الجزيرة:
2025-01-16@11:52:38 GMT

هجرة الإسرائيليين إلى كندا هروب أم مخطط؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

هجرة الإسرائيليين إلى كندا هروب أم مخطط؟

تشهد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول موجة هجرة غير مسبوقة باتجاه كندا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية. فقد ارتفع عدد الإسرائيليين الذين غادروا إلى كندا بنسبة 500%، مقارنة بالفترة ذاتها في السنوات السابقة.

ومنذ بداية العام الحالي، هاجر نحو 8 آلاف إسرائيلي إلى كندا، مقارنة بـ 1505 فقط في العام 2022.

وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للمهاجرين قد يتجاوز عشرة آلاف شخص بنهاية العام، وهو رقم غير مسبوق يعكس ظاهرة تتطلب دراسة معمقة، خاصة إذا تم وضعه في سياق تداعيات طوفان الأقصى التي جعلت الهجرة المعاكسة من فلسطين المحتلة يربو تعدادها على المليون من المستوطنين الذين غادروا كيان الاحتلال نحو وجهات غربية آمنة.

أسباب الهجرة الجماعية

الهجرة الإسرائيلية إلى كندا ليست ظاهرة جديدة تمامًا، لكنها شهدت تصاعدًا حادًا خلال الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالأوضاع الأمنية، والسياسية، والاجتماعية داخل فلسطين المحتلة.

الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة

شهد كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ تصاعد الأحداث في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، موجة غير مسبوقة من الصراعات، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين مختلف الأطراف، حيث تصاعدت موجات عمليات المقاومة، مع اشتداد عمليات الإبادة في غزة، وزيادة مستوى العنف الذي تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية، مما جعل حياة الإسرائيليين مهددة بفعل احتمال قيام الفلسطينيين بعمليات تستهدف الاحتلال ومستوطنيه.

إعلان

كما أن انعدام الاستقرار السياسي داخل كيان الاحتلال بفعل ما تشهده الحكومة الإسرائيلية من خلافات حادة بشأن السياسات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، جعل الكثيرين من المستوطنين داخل فلسطين المحتلة يشعرون بفقدان الثقة في القيادة.

الخوف من المستقبل

يشعر الكثير من الإسرائيليين بالقلق بشأن مستقبلهم داخل فلسطين المحتلة، خاصة مع استمرار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وهو الإحساس الذي تكرسه المؤشرات التالية:

الخوف من العزلة الدولية

تواجه إسرائيل تزايد الانتقادات الدولية بشأن سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية، لن تقف عند الجامعات والمؤسسات وصناديق الاستثمار السيادية، بل تهددها بالامتداد نحو عقوبات سياسية واقتصادية تنفذها الدول والمنظمات الدولية، خاصة بعد صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تعتبر نتنياهو ووزير دفاعه المقال مجرمَي حرب مطلوبين للعدالة الدولية.

التغيرات الإقليمية

مع جرائم الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأت بعض الدول العربية تجد حرجًا كبيرًا للإقدام على تطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال، وهو ما يخشى الإسرائيليون أن يكون مقدمة لفقدان الدعم الدولي التقليدي الذي تعتمد عليه بلادهم، بفضل دعم القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تتحمل عبئًا كبيرًا في حماية كيان الاحتلال بالمال والسلاح، وتوفير الإسناد الدولي له، وحمايته من العقوبات والنبذ.

فرص اقتصادية واجتماعية أفضل

تمثل كندا واحدة من أكثر الدول جذبًا للمهاجرين في العالم، وذلك بفضل نظامها الاقتصادي والاجتماعي المتطور وبفضل الاستقرار السياسي الذي تنعم به كدولة غربية تحتاج إلى تدفق المزيد من المهاجرين المتدربين من أصحاب الخبرة في المجالات العلمية والمهنية المختلفة.

فعلى مستوى التعليم والرعاية الصحية توفر كندا نظامًا تعليميًا وصحيًا يعتبر من ضمن الأفضل عالميًا، ما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن مستقبل أفضل لأبنائها.

إعلان

وعلى صعيد فرص العمل، توفر كندا سوقًا متنوعة للعمل، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والابتكار، ما يجذب الشباب الإسرائيليين الطامحين إلى حياة مهنية ناجحة.

بحث عن أرض جديدة أم هروب من الواقع؟

تثير هذه الظاهرة العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الهجرة الجماعية.

هل هي محاولة للبحث عن أرض جديدة؟

من المؤكد أن كندا تعتبر وجهة جذابة لأولئك الذين يبحثون عن حياة أكثر استقرارًا وازدهارًا.

الرغبة في الاستقرار: يسعى المهاجرون إلى بناء حياة جديدة بعيدًا عن الصراعات والتوترات اليومية. الهروب من الخدمة العسكرية: يشير بعض المحللين إلى أن جزءًا من الشباب الإسرائيلي يسعى لتجنب التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي.

هل هو إدراك بأن فلسطين ستعود لأصحابها؟

يشعر البعض بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لن يدوم إلى الأبد، وأن هناك تحولًا تدريجيًا لصالح القضية الفلسطينية يأخذ ثلاثة مظاهر على الأقل:

تغير المزاج الدولي: تظهر مؤشرات على تحول في المواقف العالمية تجاه القضية الفلسطينية، ما يضع إسرائيل تحت ضغط متزايد. الاعتراف بالحق الفلسطيني: ربما بدأت شريحة من الإسرائيليين تدرك أن الحلول السياسية قد تفرض تنازلات كبيرة، ما يدفعهم للبحث عن مستقبلٍ بعيدًا عن هذه الضغوط. مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي أقرت اعتقال رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، التي أدخلت الاحتلال في دوامة من الإدانات الدولية المتعاقبة. هل هي محاولة لاحتلال جديد للأراضي الكندية؟

يثير البعض مخاوف من أن تكون هذه الهجرة جزءًا من إستراتيجية طويلة الأمد لإعادة استنساخ تجربة الاستيطان في أراضٍ جديدة.

تكوين لوبي قوي: يُخشى أن يسعى المهاجرون الإسرائيليون إلى تكوين لوبي مؤثر داخل المجتمع الكندي، قد يؤثر على سياسات الحكومة المحلية. تغييرات ديمغرافية: قد تؤدي هذه الهجرة الجماعية المتصاعدة إلى تغييرات ديمغرافية في المدن الكندية الكبرى، مما قد يثير مخاوف السكان الأصليين. إعلان الأبعاد الثقافية والاجتماعية للهجرة

الهجرة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل تحمل أبعادًا ثقافية واجتماعية قد تؤثر على المجتمعات المستقبِلة.

التأثير على المجتمع الكندي

قد يكون للهجرة الإسرائيلية إلى كندا تأثيرات إيجابية وسلبية على حد سواء.

نتائج إيجابية: تعزيز التنوع الثقافي والاقتصادي، وإثراء المجتمع بمهارات وخبرات جديدة. تداعيات سلبية: احتمالية ظهور توترات ثقافية أو اجتماعية؛ نتيجة اختلاف القيم أو المصالح.

تحديات الهوية الوطنية

تواجه كندا تحديًا في تحقيق التوازن بين استقبال المهاجرين وحماية هويتها الوطنية، حيث إن سياسات الاندماج لفئات مهاجرة جديدة مثل مجموعة المستوطنين القادمين من فلسطين المحتلة، تتطلب وضع برامج فعالة لدمج المهاجرين الجدد في المجتمع الكندي دون التأثير على السكان الأصليين.

مسؤوليات المهاجرين

يقع على عاتق المهاجرين دور كبير في الاندماج بشكل إيجابي، من خلال احترام قوانين وثقافة البلد المضيف، وهو ما يطرح إشكالات كبيرة على الجماعة الإسرائيلية الملتحقة حديثًا بالديار الكندية نظير تصرفاتها العدوانية المثيرة للقلق والاستفزاز في فلسطين المحتلة.

دور المجتمع الدولي في مراقبة الظاهرة

لا يمكن فصل ظاهرة الهجرة الإسرائيلية إلى كندا عن السياق السياسي والاقتصادي العالمي.

مسؤولية الأمم المتحدة

قد يكون من الضروري على الأمم المتحدة مراقبة هذه الظاهرة لضمان عدم تحولها إلى أزمة ديمغرافية أو سياسية.

تأثر العلاقات الكندية- الإسرائيلية

قد تؤثر هذه الهجرة على طبيعة العلاقات بين كندا وإسرائيل، خاصة إذا أثارت مخاوف داخلية في كندا.

انعكاسات محتملة على المنطقة العربية

قد تكون لهذه الظاهرة تداعيات على الصعيد الإقليمي، حيث قد تفتح المجال لمزيد من النقاش حول مستقبل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

ختامًا:

مع استمرار موجة الهجرة الإسرائيلية إلى كندا، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا: هل هي مجرد ظاهرة عابرة أم بداية لتحولات إستراتيجية عميقة؟

إعلان

الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الأبعاد الحقيقية لهذه الهجرة وتأثيراتها على إسرائيل وكندا، وعلى الصراع العربي الصهيوني، وعلى المجتمع الدولي بشكل عام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإسرائیلیة إلى کندا فلسطین المحتلة کیان الاحتلال هذه الهجرة الهجرة ا

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يستهدفون وزارة الدفاع الإسرائيلية بـ”فلسطين 2″

#سواليف

أعلنت #جماعة_الحوثي، اليوم الثلاثاء، أنها استهدفت #وزارة_الدفاع_الإسرائيلية بصاروخ #باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، مشيرة إلى أنها ثالث عملية تنفذها ضد إسرائيل خلال 12 ساعة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخين أطلقا من #اليمن.

صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات الضفة الغربية عقب إطلاق صاروخ من اليمن pic.twitter.com/BMYbv0mICv

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) January 13, 2025

وقال الحوثيون في بيان إنه “في إطار المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في #معركة_الفتح الموعود والجهاد المقدس وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على بلدنا”، تم استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في منطقة #يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2”.

مقالات ذات صلة تعديل يحرم المؤمّن عليه من بدل التعطل ما لم يكن حسابه دائناً.! 2025/01/14

وأشار الحوثيون إلى أن الصاروخ “وصل إلى هدفه” وأن المنظومات الاعتراضية فشلت في التصدي له.

وكان لجيش الإسرائيلي أعلن أمس الاثنين أنه تصدى لصاروخين أطلقا من اليمن باتجاهها بفارق بضع ساعات.

وقال الجيش في بيان أول مساء الاثنين أن “سلاح الجو الإسرائيلي اعترض مقذوفا أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية”.

وأعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ، موضحين أنهم استهدفوا “هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين 2” في إشارة إلى تل أبيب.

وأكد الحوثيون في بيانهم أيضا أن “سلاح الجو المسير نفذ عملية بأربع طائرات مسيرة ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة”.

وفي وقت سابق الإثنين، أعلن الجيش اعتراض مسيرة في جنوب إسرائيل أطلقت من اليمن.

وليل الإثنين-الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان ثان أن دفاعاته الجوية “تصدت” لصاروخ آخر أطلق من اليمن.

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس إن “أنظمة الدفاع الجوي تتصدى لصاروخ أطلق من اليمن قبل قليل”.

وعلى حسابه في إكس قال الجيش الإسرائيلي أنه “للمرة الثانية اليوم، دوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل بسبب مقذوف أطلق من اليمن”.

وأوضح الجيش في بيان على منصة تلغرام أنه “بعد دوي صفارات الإنذار في عدد من المناطق في وسط إسرائيل، جرت محاولات عدة لاعتراض صاروخ أطلق من اليمن. من المرجح أن الصاروخ تم اعتراضه”.

وأكد الجيش أنه “لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار”.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يطلق الحوثيون صواريخ ومسيّرات تجاه إسرائيل.

ويؤكد الحوثيون أن هجماتهم تأتي دعما لسكان قطاع غزة، وهم يستهدفون أيضا سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

وردا على ذلك، قصفت إسرائيل أهدافا للحوثيين داخل اليمن، بعضها في صنعاء، كما بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع 2024، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للحوثيين باليمن.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. الزوارق الإسرائيلية تقصف المناطق الغربية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • الجريدة الرسمية تنشر قرار اعتماد مخطط مشروع «جامعة العاصمة الدولية»
  • الوكيل العامري يستعرض تدخلات منظمة الهجرة الدولية في وادي حضرموت والصحراء
  • قوى الأمن الفلسطيني: القصف الإسرائيلي على جنين مخطط له مسبقا لإفشال جهودنا لحفظ الأمن
  • قوات صنعاء تستهدف “وزارة دفاعِ” الاحتلال الإسرائيليِّ في تل أبيب بصاروخ “فلسطين 2”
  • هجرة العقول: هل يمكننا أن نأخذ العقول المبدعة إلى الخارج دون أن نفقدها؟
  • الحوثيون يعلنون قصف مقر وزارة الأمن الإسرائيلية
  • الحوثيون يستهدفون وزارة الدفاع الإسرائيلية بـ”فلسطين 2″
  • الحوثيون يستهدفون وزارة الدفاع الإسرائيلية بـ"فلسطين 2"
  • الهجرة إلى كندا 2025.. الأوراق المطلوبة والشروط