شبكة اخبار العراق:
2025-02-20@01:26:14 GMT

القادم إلى العراق

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

القادم إلى العراق

آخر تحديث: 17 دجنبر 2024 - 9:50 صبقلم: إبراهيم الزبيدي منح صدام حسين نفسه صلاحية ارتداء الزي العسكري وبأعلى رتبة في تاريخ الجيش العراقي، رغم أنه لم يخدم في الجيش ولو يوما واحدا، لا ضابطا ولا جنديا مكلفا. ثم أنشأ نظاما مخابراتيا محكما دمويا مخيفا كنا نظن أنه الأكثر عنفا وقسوة واستسهالا للقتل في تاريخ المنطقة، والأكثر سجونا ومعتقلات، والأكثر أخذا للناس بالشبهة بوشاية مخبر أمني، أو رفيق بعثي، أو بنصيحة مخابرات دولة صديقة أو شقيقة، حتى فاق ما أُفرد له من الكتب والمجلدات والبحوث والدراسات جميع التوقعات التي تفرغت للحديث عن رعب قصر النهاية، وعن ناظم كزار وسعدون شاكر وعلي كيمياوي وحسين كامل وقصي وعدي ومبتكراتهم في فنون التعذيب والتغييب والانتقام.

ثم حدث الغزو الأميركي في عام 2003 وتحققت للأحزاب الدينية وميليشياتها الموالية لإيران هيمنة كاملة على مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية فجعلت إرهاب صدام وأسرته وأعوانه نقطة في بحر إرهاب هذه الأحزاب والميليشيات.وكنا نعتقد أن هذه الأحزاب تتحرك بدوافع طائفية تهدف إلى الانتقام من طائفة أخرى مخالفة لها في العقيدة، حتى فوجئنا بانتفاضة تشرين 2019 الشعبية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الشيعية لنجد أن العدو الأول لتلك الميليشيات، والمطلوب سحقه وشنقه وحرقه، هو كل من يعارضها، أو يعارض ولية أمرها، حتى لو كان من إخوتها في طائفتها نفسها. ولن تكتمل معرفة تفاصيل السجون السرية والعلنية ما دامت هذه الأحزاب والميليشيات في السلطة وتحتكر السلاح والسلطة والمال والقضاء، وتدير أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية. وعليه فلن يتمكن أحدنا من قياس سجلها الدموي بما فعله سلفها صدام حسين إلا بعد رحيلها، وظهور الأسرار والملفات والوثائق المثبتة.ثم فوجئنا بهروب بشار الأسد لنكتشف بعد سقوطه، بالصور والوثائق والأفلام وشهادات من بقي حيا من ضحاياه، أن الأحزاب والميليشيات العراقية كانت شريكته الأقوى والأكثر ضلوعا معه في سجونه ومعتقلاته وتاريخه الدامي المخيف. ويقال إن المجتمع الدولي أخيرا مل، وقرر الخلاص من وجع رأس الشرق الأوسط الملتهب. لذلك أطلق يد نتنياهو في غزة ثم لبنان، وأخيرا في سوريا، آملا أن تكون هي العتبة الأهم نحو شرق أوسط جديد خالٍ من عوامل الإزعاج والإقلاق، كما يريده سيد البيت الأبيض الجديد.وإذا صدق السناتور الأميركي، تيد كروس المقرب من الرئيس دونالد ترامب، عند لقائه المعارضة الإيرانية ووعده لها بتغيير النظام في وطنها إيران قريبا، فإن ذلك قد يتم إما بانتفاضة جديدة ملحقة بانتفاضة مهسا أميني، أو بقنابل ترامب ونتنياهو التي لا تخطئ. ويبدو أن نظام الحكم في إيران، شاء أم أبى، قد أصبح أخيرا أمام أحد خيارين، إما أن يعاند فيسقط بقوة خارجية أو بعاصفة داخلية، أو بكليهما معا، أو أن يفهم الرسالة فيستبق اللعبة، ويستسلم طواعية، وينزع أظافره وأنيابه، ويكتفي بسلامة رأسه، وبقائه في السلطة، ولكن داخل حدوده فقط.وما يهمنا كعراقيين أنه في الحالين سيضطر إلى أن يتخلى عن ميليشياته وأحزابه العراقية، ويتركَها لمصيرها، كما فعل مع حماس وحزب الله ونظام بشار. وهذا يعني أن ظهر الفصائل سينكشف، وإذا انكشف فلن تنتظر الجماهير العراقية المتربصة الحديد ليبرد، بل ستطرقه وهو ساخن، فتفاجئ الميليشيات بطوفان شعبي جائح كاسح يطارد مسلحيها من مدينة إلى مدينة، ومن شارع إلى شارع، لتنتهي الغمامة بأسرع ما يكون، كما انتهت ميليشيات أخرى سبقتها في العراق.ولنا، نحن أبناء جيل الخمسينات والستينات العراقية وما بعدها، مشاهدات عينية لزلازل شعبية انتقامية ثارت بأهون سبب، ولم تكن متوقعة، فأسقطت في أيام معدودة ميليشيات جبارة كان يبدو سقوطها أشبه بالمستحيل. ففي عام 1959 تمكنت المقاومة الشعبية التي أنشأها الحزب الشيوعي العراقي من بسط سطوتها على جميع العراق وقراه كافة، وتحولت إلى قوة قاهرة تقتل وتعتقل وتحاكم وتسجن وتسحل، ويسد هتاف مسلحيها الأسماع “ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة،” حتى أنها أوشكت أن تنتزع الحكم، عنوة، من رئيس الوزراء الزعيم عبدالكريم قاسم.ولكن بخطاب غاضب واحد ألقاه الزعيم في كنيسة أم النجا في الكرادة تبرأ فيه منها، وأدان سلوكها الفوضوي في الموصل وكركوك، هبت الجماهير الحاقدة لتتصيد المسلحين، وتسلمهم لمراكز الشرطة، لينالوا جزاءهم العادل، فتبخرت المقاومة الشعبية في أيام. ثم تكرر المشهد مع الحرس القومي في 1963 وأصبح المسلحون المراهقون يقيمون الحواجز، ويفتشون ويعتقلون ويحاكمون، ويُهينون ضباط الجيش وكبار المسؤولين والمواطنين، بفظاظة وقلة أدب وغباء.وحين طفح الكيل بطش رئيس الجمهورية غير البعثي عبدالسلام عارف وعدد كبير من القادة العسكريين، ومنهم بعثيون كبار، بالحرس القومي البعثي يوم 18 تشرين الثاني الذي يسميه البعثيون ردة تشرين. وفي ثلاثة أيام اختفى الحرس القومي تماما، بعد أن راح أشجع مسلحيه يجري إلى أقرب مركز شرطة ليسلم سلاحه.ثم في أعقاب الغزو الأميركي للعراق 2003 حدث الشيء نفسه مع فدائيي صدام والحرس الجمهوري والقوات الخاصة، حيث راح أشجع المسلحين يرمي سلاحه ولباسه العسكري في المزابل وتحت الجسور والأزقة الخالية ويرتدي ثيابا مدنية، ويختفي عن الأنظار.والمتوقع ألا يكون مصير الفصائل الولائية والميليشيات، غدا، مختلفا عن مصير المقاومة الشعبية والحرس القومي وفدائيي صدام، ليس على يد العامل الدولي الخارجي، بل على أيدي العراقيين الذين ظُلموا وأهينوا وانتهكت حرماتهم، وصودرت منازلهم ودكاكينهم، وغيب آباؤهم أو إخوتهم أو أخواتهم أو أقاربهم، ولن يفعلوا أقل مما فعله أشقاؤهم السوريون في إدلب وحلب وحماة وحمص ثم أخيرا دمشق، دون ريب.فهل يعود العقل إلى من غاب عقله طيلة السنوات العشرين الماضية، فيجنح للسلم، ويجنب نفسه وأسرته وشعبه أهوال ما سوف يكون، وقبل فوات الأوان؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

نقيب الفلاحين يحذر من تراجع أسعار الخضروات: المزارعين بيخسروا

حذر حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، من التداعيات السلبية لانخفاض أسعار الخضروات في الأسواق، والذي تجاوز 80% في بعض الأصناف، مما تسبب في خسائر كبيرة للمزارعين الذين يبيعون منتجاتهم بأسعار تقل عن تكاليف الإنتاج.

وأوضح أبو صدام، خلال تصريحات تلفزيونية  أن الطماطم، على سبيل المثال، تُباع حاليًا بأسعار تتراوح بين 3 إلى 4 جنيهات للكيلو جرام، رغم أن تكلفة إنتاجها تصل إلى 5 جنيهات، مما يعني أن الفلاح يخسر جنيهًا أو أكثر عن كل كيلوغرام يُباع في الأسواق. وأكد أن هذه الخسائر لا تقتصر على محصول الطماطم فقط، بل تشمل العديد من الأصناف الأخرى التي شهدت تراجعًا كبيرًا في الأسعار، نتيجة لزيادة المعروض مقارنة بحجم الطلب.

وأضاف أن المستهلكين قد يعتبرون هذا الانخفاض في الأسعار أمرًا إيجابيًا، إلا أن الواقع يشير إلى أن استمرار هذه الخسائر قد يدفع المزارعين إلى تقليل زراعة بعض المحاصيل في المواسم القادمة، مما قد يؤدي إلى تذبذب الأسعار مستقبلاً بسبب انخفاض الإنتاج.

وطالب أبو صدام الحكومة بسرعة التدخل لدعم الفلاحين، من خلال توفير آليات لحماية أسعار المحاصيل الزراعية وضمان عدم تعرضهم لخسائر فادحة، مشيرًا إلى أهمية تفعيل دور الجمعيات التعاونية في شراء المحاصيل بأسعار عادلة وإيجاد حلول تسويقية تضمن تحقيق هامش ربح مناسب للمزارعين.

وأشار إلى أن استمرار انخفاض الأسعار قد يؤدي إلى عزوف الفلاحين عن زراعة بعض المحاصيل الاستراتيجية، مما قد يتسبب في أزمات مستقبلية في توافر الخضروات بالسوق المحلي، داعيًا إلى تحقيق توازن عادل في الأسعار بحيث يستفيد المستهلك دون الإضرار بالفلاحين.

وتوقع نقيب الفلاحين أن تستمر الأسعار في الاستقرار أو الانخفاض مع اقتراب شهر رمضان، نتيجة لزيادة الإنتاج وفتح منافذ بيع بأسعار تنافسية، لكنه شدد على ضرورة وجود خطة حكومية واضحة لدعم القطاع الزراعي وضمان تحقيق الفلاحين لعائد مجزٍ يحفزهم على الاستمرار في الإنتاج.

مقالات مشابهة

  • كيف تستخدم إسرائيل الأطفال كأداة استعمارية؟
  • أجواء العراق: أمطار وعواصف رعدية الليلة وكتلة هوائية باردة تبدأ من السبت القادم
  • الأعرجي وحسين يشددان على دعم الدبلوماسية العراقية بما يخدم مصالح البلاد العليا
  • النقل العراقية توضح حقيقة “المضايقات” في الرحلات الجوية إلى بيروت
  • عراقجي: نحن إلى جانب إخواننا في المقاومة العراقية
  • الحكومة العراقية: لا تغيير في توقيت انسحاب التحالف الدولي
  • نقيب الفلاحين يحذر من تراجع أسعار الخضروات: المزارعين بيخسروا
  • زيارات سرية.. هل تشكل العلاقات الإيرانية العراقية موازين قوى جديدة بالمنطقة؟
  • بالأسماء المصارف وشركات الصيرفة العراقية المشمولة بالعقوبات الأمريكية
  • الحكومة العراقية تحسم موقفها من سوريا الجديدة رسمياً: التريث كان بسبب دول عربية