شبكة اخبار العراق:
2025-04-26@11:12:54 GMT

القادم إلى العراق

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

القادم إلى العراق

آخر تحديث: 17 دجنبر 2024 - 9:50 صبقلم: إبراهيم الزبيدي منح صدام حسين نفسه صلاحية ارتداء الزي العسكري وبأعلى رتبة في تاريخ الجيش العراقي، رغم أنه لم يخدم في الجيش ولو يوما واحدا، لا ضابطا ولا جنديا مكلفا. ثم أنشأ نظاما مخابراتيا محكما دمويا مخيفا كنا نظن أنه الأكثر عنفا وقسوة واستسهالا للقتل في تاريخ المنطقة، والأكثر سجونا ومعتقلات، والأكثر أخذا للناس بالشبهة بوشاية مخبر أمني، أو رفيق بعثي، أو بنصيحة مخابرات دولة صديقة أو شقيقة، حتى فاق ما أُفرد له من الكتب والمجلدات والبحوث والدراسات جميع التوقعات التي تفرغت للحديث عن رعب قصر النهاية، وعن ناظم كزار وسعدون شاكر وعلي كيمياوي وحسين كامل وقصي وعدي ومبتكراتهم في فنون التعذيب والتغييب والانتقام.

ثم حدث الغزو الأميركي في عام 2003 وتحققت للأحزاب الدينية وميليشياتها الموالية لإيران هيمنة كاملة على مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية فجعلت إرهاب صدام وأسرته وأعوانه نقطة في بحر إرهاب هذه الأحزاب والميليشيات.وكنا نعتقد أن هذه الأحزاب تتحرك بدوافع طائفية تهدف إلى الانتقام من طائفة أخرى مخالفة لها في العقيدة، حتى فوجئنا بانتفاضة تشرين 2019 الشعبية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الشيعية لنجد أن العدو الأول لتلك الميليشيات، والمطلوب سحقه وشنقه وحرقه، هو كل من يعارضها، أو يعارض ولية أمرها، حتى لو كان من إخوتها في طائفتها نفسها. ولن تكتمل معرفة تفاصيل السجون السرية والعلنية ما دامت هذه الأحزاب والميليشيات في السلطة وتحتكر السلاح والسلطة والمال والقضاء، وتدير أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية. وعليه فلن يتمكن أحدنا من قياس سجلها الدموي بما فعله سلفها صدام حسين إلا بعد رحيلها، وظهور الأسرار والملفات والوثائق المثبتة.ثم فوجئنا بهروب بشار الأسد لنكتشف بعد سقوطه، بالصور والوثائق والأفلام وشهادات من بقي حيا من ضحاياه، أن الأحزاب والميليشيات العراقية كانت شريكته الأقوى والأكثر ضلوعا معه في سجونه ومعتقلاته وتاريخه الدامي المخيف. ويقال إن المجتمع الدولي أخيرا مل، وقرر الخلاص من وجع رأس الشرق الأوسط الملتهب. لذلك أطلق يد نتنياهو في غزة ثم لبنان، وأخيرا في سوريا، آملا أن تكون هي العتبة الأهم نحو شرق أوسط جديد خالٍ من عوامل الإزعاج والإقلاق، كما يريده سيد البيت الأبيض الجديد.وإذا صدق السناتور الأميركي، تيد كروس المقرب من الرئيس دونالد ترامب، عند لقائه المعارضة الإيرانية ووعده لها بتغيير النظام في وطنها إيران قريبا، فإن ذلك قد يتم إما بانتفاضة جديدة ملحقة بانتفاضة مهسا أميني، أو بقنابل ترامب ونتنياهو التي لا تخطئ. ويبدو أن نظام الحكم في إيران، شاء أم أبى، قد أصبح أخيرا أمام أحد خيارين، إما أن يعاند فيسقط بقوة خارجية أو بعاصفة داخلية، أو بكليهما معا، أو أن يفهم الرسالة فيستبق اللعبة، ويستسلم طواعية، وينزع أظافره وأنيابه، ويكتفي بسلامة رأسه، وبقائه في السلطة، ولكن داخل حدوده فقط.وما يهمنا كعراقيين أنه في الحالين سيضطر إلى أن يتخلى عن ميليشياته وأحزابه العراقية، ويتركَها لمصيرها، كما فعل مع حماس وحزب الله ونظام بشار. وهذا يعني أن ظهر الفصائل سينكشف، وإذا انكشف فلن تنتظر الجماهير العراقية المتربصة الحديد ليبرد، بل ستطرقه وهو ساخن، فتفاجئ الميليشيات بطوفان شعبي جائح كاسح يطارد مسلحيها من مدينة إلى مدينة، ومن شارع إلى شارع، لتنتهي الغمامة بأسرع ما يكون، كما انتهت ميليشيات أخرى سبقتها في العراق.ولنا، نحن أبناء جيل الخمسينات والستينات العراقية وما بعدها، مشاهدات عينية لزلازل شعبية انتقامية ثارت بأهون سبب، ولم تكن متوقعة، فأسقطت في أيام معدودة ميليشيات جبارة كان يبدو سقوطها أشبه بالمستحيل. ففي عام 1959 تمكنت المقاومة الشعبية التي أنشأها الحزب الشيوعي العراقي من بسط سطوتها على جميع العراق وقراه كافة، وتحولت إلى قوة قاهرة تقتل وتعتقل وتحاكم وتسجن وتسحل، ويسد هتاف مسلحيها الأسماع “ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة،” حتى أنها أوشكت أن تنتزع الحكم، عنوة، من رئيس الوزراء الزعيم عبدالكريم قاسم.ولكن بخطاب غاضب واحد ألقاه الزعيم في كنيسة أم النجا في الكرادة تبرأ فيه منها، وأدان سلوكها الفوضوي في الموصل وكركوك، هبت الجماهير الحاقدة لتتصيد المسلحين، وتسلمهم لمراكز الشرطة، لينالوا جزاءهم العادل، فتبخرت المقاومة الشعبية في أيام. ثم تكرر المشهد مع الحرس القومي في 1963 وأصبح المسلحون المراهقون يقيمون الحواجز، ويفتشون ويعتقلون ويحاكمون، ويُهينون ضباط الجيش وكبار المسؤولين والمواطنين، بفظاظة وقلة أدب وغباء.وحين طفح الكيل بطش رئيس الجمهورية غير البعثي عبدالسلام عارف وعدد كبير من القادة العسكريين، ومنهم بعثيون كبار، بالحرس القومي البعثي يوم 18 تشرين الثاني الذي يسميه البعثيون ردة تشرين. وفي ثلاثة أيام اختفى الحرس القومي تماما، بعد أن راح أشجع مسلحيه يجري إلى أقرب مركز شرطة ليسلم سلاحه.ثم في أعقاب الغزو الأميركي للعراق 2003 حدث الشيء نفسه مع فدائيي صدام والحرس الجمهوري والقوات الخاصة، حيث راح أشجع المسلحين يرمي سلاحه ولباسه العسكري في المزابل وتحت الجسور والأزقة الخالية ويرتدي ثيابا مدنية، ويختفي عن الأنظار.والمتوقع ألا يكون مصير الفصائل الولائية والميليشيات، غدا، مختلفا عن مصير المقاومة الشعبية والحرس القومي وفدائيي صدام، ليس على يد العامل الدولي الخارجي، بل على أيدي العراقيين الذين ظُلموا وأهينوا وانتهكت حرماتهم، وصودرت منازلهم ودكاكينهم، وغيب آباؤهم أو إخوتهم أو أخواتهم أو أقاربهم، ولن يفعلوا أقل مما فعله أشقاؤهم السوريون في إدلب وحلب وحماة وحمص ثم أخيرا دمشق، دون ريب.فهل يعود العقل إلى من غاب عقله طيلة السنوات العشرين الماضية، فيجنح للسلم، ويجنب نفسه وأسرته وشعبه أهوال ما سوف يكون، وقبل فوات الأوان؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

تحالف الانبار: تركيا ستدعم الأحزاب السنّية الفائزة في الانتخابات المقبلة

آخر تحديث: 24 أبريل 2025 - 1:18 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- اكد عضو تحالف الانبار المتحد محمد الفهداوي، اليوم الخميس، ان تركيا لن تتمكن من إيصال أي حزب من الأحزاب السنية الى السلطة عبر الانتخابات، بل انها ستدعم الأحزاب الفائزة بالعملية الانتخابية.وقال الفهداوي في حديث صحفي، إن “كل القوى الخارجية لاتدعم احد للانتخابات ولكن تتفاعل مع من يصعد بالانتخابات كواقع حال، وبالتالي فأن الاقتراع هو من سيحدد المواقف الإقليمية والدولية تجاه بعض القوى”.واستبعد عضو تحالف الانبار أن “تقوم تركيا بإيجاد الفوز لتحالف تقدم او السيادة في الانتخابات، بل تتعامل مع من تكون نتائج الاقتراع لصالحه، في حين ان وضع الحزبين في الوقت الراهن لايسمح بالحصول على الدعم التركي”.وبين ان “الحزبين المذكورين خسرا بما لايقل عن 50 بالمئة من ثقله الانتخابي في المناطق ذات الكثافة السنية، وبالتالي فأن الوضع مازال مجهولا بشأن من سيتصدى للساحة السنية في الوقت الراهن”.

مقالات مشابهة

  • اختتام فعاليات “جائزة حفظ وتجويد القرآن” ببنغازي برعاية الفريق صدام حفتر
  • 500 فرصة عمل لشباب الغربية في ملتقى توظيف حزب مصر بلدي
  • رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • خيسوس يضع اللمسات الأخيرة قبل صدام غوانغجو في دوري النخبة
  • الشبلي: نحن من يختار رئيس وزراء ليبيا القادم وليس مستشار الرئيس الأمريكي
  • صدام حسين سيقصف إسطنبول بقُنبلةٍ نووية .. ما القصة؟
  • تحالف الانبار: تركيا ستدعم الأحزاب السنّية الفائزة في الانتخابات المقبلة
  • أول مايو.. بدء التقديم لمسابقة “توفيق الحكيم للتأليف المسرحي” بـ”القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم