الخليج الجديد:
2024-12-19@16:04:54 GMT

الرئيس جيد.. والبطانة فاسدة!

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الرئيس جيد.. والبطانة فاسدة!

الرئيس جيد والبطانة فاسدة!

سارعت "الحكومة السيئة" إلى دولرة يوميات المقهورين، رافعة الأسعار وشاطبة الدعم عن السلع. وكأن في الأمر مؤامرة على "القائد الأوحد… الأبدي".

اليوم مثل الأمس، يُستدعى الخطاب السحري: "الرئيس لا يعلم بالتجاوزات". فمع آفاق الدولة الفاشلة، يُتلى على رؤوس المواطنين خطاب أشد تزويراً.

يشيح العرب الرسميون النظر بينما البلاد المنكوبة نحو كلاكيت آخر: "الرئيس جيد والبطانة فاسدة"، فيما السير نحو هاوية فوضى الدولة الفاشلة يتسارع أمام الجميع.

حكومة حسين عرنوس تعمل ضد قرارات الأسد بمضاعفة رواتب الموظفين برقم بالكاد يكفي ثمن فنجان قهوة وقطعة حلوى على طاولة المنظّرين بالوطنية على السوريين.

* * *

في بلاد عجائب السياسة تنتشر فكرة أن الرئيس يعمل بسرعة خارقة، بينما الحكومة بطيئة. في المشرق العربي، المبتلى بنظرية عظمة الحاكم وعطل الحكومة، حتى لبنان لديه نموذجه، يطرح تيار مهيمن على الدولة سؤاله الشهير كلما شعر بورطة: أين الدولة؟

أما في سورية فالنموذج أكثر بجاحة، باستسهال التزوير القائم على كذبة أنه لولا 50 عاماً من حكم آل الأسد لضاعت البلاد والعباد. فالشارع السوري، الذي يرى كيف سيقت بلاده نحو الكارثة، يعرف منذ ما قبل 2011 أن من يحكم هو أجهزة الأمن التي تسوّق أن "الرئيس جيد والحكومة عاطلة".

وغير بعيد عن ذلك برع نظام بشار الأسد في تطييف مجتمعه وشرذمته، بـ"تسريبات" فيديوهات مقصودة لممارسات جلادين يسألون ببلاهة: أتريدون الحرية؟ هذه من أجل الحرية، وذلك تزامناً مع توالي التعذيب، والقصف والتهجير، واستدعاء مليشيات طائفية خارجية، لتعميق انقسام المجتمع.

واليوم مثل الأمس، يُستدعى الخطاب السحري: "الرئيس لا يعلم بالتجاوزات". فمع آفاق الدولة الفاشلة، يُتلى على رؤوس المواطنين خطاب أشد تزويراً.

فحكومة حسين عرنوس تعمل ضد قرارات الأسد بمضاعفة رواتب الموظفين، وبرقم بالكاد يكفي ثمن فنجان قهوة وقطعة حلوى على طاولة المنظّرين بالوطنية على السوريين. إذ سارعت "الحكومة السيئة" إلى دولرة يوميات المقهورين، رافعة الأسعار وشاطبة الدعم عن السلع. وكأن في الأمر مؤامرة على "القائد الأوحد… الأبدي".

الأمر ليس مستجداً، فعلى مدار عقود يُطبّق التلاعب الذي كشفه "الرفيق الأمين العام المساعد" لحزب البعث، هلال هلال، في اجتماعه مع "كتلة البعث في البرلمان" (إذ علينا أن نصدق أنه برلمان، وفيه كتل حزبية كالدنمارك والسويد)، بقوله لرفاقه: "نحن (الحزب) نقرر من يبقى ومن يرحل".

بالطبع لا يصدق أغلب ناس سورية أن عرنوس يملك من أمره شيئاً. فمع التغطية الصورية لحزب الرفيق هلال يبقى الحكم الحقيقي بكل تفاصيله في قبضة قصر المهاجرين، وبمعية مختلف فروع الأجهزة الأمنية. وعليه يُمارس التنفيس في شتم الوزراء، وحتى المحافظين، واتهامهم بـ"التآمر على السيد الرئيس".

ببساطة، الأمر واضح للسوريين، بينما يشيح العرب الرسميون النظر عنه، بمعية واشنطن، مسوقين أن الأمور ستحل في سورية المنكوبة بتقاسمها بين وزارات "موالاة ومعارضة"، لأجل كلاكيت آخر: "الرئيس جيد والبطانة فاسدة"، فيما السير نحو هاوية فوضى الدولة الفاشلة يتسارع أمام أنظارهم جميعاً.

*ناصر السهلي كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سورية عرنوس النظام السوري أجهزة الأمن

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية تدعو للتعامل مع الحكومة السورية وتحذر من إفشال الانتقال السياسي

واصلت الصحف العالمية التأكيد على ضرورة التعامل مع الحكومة السورية الجديدة بما يضمن وحدة البلاد، ويدعم الانتقال السلمي للسلطة، محذرة من أي محاولة لإفشال هذه التجربة.

ففي مجلة "فورين أفيرز"، قال الكاتب سام هيلر إن على المجتمع الدولي المحافظة على وحدة الأراضي السورية، مؤكدا أن الفوضى والتفكك "يمثلان أسوأ خيارات السوريين والمنطقة".

وعلى الرغم من التحفظات المفهومة لبعض الدول بشأن هيئة تحرير الشام، فإن الكاتب يرى أن على هذه الدول أن تكون حريصة على نجاح عملية انتقال السلطة في سوريا، وعدم التدخل فيها أو إفشالها نهائيا.

تنسيق مع موسكو

أما صحيفة "الغارديان" التي دخلت إلى قاعدة حميميم العسكرية، فنقلت عن مسؤول روسي أن موسكو تأمل في إقامة علاقات ودية مع الحكومة السورية الجديدة، ووفقا للمسؤول، فقد بدأت روسيا قبل أسبوع اتصالات مع هيئة تحرير الشام لتنسيق الشؤون العسكرية.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في "تحرير الشام" أنه "لن تكون هناك خطوط حمراء في المفاوضات مع الروس"، وأن هذه المفاوضات "ستستند إلى المصالح الإستراتيجية وليس الأيديولوجية".

وفي "نيويورك تايمز"، أشار تحليل إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يذكر سوريا بتاتا خلال اجتماع تلفزيوني استمر ساعة مع كبار القادة العسكريين، ولم يقل أي شيء علنا حتى الآن عن انهيار حليفه المقرب بشار الأسد".

إعلان

ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري أنطون مارداسوف أن سقوط الأسد "يشكّل موضوعا مؤلما في موسكو حاليا"، وأنه "من الأفضل ألا تصرح موسكو بأي شيء".

وفي متابعة للوضع الميداني، أجرت صحيفة الإندبندنت مقابلة مع علاء عمران -رئيس الشرطة الجديد في مدينة حمص– قال فيها إن الاعتقاد كان سائدا بأنه من الصعب السيطرة على حمص بسبب تنوعها الديني.

وأكد عمران أن كل الأمور حاليا أصبحت تحت السيطرة، وأنه "لم تكن هناك محاولات لقتل أي شخص خلال الأسبوع الماضي"، مضيفا أن نجاح الهجوم الاستثنائي ضد قوات بشار الأسد "يعزى إلى سنوات من التخطيط لليوم التالي، وليس فقط للمُعدات العسكرية المتطورة".

لا بد من وقف الموت

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها إن إسرائيل "تواجه واحدة من أكثر المراحل خطورة في تاريخها"، وإن الوقت قد حان "لإعلاء شأن الحياة على الموت عبر إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإنقاذ الرهائن (الأسرى)".

وطالبت الصحيفة الإسرائيليين بالنزول إلى الشوارع واللجوء إلى كافة الأساليب غير العنيفة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على اختيار المسار الصحيح.

كما نقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن إسرائيل تدرس الرد على التصعيد الذي تمارسه جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية، مضيفة أن "صبر تل أبيب بدأ ينفد"، وأنها "تنظر في تنفيذ هجمات كبيرة ضد الحوثيين".

وأخيرا، قال موقع "ذا هيل" الأميركي إن "حملة القمع التي تشنها قوات الأمن الفلسطينية ضد الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، أجبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على تعليق خدماتها بما في ذلك التعليم.

وأشار الموقع إلى أن السبب وراء قرار السلطة الفلسطينية بشن الحملة "غير واضح، لا سيما أن مثل هذه الإجراءات لا تحظى بدعم الجمهور الفلسطيني".

مقالات مشابهة

  • عندما يتعلق الأمر بسوريا يصعب التنحي جانباً
  • إنزال أمني يقود إلى إغلاق مطعم شهير بالقنيطرة يرتاده أجانب بسبب حيازة خمور فاسدة قبل أيام من حلول البوناني
  • قاطعو رقاب..رئيس الحكومة الإيطالية السابق: أخشى أن تلقى سوريا مصير أفغانستان
  • فاسدة وعديمة الكفاءة..روسيا تهاجم الأمم المتحدة بعد اغتيال كيريلوف
  • الحكومة: الرئيس السيسي يؤكد امتلاك مصر القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها
  • آخرها مشاركة إثيوبيين مقابل 700 دولار شهريا (تجنيد المرتزقة).. الميليشيا تحتضر!!
  • الحكومة: الدولة تكثف جهودها لتوفير السلع بأسعار مناسبة تخفيفاً للعبء على المواطنين
  • صحف عالمية تدعو للتعامل مع الحكومة السورية وتحذر من إفشال الانتقال السياسي
  • سموتريتش يتهم بن غفير بزعزعة استقرار الحكومة
  • "زراعة النواب": الحكومة ستشتري القمح من الفلاحين بأعلى من سعره العالمي (فيديو)