الرئيس جيد.. والبطانة فاسدة!
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
الرئيس جيد والبطانة فاسدة!
سارعت "الحكومة السيئة" إلى دولرة يوميات المقهورين، رافعة الأسعار وشاطبة الدعم عن السلع. وكأن في الأمر مؤامرة على "القائد الأوحد… الأبدي".
اليوم مثل الأمس، يُستدعى الخطاب السحري: "الرئيس لا يعلم بالتجاوزات". فمع آفاق الدولة الفاشلة، يُتلى على رؤوس المواطنين خطاب أشد تزويراً.
يشيح العرب الرسميون النظر بينما البلاد المنكوبة نحو كلاكيت آخر: "الرئيس جيد والبطانة فاسدة"، فيما السير نحو هاوية فوضى الدولة الفاشلة يتسارع أمام الجميع.
حكومة حسين عرنوس تعمل ضد قرارات الأسد بمضاعفة رواتب الموظفين برقم بالكاد يكفي ثمن فنجان قهوة وقطعة حلوى على طاولة المنظّرين بالوطنية على السوريين.
* * *
في بلاد عجائب السياسة تنتشر فكرة أن الرئيس يعمل بسرعة خارقة، بينما الحكومة بطيئة. في المشرق العربي، المبتلى بنظرية عظمة الحاكم وعطل الحكومة، حتى لبنان لديه نموذجه، يطرح تيار مهيمن على الدولة سؤاله الشهير كلما شعر بورطة: أين الدولة؟
أما في سورية فالنموذج أكثر بجاحة، باستسهال التزوير القائم على كذبة أنه لولا 50 عاماً من حكم آل الأسد لضاعت البلاد والعباد. فالشارع السوري، الذي يرى كيف سيقت بلاده نحو الكارثة، يعرف منذ ما قبل 2011 أن من يحكم هو أجهزة الأمن التي تسوّق أن "الرئيس جيد والحكومة عاطلة".
وغير بعيد عن ذلك برع نظام بشار الأسد في تطييف مجتمعه وشرذمته، بـ"تسريبات" فيديوهات مقصودة لممارسات جلادين يسألون ببلاهة: أتريدون الحرية؟ هذه من أجل الحرية، وذلك تزامناً مع توالي التعذيب، والقصف والتهجير، واستدعاء مليشيات طائفية خارجية، لتعميق انقسام المجتمع.
واليوم مثل الأمس، يُستدعى الخطاب السحري: "الرئيس لا يعلم بالتجاوزات". فمع آفاق الدولة الفاشلة، يُتلى على رؤوس المواطنين خطاب أشد تزويراً.
فحكومة حسين عرنوس تعمل ضد قرارات الأسد بمضاعفة رواتب الموظفين، وبرقم بالكاد يكفي ثمن فنجان قهوة وقطعة حلوى على طاولة المنظّرين بالوطنية على السوريين. إذ سارعت "الحكومة السيئة" إلى دولرة يوميات المقهورين، رافعة الأسعار وشاطبة الدعم عن السلع. وكأن في الأمر مؤامرة على "القائد الأوحد… الأبدي".
الأمر ليس مستجداً، فعلى مدار عقود يُطبّق التلاعب الذي كشفه "الرفيق الأمين العام المساعد" لحزب البعث، هلال هلال، في اجتماعه مع "كتلة البعث في البرلمان" (إذ علينا أن نصدق أنه برلمان، وفيه كتل حزبية كالدنمارك والسويد)، بقوله لرفاقه: "نحن (الحزب) نقرر من يبقى ومن يرحل".
بالطبع لا يصدق أغلب ناس سورية أن عرنوس يملك من أمره شيئاً. فمع التغطية الصورية لحزب الرفيق هلال يبقى الحكم الحقيقي بكل تفاصيله في قبضة قصر المهاجرين، وبمعية مختلف فروع الأجهزة الأمنية. وعليه يُمارس التنفيس في شتم الوزراء، وحتى المحافظين، واتهامهم بـ"التآمر على السيد الرئيس".
ببساطة، الأمر واضح للسوريين، بينما يشيح العرب الرسميون النظر عنه، بمعية واشنطن، مسوقين أن الأمور ستحل في سورية المنكوبة بتقاسمها بين وزارات "موالاة ومعارضة"، لأجل كلاكيت آخر: "الرئيس جيد والبطانة فاسدة"، فيما السير نحو هاوية فوضى الدولة الفاشلة يتسارع أمام أنظارهم جميعاً.
*ناصر السهلي كاتب صحفي فلسطيني
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: سورية عرنوس النظام السوري أجهزة الأمن
إقرأ أيضاً:
حزب المصريين: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء أظهرت معدن المصريين
قال المستشار حسين أبو العطا رئيس حزب “المصريين”، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء أكدت على قوة الدولة المصرية وشعبها العظيم وقواتها المسلحة، وأبرزت صمود الشعب في مواجهة المعتدين والغزاة عبر التاريخ.
وأضاف “أبو العطا”، في بيان اليوم الجمعة، أن كلمة الرئيس السيسي شملت رسائل طمأنة للشعب المصري بخصوص سيناء بأنها جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة والدفاع عن سيناء، وحماية كل شبر من أرض الوطن عهد لا رجعة فيه، ومبدأ ثابت فى عقيدة المصريين جميعًا، فضلًا عن حديث الرئيس السيسي عن رفض الدولة المصرية القاطع لتصفية القضية الفلسطينية، موضحًا أن مصر لا تنسى القضية الفلسطينية في أي مناسبة، حيث أكد الرئيس خلال كلمته على أن مصر تقف سدًا منيعًا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأوضح رئيس حزب “المصريين”، أن القيادة السياسية المصرية مهمومة بالقضية الفلسطينية وتحمل على عاتقها دائمًا الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتُسخر كل جهودها الدبلوماسية من أجل الوصول إلى حل جذري للقضية الفلسطينية يتمثل في السلام العادل والشامل الذي لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الأمر الذي تُنادي به مصر وتبذل من أجله جهودًا حثيثة ومضنية على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية للوصول إلى هذا الهدف، فضلا عن جهودها لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة التي دمرت الأخضر واليابس، وتسببت في استشهاد عشرات الآلاف من الضحايا في مشهد مأساوي مشين سيظل محفورًا في التاريخ.
وأكد أن القيادة السياسية تُدرك جيدًا أهمية أرض سيناء، لذلك أعطى الرئيس السيسي أولوية لهذه الأرض الغالية، لتكون أرض سيناء قاطرة التنمية في شتى القطاعات، موضحًا أن كفاح الشعب لتحرير سيناء يُمثل منهجًا راسخًا للوطنية المصرية، ويُحدد الأسس الرئيسية للأمن القومي، وهو شعار يتحلى به الشعب عبر العصور.
وأشار إلى أن الدولة بقيادة الرئيس السيسي تبذل قصارى جهدها من أجل حفظ حقوق الوطن العظيم، وضمان استقراره وأمنه، ودعمه لكل مبادرة تُعزز دور مصر الريادي على الساحتين الإقليمية والدولية.
وطالب رئيس حزب “المصريين” المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته تجاه ما يحدث في قطاع غزة من تدمير ممنهج وعملية إبادة جماعية بحق الشعب الفلسيطيني الشقيق؛ من أجل الوصول إلى السلام الدائم في المنطقة، مؤكدًا أن مصر لن تُفرط في أرضها ولن تسمح بالمساس بأمنها القومي.