"هل الموسيقى الميكانيكية تهدد الأصالة الثقافية في الشرق الأوسط؟"تقرير
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
في حين ترتبط الموسيقى الشعبية في الشرق الأوسط غالبًا بالآلات التقليدية كالعود والناي، توجد ظاهرة أقل شهرة لكنها مدهشة: الموسيقى الميكانيكية. تشمل هذه الظاهرة الآلات الموسيقية التي تعمل بتقنيات ميكانيكية، مثل أورغنات الفخار وآلات العزف اليدوية (مثل صناديق الموسيقى اليدوية) التي اشتهرت في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط، لكنها بقيت على هامش المشهد الموسيقي العام.
ويبرز جريدة وموقع الفجر عن مراحل استخدام الموسيقى الميكانيكية
ظهرت الآلات الموسيقية الميكانيكية لأول مرة في الشرق الأوسط خلال القرن التاسع عشر، متأثرة بتطورها في أوروبا. انتشرت بشكل رئيسي في المدن الكبرى مثل القاهرة، بيروت، وحلب، حيث كانت تُعتبر رمزا للحداثة والانفتاح الثقافي. كان أصحاب المقاهي والأسواق الشعبية يستخدمون هذه الآلات لإضفاء أجواء احتفالية دون الحاجة إلى توظيف عازفين محترفين.
ومع ذلك، فإن هذه الآلات لم تكن خالية من الجدل؛ حيث اعتبرها البعض تدخلاً أجنبياً يهدد الأصالة الموسيقية الشرقية، بينما رأى آخرون أنها فرصة لتطوير الموسيقى الشعبية بأسلوب مبتكر.
كيف تعمل الموسيقى الميكانيكية؟
الآلات الموسيقية الميكانيكية تعتمد على تصميم هندسي دقيق يجعلها قادرة على إنتاج ألحان متكررة دون تدخل مباشر من العازف.
أورغن الفخار: يتميز بتقنيات تعتمد على دفع الهواء عبر أنابيب فخارية، ما يخلق نغمات موسيقية فريدة.
صناديق الموسيقى اليدوية: تعتمد على أسطوانة مثقبة تديرها اليد لإصدار أنغام تم برمجتها مسبقاً.
الموسيقى الميكانيكية والموسيقى الشعبية: علاقة معقدة
في بعض مناطق الشرق الأوسط، اندمجت الموسيقى الميكانيكية مع الموسيقى الشعبية لتقديم عروض مبهرة في المناسبات العامة والأعياد. على سبيل المثال:
في سوريا، كانت هذه الآلات تُستخدم لعزف الأغاني التراثية مثل القدود الحلبية.
في لبنان، استُخدمت لتقديم ألحان عاطفية تعكس هوية جبل لبنان.
أما في مصر، فانتشرت خلال فترة الخمسينيات في المقاهي الشعبية، حيث كانت تقدم الموسيقى المصاحبة للرقصات التقليدية.
التهديد الثقافي أم التطوير الفني؟
يثير استخدام الموسيقى الميكانيكية نقاشاً محتدماً حول تأثيرها على الموسيقى التقليدية.
وجهة النظر المحافظة: يرى بعض الموسيقيين التقليديين أن الاعتماد على الآلات الميكانيكية يقلل من القيمة الفنية ويضعف الروح الحية التي يقدمها العازف البشري.
وجهة النظر المتفائلة: يعتقد آخرون أن هذه الآلات تُساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي عبر توثيقه بطريقة قابلة لإعادة الإنتاج، مما يتيح للأجيال الجديدة فرصة استكشاف ألحان من الماضي.
هل ستعود الموسيقى الميكانيكية إلى الواجهة؟
مع تطور التكنولوجيا، هناك محاولات لإعادة إحياء الموسيقى الميكانيكية بأساليب حديثة. يقوم فنانون معاصرون في الشرق الأوسط بتصميم آلات جديدة تستوحي تقنيات الماضي ولكن تضيف لها لمسات إلكترونية.
خاتمة
سواء كنت من المؤيدين أو المعارضين، لا يمكن إنكار أن الموسيقى الميكانيكية تمثل صفحة مهمة في تاريخ الموسيقى في الشرق الأوسط. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالموسيقى التقليدية، قد تكون هذه الآلات القديمة مفتاحاً لإبراز التنوع الثقافي والفني للمنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني
إقرأ أيضاً:
نتنياهو : تل أبيب تغير الشرق الأوسط بالفعل
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، مساء اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024، إن تل أبيب تغيّر الشرق الأوسط بالفعل، مشيرا إلى أنه تحدّث مع الرئيس الأميركيّ المنتخَب، دونالد ترامب، بشأن الحاجة "لاستكمال النصر"، على حدّ وصفه.
كما أشار نتنياهو في تصريحات وردت في بيان صدر عن مكتبه، وكذلك في مقطع مصوّر، إلى أنه لا مصلحة لتل أبيب في مواجهة سورية.
يأتي ذلك فيما صادقت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، على خطة قدمها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لتعزيز "النمو السكاني" في مستوطنات الجولان المحتل، بميزانية تزيد عن 40 مليون شيكل، وذلك في قرار يتزامن مع تصعيد إسرائيل هجماتها العدوانية على سورية في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
وذكر بيان صدر عن الحكومة الإسرائيلية أن الخطة تأتي في ظل "التطورات الأمنية والجبهة الجديدة مع سورية"، وتهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل، مضيفا أنها تتضمن "تمويل مشاريع في مجالات التعليم والطاقة المتجددة، إضافة إلى إنشاء قرية طلابية وبرامج لدعم المجلس الإقليمي في الجولان لاستيعاب المستوطنين الجدد".
وقال نتنياهو: "قبل عام قلت شيئا بسيطا: سوف نغيّر الشرق الأوسط، ونحن بالفعل نغيّره"، مضيفا أن "سورية ليست هي سورية، ولبنان ليس هو لبنان، و غزة ليست هي غزة، ورئيسة المحور إيران، ليست إيران نفسها؛ كما أنها شعرت بأذرعنا".
وذكر نتنياهو: "نعمل بكل قوة وحكمة لتحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وتحقيق الاستقرار والأمن لحدودنا كلّها، وهذا لا يعني أنه لم تعد هناك تحديات أخرى أمامنا، فهي موجودة".
وأضاف أن التحديات هي "إيران، ووكلائها، وكذلك أمام التهديدات المُحتمَلة الأخرى، لأن الواقع ديناميكيّ، ويتغيّر بسرعة".
وتابع: "لهذا السبب أريد أن أقول شيئا عن سورية، ليس لدينا مصلحة في مواجهة سورية، وسنحدّد سياسة إسرائيل تجاه سورية، وفقا للواقع الناشئ على الأرض"، مضيفا: "أذكّركم أن سورية كانت لعقود من الزمن، دولة عدوّة نشِطة ضدّ إسرائيل".
وادعى نتنياهو: "لقد هاجمتنا مرارا وتكرارا، وسمحتْ للآخرين بمهاجمتنا من أراضيها، وسمحت لإيران بتسليح حزب الله عبر أراضيها".
وقال: "لضمان أن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى، اتخذنا سلسلة من الإجراءات القوية في الأيام القليلة الماضية، فقد أصدرت، بالتعاون مع وزير الأمن، (يسرائيل) كاتس، تعليمات للجيش الإسرائيلي، بإحباط التهديدات المُحتملة من سورية، ومنع عناصر من السيطرة بالقرب من حدودنا".
وذكر نتنياهو أنه "في غضون أيام قليلة، دمّرنا القدرات التي كان نظام (المخلوع بشار)، الأسد يبنيها منذ عقود. لقد فعلنا ذلك للتأكّد من عدم توجيه سلاح خطير ضدّنا مرة أخرى من الأراضي السورية؛ كما ضربنا طرق إمداد الأسلحة من سورية إلى حزب الله".
وأضاف: "لقد قالها الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أمس: ’لقد فقد حزب الله طريق الإمدادات العسكرية عبر سورية’"، عادًّا أن "هذه الكلمات هي بالطبع دليل آخر على الضرر الفادح الذي ألحقناه بالمحور الإيرانيّ بأكمله".
وقال: "ولكن مع ذلك، أودّ التوضيح والتحذير: نحن ملتزمون بمنع إعادة تسليح حزب الله أيضا، وهذا اختبار مستمرّ لإسرائيل، وعلينا أن نصمد أمامه، وسوف نصمد".
وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية: "أقول لحزب الله وإيران بطريقة لا لُبس فيها: لِمَنعكم من إيذاءنا، سنواصل العمل ضدّكم بحسب الضرورة، في أي جبهة، وفي أي وقت".
وأشار نتنياهو إلى محادثة أجراها مع الرئيس الأميركي المنتخب، وقال: "لقد ناقشت كل هذا مرة أخرى الليلة الماضية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لقد كانت محادثة وديّة ودافئة ومهمّة للغاية".
وأضاف: "تحدثنا عن ضرورة استكمال انتصار إسرائيل، كما تحدثنا مطوّلا عن الجهود التي نبذلها لتحرير الرهائن"، الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال نتنياهو: "إننا نواصل باستمرار العمل بلا كلل، من أجل إعادة المختطفين، سواء كانوا أحياء أو موتى، وأضيف أنه كلما قلّلنا الحديث عن ذلك، كلما كان ذلك أفضل، وسننجح أيضًا".
المصدر : وكالة سوا