عربي21:
2024-12-17@06:06:44 GMT

ما موقف الثورة من احتلال الجولان؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

السؤال الأبرز والأهم الذي تصدر المشهد العربي عموماً، والسوري خصوصاً، طوال الأيام القليلة الماضية يتعلق بموقف الثورة السورية والنظام الجديد من الجولان السوري المحتل، وهل من المعقول والمنطقي أن يغض الثوار أعينهم عن التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، ويصمتوا عنه، حتى إنهم لم يُصدروا ولو بياناً كلامياً على غرار البيانات التي كان يُصدرها بشار الأسد في أعقاب كل عدوان إسرائيلي.



خلال يوم واحد فقط، وهو اليوم التالي لدخول الثوار إلى دمشق وانهيار نظام بشار الأسد، احتلت اسرائيلُ أراضٍ سورية جديدة تزيد مساحتها عن ضعف مساحة قطاع غزة، وتوغلت قوات الاحتلال بعمق 26 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وفرضت حظر التجول على سكان خمس بلدات محاذية للجولان السوري المحتل، كما رفرف العلمُ الإسرائيلي على أعلى قمة لجبل الشيخ لأول مرة منذ 51 عاماً، وهو ما دفع وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى القول «إنها لحظة تاريخية مؤثرة».

وخلال ثلاثة أيام فقط قامت إسرائيل بتدمير 80% من القدرات العسكرية لسوريا بشكل كامل، وأكثر من 90% من قدرات سلاح الجو السوري، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 350 مقاتلة هاجمت مواقع من دمشق إلى طرطوس، وأنه تم تدمير عشرات الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي، ومستودعات الأسلحة، كما أكدت الإذاعة إن هذه هي «أكبر عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل في تاريخها».
ثمة مشروع إسرائيلي واضح المعالم يهدف إلى التهام الأراضي السورية
ثمة عدوان إسرائيلي واضح يستهدف سوريا، وثمة مشروع إسرائيلي واضح المعالم يهدف إلى التهام الأراضي السورية والتوغل فيها والتحلل من التزامات وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل له في أعقاب حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وهذا على الرغم من أن سوريا لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الإسرائيليين، منذ بدأت معركة «طوفان الأقصى»، كما حافظت على الهدوء في جبهة الجولان طوال الـ14 شهراً الماضية، وهذا كله يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل على مستوى المنطقة، لا علاقة له بالرد على هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر 2023، وإنما هو مشروع لليمين الإسرائيلي يتم تنفيذه خطوة خطوة وبعناية فائقة.

إسرائيل بدأت مشروعها بالحرب على غزة، ثم انتقلت إلى الضفة الغربية، ثم إلى لبنان وحزب الله، ثم إلى سوريا حالياً، وهو ما يؤكد أن الاسرائيليين يقومون بالتهام المنطقة والتوسع على حساب دولها كافة، كما يريدون الهيمنة على مقدراتها بشكل كامل.

وبينما يتم استهداف سوريا بهذا الشكل وهذه الطريقة فإن المفاجأة كانت في أن زعيم الثوار أحمد الشرع، أو أبو محمد الجولاني، يلتزم الصمت التام، من دون أي تعليق، ولو حتى بالكلام والتأكيد على التمسك بوحدة سوريا وسلامة أراضيها، بل إن الكارثة إنه في لقائه مع الصحافيين الذي استمر لثلاث ساعات متواصلة قال إنه «من غير الحكمة الدخول في مغامرات عسكرية» وتجاهل بشكل متعمد وواضح، ما يحدث في الجولان وما تقوم به إسرائيل في بلده سوريا.

ليس معقولاً أن يتولى الثوار تحرير دمشق، بينما يتجاهلون الجولان ويصمتون عن المشروع الإسرائيلي الذي يقوم بالتهام الأراضي السورية، ويجب أن لا تكون دمشق وحلب وحماة أغلى من القنيطرة وجبل الشيخ وغيرهما من الأراضي السورية. المطلوب اليوم من ثوار سوريا أن يعلنوا موقفاً واضحاً من العدوان الإسرائيلي على بلدهم، وأن يعلنوا بأن أراضي سوريا لا تختلف عن بعضها بعضاً، وإنما هي وطن واحد موحد ليس فيه شبر أغلى من آخر.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجولان الاحتلال سوريا الشرع سوريا الاحتلال الجولان الشرع سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأراضی السوریة

إقرأ أيضاً:

الأردن يدين انتهاكات إسرائيل في الأراضي السورية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت آية السيد، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من عمان، إنه بعد عقد الاجتماعات العربية بين لجنة الاتصال الوزارية المكلفة لشؤون سوريا، سيكون هناك اجتماعات ثنائية مع  وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والمبعوث الخاص لسوريا والأمم المتحدة.

وأضافت «السيد» خلال تغطيتها للقاهرة الإخبارية، أن الاجتماعات التي ستدور بين اللجنة الوزارية وبين وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المعنيين بالشأن السوري سيكون من شأنها تحديد المصير خلال الفترة المقبلة.
 ولفتت إلى أنه لا بد أن يكون هناك اهتمام وتأكيد على ما سيختاره الشعب في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الأردن يؤكد على أهمية استقرار الأراضي السورية من ناحية، فضلا عن إدانتها لما تفعله إسرائيل من توغل وانتهاكات في الجولان والعمق السوري، وحسب قوانين مجلس الأمن فإن ما تفعله تل أبيب ممنوع.
 وأكدت أن الأردن يقدم المساعدة والإسناد للشعب السوري خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، إلى جانب وصول بعض المساعدات بالفعل إلى سوريا برًا.

مقالات مشابهة

  • الجولاني: الأراضي السورية لن تستخدم للهجوم على إسرائيل
  • العراق يستنكر التوغل الإسرائيلي الجديد في الجولان السورية
  • من الجولان إلى دمشق.. “إسرائيل” تُبيت نوايا استعمارية بتعميق عدوانها على سوريا
  • معاوية الصياصنة.. الطفل الذي أشعل الثورة السورية يعيش فرحة انتصارها
  • الجولاني: الثورة السورية انتصرت وينبغي بناء سوريا لتصبح دولة لا “مزرعة”
  • الأردن: نطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي السورية
  • وزير الخارجية: مصر ترفض احتلال إسرائيل للأراضي السورية
  • الاحتلال يواصل توغله داخل الأراضي السورية (شاهد)
  • الأردن يدين انتهاكات إسرائيل في الأراضي السورية