بوابة الفجر:
2025-03-01@04:32:46 GMT

مؤمن الجندي يكتب: عرّافة الكواكب في شقة "سِباخ"

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

في زاوية معتمة من مساء صاخب، جلست العرّافة تملأ صفحاتها بنبضات المستقبل.. مرّت أصابعها المرتعشة فوق كرة بلّورية، وهي تهمس بما لا يُفهم ولا يُقال! إنها ليلة التنجيم، حيث يجلس البعض معتقدًا أن الكون قد باح بأسراره لأولئك الذين يقرأون خطوط السماء.

مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجار مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوان

خرجت إلينا عبر شاشات مضاءة ومنصّات مسكونة بالفضول.

. كانت بثقة مَن حاز مفاتيح الزمن تقول: "الأهلي سيُتوج بكأس مصر 2025 بلا منازع!"، انقلبت الأعين واستيقظت الدهشة، إذ كيف يحصد فريقٌ كأسًا لن ينزل أرض الملعب أصلًا؟

الأهلي، النادي العريق، كما اعتاد يملأ البطولات حضورًا، لكنه في ذلك العام سيغيب! فلا منافسة ولا كأس، لن يشارك من الأساس لكن في كلماتها الواثقة صُنعَت البطولة ونُسجت الحكاية.. حكاية تُذكّرك بما لا تراه العيون ولا تصدّقه العقول.

توقفت الجماهير أمام هذا المشهد المربك، أهو كشفٌ للغيب أم وهمٌ تجمّل؟ لعل العرّافة اعتقدت أن الناس أسرى للغموض، وأنّ كرةً زجاجية قد تسوّق الوهم كحقيقة.

غير أن الحكايات الساذجة تنهار دائمًا تحت ثقل الواقع.. لا نبوءة تُزهر في حقلٍ بلا بذور، ولا كأس يُرفع دون أن يمر عبر الملاعب، والعرّافة التي تصرّفت كملكة للأسرار، كشفت عن جهلها على الملأ.

فكرة "معرفة الغيب" باتت سلعة رائجة! تُباع في المقاهي الصامتة، وعلى ألسنة المتنبئين الزائفين، لكن بين أوراق الحقيقة.. الغيبُ لا يملكه إلا مَن خلق السماء، والغرور وحده يدفع البعض لتقمص دور الإله.

أغلقت العرّافة بابها.. ربما تراجعت، أو ربما هي تبحث عن تنبؤ آخر لعلّه ينقذ ما تبقّى من سُلطانها الموهوم! ولكن الأكيد أن ذاكرة الناس تحتفظ باسمها كشاهدة على قصة خاسرة.. قصة نبوءة كشفت كذب أصحابها قبل أن تبدأ.

قصة خاسرة لعرافة موهومة

في مشهد العرّافة الذي ظهر لنا في برنامج تليفزيوني شهير، تتجلى صورة أخرى من عالم "شقة الخرافات" الشهيرة لعم "سباخ" في فيلم البيضة والحجر، حيث تحوّلت الشقة إلى معبد للأوهام، وملاذ للباحثين عن حلول في ظلام العقول.. تمامًا كما صنع "سباخ" من اللاشيء أسرارًا تُباع، صنعت العرّافة من كلماتها المرتعشة بطولة لا وجود لها، لتعيدنا إلى نفس الدائرة؛ دائرة استغلال السذاجة وبيع الوهم المغلف بغلاف الغيب والمعرفة المزعومة! لكن كما كشف "حسن" بعبقرية أحمد زكي حقيقة التلاعب بالعقول، يفضح الواقع اليوم كل عرّاف متكئ على الجهل، وكل كرة بلّورية تحاول أن تخفي وراءها فراغًا كبيرًا.

في النهاية، العرافون وأشباههم ليسوا سوى سراب يتراقص أمام أعين السذّج، يبيعون الوهم ويلبسون ثوب المعرفة الزائفة.. الغيبُ بيد الله وحده، ومن تسوّل له نفسه ادعاءه يعبث بالعقول والقلوب! احذروا أن تسلّموا مصائركم لأيدي الدجالين؛ فالخرافة لا تصنع مستقبلًا، بل تسرق الحاضر وتشوّه الحقيقة.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأهلي الزمالك الدوري المصري كاس مصر العرافة برنامج توك شو مؤمن الجندی

إقرأ أيضاً:

« خالد الجندي»: هؤلاء أهل الله وخاصته في الأرض.. فيديو

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الله سبحانه وتعالى له أهل من الناس، مستشهدًا بحديث النبي (ص) عن أنس بن مالك حيث قال:"إن لله أهلين من الناس"، فاستغرب الصحابة وسألوا:"مَن هم يا رسول الله؟"، فأجاب:"هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته".

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع عبر فضائية dmc، اليوم الخميس، أن هذا الحديث يؤكد فضل القرآن الكريم وأهله، موضحًا أن قارئ القرآن الذي يتمسك به ويجله في كل حال يحظى بمكانة عظيمة عند الله، مشيرًا إلى أن والدي القارئ سينالان التكريم يوم القيامة بملابس من

واستشهد بحديث آخر عن أبي هريرة، رضي الله عنه، يؤكد أن القرآن يأتي يوم القيامة شفيعًا لصاحبه، حيث يقول:"يا رب حلّه"، أي ألبسه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: "يا رب زد"، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: "يا رب ارض عنه"، فيرضى الله عنه، ويقال له:"اقرأ وارتق"، حيث يرتقي بكل آية يقرؤها، وتكون منزلته عند آخر آية يقرأها.

وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان سيكون هناك سياحة قرآنية ببرنامجه، حيث سيتناول تفسير الألفاظ غير المتداولة في القرآن الكريم، وشرح الإعجاز والبلاغة القرآنية، بجانب عرض القصص القرآني وبيان المناسبات بين الآيات، موضحًا أن هذا البرنامج يأتي في إطار سعيه لنشر الفهم الصحيح للقرآن الكريم وتعزيز التدبر في آياته.

اقرأ أيضاًوصايا خالد الجندي للفوز في رمضان

خالد الجندي يكشف مفاجأة: آدم لم يكن في الجنة حتى يخرج منها «فيديو»

خالد الجندي يحذر من ارتداء «تيشرتات» تدعو إلى الإلحاد

مقالات مشابهة

  • د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة
  • د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع
  • خالد الجندي: إدراك رمضان نعمة كبيرة وقد يكون رضا من الله
  • خالد الجندي: هؤلاء أهل الله وخاصته في الأرض
  • « خالد الجندي»: هؤلاء أهل الله وخاصته في الأرض.. فيديو
  • العرّادي: نحتاج إلى يقطة جماعية لإنقاذ الليبيين من الانهيار الاجتماعي
  • بلال قنديل يكتب: رمضان في مصر حاجة تانية
  • حكايات وأحلام المغتربين من كل شكل ولون في 15 حلقة بمسلسل قهوة المحطة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. وبشر المؤمنين
  • د.ابراهيم الصديق علي يكتب: المليشيا فى الخرطوم: موت بلا نعوش