایات المتحدة بیونغ یانغ فی ولایته
إقرأ أيضاً:
رئيس كوريا الجنوبية المعزول يحضر أول جلسة في محاكمته
ظهر الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول اليوم الخميس في أول جلسة استماع أولية في محاكمته الجنائية، على خلفية اتهامه بقيادة تمرد، مما يجعله أول رئيس يخضع للمحاكمة الجنائية.
وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء أن يون، الذي يخضع أيضاً لمحاكمة لاتهامه بالتقصير، دخلت مرحلتها النهائية، تم اتهامه خلال الشهر الماضي بالتمرد على خلفية فرضه الأحكام العرفية.
وانتهت جلسة الاستماع الأولية بعد 13 دقيقة، حيث قررت المحكمة عقد جلسة استماع أخرى في 24 مارس (آذار) المقبل.
Impeached South Korean President Yoon Suk Yeol is attending the first hearing of his criminal trial over insurrection charges at the Seoul Central District Court on Thursday. https://t.co/dcSXzklaMo
— The Japan Times (@japantimes) February 20, 2025وذكرت "يونهاب"، اليوم الخميس، أن رئيس كوريا الجنوبية المعزول وجهت إليه تهمة التمرد بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، وتلغي هذه التهمة حصانته الرئاسية من الملاحقة القضائية.
وعقدت الجلسة في محكمة منطقة سيؤول المركزية، لتوضيح النزاعات الرئيسية في القضية والتخطيط للإجراءات المستقبلية و أن على رغم من أن الجلسة التمهيدية لا تتطلب حضور المتهم، فإن يون حضر الجلسة.
وبدوره، قال المحامي الخاص بالرئيس المحتجز: "إنه بما أن أسباب اعتقاله لم تعد قائمة ومن الواضح جداً أنه يخضع حاليا للاعتقال غير القانوني، فإننا نتوقع من القاضي أن يتخذ قراراً معقولًا".
كما قال أحد المحامين للصحافيين قبل جلسة الاستماع إن الرئيس سيتعاون خلال المراجعة، وسيطالب بإلغاء اعتقاله.
South Korea’s impeached President Yoon Suk Yeol appeared in court to defend himself against allegations of insurrection over his martial law decree https://t.co/5pqqDflMmV
— Bloomberg Markets (@markets) February 20, 2025وأثناء عقد الجلسة تجمع أنصار يون بالقرب من المحكمة للمطالبة بالإفراج عنه وحشدت الشرطة نحو 3.200فرد حول المحكمة للسيطرة على الحشود، ونصبت سياجاً حديدياً وحواجز من حافلات الشرطة للحفاظ على النظام.
وتم احتجاز يون في مركز احتجاز منذ منتصف يناير بعد أن احتجزه المحققون بتهمة التحريض على التمرد من خلال فرضه للأحكام العرفية.