أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم صلاة الإمام والمأمومين حال تحرك الإمام بشكل دائم يمينًا ويسارًا أثناء الصلاة، مشيرة إلى أن هذه المسألة لها ضوابط فقهية دقيقة تختلف بين المذاهب الأربعة.

وأشارت الدار في ردها على السؤال الوارد إليها أن الالتفات بالعنق يمينًا أو يسارًا دون ضرورة يُعد مكروهًا، لكنه لا يُبطل الصلاة وفقًا للفقه الإسلامي المعمول به.

 أما التَّحوُّل بالصدر عن القبلة، فالأمر أكثر تفصيلًا واختلافًا بين الفقهاء.

فقد ذهب المالكية إلى أن تحوُّل المُصلي عن القبلة بوجهه أو صدره لا يُبطل الصلاة، طالما لم تتحوّل قدماه بالكامل عن اتجاه القبلة.

حكم قول زمزم بعد الوضوء.. دار الإفتاء تجيبهل يجوز هبة ثواب تلاوة القرآن للأحياء؟ دار الإفتاء تجيبلماذا الأم أحق الناس بحُسن الصحبة والمُعاملة؟.. دار الإفتاء تجيبهل يبطل الزواج بغير رضا الوالدين؟ الإفتاء تجيب

 وفي المقابل، يرى الحنابلة أن الصلاة لا تُبطل إلا إذا تحوّل المصلي بكامل جسده عن القبلة.

أما عند الحنفية، فالأمر يختلف حسب حالة المصلي؛ فإذا تحوّل صدره عن القبلة مضطرًا فلا تبطل صلاته إلا إذا استمر على ذلك لمدة تعادل ركنًا من أركان الصلاة. 

أما إذا كان التحوُّل بغير عذر وباختيار المصلي، فالصلاة تُبطل سواء كان التحرك بسيطًا أو كثيرًا.

فيما شدّد الشافعية على أن تحوُّل المصلي بصدره يمينًا أو يسارًا عن القبلة يُبطل الصلاة مباشرة، حتى وإن كان ذلك بفعل شخص آخر قهرًا، طالما لم يعد المصلي إلى القبلة سريعًا.

 بينما إذا كان التحوُّل بسبب جهل أو نسيان وعاد المصلي فورًا إلى الاتجاه الصحيح، فلا تُبطل الصلاة.

واختتمت دار الإفتاء توضيحها بالتأكيد على ضرورة التزام الإمام بالسكون والخشوع أثناء الصلاة، لأن كثرة الحركة والالتفات قد تُذهب بالخشوع، وهو روح الصلاة ولبُّها الأساسي، مشيرة إلى أن الالتزام باتجاه القبلة وعدم الحركة غير المبررة هو الأصل الذي ينبغي مراعاته.

وأكدت الدار أن من واجب الإمام أن يحرص على إقامة الصلاة بما يليق بمقامها، لتجنب التشويش على المأمومين وحفاظًا على صحة الصلاة للجميع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء المزيد دار الإفتاء عن القبلة

إقرأ أيضاً:

أديت صلاتي الفجر والظهر ولم أكتشف أني على جنابة إلا العصر فهل أعيد الصلوات

الطهارة شرط أساسي في العبادات، فلا تصح الصلاة ولا الصيام دون طهارة، كما أنه لا يجوز للمرأة أن تؤدي الصلاة قبل التطهر من الحيض أو النفاس، وبالنسبة لقراءة القرآن، فإنها تستلزم الطهارة والوضوء.

وفي هذا الإطار، ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المتابعين يستفسر فيه: "صليت الفجر والظهر، ولم أكتشف أني كنت على جنابة إلا قبل العصر بدقائق، فهل يجب عليّ إعادة الصلوات؟".

وقد أجاب الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، موضحًا أنه في هذه الحالة يجب إعادة صلاة الفجر بعد الاغتسال، ولا إثم على المصلي لأنه كان يجهل حالته. وأكد أن الجهل بالحدث لا يستوجب العقوبة، ولكن بمجرد العلم يجب تصحيح الأمر وإعادة الصلاة.

حكم تأخير غسل الجنابة إلى ما بعد الفجر في رمضان

وفي سياق متصل، أكدت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن تأخير غسل الجنابة لما بعد الفجر في رمضان لا يؤثر على صحة الصيام، إذ لا يُشترط أن يكون الصائم طاهرًا قبل الفجر، بل يجوز له تأخير الغسل إلى الصباح، مستشهدة بحديث السيدة عائشة وأم سلمة – رضي الله عنهما – حيث قالتا: "نشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه كان ليصبح جنبًا من غير احتلام ثم يغتسل، ثم يصوم".

وأوضحت اللجنة أن هذا الحديث دليل واضح على أن الجنابة لا تفسد الصيام، وأن المهم هو الاغتسال قبل أداء الصلاة.

هل يجوز للشاب والفتاة التحدث قبل الخطوبة لمعرفة الطباع ؟ .. دار الإفتاء تجيبركعتان في الصباح تجلبان الخير والبركة لمن يواظب عليهما .. الإفتاء توضححكم تأخير الصلاة بسبب الجنابة

أما فيما يتعلق بتأخير الغسل من الجنابة لفترات طويلة، فقد شدد الشيخ خالد الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن تأخير الغسل من الجنابة ليوم أو يومين أمر محرم، لأن الجنب لا يمكنه أداء الصلاة حتى يغتسل، وبالتالي فإنه يكون قد ترك الصلاة عمدًا، وهو من الكبائر.

وأكد الجندي أن بعض العلماء شددوا على أن إضاعة الصلاة عمدًا قد يصل إلى الكفر، محذرًا من الاستهانة بهذا الأمر، مستشهدًا بقوله تعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين".

كما أوضح أن تأخير الصلاة حتى خروج وقتها دون عذر شرعي يُعد كبيرة من الكبائر، ومن يرتكب ذلك عليه التوبة والاستغفار، مضيفًا أن المسلم عليه المبادرة إلى الاغتسال فورًا لأداء الصلاة في وقتها وعدم التهاون في ذلك.

وختمت دار الإفتاء المصرية توضيحها بالتأكيد على أهمية الحرص على الطهارة، حيث إنها شرط لصحة العبادات، مشددة على ضرورة التزام المسلم بالتطهر والوضوء والاغتسال وفق أحكام الشريعة، حتى يؤدي عباداته بشكل صحيح دون تقصير أو تفريط.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الوطن دائما قبلة الشرفاء والدفاع عنه استباق الخيرات.. فيديو
  • خالد الجندي: الوطن قبلة الشرفاء والانتماء له واجب على كل شخص
  • كيفية المساواة في الصف بين المصلي قائمًا والجالس على الكرسي
  • أديت صلاتي الفجر والظهر ولم أكتشف أني على جنابة إلا العصر فهل أعيد الصلوات
  • حكم الأذان والإقامة للمنفرد .. الإفتاء توضح
  • حكم من صلّى وفى ثوبه نجاسه ولم يكتشفها إلا بعد الصلاة
  • حكم تأخير الصلاة لأدائها في جماعة أولى من الصلاة منفردا أول الوقت
  • الأزهر: لا إثم على المأموم إذا لم يقرأ مع الإمام في الصلاة
  • كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. أمين الفتوى يوضح
  • الأزهر للفتوى: عدم قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية لا يبطلها