شبكة اخبار العراق:
2025-03-25@08:16:40 GMT

القادم إلى العراق

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

القادم إلى العراق

آخر تحديث: 17 دجنبر 2024 - 9:50 صبقلم: إبراهيم الزبيدي منح صدام حسين نفسه صلاحية ارتداء الزي العسكري وبأعلى رتبة في تاريخ الجيش العراقي، رغم أنه لم يخدم في الجيش ولو يوما واحدا، لا ضابطا ولا جنديا مكلفا. ثم أنشأ نظاما مخابراتيا محكما دمويا مخيفا كنا نظن أنه الأكثر عنفا وقسوة واستسهالا للقتل في تاريخ المنطقة، والأكثر سجونا ومعتقلات، والأكثر أخذا للناس بالشبهة بوشاية مخبر أمني، أو رفيق بعثي، أو بنصيحة مخابرات دولة صديقة أو شقيقة، حتى فاق ما أُفرد له من الكتب والمجلدات والبحوث والدراسات جميع التوقعات التي تفرغت للحديث عن رعب قصر النهاية، وعن ناظم كزار وسعدون شاكر وعلي كيمياوي وحسين كامل وقصي وعدي ومبتكراتهم في فنون التعذيب والتغييب والانتقام.

ثم حدث الغزو الأميركي في عام 2003 وتحققت للأحزاب الدينية وميليشياتها الموالية لإيران هيمنة كاملة على مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية فجعلت إرهاب صدام وأسرته وأعوانه نقطة في بحر إرهاب هذه الأحزاب والميليشيات.وكنا نعتقد أن هذه الأحزاب تتحرك بدوافع طائفية تهدف إلى الانتقام من طائفة أخرى مخالفة لها في العقيدة، حتى فوجئنا بانتفاضة تشرين 2019 الشعبية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الشيعية لنجد أن العدو الأول لتلك الميليشيات، والمطلوب سحقه وشنقه وحرقه، هو كل من يعارضها، أو يعارض ولية أمرها، حتى لو كان من إخوتها في طائفتها نفسها. ولن تكتمل معرفة تفاصيل السجون السرية والعلنية ما دامت هذه الأحزاب والميليشيات في السلطة وتحتكر السلاح والسلطة والمال والقضاء، وتدير أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية. وعليه فلن يتمكن أحدنا من قياس سجلها الدموي بما فعله سلفها صدام حسين إلا بعد رحيلها، وظهور الأسرار والملفات والوثائق المثبتة.ثم فوجئنا بهروب بشار الأسد لنكتشف بعد سقوطه، بالصور والوثائق والأفلام وشهادات من بقي حيا من ضحاياه، أن الأحزاب والميليشيات العراقية كانت شريكته الأقوى والأكثر ضلوعا معه في سجونه ومعتقلاته وتاريخه الدامي المخيف. ويقال إن المجتمع الدولي أخيرا مل، وقرر الخلاص من وجع رأس الشرق الأوسط الملتهب. لذلك أطلق يد نتنياهو في غزة ثم لبنان، وأخيرا في سوريا، آملا أن تكون هي العتبة الأهم نحو شرق أوسط جديد خالٍ من عوامل الإزعاج والإقلاق، كما يريده سيد البيت الأبيض الجديد.وإذا صدق السناتور الأميركي، تيد كروس المقرب من الرئيس دونالد ترامب، عند لقائه المعارضة الإيرانية ووعده لها بتغيير النظام في وطنها إيران قريبا، فإن ذلك قد يتم إما بانتفاضة جديدة ملحقة بانتفاضة مهسا أميني، أو بقنابل ترامب ونتنياهو التي لا تخطئ. ويبدو أن نظام الحكم في إيران، شاء أم أبى، قد أصبح أخيرا أمام أحد خيارين، إما أن يعاند فيسقط بقوة خارجية أو بعاصفة داخلية، أو بكليهما معا، أو أن يفهم الرسالة فيستبق اللعبة، ويستسلم طواعية، وينزع أظافره وأنيابه، ويكتفي بسلامة رأسه، وبقائه في السلطة، ولكن داخل حدوده فقط.وما يهمنا كعراقيين أنه في الحالين سيضطر إلى أن يتخلى عن ميليشياته وأحزابه العراقية، ويتركَها لمصيرها، كما فعل مع حماس وحزب الله ونظام بشار. وهذا يعني أن ظهر الفصائل سينكشف، وإذا انكشف فلن تنتظر الجماهير العراقية المتربصة الحديد ليبرد، بل ستطرقه وهو ساخن، فتفاجئ الميليشيات بطوفان شعبي جائح كاسح يطارد مسلحيها من مدينة إلى مدينة، ومن شارع إلى شارع، لتنتهي الغمامة بأسرع ما يكون، كما انتهت ميليشيات أخرى سبقتها في العراق.ولنا، نحن أبناء جيل الخمسينات والستينات العراقية وما بعدها، مشاهدات عينية لزلازل شعبية انتقامية ثارت بأهون سبب، ولم تكن متوقعة، فأسقطت في أيام معدودة ميليشيات جبارة كان يبدو سقوطها أشبه بالمستحيل. ففي عام 1959 تمكنت المقاومة الشعبية التي أنشأها الحزب الشيوعي العراقي من بسط سطوتها على جميع العراق وقراه كافة، وتحولت إلى قوة قاهرة تقتل وتعتقل وتحاكم وتسجن وتسحل، ويسد هتاف مسلحيها الأسماع “ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة،” حتى أنها أوشكت أن تنتزع الحكم، عنوة، من رئيس الوزراء الزعيم عبدالكريم قاسم.ولكن بخطاب غاضب واحد ألقاه الزعيم في كنيسة أم النجا في الكرادة تبرأ فيه منها، وأدان سلوكها الفوضوي في الموصل وكركوك، هبت الجماهير الحاقدة لتتصيد المسلحين، وتسلمهم لمراكز الشرطة، لينالوا جزاءهم العادل، فتبخرت المقاومة الشعبية في أيام. ثم تكرر المشهد مع الحرس القومي في 1963 وأصبح المسلحون المراهقون يقيمون الحواجز، ويفتشون ويعتقلون ويحاكمون، ويُهينون ضباط الجيش وكبار المسؤولين والمواطنين، بفظاظة وقلة أدب وغباء.وحين طفح الكيل بطش رئيس الجمهورية غير البعثي عبدالسلام عارف وعدد كبير من القادة العسكريين، ومنهم بعثيون كبار، بالحرس القومي البعثي يوم 18 تشرين الثاني الذي يسميه البعثيون ردة تشرين. وفي ثلاثة أيام اختفى الحرس القومي تماما، بعد أن راح أشجع مسلحيه يجري إلى أقرب مركز شرطة ليسلم سلاحه.ثم في أعقاب الغزو الأميركي للعراق 2003 حدث الشيء نفسه مع فدائيي صدام والحرس الجمهوري والقوات الخاصة، حيث راح أشجع المسلحين يرمي سلاحه ولباسه العسكري في المزابل وتحت الجسور والأزقة الخالية ويرتدي ثيابا مدنية، ويختفي عن الأنظار.والمتوقع ألا يكون مصير الفصائل الولائية والميليشيات، غدا، مختلفا عن مصير المقاومة الشعبية والحرس القومي وفدائيي صدام، ليس على يد العامل الدولي الخارجي، بل على أيدي العراقيين الذين ظُلموا وأهينوا وانتهكت حرماتهم، وصودرت منازلهم ودكاكينهم، وغيب آباؤهم أو إخوتهم أو أخواتهم أو أقاربهم، ولن يفعلوا أقل مما فعله أشقاؤهم السوريون في إدلب وحلب وحماة وحمص ثم أخيرا دمشق، دون ريب.فهل يعود العقل إلى من غاب عقله طيلة السنوات العشرين الماضية، فيجنح للسلم، ويجنب نفسه وأسرته وشعبه أهوال ما سوف يكون، وقبل فوات الأوان؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

أول صدام علني بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش الجديد

بعد أقل من 3 أسابيع من توليه منصبه، دخل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، في أول صدام علني مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الاثنين بسبب التحقيق مع ضابط احتياطي كبير بتهمة ارتكاب انتهاكات أمنية "خطيرة"، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال كاتس في بيان، "لقد وجهتُ باستدعاء العميد (احتياط) أورين سولومون ليعرض عليّ التحقيق الذي أجراه في أحداث السابع من أكتوبر، والذي لم أطلع عليه بعد".

وأضاف: "إن استدعاء العميد سولومون، الذي أجرى تحقيقاً معتمداً في أحداث القيادة الجنوبية في السابع من أكتوبر وانتقد الرتب العليا في الجيش الإسرائيلي، للاستجواب يثير تساؤلات".

وتابع: "أعتزم مطالبة رئيس أركان الجيش بفحص سلوك النيابة العسكرية في هذا الشأن. من الأهمية بمكان ألا يُخلق انطباع بأن تحقيقات الشرطة العسكرية هي أداة لإسكات النقد الداخلي في الجيش الإسرائيلي، وهو أمر ضروري للغاية لجلب جميع التفاصيل إلى انتباه العائلات والجمهور وللتعلم الداخلي داخل الجيش الإسرائيلي".

Katz asks to meet dismissed senior officer involved in Oct 7. probe; IDF: He’s under investigation for ‘severe’ security violations https://t.co/ikLUKjf1D1

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) March 24, 2025

وكلف سولومون بإجراء مراجعة داخلية للقيادة الجنوبية للجيش في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، لم تنشر نتائجها للعلن، بينما أشارت تقارير صحافية إلى أنها تتضمن انتقادات لكبار القادة العسكريين.

وبحسب القناة  "12" الإسرائيلية، فإنه وصل عناصر من الشرطة العسكرية إلى منزل سولومون وقاموا بتفتيشه واستدعائه للاستجواب.

وفي رد شديد اللهجة على كاتس، أصدر رئيس الأركان، إيال زامير، الذي تولى مهام منصبه مطلع  مارس (آذار) الجاري، بياناً  شدد فيه على أن "رئيس الأركان لا يتلقى تعليمات عبر بيانات إعلامية"،  بحسب  "تايمز أوف إسرائيل".

وهاجم زامير ما وصفه بالادعاءات الكاذبة حول دوافع التحقيق مع سولومون، قائلاً إن "الزعم بأن الضابط يخضع للتحقيق بسبب مشاركته في تحقيقات 7 أكتوبر هو ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة".

وأضاف أن "الضابط استُدعي للتحقيق بسبب شبهات بارتكاب مخالفات خطيرة تتعلق بأمن المعلومات".

وتابع زامير إن "التحقيق سيستمر باحترافية وموضوعية"؛ وشدد على دعمه الكامل لأذرع إنفاذ القانون في الجيش، مضيفاً: "أنا أؤيد عمل هيئات إنفاذ القانون في الجيش، والتي تقوم بواجبها في التحقق من الشبهات كما هو مطلوب بموجب القانون".

وقال مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في بيان: "تم فتح تحقيق في شرطة التحقيقات العسكرية ضد الضابط بشبهة مخالفات خطيرة تتعلق بأمن المعلومات، بعد النتائج التي توصلت إليها في الفحص الأولي واستدعت تعميق التحقيق. لم يتم القبض على الضابط، وتم استدعاؤه للتحقيق وإبلاغه بأن التحقيق في مراحله الأولى".

ومن جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "أول مواجهة علنية بين رئيس الأركان زامير ووزير الدفاع كاتس".

وأضافت: اندلعت أول مواجهة علنية مساء الإثنين بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، على خلفية استجواب العميد (احتياط) أورون سلومون، مدير القتال في فرقة غزة، الذي كان مسؤولا عن تحقيق الفرقة في العام الماضي".

ويشير هذا الصدام المباشر إلى التوتر بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، خصوصاً مع محاولة كاتس التدخل في مسار التحقيقات الجارية حول 7 أكتوبر، ما اعتبره مراقبون "تجاوزاً للخط الأحمر" في العلاقة بين الجيش والقيادة السياسية".

مقالات مشابهة

  • أحداث 7 أكتوبر تشعل أول صدام بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان
  • أول صدام علني بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش الجديد
  • احتجاجات أمام السفارة العراقية في عمّان بسبب نفاد تذاكر مباراة العراق وفلسطين
  • لايقاف التبعية والتآمر :- فالشوفينية العراقية الحميدة والقومية المقدسة “طريقاً للخلاص!
  • السلطات العراقية تعلق على مزاعم تسميم سوريين للطعام
  • النجيفي: المالكي يحذر من تفوق السوداني
  • حل مجلس النواب في 9 ساعات.. صدام الملك فؤاد الأول وحزب الوفد ماذا حدث؟
  • تفاصيل الهجوم المسلح على القنصلية العراقية باسطنبول: “دالتون” ترد على تسليم تيمو بإطلاق نار!
  • الحوثيون وإيران وأمريكا.. هل يتجه صدام البحر الأحمر نحو المجهول؟!
  • نائب: الأحزاب الشيعية تصاعد من خطاب الكراهية والطائفية لتدمير ما تبقى من العراق