يامال يختار «المدافع المُزعج»!
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
أجاب النجم الإسباني الشاب لامين يامال «17 عاماً» على أسئلة الصحفيين على هامش تسليمه جائزة «الفتى الذهبي» موسم 2023-2014، التي تخصصها صحيفة «توتو سبورت» الإيطالية كل عام لأفضل لاعب شاب، بعد أدائه الرائع مع ناديه برشلونة ومنتخب بلاده «لاروخا».
واعترف يامال، الذي لطالما أزعج دفاعات الفرق المنافسة بمراوغاته المفيدة وتمريراته الحاسمة، بأن هناك مدافعاً وحيداً سبب له الكثير من المشاكل عندما واجهه، ووجد صعوبة كبيرة في المرور منه أو محاولة خداعه.
وعندما سأله الصحفيون، عما إذا كان هذا المدافع هو ثيو هيرنانديز ظهير أيسر ميلان الإيطالي، أو فيرلان ميندي لاعب ريال مدريد، أو الإنجليزي لوك شو لاعب مانشستر يونايتد، أو الكندي ألفونسو ديفيز ظهير أيسر بايرن ميونيخ، فاجأ يامال الجميع بقوله: ليسوا هؤلاء، إنه المدافع الألماني ديفيد راوم لاعب منتخب ألمانيا ورد بول لايبزج، الذي واجهته في مباراة إسبانيا وألمانيا بدور الثمانية لكأس الأمم الأوروبية الأخيرة «يورو 2024».
وقال يامال: «هذا المدافع أزعجني كثيراً بشراسته وقوة التحاماته، إنه صعب المراس، وليس من السهل المرور منه أو خداعه».
وأضاف: «تنفست الصعداء عندما قام جوليان ناجلسمان، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، بتغييره بعد ساعة من اللعب».
وعلى هامش الحفل نفسه، كان خورخي مينديش، وكيل أعمال اللاعبين الشهير، حاضراً بصفته وكيل يامال، وسأله الصحفيون عن احتمالات تمديد عقد اللاعب مع «البارسا» والذي ينتهي في يونيو 2026، قال: «يا مال لا يفكر مطلقاً في مغادرة برشلونة مهما كانت إغراءات الأندية الأوروبية الأخرى، ومستقبله مرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ (البلاوجرانا)، وبالتأكيد سيمدد يامال عقده مع (البارسا) لأنه جزء لا يتجزأ من برشلونة».
ولما كان يامال يعاني حالياً من إصابة جديدة في كاحله الأيمن تبعده عن الملاعب لأكثر من 3 أسابيع، سأل الصحفيون مينديش عن ملابسات الإصابة وتبعاتها، فطمأنهم وكذلك جماهير «البارسا»، وقال إنه يتعافى سريعاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني الليجا برشلونة لامين يامال لايبزج ألمانيا جوليان ناجلسمان
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.