معلومات الوزراء: أكثر من مليوني شخص يعملون بالحرف التراثية واليدوية بمصر
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا جديدًا من سلسلة «تقارير معلوماتية» والتي تهدف إلى تناول القضايا المهمة بالنسبة للمجتمع وصانع القرار وتستند إلى باقة متنوعة من المصادر المحلية والتقارير الدولية، كما تهدف إلى إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة المحيطة بموضوع التقرير على نحو يستند إلى القرائن والمعلومات الموثقة، ويأتي التقرير الجديد بعنوان "الحرف اليدوية.
وأشار التقرير أنه على الرغم من الإنتاج واسع النطاق للصناعات اليدوية فإنه لا يوجد تعريف مشترك لها فهناك تعدد وتنوع شديد الاتساع بين التعريفات وفقًا للجهات المختلفة "كاليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومجلس ضرائب السلع والخدمات الهندي، وهيئة التراث السعودية"، وتمثلت أشكال ومنتجات الحرف اليدوية في (الأدوات الخشبية، الأدوات المعدنية الفنية، المنسوجات والأوشحة المطبوعة يدويًا، السلع المطرزة والكروشيه، منسوجات زاري، المجوهرات المقلدة، صناعة الفخار، الحرف اليدوية الأخرى).
كما لا تقتصر الحرف اليدوية على مناطق جغرافية دون غيرها بل تتميز بالانتشار الجغرافي واسع النطاق فهناك دول مختلفة تشتهر بأنواع مختلفة من الحرف اليدوية منها على سبيل المثال الصين والتي تشتهر بالسجاد والتطريز الحريري والمصابيح والأساور والمجوهرات والأواني الخشبية والمرايا الزجاجية وإكسسوارات المائدة والمطبخ، وفيتنام التي تشتهر بصياغة الفضة ونسج الخيزران والفخار والروطان والترصيع والحرف الخشبية، والهند المهتمة بالتطريز والمنسوجات والمجوهرات المقلدة والمنحوتات والفخار والأواني الزجاجية والعطور والأجارباتي، والفلبين والتي تهتم بأعمال الخرز والمجوهرات القبلية والتماثيل الخشبية والأواني الخزفية والحصير والملصقات، وأستراليا: المهتمة بلوحات نقطية للسكان الأصليين، وتركيا التي تشهر بنسج السجاد، وباكستان المشهورة بالفخار الأزرق.
أشار التقرير إلى إدراج الحرف اليدوية في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي تبنتها الدول عام 2003 في خمس مجالات من بينها "المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية"، وفي ديسمبر 2023 تم إدراج عدد من المعارف والمهارات التقليدية لعدد من الصناعات الحرفية في القائمة التمثيلية لاتفاقية صون التراث غير المادي منها: صناعة أقمشة الأطلس والأدراس في طاجيكستان، ونسج أكلان بينيا في الفلبين، وبناء المضيف بالعراق، والفنون والمهارات والممارسات المرتبطة بحرفة النقش على المعادن بعدد من الدول العربية من بينها مصر، ويتضح من ذلك أن اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي تستهدف بشكل أساسي المهارات والمعارف المرتبطة بالحرف اليدوية وليس المنتجات الحرفية نفسها، حيث تجد أنه بدلًا من التركيز على الحفاظ على الأشياء الحرفية، ينبغي تشجيع الحرفيين على الاستمرار في إنتاج الحرف ونقل مهاراتهم ومعارفهم إلى الآخرين وخاصًة داخل مجتمعاتهم لا سيما عن طريق التعلم النظامي وغير النظامي ومثال على ذلك دمج الباتيك الإندونيسي وهو نسيج تقليدي في المناهج الدراسية في مدينة بيكالونجان.
وقد استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار من خلال التقرير أبرز مؤشرات الحرف اليدوية عالميًا، مشيراً إلى أن حجم سوق الحرف اليدوية العالمية وصل إلى 1.007 تريليون دولار أمريكي في عام 2023 ومن المتوقع أن يصل إلى 1.108 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، وإلى نحو 2.394 تريليون دولار أمريكي بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.11% خلال الفترة المتوقعة (2024 -2032) وذلك وفقًا لموقع (Fortune Business Insights)، وقد هيمنت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الحرف اليدوية بحصة سوقية بلغت 36.3% في عام 2023، وتحتل أوروبا المرتبة الثانية من حيث حجم سوق الحرف اليدوية، ومن المتوقع أن تصبح أمريكا الشمالية ثاني أكبر منطقة في السوق بسبب حجم وارداتها المتزايدة.
وارتباطًا، تعرف دول الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وتركيا ومصر ولبنان بأنها من الدول المصدرة الرئيسة للحرف اليدوية في الأسواق العالمية حيث تشتهر دول الشرق الأوسط بحرف نسج السجاد والفخار والمجوهرات والأعمال المعدنية، وتشهد تلك الحرف ارتفاعًا في الطلب والشعبية في الأسواق الدولية، إذ تعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد أكبر مستهلكي الحرف اليدوية المصنعة في دول الشرق الأوسط وكذلك تعتبر الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا من المستهلكين الرئيسين للحرف اليدوية للمنطقة، وفي عام 2023 شكلت المنتجات الخشبية المصنوعة يدويًا نحو 37.2% من إجمالي المنتجات اليدوية عالميًا وفقًا لموقع (Fortune Business Insights)، ومن المتوقع أن يهيمن قطاع الأعمال الخشبية على السوق العالمية بسبب الميزات الجمالية وطويلة الأمد للمنتجات الخشبية مما يدفع المستهلكين إلى شراء المصنوعات اليدوية الخشبية، كما من المتوقع أن يستحوذ القطاع السكاني على حصة كبيرة من الطلب في السوق العالمية للحرف اليدوية بسبب الاتجاهات المتزايدة لتجديد ديكور المنازل في السنوات الأخيرة.
أما عن كبار اللاعبين في السوق العالمية لمنتجات الحرف اليدوية، فقد أشار المركز إلى أن أمريكا الشمالية تعد هي المنطقة الأكثر طلبًا في سوق الحرف اليدوية العالمية، وقد اكتسبت أنشطة الأعمال اليدوية الحرفية شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن أمثلة كبار الدول المصدرة لمنتجات الحرف اليدوية (الصين: ويقدر حجم صادراتها من منتجات الحرف اليدوية بأكثر من 5 مليارات دولار في عام 2023، والهند: والتي تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للحرف اليدوية، حيث بلغت صادراتها من منتجات الحرف اليدوية بمختلف قطاعاتها نحو 3.3 مليارات دولار خلال العام المالي 2023 /2024 مقابل نحو 3.6 مليارات دولار خلال العام المالي 2022 /2023، وتعتبر الهند الدولة الرائدة في السوق بشكل واضح عندما يتعلق الأمر بقطاع السجاد محلي الصنع حيث تمثل 40% من إجمالي الصادرات العالمية للسجاد اليدوي.
كما تأتي فيتنام أيضاً ضمن الدول المهمة بالسوق، حيث توجد منتجات الحرف اليدوية الفيتنامية في أكثر من 160 دولة ومنطقة في العالم ووفقًا لجمعية مصدري الحرف اليدوية الفيتنامية "فيتكرافت" يوجد أكثر من 5400 قرية حرفية في فيتنام، وكذلك يوجد الفلبين والتي بلغ حجم صادراتها في 2023 من الحرف اليدوية 500 مليون دولار وتتوقع الحكومة انخفاضًا بنسبة 20% في عام 2024 بسبب العقبات المحلية والمنافسة الأجنبية لا سيما من إندونيسيا، وأيضاً جنوب إفريقيا التي بلغت صادراتها من السلع اليدوية نحو 316.46 مليون دولار في عام 2020 انخفاضًا من 448.86 مليون دولار في عام 2018 بسبب تداعيات جائحة كورونا).
وعلى مستوى منتجات السلع الحرفية والاقتصاد الإبداعي، وبالنظر إلى تقرير "آفاق الاقتصاد الإبداعي 2024" نجد أن قائمة السلع الإبداعية وفقًا للأونكتاد تضم نحو 230 سلعة إبداعية تندرج ضمن الفئات الفرعية التالية: (السمعية والبصرية والوسائط المتعددة والتصوير الفوتوغرافي -والسلع الحرفية والتصميمة)، وبالنظر إلى واقع السلع الحرفية بين تجارة السلع الإبداعية في عام 2022 يُلاحظ هيمنة السلع الحرفية والتصميمة إلى حد كبير على صادرات السلع الإبداعية في عام 2022 حيث شكلت 75.6% من إجمالي صادرات السلع الإبداعية، فيما تمثل منتجات التصميم الداخلي 30.3% من إجمالي صادرات السلع الحرفية والتصميمية فيما مثلت صادرات المجوهرات 25% وإكسسوارات الموضة 21.9%، وقد هيمنت الاقتصادات النامية على صادرات جميع السلع الحرفية والتصميمية، وتمثل الدول العشر الأكبر استيرادًا للسلع الإبداعية في العالم ما يقرب من ثلثي (حوالي 63%) من الواردات العالمية للسلع الإبداعية وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستورد بـ 164 مليار دولار في عام 2022، ومن الجدير بالذكر أنه في الكويت مثلث الواردات الإبداعية نسبة بارزة بلغت 24% من إجمالي واردات البلاد في عام 2022 واستوردت مجوهرات بقيمة 4.3 مليارات دولار في ذلك العام وهو ما يمثل 55% من السلع الإبداعية المستوردة.
وتناول مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الحرف اليدوية والتنمية المستدامة، فرص وتحديات سوق الحرف اليدوية عالميًا، وتمثلت فرص النمو في "زيادة المبادرات الحكومية"، و"الممارسات المستدامة والأخلاقية"، و"التحول الرقمي والتسويق الاليكتروني"، و"التخصيص"، و"إحياء التراث"، و"التعاون والشراكات"، و"التوسع الجغرافي" و"نمو حركة السياحة" حيث يوفر تزايد عدد الوافدين السياح حول العالم الذي تجاوز 1.3 مليار وافد عام 2023 فرصًا لشركات الحرف اليدوية للتسويق والنمو بالإضافة إلى جذب السياح الباحثين عن المنتجات التراثية إذ بلغت قيمة سوق السياحة التراثية العالمية 595.27 مليار دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى 727.51 مليار دولار بحلول عام 2029".
أما تحديات نمو سوق الحرف اليدوية عالميًا فقد تمثلت في "محدودية الوصول إلى الحرفيين المهرة، والمنافسة من البدائل ذان الإنتاج الضخم، وعدم الاستقرار في أسعار المواد الخام يعوق نمو السوق".
سلَّط التقرير الضوء على الحرف التراثية واليدوية في مصر وأنواعها والتي تشمل 11 نوعًا وهي (الخيامية، صناعة الخزف والفخار، التلِّي، التطريز السيناوي، المشغولات النحاسية، الدباغة والمصنوعات الجلدية، النسيج اليدوي، السجاد اليدوي، الخوص والجريد، ورق البدري، صناعة الزجاج)، حيث استعرض التقرير واقع قطاع الحرف التراثية واليدوية في مصر مشيراً إلى أنه يعمل أكثر من 2 مليون شخص بهذا القطاع حتى يناير 2024، مما جعل للقطاع أهمية اقتصادية كبيرة، في ضوء استيعابه عدداً كبيراً من العمالية بما يسهم في خفض معدل البطالة، وقام جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر خلال عام 2017 بإعداد أول حصر للتجمعات الإنتاجية ورصد البيانات الديمغرافية لها وأظهرت النتائج أنه يوجد نحو 145 تجمعًا إنتاجيًا طبيعيًا بمختلف المحافظات تضم نحو 77.7 ألف منشأة وتتبع 79% من تلك المنشآت القطاع غير الرسمي وتوظف ما يزيد على 580 ألف عامل ونحو 30% منهم على الأقل من النساء، وتركز 63% من تلك التجمعات على أنشطة الصناعات اليدوية والحرفية والتي تعتمد بشكل رئيس على المواد الأولية لإتمام عمليات الإنتاج، وتركزت 24% من تجمعات الصناعات الحرفية في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية عام 2023، وتركز نحو 21% من تلك الصناعات في محافظات الصعيد ونحو 15% في سيناء والمحافظات الحدودية.
واتصالًا، وصل حجم التمويل الموجَّه لنشاط الحرف اليدوية والتراثية في مصر 40 مليون جنيه عام 2023 وفقًا لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر مقابل 73.4 مليون جنيه عام 2022 بنسبة انخفاض 45.5%، وبلغ عدد معارض الحرف اليدوية والتراثية الداخلية نحو 8 معارض بإجمالي مبيعات بلغت 126.6 مليون جنيه عام 2023، كما بلغت إجمالي مبيعات المعارض الداخلية للحرف اليدوية والتراثية والبالغ عددها نحو 37 معرض قيمة 360.8 مليون جنيه خلال الفترة (2019-2023)، فيما بلغت عدد المعارض الخارجية نحو 22 معرضًا خلال الفترة (2019-2023) وبلغ إجمالي مبيعات هذه المعارض نحو 19.3 مليون جنيه خلال الفترة نفسها، وخلال عام 2023 بلغ عدد المعارض الخارجية نحو 6 معارض وسجلت مبيعاتها نحو 8.2 ملايين جنيه، أما فيما يتعلق بقيمة الصادرات المصرية من المنتجات الحرفية فقد وصلت 250 مليون دولار خلال عام 2022 وذلك وفقًا لبيانات غرفة صناعة الحرف اليدوية مقارنًة بنحو 254 مليون دولار عام 2021 منخفضة بنسبة 1.6%.
واستعرض التقرير مبادرات الدولة المصرية للنهوض بالحرف التراثية واليدوية والتي تمثلت في (1- برنامج "حرفي" لدعم صغار صناع المنتجات اليدوية والتراثية، 2- منصة أيادي مصر، 3- مبادرة جهاز تنمية المشروعات لإحياء الحرف التراثية في مصر، 4- المبادرة الرئاسية "تتلف في حرير"، 5- المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" لإحياء الحرف التراثية واليدوية، 6- مبادرة إبداع من مصر، 7- مبادرة صنايعية مصر، 8- برنمج كريتيف إيجيبت).
كما تناول التقرير التحديات التي تواجه الصناعات الحرفية واليدوية في مصر ومن أبرزها (1- ضعف حجم التمويل المقدم للقطاع وسرعة خروج العمال المهرة منه، 2- هيمنة القطاع غير الرسمي على الصناعات الحرفية، 3- معاناة الحرفيين من النظرة الاجتماعية لهم، 4- ضعف البنية التحتية والبنية التكنولوجية، 5- غياب التنسيق بين الإنتاج ومتطلبات السوق، 6- غياب الإطار المؤسسي لأعمال التعليم والتدريب على الحرف اليدوية، 7- سلسلة توريد محلية غير مكتملة الأركان.
كما تناول التقرير الفرص ونقاط القوة التي يمتلكها السوق المصري لدعم وتنمية قطاع الحرف اليدوية ولدعم نمو سوق المحلية للصناعات اليدوية وتتمثل أهمها في الآتي: (1- وجود عدد كبير من الحرفيين المهرة في الحرف المختلفة، 2- تعدد لمنتجات من الحرف اليدوية، 3- وجود سوق محلية كبيرة، 4- دخول المصممين من الشباب للعمل بالقطاع 5- انخفاض التكلفة الاستثمارية المطلوبة للبدء في نشاط حرفي، 6- توافر المواد الخام اللازمة لأغلب منتجات الحرف اليدوية محليًا).
كذلك يمتلك قطاع الحرف اليدوية في مصر فرصًا حقيقية تدعم نموه وتطويره وتتمثل تلك الفرص في: (1- وضع الحكومة المصرية لسياسات تنظيمية وتشريعية لتنمية القطاع، 2- وجود نسبة كبيرة من الشباب في المجتمع المصري، 3- إمكانية الاستفادة من التوجه العالمي نحو المنتجات الإبداعية والمستدامة).
واستعرض التقرير في ختامه تجارب دول "الهند وفيتنام والصين" والمبادرات التي اتخذتها للنهوض بقطاع الحرف اليدوية لديها، كما تناول مقترحات للنهوض بقطاع الحرف اليدوية في مصر والتي تمثلت في (1- إنشاء هيئة مؤسسية لتكون مسؤولة عن إدارة وتطوير قطاع تجمعات الحرف اليدوية في مصر، 2-إنشاء نظام لإدارة البيانات والإحصاءات القطاعية للتغلب على التحدي الرئيس المتمثل في عدم وجود إحصاءات قطاعية واضحة وموثقة، 3- إنشاء مراكز التصميم المحلية لدعم الابتكار وتطوير تصميم المنتجات اليدوية، 4- إنشاء نظام لإدارة المواد الخام على أن يتم دعم هذا النظام بقاعدة بيانات واضحة تتضمن تحديد كافة المواد الأولية المطلوبة والمواد الأولية المحلية والمصدرة ومصادر المواد الأولية المحلية، 5- توفير احتياجات تجمعات الحرف اليدوية من أدوات ومعدات حديثة تدخل في الإنتاج، مثل الأنوال الحديثة وأدوات ومعدات الخياطة والقص وأدوات الصباغة والغسالات، 6- تعزيز أوضاع الحرفيين من خلال إنشاء نقابة أو اتحاد عمالي رسمي فعال للحرفيين، 7- الاهتمام بالأنشطة التسويقية التي تدعم الترويج للحرف اليدوية المصرية محليًا ودوليًا).
اقرأ أيضاًوزير التعليم يتابع انتظام سير العملية التعليمية بعدد من مدارس الغربية
وزير الزراعة يبحث مع سفيرة أمريكا بالقاهرة العلاقات الثنائية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الحرف التراثیة والیدویة منتجات الحرف الیدویة قطاع الحرف الیدویة الیدویة والتراثیة الصناعات الحرفیة الحرف الیدویة فی الحرف الیدویة ا والیدویة فی مصر المواد الأولیة الیدویة فی مصر ومن المتوقع أن للحرف الیدویة ملیارات دولار من المتوقع أن دولار فی عام خلال الفترة ملیون دولار ملیون جنیه من إجمالی فی عام 2023 فی عام 2022 فی السوق من الحرف أکثر من عدد من
إقرأ أيضاً:
قرية شبراملس قلعة صناعة الكتان بمصر .. صادراتها 80 مليون دولار سنويا
"شبراملس".. قرية بمركز زفتى بمحافظة الغربية.. صارت قلعة لصناعة الكتان في مصر، بكل ما يحمله التوصيف من معنى، بعد أن وصلت المساحة المنزرعة بنبات الكتان بها في عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى 112 ألفا و38 فدانا بموسم 2023/2024، والذي يمثل نسبة 90% من محصول الكتان على مستوى الجمهورية، وبنسبة 8% على المستوى العالمي، فضلا عن أنها تحتوى على 39 مصنعا لصناعة الكتان الخام، ما أدى إلى توفير العديد من فرص العمل لشباب المحافظة والمحافظات المجاورة، الأمر الذي عزز من قدرتها الانتاجية، وجعلها توفر عملة صعبة بتصدير منتجاتها لمختلف دول العالم بنحو 80 مليون دولار سنويا.
يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتشجيع الأستثمار من خلال توفير كافة سبل الدعم لجذب المستثمرين العرب والأجانب للدفع بعجلة الإقتصاد القومي والقضاء على البطالة من خلال توفير المزيد من فرص العمل والذي بدوره يساهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية؛ تنفيذا لأهداف إستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأكد محافظ الغربية أشرف الجندي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، سعى الدولة لتوفير كافة الدعم للمزارعين وتطوير القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن زيارة لجنة الزراعة بمجلس النواب الأخيرة للمحافظة واجتماعها مع المزارعين جاء بهدف حل أي معوقات تواجه تلك الفئة وإزالتها وإيجاد الحلول لعملية تعزيز الإنتاج والعمل علي ايجاد حلول تشريعية وتنفيذية لتحسين ظروف المزارعين وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.
وقال الجندي: إن محافظة الغربية تُعد من أهم المحافظات الزراعية في مصر .. مؤكدا الحرص على تنفيذ خطط تنموية شاملة لتحسين القطاع الزراعي منها توفير الدعم اللازم للمزارعين، وتقديم الإرشاد الفني والتقني لزيادة الإنتاجية وتحويل التحديات إلى فرص من خلال العمل المشترك ودعم القرى المنتجة لتكون قاطرة للتنمية الزراعية، خاصة أن المحافظة بمزاريعها ومنتجاتها قادرة على أن تكون نموذج يحتذى في التنمية الريفية الزراعية؛ كونها تشتهر بالقرى المنتجة ومنها قرية "شبراملس" صاحبة الصدارة في زراعة نبات الكتان وتصنيعه على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن مساحة الأرض المزروعة بنبات الكتان بالقرية تضاعفت هذا العام بسبب فتح باب التصدير مرة أخرى ما أدى إلى ارتفاع سعر ألياف الكتان وإقبال المزارعين على زراعتها مرة أخرى، خاصة أن محصول الكتان من أقدم محاصيل الألياف التي استعملها الإنسان في صناعة ملابسه واستخراج الزيوت منها لاستخدامها في الغذاء واستخدام "الساس" الناتج منها في صناعة الخشب الحبيبي.
ولفت إلى أن الدولة حرصت على إدراج "شبراملس"، ضمن قائمة القرى التي يتم تطويرها بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير البنية التحتية بها، خاصة أنها قرية منتجة، وذلك لتشجيع الاستثمار وجذب المزيد من المستثمرين العرب والأجانب، حيث أصبحت القرية الآن تضم مجمعا حكوميا متكاملا بتكلفة 10 ملايين جنيه، إضافة إلى تطوير ملعب الشباب بتكلفة 6 ملايين و400 ألف جنيه، وإنشاء نقطة إسعاف بتكلفة 2 مليون و700 ألف جنيه، وإنشاء وتطوير مدارس وتطوير البنية التحتية بها من رصف وإدخال صرف صحي، ما أدى إلى زيادة القدرة التنافسية بمصانع الكتان على المستوى المحلي والدولي، ووفر أكثر من 21 ألف فرصة عمل للشباب.
وأوضح أنه بجانب المصانع التي تشتهر بها قرية "شبراملس" لصناعة الكتان، يوجد بمحافظة الغربية، شركة طنطا لتصنيع الكتان، والزيوت والتي تعتبر أحد الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال، حيث تتمتع بتاريخ طويل في انتاج الكتان، الأمر الذي عزز من صدارة المحافظة في إنتاج محصول الكتان على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن مشروع "معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية"، الممول من الاتحاد الأوروبي وجهاز المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، ويهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب، مما يشجعهم على البقاء والاستثمار في قراهم.
من جانبه، قال النائب محمود أبو حسين عضو مجلس الشيوخ عن دائرة مركز السنطة وزفتى، وابن قريه "شبراملس"، في تصريح مماثل لوكالة أبناء الشرق الأوسط، إن دخل العامل بمصانع الكتان في اليوم يتخطى 350 حنيها بواقع أكثر من 9 آلاف جنيه شهريا.
وأضاف أن الخبراء الصينيين يتهافتون على شراء الكتان بالقرية نظراً لجودته العالية، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب لمجلس الشيوخ من أجل إنشاء منطقة صناعية للتعطين على مساحة 20 ألف فدان على أرض الأوقاف ويتم دراسته حاليا.
بدوره، قال الدكتور أمجد عبدالغفار الجمال أستاذ ورئيس قسم المحاصيل كلية الزراعة جامعة طنطا، إن الكتان هو محصول ألياف ثنائي الغرض موجود في مصر منذ القدم حيث استخدمه الفراعنة بشكل كبير في منسوجاتهم وملابسهم وتم العثور عليه في المعابد والمقابر الخاصة بهم .. ومعظم المنسوجات الحالية الموجودة بالمتاحف الفرعونية هي من ألياف الكتان ويزرع حاليا في مصر كمحصول ألياف ثنائي الغرض، ويستخرج الألياف اللحائية من سيقانه في حين يستخرج الزيت الحار من بذوره.
وأضاف أنه في الوقت الحالي اتجه بعض تجار الكتان بمحافظة الغربية إلى زراعة المحصول في الأراضي الجديدة، خاصه بعد نجاح زراعته في الأراضي الزراعية بالنوبارية "القاهرة - إسكندرية الصحراوي"، حيث إن الظروف الجوية والبيئية هناك مناسبة لنمو الكتان، خاصة أن تلك المحصول يحتاج إلى جو شتوي بارد ملبد بالغيوم ورطوبة مرتفعة.
وردا على سؤال بشأن آليات النهوض بصناعة الكتان، أكد الدكتور أمجد عبدالعفار أنه يجب الاهتمام بإنشاء مزيد من المعاطن الحديثة والمصانع الخاصة بألياف الكتان مع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، ما يؤدى إلى تشجيع المزارعين على زراعة محصول الكتان، خاصة في حالة توافر الدعم الفني اللازم لانتاج هذا المحصول من توصيات زراعية وتصنيعية مناسبة، إذ تبدأ عملية زراعة المحصول من خلال توافر التقاوي الموثوقة للألياف والتي يتم استيرادها من الخارج (بلجيكا و هولندا وبولندا وفرنسا)، وأن يتم ذلك تحت إشراف كامل لوزارة الزراعة، حيث يتم استيراد هذه الأصناف كبذور عادية لإجراء عمليه العصر لها وإنتاج الزيت الحار ثم يتم توجيهها لتصبح تقاوي لزراعة الكتان، ما يساعد على زيادة قدرتها الإنتاجية.
وأكد الجمال، أن الكتان يعتبر أحد أهم الموارد الرئيسية لتوفير العملة الصعبة في مصر من خلال تصديره إلى الخارج، لافتا إلى أن الصين على رأس الدول المستوردة في السوق العالمي للكتان المصري، بعد تصنيعه نظرا لجودته العالية.