سائق مطروح يعثر على 8 ملايين جنيه ويرفض المكافأة| القصة الكاملة
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
“ربنا يغنينا بالحلال” كلمة على لسان سائق التاكسي «سامح رجب» الذى ضرب مثالًا في الأخلاق والأمانة، بعدما أعاد مبلغ 8 ملايين جنيه عثر عليه على الطريق الساحلي الدولي بين «مطروح - الإسكندرية».
وروى سامح ابن محافظة قنا، الذى يقيم في مطروح، قصة عثوره على المبلغ وإعادته لصاحبه، حيث أكد أنه يعمل سائق تاكسي بمحافظة مطروح واتفق مع بعض الأشخاص على توصيلها لمنطقة فوكة، وفي طريق العودة بعد أن أوصل الركاب في منطقة كوبري فوكا، لاحظ وجود «شيكارة دقيق صفراء» ملقاة على الأرض بجانب الطريق.
وقال: “انطلقت نحو المنزل وأخبرت زوجتى وقمنا بعد المبلغ لنجده 8 ملايين جنيه موزعة على 400 رزمة: 399 منها بفئة 200 جنيه، ورزمة واحدة بفئة 100 جنيه”.
وأضاف: "لم نفكر فى الاحتفاظ بالمبلغ واتفقنا على الإعلان عن المبلغ لإعادته لصاحبه، فنشرت إعلانًا عبر حسابى الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي"، معلنًا أنه عثر على مبلغ كبير وطلب من أي شخص يدعي ملكيته تقديم دليل واضح عن محتوياته، وخلال ساعات، تلقى العديد من الاتصالات، لكن شخصًا واحدًا فقط كان لديه التفاصيل الدقيقة عن الشيكارة والرزم المالية، ما أثبت ملكيته للأموال.
وأوضح: “اتفقت مع صاحب المال، وهو تاجر موبيليا من محافظة دمياط، على موعد للقاء، وفي اليوم التالي، جاء الرجل إلى منزلى، ولحظة تسلمي المبلغ، عرض الرجل مكافأة لي قدرها مليون جنيه تقديرًا لأمانتى، إلا أننى رفضت العرض بشدة"، مؤكدًا أن المال ليس حقه، وأن ما فعله هو واجب أخلاقي وديني.
ويروى محمد الشيخ، شقيق زوجة سامح، أن والده كان حريصا دائما على تربيتهم على القرآن والاعتماد على النفس والأمانة، وهو ما انعكس على رد فعل شقيقته برفض المبلغ أو المكافأة وتشجيع الزوج على رفض المبلغ.
وقال: “الخير فى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين، فهذا ليس غريبا ما قام به زوج شقيقتى، وهناك الكثير والكثير من الشرفاء ويكفى أن هناك بعض الأشخاص يضحون بأنفسهم ودمائهم من أجل مصر”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مطروح اخبار المحافظات محافظة مطروح سائق المزيد
إقرأ أيضاً:
القصة الكاملة لحصول نظام الأسد على 900 مليون دولار من أهالي السجناء
لم تكن شبكة السجون الكبيرة التي أقامها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مجرد أداة لقمع معارضي حكمه فحسب، بل كذلك وسيلة لأنصاره لجني المال.
ويقول سوريون يائسون متمسكون بحلم رؤية أبنائهم وأزواجهم وأشقائهم المفقودين مرة أخرى إنهم تعرضوا للابتزاز بشكل ممنهج لدفع رشاوى يصل مجموع قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات.
لكن أسوأ ما في الأمر أن هؤلاء المسؤولين على اختلاف مناصبهم والمحامين والمحتالين وأنصار الأسد الذين كانوا يطلبون الرشاوى في كثير من الأحيان لم ينقلوا أي معلومات عن المعتقلين الذين فارق عشرات الآلاف منهم الحياة، وفقا لمراقبين معنيين بحقوق الإنسان.
وجاءت سناء عمر (38 عاما) من مدينة حلب شمالي سوريا إلى العاصمة دمشق سعيا للحصول على أخبار تتعلق بشقيقها محمد الذي اختفى عندما كان في الـ15 من عمره.
مسلسل من الكذبقدمت سناء إلى مشرحة أودع فيها مقاتلو المعارضة جثثا مجهولة الهوية عُثر عليها في سجون دمشق، وقالت "شقيقي مفقود منذ عام 2011، لا نعرف عنه أي شيء أو في أي سجن".
وأضافت بأسى "دفعنا لكل المحامين، كانوا يعدوننا بأنه موجود وبمعلومات" عنه، موضحة "عندما فُقد بحثنا في كل سجلات الأمن ولم نجده".
وقالت "كان أبي يذهب كل سنة إلى الشام (دمشق) يرى محامين أو ضباطا من النظام، كنا ندفع 200 أو 300 ألف"، و"كانوا يعدوننا: بعد شهر سترون ابنكم، وكنا ننتظر شهرا واثنين أن يأتونا بطلب موافقة (لزيارته) وكانوا يكذبون علينا".
إعلانوأشارت إلى أن الأسرة استمرت في دفع الرشاوى لـ5 أعوام "بعدها فقدنا الأمل".
وقبل عامين حاولت مجموعة حقوقية تقدير المبلغ الذي دفعته عائلات المعتقلين على مر سنوات.
وأجرت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا مئات المقابلات لسؤال الأسر عن المبالغ التي دفعتها مقابل وعود بمعلومات أو زيارة أو حتى إطلاق سراح أبنائها.
ووفقا لبيانات الرابطة، جنى مسؤولون حكوميون ومؤيدون للنظام نحو 900 مليون دولار، وقد اعتقل مئات آلاف الأشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد مطلع عام 2011.
سجلات مهجورة
وبعد مرور 13 عاما على اندلاع النزاع في سوريا باتت أبواب سجن صيدنايا (نحو 30 كيلومترا شمال دمشق) -وهو مبنى كبير قاتم ذو جدران رمادية ومطل على واد قاحل تظهر فيه بعض الفيلات الفخمة- مفتوحة.
وهذه المرة بدلا من أن تدفع الأسر مالا للمسؤولين أو الوسطاء مقابل فتات المعلومات يبحث هؤلاء بشكل يائس في سجلات مهجورة عن أخبار أقاربهم المفقودين.
وقال الشاب حسن هاشم -الذي جاء من ريف حماة شمالي سوريا- إنه جاء للبحث عن شقيقه المعتقل في سجن صيدنايا منذ 2019، في محاولة يائسة أخيرة لمعرفة مصيره.
وأضاف هاشم أن شقيقه الآخر كان يزور شقيقه المعتقل لكن "منذ سنة أخذوه لإعادة التحقيق إلى فرع 48، وكنا نلاحقه ودفعنا أكثر من 12 ألف دولار".
وأشار إلى وعود بأنه "سيخرج اليوم، سيخرج غدا"، مضيفا أن شقيقه "متزوج ولديه 4 بنات واتُّهم بالإرهاب".
ويتابع هاشم أنه لدى نقل شقيقه المدان بـ"الإرهاب الدولي وحمل السلاح ضد الدولة" إلى قاعدة المزة الجوية في دمشق تم ربط الأسرة بأحد أقرباء مسؤول كبير في النظام.
ويقول "قالوا إنهم بحاجة إلى 100 ألف دولار لإخراجه، قلت لهم حتى وإن بعت قريتي كاملة فلن أحصل على 100 ألف دولار، من أين لي أن أحصل على هذا المبلغ؟".
إعلانالآن، يتجول المدنيون المذهولون ومقاتلو الفصائل المعارضة المسلحة في قاعات صيدنايا الخرسانية التي تضم الزنازين، ويركلون حصائر النوم المهجورة القذرة التي تظهر أن كل زنزانة كانت مكتظة وتضم 20 سجينا.
وقام رجال الإنقاذ بثقب الجدران للتحقق من شائعات عن وجود طوابق سرية تضم سجناء مفقودين، لكن آلاف الأسر تشعر بخيبة أمل لاحتمال أن يكون أقاربها قد ماتوا وقد لا يعثر عليهم أبدا.
نريد الحقيقة
ويقف مقاتلون وزوار في الطابق الأرضي من أحد أقسام السجن أمام مكبس هيدروليكي يقول معتقلون سابقون إنه كان يستخدم لسحق السجناء أثناء جلسات تعذيب.
وأرضية الغرفة المجاورة -التي تضم معدات صناعية أكثر- زلقة بسبب مواد شحمية ذات رائحة كريهة.
أيوش حسن (66 عاما) -التي جاءت من ريف حلب بحثا عن ابنها- تقول بغضب "منذ شهر طلبوا 300 ألف، وقالو إنهم طلبوا ملفه، وهو موجود في صيدنايا وبخير".
وأضافت باكية "ليس هنا، إنه ليس معنا"، واصفة مشهد السجلات المحروقة فيما تجمع بعض الأشخاص لسماع قصتها ومعرفة ما يحزنها.
وقالت "نريد أولادنا أحياء أو أمواتا، محروقين أو رمادا أو مدفونين جماعيا، فقط أبلغونا".
وتضيف بحرقة "كذبوا علينا، لقد كنا نعيش على الأمل لمدة 13 عاما معتقدين أنه سيخرج خلال شهر أو في الشهرين المقبلين أو هذا العام أو في عيد الأم، كل هذه أكاذيب".