مرغم: الصخيراتيون باعوا الثورة وحولوا البلاد إلى صفر لصالح حفتر وعقيلة
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
ليبيا – مرغم: الاعتراف الدولي عديم القيمة والصخيراتيون باعوا الثورة وحولوا البلاد إلى صفر
طرابلس – وصف محمد مرغم، عضو المؤتمر العام السابق منذ عام 2012 وعضو جماعة الإخوان المسلمين، أن الثورة السورية تمتلك قوة صلبة موحدة ومنظمة تحت قيادة واحدة، مما يمنحها تفوقًا واضحًا مقارنة بالثورة الليبية، التي يرى أنها عانت من التشرذم وسوء التنظيم.
في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“، قال مرغم:
“القوة الصلبة التي أسقطت النظام في سوريا منظمة وموحدة، فلا يسهل اختراقها أو تشويهها كما حدث مع كتائب ثوار ليبيا، وهذا ما يجعلني متفائلًا بمستقبل سوريا الثورة والدولة.”
وانتقد مرغم بشدة اتفاق الصخيرات، متهمًا من وصفهم بـ”الصخيراتيين” ببيع الثورة الليبية لمعسكر عقيلة صالح وخليفة حفتر. وأضاف:
“الاعتراف الدولي الذي سوغ به الصخيراتيون بيع الثورة والبلاد لمعسكر عقيلة وحفتر، أثبتت الثورة السورية أن قيمته صفر على الشمال. النتيجة أن جماعة الصخيرات باعوا البلاد مقابل صفر، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.”
ورأى مرغم أن الفرق الجوهري بين الثورتين يكمن في وجود قيادة موحدة للثوار في سوريا، بخلاف ما حدث في ليبيا، حيث قال:
“ما حدث في ليبيا مع كتائب الثوار كان تشويهًا وتفتيتًا، بينما الثورة السورية بقيت موحدة تحت قيادة واحدة يصعب اختراقها أو تشويهها.”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
السودان.. وآفاق المستقبل نحو دولة موحدة ومستقرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الخرطوم في الأيام القليلة الماضية تحولات جذرية في مسار الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. نجح الجيش في استعادة السيطرة على مواقع استراتيجية كانت تمثل معاقل رئيسية لميليشيا الدعم السريع، وعلى رأسها القصر الجمهوري ومقر البنك المركزي، إضافة إلى فرض نفوذه على كافة الجسور التي تربط أجزاء العاصمة. هذه التطورات العسكرية اللافتة دفعت بالمراقبين إلى التساؤل هل يعني ذلك النهاية الحتمية لميليشيا الدعم السريع، أم أن ما يحدث ليس سوى جولة جديدة في صراع طويل الأمد؟ وما هو المتوقع من حميدتي وجماعته في ظل هذه الهزائم المتلاحقة؟
لا شك أن استعادة الجيش السوداني لهذه المواقع المهمة تعد تحولًا استراتيجيًا كبيرًا، فهي ليست مجرد انتصارات تكتيكية، بل تعكس استعادة زمام المبادرة والقدرة على حسم المعركة ميدانيًا، وذلك لأن فرض السيطرة على الجسور يعني قطع خطوط الإمداد الحيوية التي كانت تستغلها قوات الدعم السريع لإعادة التمركز والمناورة، أما استعادة القصر الجمهوري والبنك المركزي، فهي ضربة قاصمة لرمزية القوة التي كانت تدّعيها تلك الميليشيا، مما يضعف موقفها على المستويين العسكري والسياسي.
ورغم ذلك، لا يمكن الجزم بأن ميليشيا الدعم السريع قد هُزمت بشكل كامل، وبالنظر إلى طبيعة هذه القوات التي تعتمد على تكتيكات حرب العصابات والعمليات الخاطفة، فإنها قد تلجأ إلى إعادة تموضعها في مناطق أخرى، أو حتى تصعيد عملياتها بشكل غير تقليدي لتعويض خسائرها، وهذا يقودنا إلى التساؤل حول الخطوة القادمة لحميدتي وجماعته.. هل سيستمرون في المواجهة المباشرة، أم يبحثون عن مخرج آخر هل يلجأون إلى الهروب أم يعيدون ترتيب صفوفهم؟
في ظل هذه الهزائم، تبدو خيارات "الدعم السريع" محدودة، المواجهة المباشرة تبدو خيارًا محفوفًا بالمخاطر، خاصةً بعد فقدانهم لمواقع استراتيجية حاسمة، مما قد يدفعهم إلى البحث عن بدائل أخرى، أحد السيناريوهات المحتملة هو انسحاب بعض عناصرهم إلى الولايات الحدودية، حيث يمكنهم إعادة تنظيم صفوفهم والاستفادة من التضاريس الجغرافية لشن عمليات جديدة.
إلى جانب ذلك، هناك احتمال آخر يتمثل في محاولة اللجوء إلى دول مجاورة لإعادة ترتيب أوضاعهم، غير أن هذا السيناريو يواجه تحديات كبيرة، إذ تدرك دول الجوار أن استقبال هذه القوات قد يجرها إلى صراعات إقليمية لا ترغب فيها، كما أن الجيش السوداني سيعمل بكل قوة على منع أي محاولات لإعادة تجميع الدعم السريع خارج الحدود، من هنا يصبح السؤال الأهم كيف يمكن للجيش السوداني أن يحافظ على هذه الانتصارات ويمنع أي انتكاسة محتملة؟
الحفاظ على هذه الانتصارات يتطلب استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على الجوانب العسكرية، بل تمتد لتشمل الأبعاد الأمنية والسياسية. فمن الناحية العسكرية، ينبغي على الجيش تأمين المواقع المحررة وتعزيز انتشاره في المناطق الاستراتيجية، مع فرض رقابة صارمة على الحدود لمنع أي محاولة تسلل أو إعادة تسليح لقوات الدعم السريع، كما أن توجيه ضربات استباقية لمخابئهم المحتملة سيحدّ من قدرتهم على إعادة التنظيم أو تنفيذ عمليات انتقامية.
أما من الناحية السياسية، فإن استقرار السودان يتطلب معالجة الأسباب العميقة التي أدت إلى اندلاع هذا الصراع في المقام الأول، وذلك من خلال تعزيز مؤسسات الدولة، وتقديم رؤية وطنية تضمن انخراط كافة القوى في مسار سياسي جامع، بعيدًا عن منطق الميليشيات والتناحر المسلح، ومن المعروف أن المعركة الحقيقية ليست فقط ضد قوات الدعم السريع، بل ضد الفوضى وعدم الاستقرار، وهو ما يفرض على القيادة السودانية العمل على بناء دولة قوية تتجاوز منطق القوة العسكرية وحده.
انتصار الجيش السوداني يجعلنا ندقق النظر أيضًا إلى التأثير الإقليمي لهذه الانتصارات، خاصة فيما يتعلق بمصر، التي تتابع الوضع عن كثب، ونرى انعكاسات انتصار الجيش السوداني على استقرار مصر لأنه لا يمكن فصل المشهد السوداني عن تأثيره الإقليمي، فاستقرار السودان يعد عنصرًا أساسيًا في استقرار الأمن القومي المصري، الموقع الجغرافي المشترك يؤكد ذلك، والعلاقات التاريخية العميقة بين البلدين، تجعل من أي اضطراب في السودان قضية ذات أولوية لمصر، إذ قد يؤدي أي انهيار أمني إلى تدفق موجات من اللاجئين، ويفتح المجال أمام أنشطة تهريب السلاح، بل وقد يُهيئ بيئة خصبة لنشاط الجماعات الإرهابية.
لذلك نرى أن انتصار الجيش السوداني يحمل رسالة طمأنة لمصر، إذ يعني استعادة الدولة السودانية لسيادتها على أراضيها، وهو ما يعزز من استقرار الحدود الجنوبية لمصر، ويفتح المجال لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، كما أن القضاء على الفصائل المسلحة في السودان يحدّ من أي تهديدات أمنية محتملة، ويعيد التوازن إلى منطقة لطالما كانت محور تنافس وصراع.
وبالإجمال، يمكن القول إن السودان على أعتاب مرحلة جديدة، وأن ما يحدث اليوم هناك ليس مجرد معركة عسكرية، بل هو صراع على مستقبل الدولة نفسها، فإن كانت هذه الانتصارات بداية النهاية لقوات الدعم السريع، فإنها أيضًا تمثل بداية مسؤولية جديدة على الجيش السوداني، الذي يجب أن يدرك أن النصر العسكري وحده لا يكفي لتحقيق الاستقرار، بل لا بد من رؤية سياسية شاملة تعيد للسودان مكانته، وتنقذه من دوامة الصراعات المسلحة.
والأمل معقود على أن تكون هذه الانتصارات العسكرية بداية لعهد جديد، يستعيد فيه السودان عافيته السياسية والاقتصادية، ويصبح ركيزة للاستقرار الإقليمي، خاصة لمصر، التي ستظل داعمة لأي خطوة تعيد للسودان دوره الطبيعي كدولة موحدة ومستقرة.