كيف تحصن نفسك من الفتن والإقلاع عن المعاصي.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن المسلم بحاجة إلى "الفرقان" من الله في كل وقت وحين، خاصة في أوقات الفتنة وأزمانها التي قد تُربك القلوب وتُضِل النفوس.
وطرح جمعة تساؤلات جوهرية عن ماهية الفتنة وحقيقتها، وكيف يمكن للمسلم أن يتجنبها ويخرج منها مستعينًا بفرقان الله.
حقيقة الفتنة في اللغة والشرع.
أوضح د. علي جمعة، عبر منشور نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الفتنة في اللغة تعني الابتلاء والاختبار، وأن أصل الكلمة يرتبط بعملية صهر المعادن بالنار، بهدف تمييز الجيد من الرديء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ" [البقرة: 102].
وأشار إلى أن الفتنة تحمل عدة معانٍ في القرآن الكريم تختلف باختلاف السياق، منها الابتلاء، الكفر، العذاب، القتل، والفضيحة.
الفتنة كابتلاء واختبار
تأتي الفتنة في كثير من المواضع بمعنى الابتلاء، كما في قوله تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" [الأنبياء: 35]، مما يؤكد أن الابتلاء بالخير والشر جزء من اختبار الله لعباده لتمييز صدق الإيمان عن زيفه.
الفتنة بمعنى الكفر
وأشار جمعة إلى أن الفتنة في بعض المواضع تأتي بمعنى الكفر، مستدلًا بقول الله تعالى: "وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ" [البقرة: 193]، حيث ترمز الفتنة هنا إلى محاربة الكفر والوقوف أمامه حتى لا ينتشر بين الناس.
الفتنة كفضيحة
وأضاف أن الفتنة يمكن أن تأتي بمعنى الفضيحة، كما ورد في قوله تعالى: "وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا" [المائدة: 41]، موضحًا أن من يصر على المعاصي قد يُفضحه الله في الدنيا قبل الآخرة.
الفتنة كعقوبة وعذاب
وبيّن جمعة أن الفتنة تأتي كذلك بمعنى العقوبة والعذاب، كما في قوله تعالى: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً" [الأنفال: 25]، محذرًا من أن العقاب الإلهي لا يصيب الظالم وحده، بل يمتد تأثيره للمجتمع بأسره إذا لم يتحرك لمواجهة الظلم.
الفتنة كقتل واقتتال
كما أوضح أن الفتنة يمكن أن تشير إلى القتل والاقتتال بين الناس، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" [الأنفال: 73]، موضحًا أن الفتنة هنا تعني الفوضى والدمار الناتجين عن غياب العدل والنظام.
كيف يواجه المسلم الفتنة؟
واختتم جمعة منشوره بالتأكيد على أن النجاة من الفتنة تتطلب الاستعانة بالله وطلب "الفرقان"، أي البصيرة والتمييز بين الحق والباطل. وأشار إلى ضرورة التمسك بالقرآن والسنة كدليلين واضحين في مواجهة الأزمات، مع الدعاء المستمر بأن يمنّ الله على عباده بالهداية والثبات في مواجهة الفتن التي قد تُبعدهم عن الطريق المستقيم.
وأوضح أن الفتنة، مهما تعددت أشكالها ومعانيها، تمثل اختبارًا إلهيًا، والسبيل لتجاوزها هو الالتزام بتعاليم الدين، والتضرع إلى الله أن يجعل القلوب ثابتة على الإيمان، وأن يرزق العبد الحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في مواجهة التحديات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفرقان د علي جمعة المزيد الفتنة فی أن الفتنة
إقرأ أيضاً:
أمير الكويت يحذّر مثيري الفتن في ملف الجنسية
أكد أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أن التعامل مع ملف الجنسية يتم وفق القانون، بعيدًا عن المزايدات والضغوط السياسية، مشددًا على أهمية تحقيق التوازن بين تطبيق القانون ومراعاة الجوانب الإنسانية والمعيشية.
وقال أمير الكويت إن بعض الأطراف تسعى لإثارة الفتنة وخلط الأوراق، عبر نشر الشائعات وتحريف الحقائق، بهدف زعزعة وحدة الصف، وإثارة التذمر حول القرارات المتخذة بشأن الجنسية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".
فيديو.. أمير الكويت يصحح خطأ مسؤولة ومواقع التواصل تتفاعل معه - موقع 24ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يصحح خلاله نطق اسم "صحراء الدهناء"، خلال حفل الإعلان عن مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء، في قصر البيان.
وأكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حرصه على تحقيق العدالة في هذا الملف، مع الموازنة بين الحزم في كل ما يمس الوحدة الوطنية وضمان الشفافية والمكاشفة لقطع الشك وسوء الظن.
حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح: إن دعاة الفرقة ومثيري الفتنة يحاولون من خلال ملف الجنسية خلط الأوراق وترويج الإشاعات وتحريف الأقوال بهدف شق وحدة الصف وإحداث التذمر والتشكيك في القرارات المتخذة بهذا الملف
- أؤكد حرصنا على الموازنة والمواءمة بين الحزم… pic.twitter.com/G2uqKw77XM