محاكمة نتنياهو.. بين تجاوز الأزمة القضائية أو السجن
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
يمانيون../
أدلى رئيس وزراء الكيان “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بأقواله أمام المحكمة في تل أبيب، يوم 10-12-2024، لأول مرة خلال محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة في قضايا فساد. تعد المحاكمة سابقة في تاريخ “إسرائيل” بمثول رئيس وزرائها أمام القضاء خلال ولايته ولتتحول إلى محطة حاسمة وجدل في الداخل “الإسرائيلي”.
يواجه رئيس الوزراء في منصبه اتهامات جنائية تطال ثلاث قضايا، بتهم تشمل جريمة رشوة واحدة وثلاث جرائم احتيال وخيانة أمانة، يُزعم أنه ارتكبها أثناء وجوده في السلطة، وعن موقفه اتجاه المحاكمة قال “٨ سنوات وأنا أنتظر هذه اللحظة سأقول الحقيقة كما أتذكرها قرأت المواد الخاصة بالمحاكمة.. إنها سخيفة أنا أدير دولة وحرب وجيش على سبع جبهات وفي نفس الوقت أذهب للمحاكمة، من غير المعتاد الإدلاء بشهادتي 3 مرات في الأسبوع. هذه ليست حياة جيدة، فأنا أعمل من 17 إلى 18 ساعة يومياً”. حاول نتنياهو استغلال الحرب كذريعة للتهرب من المحاكمة أو تأجيلها، لكن محاولاته لم تلقي أي نتيجة، فالمحكمة أظهرت إصراراً على استكمال الإجراءات القانونية رغم حالة الحرب التي تعيشها “إسرائيل”.
تشمل جرائم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة لائحة من 333 شاهد ادعاء، بما في ذلك وزراء سابقون وحاليون ورجال أعمال ومديرين وأعضاء في مكتب رئيس الوزراء السابق وصحفيين. ووفقا للرأي الذي قدمه جهاز الأمن العام الشاباك إلى المحكمة ولأسباب أمنية، تجري جلسات المحاكمة في غرفة تحت الأرض في تل أبيب وليس في القدس، وفي قاعة محصنة تُستَخدم عادة لمحاكمة كبار المجرمين الجنائيين، بسبب تمتعها بمواصفات أمنية غير موجودة في بقية المحاكم. وستُعقد جلسات عدة أسبوعياً في إطار هذه القضية على أن تستمر لأشهر، وقالت القناة الـ12 “الإسرائيلية” إن نتنياهو سيدلي بإفادته 3 مرات في الأسبوع، وعلى مدى 6 ساعات في اليوم، بعد أن رفض القضاة طلبه الإدلاء بإفادته مرتين فقط أسبوعياً.
تثير محاكمة رئيس الوزراء جدلاً واسعاً، حيث تأتي في سياق استثنائي يمر به الكيان، يتداخل فيه الصراع الداخلي “الإسرائيلي” المتفاقم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع تداعيات حروب خارجية على عدة جبهات. ويعتبر التنبؤ بمآلات محاكمة نتنياهو أمراً صعباً، فمسار القضية يعتمد على عدة عوامل متغيرة، كالأدلة التي ستُقدَّم للمحكمة، وقوة الدفاع، واستراتيجية فريق محامي رئيس الوزراء.
حتى أن تفاصيل القضية ما زالت غير واضحة بالكامل للرأي العام، مما يجعل معرفة نتيجتها أمر بالغ الصعوبة والتعقيد بالإضافة إلى أنها تتضمن قضايا شائكة، تشمل شهادات شهود وتداخل فيها أطراف متعددة، وعلى الرغم مما سبق، من الممكن ألا تترك محاكمته تأثيرات على سير الحرب في غزة، أو الجبهات الأخرى الإقليمية، أو سياساته في قيادة الحرب. ولا يزال نتنياهو في مرحلة المحاكمة ولم يُدان بعد، ومن المحتمل أن يبقى في منصبه ويواصل تنفيذ خطته دون أن يتأثر بالقضايا الجنائية المرفوعة ضده.
لكن سيناريوهات محاكمة رئيس الحكومة تحمل عدة احتمالات أخرى مفتوحة، والسيناريو الأرجح هو إدانته في بعض التهم الموجهة إليه، والتي تشمل الرشوة، وخيانة الأمانة، والاحتيال. وقد تؤدي إلى سجن الرئيس لفترة قصيرة نظراً أن التهم الموجه شديدة الثقل في إسرائيل.
كمثال عن جلسات المحاكمة التي يخضع لها نتنياهو هذه الأسابيع، مثُلَ اليوم الاثنين، رئيس الوزراء “الإسرائيلي” أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، وقالت الهيئة إن إفادة نتنياهو اليوم تركز على الملف الذي يُتهم فيه بتقديم تسهيلات تنظيمية لشركة “بيزك” للاتصالات التي يملكها شاؤول ألوفيتش، مقابل تغطية إيجابية له ولعائلته في موقع “واللا” الإخباري التابع للشركة. وقال نتنياهو للقضاة إن أفراد عائلته “لم يكونوا متورطين على الإطلاق، ولم يعرفوا. إنهم أناس مستقلون”. ورغم إقرار نتنياهو سابقاً بأن زوجته أجرت اتصالات دون علمه، لكنه قال للقضاة: “لم تكن زوجتي متورطة… وأجرت الاتصال دون علمي”.
بدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة حتى الآن، وهو يُنكرها مدعياً أنها “حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به”. ما يجري حالياً فصل من صراع طويل بين نتنياهو والجهاز القضائي الإسرائيلي، ومع استمرار المحاكمة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن رئيس الوزراء من تجاوز هذه الأزمة، أم أن القضاء “الإسرائيلي” سيضع حداً لمسيرته السياسية أو يرميه في السجن؟
الخنادق الاخباري ـ الكاتب : شارل أبي نادر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
تأجيل محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالبدرشين لجلسة 1 فبراير المقبل
قررت الدائرة الأولى إرهاب، المنعقدة ببدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، اليوم، تأجيل محاكمة متهم لاتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية في القضية رقم 20600 لسنة 2023 جنايات البدرشين، لجلسة 1 فبراير المقبل، للاطلاع.
كشفت التحقيقات انضمام المتهم لجماعة إرهابية تهدف لاستخدام العنف والتهديد والترويع في الداخل بغرض الاخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحة للخطر وإيذاء الأفراد وإلقاء الرعب بينهم وتعريض حياة الناس للخطر، الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة.
وحدد قانون مكافحة الإرهاب فى المادة 12 عقوبة إنشاء أو إدارة جماعة إرهابية، ومتى تصل هذه الجريمة الإعدام، ونصت على "يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو إدار جماعة إرهابية، أو تولى زعامة أو قيادة فيها.
ويُعاقب بالسجن المشدد كل من انضم إلى جماعة إرهابية أو شارك فيها بأية صورة مع علمه بأغراضها، وتكون العقوبة السجن المشدد الذي لا تقل مدته عن عشر سنوات إذا تلقى الجاني تدريبات عسكرية أو أمنية أو تقنية لدى الجماعة الإرهابية لتحقيق أغراضها، أو كان الجاني من أفراد القوات المسلحة أو الشرطة، كما يُعاقب بالسجن المؤبد كل من أكره شخصًا أو حمله على الانضمام إلى الجماعة الإرهابية، أو منعه من الانفصال عنه
مشاركة