الانتخابات الرئاسية: الآية إنقلبت
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
من دون أدني شكّ، عاد الحراك الرئاسي الى نوع مختلف من النشاط والجدية مع انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، لكن الاكيد أيضاً أن احداً من القوى السياسية في لبنان ليس لديه اجابات واضحة عن نتيجة هذا الحراك وما اذا كان سيؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ام الى مزيد من المماطلة السياسي والفراغ.
بات الحديث عن الاسماء بتماشى بشكل لافت مع تغيّر التوازنات السياسية في المنطقة، ومن كانت حظوظه عالية في السابق تراجعت اليوم لترتفع في المقابل حظوظ آخرين، لكن الاختلاف ليس بالحظوظ الرئاسية فقط بل بمواقف القوى والاحزاب والكتل النيابية من اصل الاستحقاق وحصوله.
لم تعد قوى المعارضة مستعجلة على الانتخابات الرئاسية، اذ وبالرغم من تقدم مشروعها السياسي في المنطقة وتالياً انعكاس الامر على واقعها في لبنان وامكانية ايصال مرشح قريب منها الى قصر بعبدا، الا ان هذه القوى تريد المزيد من الوقت، لا بل باتت في العمق تشجع الذهاب الى عملية تأجيل لجلسة الانتخاب الى ما بعد وصول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض وبدء ولايته الرئاسية. هذا الامر يظهر بشكل جلّي من خلال عدم خوض قوى المعارضة لنقاش فعلي في ما بينها من اجل الاتفاق على مرشح واحد ودعمه في جلسة 9 كانون الثاني بهدف الفوز بالمعركة الدستورية.
من وجهة نظر قوى المعارضة، فإن التطورات الحاصلة اليوم والتي حصلت في الاسابيع الماضية، والتي فرضت على "حزب الله" عملياً التخلي عن مرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قد تتفاعل وتتوسع في الاسابيع المقبلة وتحديداً من خلال توجيه اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية ضربة عسكرية كبرى ضدّ ايران، وهذا ما سيجعل حظوظ ايصال رئيس من صفوف المعارضة اكبر ولن يكون ممكناً الاكتفاء بإنهاء حظوظ فرنجية، وعليه لماذا الاستعجال اليوم؟ من الواضح ان المعارضة تتراجع بشكل حذر عن مرشحين كانت قد دعمتهم ضمناً في المرحلة السابقة أمثال قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو ما فتح الباب امام لعبة مضادة من قبل "قوى الثامن من اذار".
قد يكون من مصلحة" الثنائي الشيعي" تحديداً ان تقوم المعارضة بحرق اسم قائد الجيش، لكن في الوقت نفسه لا يمكن لقوى الثامن من اذار القبول بعملية تأجيل الاستحقاق الرئاسي مجدداً، اولاً لسبب اعلامي – سياسي، وهو توجيه ضربة جيدة للخطاب السياسي للمعارض التي تحمل فيه قوى الثامن من اذار مسؤولية التعطيل، لذلك سنرى خلال جلسة التاسع من كانون الثاني حضوراً كاملاً لكتل الثامن من اذار وجلسات متتالية من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى حين تطيير نواب المعارضة للنصاب او انتخاب رئيس جديد وهذا ما لا يمكن حصوله الا من خلال توافق بين الاطراف المتنازعة على اسم وسطي.
اما السبب الثاني الذي يجعل قوى الثامن من اذار مستعجلة لانتخاب رئيس، فهو تجنب حصول تطورات جديدة في المنطقة، وتحديداً استهداف ايران، واذا كان تبدل موازين القوى امر ممكن ومتاح لطرفي النزاع، الا ان فكرة استمرار اسرائيل بالتصعيد تبقى اكثر ترجيحاً. وحتى لو تمكنت طهران من توجيه ضربات جدية وافشلت الهجوم عليها، فإن اقصى ما قد يحصل عليه الفريق المتحالف مع "حزب الله" اليوم هو رئيس وسطي وعليه لماذا لا يتم انتخابه الآن وتجنب المخاطرة؟
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قوى الثامن من اذار
إقرأ أيضاً:
مستشار رئيس لبنان: الأولوية حاليا لتشكيل الحكومة الجديدة لمعالجة القضايا العالقة
قال رفيق شلالا، مستشار الرئيس اللبناني، إن الأولوية القصوى في لبنان حاليا الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لمعالجة العديد من القضايا العاجلة، موضحًا أن الملفات الملحّة تشمل متابعة تداعيات العدوان الإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين، بما في ذلك الدمار الذي طال القرى الجنوبية، ومواصلة الجهود لتحقيق انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بحلول 27 يناير الجاري.
تواصل مكثف مع المجتمع الدوليوأضاف خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أن لبنان سيكثف تواصله مع المجتمع الدولي لشرح رؤيته وطلب الدعم، خاصة بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، ما يعزّز قدرة البلاد على المطالبة بالمساعدات الدولية التي كانت معلقة خلال فترة الفراغ الرئاسي.
وأشار إلى أن الرئيس عون متفائل بالدعم العربي والدولي الذي تلقاه من زعماء الدول الذين قاموا بتهنئته وأبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة، ومن أبرز المؤشرات الإيجابية الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة المقبل، حيث سيتم بحث دعم فكرة عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان.
إعادة إعمار المناطق المتضررةأما الملفات الداخلية الشائكة، فتشمل إعادة بناء الإدارات والمؤسسات المتوقفة، معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة، وإعادة إعمار المناطق المتضررة مثل الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع.