ما الذي اختلف بين سورية ولبنان في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
يمانيون../
تشهد سورية اليوم عدواناً “إسرائيلياً” برياً وجوياً واسعاً، وذلك بالتوازي مع توليف عملية تغيير جذري وواسع للسلطة، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وحيث لم يتخط هذا العدوان الأسبوعين حتى الآن، لا يبدو أنه سوف يتوقف أو ينحسر أو حتى ينحصر قريباً.
عملياً، ودون أي شكل من أشكال المقاومة أو الدفاع او التصدي، نجحت وحدات العدو في تحقيق مروحة واسعة من الإنجازات الميدانية والعسكرية والاستراتيجية، تمثلت في النقاط الآتية:
– احتلال مساحات واسعة من الجنوب السوري ضمن ما كان محرراً من الجولان السوري، كما واستطاعت الاقتراب من دمشق ومن المعبر الرئيسي مع لبنان في المصنع، مع بدء إطلاق عملية توسع شرقاً نحو وادي اليرموك ومناطق في درعا، وفعلياً أيضاً، لا يبدو أن جغرافية منطقة السويداء جنوب شرق سورية، ستكون بمنأى عن هذا التوسع.
– تدمير (تقريباً) كل قدرات الجيش السوري وعلى المستويات والإمكانيات والأسلحة والمنشآت كافة، ووضعه في موقع ضعيف دون أية قدرة لا أمنية ولا عسكرية، وبعيد جداً عن موقع الجيش الذي كان من بين الأوائل في المنطقة، تسليحاً وعديداً وعقيدة ونفوذاً.
– انتزعت “إسرائيل” من خلال هذا العدوان موقعاً إستراتيجياً مهماً، من خلاله، أصبحت قادرة على فرض نسبة تأثير ضخمة في أي سيناريو إقليمي أو دولي يمكن أن تُستهدف فيه سيادة سورية ووحدة أراضيها وموقفها من القضية الفلسطينية ومن مشاريع التطبيع مع كيان الاحتلال.
هذا لناحية نتائج العدوان “الإسرائيلي” على سورية، أما لناحية العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، فيمكن الإضاءة على النقاط الآتية:
يمكن القول، إن العدوان “الإسرائيلي” على لبنان قد انتهى مبدئياً مع استمرار بعض الخروقات المتمثلة باعتداءات جوية ومدفعية موضعية، وباحتلال بعض المناطق الحدودية. ويرتبط الانتهاء من كل هذه الخروقات وانسحاب العدو من المناطق المحتلة، واكتمال مسار تطبيق اتفاق تنفيذ القرار ١٧٠١ بانتشار الجيش اللبناني وتنفيذه الخطة الأمنية موضوع القرار المذكور.
عملياً، في سورية تخطت “إسرائيل” اتفاقية فض الاشتباك بينها وبين سورية عام ١٩٧٤، والتي حصلت برعاية مجلس الأمن بعد توقف الحرب عام ١٩٧٣، ونجحت في سورية، وفي فترة وجيزة، بتحقيق ما ذكر أعلاه ميدانياً وعسكرياً وإستراتيجياً، بينما في لبنان، وبعد عدوان واسع استمر لأكثر من خمسة عشر شهراً، أقصى ما تحقق هو التزام الطرفين (اللبناني والإسرائيلي) بتطبيق القرار ١٧٠١، والذي كانت “إسرائيل” قد امتنعت عن تطبيقه منذ صدوره حتى اليوم، والأهم أنها فشلت في تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها لعدوانها، المعلنة منها وأهمها إنهاء المقاومة وإعادة المستوطنين والأمان إلى شمال فلسطين المحتلة، وغير المعلنة منها، وأهمها السيطرة على منطقة جغرافية عازلة، مماثلة للمنطقة العازلة التي احتلتها مؤخراً في الجنوب السوري.
من هنا، وفي ظل هذا الفارق الفاضح بين ما حققته “إسرائيل” في سورية بمدة وجيزة، وبين الهزيل مما حققته في لبنان بمدة طويلة، يبقى الفاصل الأساس هو ثبات رجال حزب الله في الميدان، ويبقى لصمود المقاومة في المواجهات المباشرة وعلى مسافة صفر، وللدماء الذكية التي نزفت بين أحياء وحارات ومنازل البلدات الحدودية المعروفة، التأثير الأكبر والحاسم في تحقيق انتصار صارخ بوجه عدو قادر وغادر، يحمل في فكره إستراتيجية تاريخية دينية، مشبعة بالأطماع وبأهداف التوسع والاحتلال.
العهد الاخباري ـ الكاتب : شارل أبي نادر
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
هل تنخرط ابوظبي في العدوان على اليمن من “البوابة الصومالية” (صور جوية)
الجديد برس|
كشفت صور جوية حديثة عن قيام الإمارات بنشر رادارات إسرائيلية متعددة المهام من طراز “ELM-2084 3D AESA” في “إقليم بونتلاند” الصومالي، قبالة السواحل اليمنية.
وأظهرت الصور التي تداولتها وسائل إعلام، اليوم الاثنين، نشر الأنظمة الإسرائيلية بالقرب من قاعدة “بوصاصو” الجوية التي تشرف عليها الإمارات، وسط اتهامات للأخيرة بتسيير رحلات عسكرية مشبوهة إلى أرض الصومال خلال الأشهر الماضية.
وتساءل مراقبون عن توقيت هذا التحرك الاماراتي وهل ستضحي ابوظبي بسلامة أراضيها من الصواريخ اليمنية إرضاء لامريكا وإسرائيل.
وتسعى الإمارات بواسطة نشر أنظمة الرادارات الاسرائيلية للمراقبة والإنذار المبكر بهدف رصد وتتبع الصواريخ الباليستية والطيران المسير للقوات اليمنية التي تطلقها باتجاه الكيان الصهيوني وسفنه في البحر الأحمر وخليج عدن، في إطار عمليات الدعم والإسناد التي تنفذها اليمن دعما لأبناء غزة.
وتكفلت الامارات بتأسيس قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني ونشر التكنولوجيا العسكرية الدفاعية لها في أرض الصومال منتصف العام 2024م، للحد من العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن نظام “ELM-2084” من إنتاج شركة “إلتا الإسرائيلية”، التابعة لمجموعة “IAI”، وتستخدم على نطاق واسع في أنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة القبة الحديدية.
واستطاعت أبوظبي خلال السنوات الماضية أقناع السلطات المحلية في “أرض الصومال” بضرورة تأسيس القاعدة العسكرية لإسرائيل مقابل العمل مع الكيان على الاعتراف رسميا بدولة ما يسمى “أرض الصومال”، لضمان التواجد العسكري الإسرائيلي المطل على مضيق باب المندب وخليج عدن.
ويتزامن الكشف عن نشر الردارات الإسرائيلية في “أرض الصومال” مع ادعاءات جديدة اطلقها الرئيس الأمريكي ترامب السبت الماضي، بـ” التحذير من تغلغل الحوثيين” في الصومال، مشيرا إلى أنه منح القوات الأمريكية حرية التصرف لمواجهة التهديدات في الصومال، في إشارة تكشف عن وجود توجهات أمريكية لتوسيع رقعة المواجهات في الشرق الأوسط.