شهدت الساعات الماضية، سلسلة من الأحداث الساخنة التي أثرت بشكل كبير على المنطقة وألقت بظلالها على العديد من القضايا السياسية والعسكرية، بين قصف الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طرطوس السورية، الذي أسفر عن وقوع هزة أرضية خفيفة في شمال لبنان.

تصعيد مستمر في التوترات الإقليمية والعالمية

وأيضا التحركات السياسية الإسرائيلية ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرة الاعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافة إلى قصف مستشفى كمال عدوان في غزة، وتعزيز المخاوف بشأن الثغرات في المجال الجوي الأمريكي، فكل هذه التطورات جاءت وسط تصعيد مستمر في التوترات الإقليمية والعالمية.

وقال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن إسرائيل لا تلتزم بأي حدود أو اتفاقيات، وتستمر في تنفيذ ما يخدم مصالحها حتى لو كان ذلك مخالفًا للاتفاقات أو القوانين الدولية.

وأضاف أبولحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا يعكس سياسة إسرائيل المستمرة في خرق اتفاقات وقف إطلاق النار في لبنان، مستفيدة من عجز المجتمع الدولي عن ردعها ووقف تصرفاتها غير المسؤولة، وهذه التصرفات قد تؤدي إلى تجدد الصراع بين حزب الله وإسرائيل، لذا من الضروري أن يتخذ الوسطاء في الاتفاق خطوات حاسمة لمنع انهيار الاتفاق.

أما بشأن ما حدث في ولاية أوهايو الأمريكية، أشار أبو لحية، إلى أن مصدر الطائرات المسيرة التي اخترقت الأجواء الأمريكية غير معروف، فإننا أمام احتمالين، فالاحتمال الأول هو أن تكون الطائرات المسيرة من داخل الأراضي الأمريكية لأغراض غير عسكرية، أو قد تكون قد أتت من خارج البلاد، مما يمثل تطورا بالغ الأهمية في ظل الأحداث الكبرى التي يشهدها العالم. 

وتابع: "وإذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تبعات خطيرة، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر التي يتم فيها اختراق الأجواء الأمريكية، وبالتالي سوف يكون العالم أمام أحداث كبيرة قد تصل إلى مرحلة تصادم عسكري مباشر ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والجهة المطلقة لهذه المسيرات".

الدفاع المدني في غزة: الاحتلال يغتال أكثر من 50 شهيدا خلال 24 ساعةمحلل سياسي: ما يجري في غزة استمرار لمخطط إسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطينيغارات مكثفة على مدينة طرطوس الساحلية

وفي خطوة تصعيدية، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على مدينة طرطوس الساحلية في سوريا، ما أدى إلى وقوع هزة أرضية خفيفة في شمال لبنان، حيث شعرت بعض قرى عكا بهذه الهزة في فجر يوم الاثنين، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام لبنانية، وقد أشارت وسائل إعلام روسية إلى أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية في المدينة باستخدام صواريخ أُطلقت من بوارج حربية إسرائيلية، وهي خطوة تُعد الأولى من نوعها في استهداف مواقع سورية عسكرية في هذه المنطقة.

وذكرت التقارير أن الهزة الأرضية التي شعر بها سكان بعض المناطق في شمال لبنان، كانت نتيجة مباشرة للغارات الإسرائيلية على طرطوس، ما أثار مخاوف بشأن استقرار الوضع الأمني في المنطقة،  وهذا القصف يأتي في وقت حساس، وسط تصاعد الاحتجاجات والتحركات الإقليمية والدولية بشأن الوضع في سوريا.

اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وعلى صعيد آخر، أعلنت إسرائيل عن تحرك ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي أصدر مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذه الخطوة تأتي في وقت حساس سياسيًا، وسط ضغوط دولية على إسرائيل فيما يخص مواقفها من القضايا الإقليمية والعالمية. 

وفي تطور مقلق آخر، استهدفت الغارات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين، وسط احتجاجات من منظمات حقوق الإنسان ضد تصعيد الأعمال العسكرية في القطاع.

استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في منطقة المشروع جنوبي قطاع غزةمسؤولون إسرائيليون: من الممكن التوصل لاتفاق غزة خلال أسبوعين

وفي تطور آخر، برزت المخاوف من وجود ثغرات في الدفاعات الجوية الأمريكية، وسط تصريحات رسمية في الولايات المتحدة تشير إلى القلق المتزايد بشأن أمن المجال الجوي الأمريكي، وهذه المخاوف تأتي على خلفية التطورات العسكرية العالمية، وتزايد التهديدات من دول مثل الصين وروسيا.

والجدير بالذكر، أن تتسارع الأحداث في المنطقة والعالم، من غارات إسرائيلية على سوريا ولبنان، إلى تهديدات ضد النظام السياسي الإسرائيلي، وصولا إلى التوترات العسكرية في غزة وأمريكا. هذه التطورات تخلق بيئة من عدم الاستقرار، تثير القلق في الأوساط السياسية والعسكرية حول العالم، مع تصاعد الدعوات إلى التهدئة والبحث عن حلول سلمية لهذه القضايا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمريكا فلسطين قطاع غزة غزة الاحتلال جيش الاحتلال المزيد فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يخطط لإطالة أمد الحرب وهذه رسائل قصف تل أبيب

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية ما قالت إنها مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإطالة أمد الحرب ربما حتى الانتخابات المقبلة، إضافة إلى دلالات قصف الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تل أبيب لأول مرة منذ استئناف الحرب.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا غيورا آيلاند إن الائتلاف الحكومي الحالي سيختلق ذرائع لعدم إجراء انتخابات برلمانية في وقتها "إذا أدرك أنه لن يحصل على أغلبية لتشكيل ائتلاف حكومي جديد".

ووفق آيلاند، فإن الاستمرار بحرب لا نهاية لها يبدو خيارا جيدا لتحقيق ذلك، لافتا إلى أن إسرائيل اليوم في حرب متجددة على الأقل في قطاع غزة.

وبناء على ذلك، قال آيلاند إنه "لا يمكن استبعاد إطالة نتنياهو أمد الحرب لأكثر من سنة من أجل منع إجراءات الانتخابات المقبلة"، معربا عن قناعته بأن هناك اتجاها واضحا وخطيرا في هذا الإطار.

ومن المقرر إجراء انتخابات الكنيست (البرلمان) في إسرائيل في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2026 لانتخاب 120 نائبا برلمانيا.

وكذلك، ناقشت وسائل إعلام إسرائيلية استئناف الحرب على غزة، إذ أبرز بعض المحللين السياسيين والعسكريين سعي إسرائيل إلى تنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين من القطاع من خلال العملية البرية.

إعلان

وبينما أجمعت الحوارات على أن استهداف المدنيين يبدو وسيلة ضغط على المقاومة رجح بعض المتحدثين ألا يؤثر ذلك على مواقفها.

وأعلن جيش الاحتلال بدء عمليات برية في وسط قطاع غزة وشماله وجنوبه، وتحديدا في وسط محور نتساريم ومنطقة الساحل في بيت لاهيا ومخيم الشابورة بمدينة رفح.

وتساءل رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي سابقا نمرود شيفر عن جدوى عمليات القصف الجوي على قطاع غزة، مؤكدا أنها "لن تقرب إسرائيل من استعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس".

وقال شيفر إن حماس لديها اليوم ما بين 20 ألف مقاتل و30 ألفا في غزة بعد عام ونصف من الحرب، مؤكدا أنه لا يوجد اتجاه إستراتيجي للهجوم الإسرائيلي الجديد على غزة.

وبشأن دلالات الرشقة الصاروخية التي أطلقتها حماس باتجاه تل أبيب، قال محلل الشؤون الفلسطينية في القناة الـ13 الإسرائيلية حيزي سيمانتوف إن حماس تبعث رسالة مفادها أنها "ستذهب إلى التصعيد، وأنها غير متأثرة بالعمليات البرية الجديدة".

كذلك، قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة ذاتها أور هيلر إن حماس تقول "كلا" لكل من يعتقد أنه يمكن الذهاب إلى مرحلة أولى معدلة من اتفاق غزة، مؤكدا أن الرشقة الصاروخية تعبر عن موقف واضح.

وأمس الخميس، قالت القسام -في بيان- إنها قصفت عمق الاحتلال (مدينة تل أبيب) برشقة صاروخية من نوع "مقادمة إم 90" ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.

وهذا هو الرد الأول من نوعه لكتائب القسام منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكانت آخر مرة استهدفت فيها كتائب القسام تل أبيب بالصواريخ خلال الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

إعلان

من جهة أخرى، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أوقف تحقيقا معمقا بشأن فرقة غزة التي أبادتها كتائب القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: نتنياهو يقودنا للهاوية.. وكاتب: النار التي تشعلها إسرائيل ستعود لتحرقها
  • بعد صواريخ لبنان.. قياديّ إسرائيليّ بارز يهاجم نتنياهو
  • مؤرخ إسرائيلي: لا أستبعد حربا أهلية إذا تعنت نتنياهو
  • إعلام إسرائيلي: القصف المدفعي بالجنوب اللبناني رد أولي على الصواريخ التي أطلقت على مستوطنة المطلة
  • عاجل | الخارجية الأميركية: هناك توقعات كبيرة بشأن إعفاءات قد تعلنها الإدارة الأميركية لسوريا
  • «قرار رئاسي» بإغلاق وزارة التعليم الأمريكية.. الأسباب والعراقيل التي تواجه ترامب
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يخطط لإطالة أمد الحرب وهذه رسائل قصف تل أبيب
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تريد التخلص من الورقة الرسمية التي تحمي الحق الفلسطيني
  • خبير إسرائيلي: نتنياهو يمدد الحرب ويخاطر بالأسرى من أجل إنقاذ حكومته
  • تعرف على حاملة الطائرات الأمريكية التي استهدفتها الحوثي (إنفوغراف)