ما موقف الثورة من احتلال الجولان؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
السؤال الأبرز والأهم الذي تصدر المشهد العربي عموماً، والسوري خصوصاً، طوال الأيام القليلة الماضية يتعلق بموقف الثورة السورية والنظام الجديد من الجولان السوري المحتل، وهل من المعقول والمنطقي أن يغض الثوار أعينهم عن التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، ويصمتوا عنه، حتى إنهم لم يُصدروا ولو بياناً كلامياً على غرار البيانات التي كان يُصدرها بشار الأسد في أعقاب كل عدوان إسرائيلي.
خلال يوم واحد فقط، وهو اليوم التالي لدخول الثوار إلى دمشق وانهيار نظام بشار الأسد، احتلت اسرائيلُ أراضٍ سورية جديدة تزيد مساحتها عن ضعف مساحة قطاع غزة، وتوغلت قوات الاحتلال بعمق 26 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وفرضت حظر التجول على سكان خمس بلدات محاذية للجولان السوري المحتل، كما رفرف العلمُ الإسرائيلي على أعلى قمة لجبل الشيخ لأول مرة منذ 51 عاماً، وهو ما دفع وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى القول «إنها لحظة تاريخية مؤثرة».
وخلال ثلاثة أيام فقط قامت إسرائيل بتدمير 80% من القدرات العسكرية لسوريا بشكل كامل، وأكثر من 90% من قدرات سلاح الجو السوري، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 350 مقاتلة هاجمت مواقع من دمشق إلى طرطوس، وأنه تم تدمير عشرات الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي، ومستودعات الأسلحة، كما أكدت الإذاعة إن هذه هي «أكبر عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل في تاريخها».
ثمة مشروع إسرائيلي واضح المعالم يهدف إلى التهام الأراضي السورية
ثمة عدوان إسرائيلي واضح يستهدف سوريا، وثمة مشروع إسرائيلي واضح المعالم يهدف إلى التهام الأراضي السورية والتوغل فيها والتحلل من التزامات وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل له في أعقاب حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وهذا على الرغم من أن سوريا لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الإسرائيليين، منذ بدأت معركة «طوفان الأقصى»، كما حافظت على الهدوء في جبهة الجولان طوال الـ14 شهراً الماضية، وهذا كله يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل على مستوى المنطقة، لا علاقة له بالرد على هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر 2023، وإنما هو مشروع لليمين الإسرائيلي يتم تنفيذه خطوة خطوة وبعناية فائقة.
إسرائيل بدأت مشروعها بالحرب على غزة، ثم انتقلت إلى الضفة الغربية، ثم إلى لبنان وحزب الله، ثم إلى سوريا حالياً، وهو ما يؤكد أن الاسرائيليين يقومون بالتهام المنطقة والتوسع على حساب دولها كافة، كما يريدون الهيمنة على مقدراتها بشكل كامل.
وبينما يتم استهداف سوريا بهذا الشكل وهذه الطريقة فإن المفاجأة كانت في أن زعيم الثوار أحمد الشرع، أو أبو محمد الجولاني، يلتزم الصمت التام، من دون أي تعليق، ولو حتى بالكلام والتأكيد على التمسك بوحدة سوريا وسلامة أراضيها، بل إن الكارثة إنه في لقائه مع الصحافيين الذي استمر لثلاث ساعات متواصلة قال إنه «من غير الحكمة الدخول في مغامرات عسكرية» وتجاهل بشكل متعمد وواضح، ما يحدث في الجولان وما تقوم به إسرائيل في بلده سوريا.
ليس معقولاً أن يتولى الثوار تحرير دمشق، بينما يتجاهلون الجولان ويصمتون عن المشروع الإسرائيلي الذي يقوم بالتهام الأراضي السورية، ويجب أن لا تكون دمشق وحلب وحماة أغلى من القنيطرة وجبل الشيخ وغيرهما من الأراضي السورية. المطلوب اليوم من ثوار سوريا أن يعلنوا موقفاً واضحاً من العدوان الإسرائيلي على بلدهم، وأن يعلنوا بأن أراضي سوريا لا تختلف عن بعضها بعضاً، وإنما هي وطن واحد موحد ليس فيه شبر أغلى من آخر.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجولان الاحتلال سوريا الشرع سوريا الاحتلال الجولان الشرع سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأراضی السوریة
إقرأ أيضاً:
“انتصار وطن”… احتفال بدار الأوبرا بدمشق يعيد سرد حكايات من الثورة السورية
دمشق-سانا
على أنغام الموسيقا امتزجت السينما مع التمثيل الإيمائي والمسرحي لتنسج جميعها حكاية عرض “انتصار وطن” الذي قدم مساء أمس على مسرح دار الأوبرا بدمشق، وضم نخبة من المسرحيين والموسيقيين السوريين.
العرض الذي نظمته مؤسسة “مبدعون” من أجل وطن وشركة أجنحة الشام، افتتح بـ “اسكتش” مسرحي صغير استمر نحو 10 دقائق، تناول ظاهرة الفساد والمحسوبيات، وتسلط أجهزة أمن النظام البائد على رقاب السوريين، بما فيها سرقة المساعدات والمعونات الإنسانية خلال الأحداث التي مرت على سوريا، وخاصةً في كارثة الزلزال وانتشار وباء “كورونا”.
بعدها سافر الجمهور في فيلم وثائقي مؤثر سلط الضوء على مشاهد من الثورة السورية منذ انطلاقتها 2011، ابتداءً بالمظاهرات السلمية، والرد الوحشي بقصف النظام الأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة، واستخدامه الطيران الحربي، وقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة وتدمير البنى التحتية، وارتكاب المجازر بمختلف أنواع الأسلحة، مستهدفاً المدن والبلدات الآمنة، وعرض الحكايات المأساوية لتهجير السوريين القسري، لينتهي بالانتصار التاريخي للثورة، وأن البقاء للوطن رغم الجراح.
ما ميز الفيلم عرض تمثيلي مواز له جسد رحلة اللجوء الإنساني الخطرة في البحر، حيث عرض معاناة السوريين، وابتزاز المهربين، وغرق القوارب وفقدان الأحبة والأطفال أمام أعين ذويهم، والمحاولات اليائسة للوصول نحو شاطئ الأمان، ولوعة قلوب الأمهات على أولادهم في بلاد الاغتراب.
ثم أحيت جوقة أوركسترا وطنية جمعت “كورال مبدعون وكورال سيدات جوى وأوركسترا قصيد” بقيادة المايسترو كمال سكيكر، معزوفات مستوحاة من رحم الثورة تناغمت ما بين أغنية “يا حرية” للسيدة فيروز، وأهزوجة “جنة جنة يا وطنا” للشهيد عبد الباسط الساروت، ومقاطع “جولاننا”، و”خضرا يا بلادي خضرا”، “بالحب بدنا نعمرها”، و”ارفع راسك فوق”، و”آه يا بني بلادك”، إضافةً لأغان تراثية، ومشاهد ورقصات شعبية من كل المحافظات، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
الفعالية كتبت نصها الشعري بتول ورد، وأخرجها موسيقياً المايسترو سكيكر، فيما نفذ الفيديو والمونتاج السينمائي سليم شامية، والسيناريو والإخراج للدكتور عجاج سليم، وشهدت مشاركة طلاب قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وطلاب الإخراج في الجامعة العربية الدولية.
وفي تصريحات لـ سانا قال المخرج سليم: “إن هذا الحفل هو انتصار للوطن ولكل مواطن سوري داخل سوريا وخارجها، وهو احتفال بالفرح والتفاؤل والأمل، ورسالة للعالم بأن سوريا كانت وستظل بلد الإنسانية، ونحن اليوم نحتفل بتحررنا”.
وحول التقنيات المستخدمة في العرض، أوضح سليم أنه تم الاعتماد بشكل أساسي على العنصر البشري، إلى جانب الفيلم السينمائي الذي أعد له السيناريو وأخرجه، وجمع مواد أرشيفية من مسؤولي تنسيقيات الثورة والقنوات التلفزيونية، صنع منها 15دقيقة لأكثر من 70 فيديو، تحكي حكاية الثورة من بدايتها وحتى لحظة النصر، كما أضيفت مشاهد مصوّرة كخلفية لأغنيات الحفل الموسيقي بصورة تعكس حبنا لبلادنا وطبيعتها.
وقال المايسترو سكيكر: “العرض هو تعبير عن سعادتنا بالانتصار عبر تقديم شيء مميز يجمع الأوركسترا مع الكورال للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية وتحقيق الحلم بكل حب”، بينما أشارت الكاتبة بتول إلى أن العمل عبر عن مآسي الشعب السوري برسائل تحمل إشارات النصر، مشيرةً إلى أن صوت أمهات سوريا صرخ كثيراً خلال الفعالية ليجسد الألم والأمل معاً.
الأمل بغدٍ أفضل هو ما تؤمن به مؤسسة “مبدعون” من أجل وطن، حسب مديرها بهجت عكروش الذي لفت إلى أهمية دعم الفن والثقافة باعتبارهما عنوان حضارة الشعوب لنشر المحبة والسلام، وهي وجه سوريا الحقيقي، فيما أشار مدير تطوير العلاقات العامة في شركة أجنحة الشام للطيران أسامة ساطع إلى أن الوطن لا يبنى إلا بالمحبة بين جميع أفراده.
يُشار إلى أن الفعالية شهدت حضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بدمشق، ومنهم سفير البحرين، والقنصل الباكستاني بدمشق، وممثل عن السفير الفلسطيني، والقائم بأعمال السفارة السعودية بدمشق.