الحدث الأهم هذا العام في الشرق الأوسط تمثل في السقوط السريع والمفاجئ للنظام السوري. لقد فتح هذا السقوط الباب في الإقليم لتداعيات كثيرة.
وكتب الدكتور ناصيف حتي في" النهار": عدم حدوث الفراغ الكلي في السلطة، والذي عادة ما يواكب حالات من هذا النوع من السقوط لأنظمة مشابهة، مردّه إلى حفاظ "هيئة تحرير الشام" على الحكومة القائمة لتلافي الفراغ.
اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا الذي شاركت فيه أيضا البحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر السبت الفائت في الأردن، والذي شمل أيضا الأطراف الأممية والدولية المعنية تحت عنوان تنفيذ القرار ٢٢٥٤، كان بمثابة رسالة واضحة في كل الاتجاهات لضرورة المضي في خريطة طريق وتنفيذ هذا القرار.
والحال أن القرار المذكور يدعو إلى مفاوضات رسمية بين الحكومة والمعارضة في شأن انتقال سياسي والتوصل إلى حل خلال فترة ستة أشهر، لا يقوم على الطائفية، وبلورة دستور جديد وإجراء انتخابات على أساسه. نظام يقوم على التشاركية بين كل أبناء الوطن الواحد .
مع التذكير بأن الأطراف الدولية المعنية قادرة ولو بدرجات مختلفة على التأثير في نجاح هذا المسار. يعود ذلك بالطبع إلى علاقات التأثير القائمة أو المستقبلية مع الأطراف السورية المختلفة. وكل تأخير أو تعثر في إطلاق هذا المسار، وهو ليس بالأمر السهل نظرا إلى تعدد الأطراف السياسية والعسكرية على الأرض في سوريا وهوياتها العقائدية والسياسية والمصلحية المختلفة، قد يودي إلى سقوط سوريا في المحظور. الأمر الذي قد يؤدي إلى السقوط على سبيل المثال في السيناريو الليبي أو السوداني، مع ما لذلك من تداعيات على المستوى الإقليمي .
ولا بد من التذكير أخيرا بأن هنالك مصلحة عربية إستراتيجية كبرى، وبالتالي مسؤولية خاصة في توفير الدعم والمواكبة الفاعلة لعملية الإنقاذ الوطني في سوريا، رغم التعقيدات والصعوبات الكثيرة القائمة، وذلك لإقامة نظام إقليمي مستقر في الشرق الأوسط.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بعد مطالبة الجولاني بإعادة النظر فيه .. ما هو قرار مجلس الأمن 2254 ؟
دعا أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، قائد العمليات العسكرية في سوريا، إلى إعادة النظر في قرار مجلس الأمن 2254 "نظراً للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي".
وأوضحت إدارة العمليات العسكرية في سوريا في بيان، أن الشرع أكد للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، أهمية التعاون الفعال والتركيز على وحدة أراضي سوريا وإعادة الإعمار، خلال زيارته إلى دمشق أمس الأحد.
وطالب الجولاني بتوفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك.
ما هو قرار مجلس الأمن 2254 ؟
قرار مجلس الأمن 2254 بشأن سوريا، صدر في 18 ديسمبر 2015، هو قرار مهم يتعلق بجهود المجتمع الدولي لحل النزاع السوري، يتمثل الهدف الرئيسي لهذا القرار في إيجاد حل سياسي شامل وسلمي للنزاع المستمر في سوريا منذ عام 2011.
وأبرز بنود هذ القرار هو:
وقف الأعمال القتالية: يدعو القرار إلى وقف فوري للأعمال القتالية بين جميع الأطراف في سوريا، مع استثناء الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن مثل "داعش" و"جبهة النصرة".
العملية السياسية: يشجع على بدء مفاوضات بين الأطراف السورية (الحكومة والمعارضة) تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف الوصول إلى تسوية سياسية.
إعداد دستور جديد: يطالب القرار بإعداد دستور جديد لسوريا من خلال عملية سياسية شاملة، مع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المواطنين.
انتخابات حرة ونزيهة: يحدد القرار إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وفقًا للدستور الجديد، بحيث تكون انتخابات حرة ونزيهة لجميع السوريين.
دعم العملية الإنسانية: يدعو إلى تحسين الوصول الإنساني إلى جميع المناطق المتضررة من النزاع في سوريا، ويحث جميع الأطراف على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
تشكيل لجنة دستورية: يشمل القرار تشكيل لجنة للتفاوض على الإصلاحات الدستورية وإجراء الحوار بين الأطراف السورية.
هذا القرار يعكس التوافق الدولي على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل في سوريا، مع الإشارة إلى أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن تسهيل هذه العملية إلا أن التنفيذ الفعلي للقرار واجه العديد من التحديات والصعوبات بسبب تعقيدات النزاع السوري والمصالح المتضاربة للأطراف المختلفة.