دعوةٌ للابتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان..
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
دعوةٌ للابتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان..
د. بشير إدريس محمدزين
* الأزمات التي تجتاح الناس في هذه الدنيا، يفرِّجُها الله عنهم بأدواتٍ وتداخلاتٍ مختلفة. فالحرب مثلاً هي صراعاتٌ مسلحة بالقوة المادية وبالغلبة الغالبة، وهذه الأدوات هي المفروض أن (تحسمها) بنظرِ الناس، ولكن عندما تتدخل الإرادةُ الربانية تنهار هذه القوة المادية وتنهارُ حساباتُها بشكلٍ مدهش وعجيب، وتقف عاجزةً ومعطلة كما حدث في العراق سابقاً وفي سوريا قبل أسبوع، وهنا تتبدَّى عجائبُ أدواتِ الله المدهشة.
* أزمةُ الحرب التي نحن فيها الآن تصارعت فيها الخصوم بالقوةِ المادية، وما تزال تتصارع، وكلا الفريقين يعتقدان أنهما سيحسمانها بقوتيهما الماديتين، ولقد تضرر من صراعهما هذا المدنيون الأبرياء أشدّ الضرر، ولم يستطع أيٌّ من الفريقين حتى الآن سحق الآخر وإزاحته من وجه الأرض كما يظن ويدّعي، وكلما استمر القتال وزادت ضراوته، كلما استمر موتُ وتقتيل الأبرياء، حتى أصبح عددُ الموتى الأبرياء الآن يفوق أعداد المتقاتلين من الطرفين بأضعاف عديدة! وحتى الآن، فلقد عجزت كل وساطةٍ عن إيقاف أصوات البنادق!.
* مولانا نصر الدين مفرّح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف لأول حكومةٍ انتقالية بعد الثورة يطلق الآن مبادرةً من نوع آخر لوقف الحرب، المفروض أنها مبادرةُ المؤمنين الصادقين الأولى ودأبهم السالك كلما حزَبهم أمرٌ أو كرب كالحرب الجارية في بلادِنا.
* أطلق مولانا نصر الدين مبادرته لنا جميعاً، لكل المؤمنين في السودان، وفي خارجه، وللأصدقاء ممن يحبون السودان، وتربطهم علاقةُ المحبة والصداقة والسلام والخير بأهل السودان. وهذه الدعوة هي كذلك لجميع الديانات، ولكل المِلل، ممن لهم إيمان بالسماء، أن يتضرعوا إلى الله تعالى بنيةِ إسبال السلام على شعب السودان المحروم فيتصدقون في يومٍ واحد، ويبتهلون ويصومون نهار الخميس القادم 19 ديسمبر، بنيةِ التفريج والسلام لوطننا السودان، وهذا اليوم هو الذي يصادف عشيةَ إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في العام 1956م، وهو كذلك اليوم الذي يصادف انطلاق أولى شرارات الثورةِ السودانية ضد طاغية الإنقاذ في 2018م..
* وبالفعل فإننا لم يتبق أمامنا الكثير من الأدوات غير سلاح الدعاء والتبتل والتوبة إلى الله، وهو من أقوى الأسلحة وأمضاها وأسرعها، واللهُ يحب عباده المتبتلين المُخبتين الخاضعين المقرِّين بضعفهم، ونفاد حيلتِهم وإخباتِهم إليه..
* إننا ندعو مع مولانا نصر الدين مفرّح أن نتجمّع كلُّنا صائمين تلك العشية في مساجدنا ودورِنا ومنتدياتنا، بل حتى في بيوتنا مع أُسرِنا وجيراننا، ونفطِر جماعةً، بعد أن نصوم النهارَ كله، ونتصدق ما شاء الله لنا أن نتصدق، وبخاصةٍ لأهلنا الذين اعتصرتهم المسغبة، وأودى بهم الجوع والبرد والهوان على الناس في الملاجئ البعيدة..
* إن الصدقات والصوم والابتهال إلى الله هي بالضبط مثل الدعواتِ الصالحات الصادقات، يكفِّر اللهُ بهن الذنوب، ويتوب على عباده، ويستجيب لدعواتهم، ويكشفُ الضُّرّ عنهم..
إنها دعوةٌ صادقة، وسهلة التنفيذ، ويمكن للواحد منا أن يصوم في ذلك اليوم بهذه النية، ويبتهل، ويدعو، ويتصدق حتى ولو على أهلِ بيته، فإنَّ في الصدقةِ على أهل البيت من الأجر أكثر مما فيها على غيرهم من الصدقات..
وعسى الله أن يفرّج كربنا وينفّس ضائقتنا وتتوقف هذه الحرب ببركة الدعاء والتبتل والصوم والابتهال..
الوسومالحرب الحكومة الانتقالية السودان العراق د. بشير إدريس محمدزين سوريا نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقافالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب الحكومة الانتقالية السودان العراق سوريا نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدین
إقرأ أيضاً:
كيف استطاع الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي كسرَ حاجز الخوف من أمريكا؟
يمانيون../
استطاع الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- من خلال مشروعه القرآني كسرَ حاجز الخوف والصمت من أمريكا.
وأعاد -رحمه الله- للأُمَّـة الأمل في النصر، والطموح في التغيير، والشعور بضعف العدوّ، والإحساس بقوة الإيمَـان، وجسّد القرآن عملًا وسلوكًا، وقدمه كثقافة تمثل الحل الوحيد للأُمَّـة، لبنائها وتطورها، وقوتها في مواجهة أعدائها.
وفي هذا الشأن يقول أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك عبد الملك محمد عيسى: إن “الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – استطاع كسر حاجز الخوف من أمريكا من خلال إحياء الثقة بالله، والإيمان بالوعد والوعيد الإلهي وهي مفاهيم محورية ركز عليها في ملازم “في هدى القرآن”، وقدم رؤية قرآنية متكاملة تعالج الخوف كحالة نفسية تفرضها قوى الاستكبار، وعمل على ترسيخ منهجية تعتمد على العقيدة الصُّلبة، في مواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية، فبدأ بترسيخ الثقة بالله كقوة عليا فوق كُـلّ القوى”.
ويضيف عيسى أن “الشهيد القائد أكّـد أن منطلق الثقة بالله هو مفتاح التحرّر من الخوف الذي تسعى أمريكا والكيان الإسرائيلي إلى زرعه في قلوب المسلمين”، موضحًا أن “الإيمان الحقيقي بوعد الله ونصره يمكّن الإنسان من تجاوز الخوف من أية قوة مادية؛ إذ إن الله هو القادر على تغيير موازين القوى لصالح المستضعفين”.
وعن تحرير الإنسان من الخوف، يؤكّـد عيسى، أن “الشهيد القائد ركّز على تحرير الإنسان من الخوف بالمبادرة في المواجهة، حَيثُ وضح أنه بمُجَـرّد التصدي والمواجهة ضد الظلم والاستكبار العالمي، يعد خطوة في كسر حاجز الخوف، وأن الشجاعة المستمدة من الإيمان، تقود إلى النصر”، موضحًا أن “القعود والانتظار هو ما يجعل العدوّ أكثر قدرة على التحكم في الشعوب”.
ويتابع حديثه بالقول: “الوعي القرآني بمفهوم العداء للأُمَّـة الإسلامية ضروري للمواجهة؛ لأَنَّ الخوف من أمريكا والغرب ينبع من ضعف الوعي القرآني وفهم طبيعة الصراع بين الحق والباطل”، موضحًا أن أمريكا “تمثل أنموذجًا للطغيان الحديث مثل فرعون وأنه لا يمكن مواجهتُها إلا بالإيمان الصادق المستمد من القرآن”.
ويتطرق الدكتور عيسى إلى الهيمنة الأمريكية، مؤكّـدًا أن الشهيد القائد “أظهر الهيمنةَ الأمريكية كقوة وهمية من خلال تحليل الواقع”، لافتًا إلى أن أمريكا تعتمد في سيطرتها “على الحرب النفسية والإعلامية وليس على القوة المطلقة، حَيثُ تزرع الخوف والرهبة في قلوب الشعوب؛ بهَدفِ إخضاعهم دون مقاومة فعلية، ولهذا ركز الشهيد على أن القوة الحقيقية تكمن في التمسك بالمبادئ القرآنية والثقة بالله، والعمل على إحياء ثقافة الجهاد والتصدي للطغيان وتحمل المسؤولية”.
الجهاد كموقف شامل:
وبحسب أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك الدكتور عبدالملك محمد عيسى، فَــإنَّ الشهيد القائد – رضوان الله عليه – عمل من خلال ملازمه على “إعادة مفهوم الجهاد إلى الواجهة ليس فقط كمواجهة عسكرية ولكن كموقف شامل يتضمن مقاومةَ الاستعمار بكل السبل (الثقافية، الاقتصادية، والسياسية… وغيرها) “، مذكرًا بأهميّة الصبر والتضحية في سبيل مواجهة الظلم.
ويشير إلى أن “الشهيد القائد عمل على تقديم أمريكا كعدوٍّ رئيس للأُمَّـة الإسلامية، وأظهرها بوضوح أن أمريكا ليست مُجَـرّد دولة عادية، بل هي رأس الاستكبار العالمي، والشيطان الأكبر الذي يقود حروبًا ضد الإسلام والمسلمين عبر أدواتها المختلفة، مثل “إسرائيل” والأنظمة العميلة، محذرًا من خطر التطبيع والاستسلام لها، فأطلق الشعار القرآني كسلاح نفسي وسياسي وإيمَـاني شعار [الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ”إسرائيل”، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام] كوسيلة لكسر حاجز الخوف وتحفيز الأُمَّــة على التصدي المباشر لأعدائها دون رهبة أَو تردّد”، معتبرًا أن “الشعار ليس مُجَـرّد كلمات بل هو موقف عملي يعبّر عن رفض الاستكبار”.
الصرخة ثورةٌ أرعبت أمريكا:
ولأن الشهيدَ القائدَ عرف اللهَ حقَّ معرفته من خلال التدبر العميق في القرآن الكريم وفي السيرة النبوية الصحيحة، يقول الكاتب والإعلامي سند الصيادي: إن “الشهيد القائد – رضوان الله عليه – عاش في ذاته عظمةَ الإيمَـان بالله وَعظمة التمسك به، وكيف أن جبابرةَ العالم وطواغيته يتضاءلون ويتلاشون في ترغيبهم وترهيبهم أمام هذا الإيمَـان والمعرفة الحقة بالله، وَمن خلال هذا الإيمَـان انطلق الشهيد القائد يحاضر الناس من حوله، ويشاركهم هذا الوعي، وَيعيد في أذهانهم رسمَ القيمة العظيمة للدين الإسلامي التي أسقطها دعاة التدين من علماء السوء وعلماء المنفعة”.
ويضيف: “لقد استلهم الشهيدُ القائد تلك الدوافعَ من وحي المسيرة المحمدية، واستطاع الرسولُ الأعظمُ كقائد والقرآن كمنهج، أن يصنعا أُمَّـةً كانت في هامش التاريخ الإنساني قبل أن تتمكّن من أن تهزم الممالك العظيمة وتتوسع في أقطار الأرض بفعل هذا التأثير العظيم للمنهجية الالهية في نفوس من يعتنقها ويفهمها ويبلغ بها أكمل الإيمَـان”.
ويؤكّـد الصيادي في حديثه أن “الشهيد القائد تحَرّك من قناعات ودوافع إيمَـانية صادقة، غير آبهٍ بالمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها، وفوارق العدة والعتاد التي يتسلح بها أعداؤه، وكان يرى في أمريكا مُجَـرّد قشة أمام هذا المشروع العظيم، وكان يراهن أن بإمْكَان الأُمَّــة هزيمتها إذَا ما امتلكت الإيمَـان كسلاح وتحَرّكت عمليًّا لتوفر كُـلّ أسباب التدخل والإسناد الالهي لها في المواجهة”.
ويرى الصيادي في منهجية الشهيد القائد يكونُ “الموتُ في سبيل الله نصرًا عظيمًا، وانتصارًا للنفس البشرية في أن تظفر بحياة الخلود، وانتصارًا للمجتمع والأمة في أن يجني ثمار تلك التضحيات، وانحسارًا لمشاريع الأعداء، وهم يرون أُمَّـة مستعدة لأن تفنى دون مبادئها”.
وفي ختام حديثه يؤكّـد الصيادي أن “الشهيد القائد شخّص طواغيت هذا الزمن وأحسن التصويب إليهم بأسمائهم، وكان شعار الصرخة بمثابة ثورة أرعبت أمريكا، وهي لا تزال في مهدها، فما بالنا ونحن اليوم نرى الصرخة وقد أثمرت وشكلت هزائمَ متلاحقة لأمريكا و”إسرائيل”، وأفرزت تحولاتٍ جيوسياسية ملموسةً تبشّر بالمزيد من الدعم والإسناد الالهي، وبصوابيه المنهج وقادته الإعلام”.
المسيرة: عباس القاعدي