صحيفة البلاد:
2025-03-24@23:20:50 GMT

دورة الخليج.. إرث رياضي عريق امتد للعالمية

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

دورة الخليج.. إرث رياضي عريق امتد للعالمية

منذ انطلاقها في عام 1970م، والآن نستشرف إطلالة خليجي (26) التي ستدور رحاها بالكويت بعد أيام قلائل. كانت دورة الخليج العربي لكرة القدم أكثر من مجرد بطولة رياضية، فهي حدث يحمل في طياته روح الوحدة الخليجية، ومناسبة تجتمع فيها الشعوب تحت مظلة التنافس الشريف، والأهم من ذلك أنها ساهمت بشكل كبير في صقل المواهب، ورفع مستوى الكرة الخليجية وصولاً إلى العالمية.


تأسست دورة الخليج العربي لكرة القدم بفكرة من الأمير خالد الفيصل، وكانت نسختها الأولى في البحرين بمشاركة أربعة منتخبات،هي: السعودية، والبحرين، والكويت، وقطر. وقد شكلت هذه البطولة في ذلك الوقت فرصة للتعريف بمستوى كرة القدم في المنطقة، وتعزيز التعاون الرياضي بين دول الخليج، لتتحول فيما بعد إلى واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية على مستوى الإقليم.
ما يميز هذه الدورة أنها لم تكن مجرد بطولة تنافسية، بل منصة لتبادل الخبرات، وبناء الأسس الرياضية التي ساهمت في تطوير الكرة الخليجية. فالمنتخبات المشاركة لم تكن تسعى فقط لرفع الكأس، بل لتعزيز مكانتها، والاستفادة من التفاعل الرياضي لتحقيق طموحات أكبر. ولا يمكن إنكار الدور الذي لعبته دورة الخليج في رفع مستوى كرة القدم في المنطقة، من خلال المشاركة المنتظمة في البطولة، ووجدت المنتخبات الخليجية فرصة لتطوير مستوياتها التكتيكية والبدنية، ما انعكس إيجابيًا على مشاركاتها في البطولات القارية والعالمية، فعلى الصعيد الآسيوي، ساهمت الدورة في إعداد منتخبات مثل الكويت، التي أصبحت أول دولة خليجية تفوز بكأس آسيا عام 1980، وهو إنجاز تاريخي يعكس تأثير هذه البطولة في تجهيز الفرق للمنافسات الكبرى. كما ساعدت منتخبات أخرى مثل السعودية، التي تمكنت من تحقيق ثلاثة ألقاب آسيوية (1984، 1988، 1996) والتأهل إلى كأس العالم ست مرات، في اكتساب الخبرات وتطوير اللاعبين.
أما قطر، فاستفادت من التنافس الخليجي في بناء فريق وطني قادر على تحقيق الإنجازات، مثل الفوز بكأس آسيا2019، و 2024 واستضافة كأس العالم 2022. كل هذه النجاحات بدأت بفضل التحديات التي واجهتها المنتخبات في دورات الخليج، حيث كانت كل بطولة محطة لإعادة تقييم الأداء واستكشاف المواهب الجديدة. والأكيد أن دورة الخليج ليست فقط بطولة منتخبات، بل هي أيضًا مسرح لإبراز النجوم؛ فمنذ انطلاقها، قدمت الدورة أسماء لامعة في سماء كرة القدم الخليجية والعربية، مثل جاسم يعقوب، وماجد عبدالله، وعدنان الطلياني، ويوسف الثنيان، وصالح النعيمة، الذين تركوا بصماتهم على المستويات الإقليمية والعالمية.
ولم يقتصر دورها على اللاعبين فقط، بل أسهمت أيضًا في بروز مدربين محليين ودوليين نجحوا في قيادة منتخبات الخليج إلى النجاحات، ومن خلال التنافس الدائم وتبادل الخبرات، أصبحت دورة الخليج بيئة خصبة لتطوير الكوادر التدريبية وتوسيع دائرة المعرفة الكروية، واللافت أن تنافس أبناء الخليج كان بحضور كوادر عربية وأجنبية من خلال تواجد المدربين والحكام الدين يقودون المنافسات، علاوة على تأثيرها الرياضي تحمل دورة الخليج بُعدًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا. فهي ليست مجرد بطولة رياضية، بل منصة لتعزيز الهوية الخليجية المشتركة من خلال التقاء الجماهير في الملاعب، وإقامة الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة، تحولت إلى مهرجان رياضي اجتماعي يُعزز من روابط الأخوة والصداقة بين شعوب المنطقة.
إن النجاح الذي حققته المنتخبات الخليجية على المستوى القاري والعالمي يعكس حجم الاستفادة من التنافس في دورة الخليج. فقد كانت المدرسة الأولى التي تعلمت فيها الفرق والمنتخبات كيفية التعامل مع ضغط المباريات، والعمل بروح الفريق، والاستعداد للبطولات الكبرى. اليوم.. ومع تطور كرة القدم الخليجية؛ بفضل الاحتراف والبنية التحتية المتقدمة، حيث وصل اللاعب الخليجي للدوريات العالمية، تظل دورة الخليج جزءًا أساسيًا من هذا التطور، فهي ليست فقط إرثًا رياضيًا نفتخر به، بل قاعدة صلبة تستند عليها المنتخبات لتحقيق طموحاتها العالمية، كما هو الحال مع السعودية وقطر والإمارات، التي أصبحت من الأسماء اللامعة في كرة القدم الدولية، ومع استمرار تنظيم دورة الخليج، يبقى تحدي الاستفادة من إرثها العريق؛ لتعزيز كرة القدم الخليجية ودفعها نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وهذا يتطلب الاستثمار في المواهب الشابة، والبنية التحتية الرياضية المتطورة، وتعزيز التنافسية من أجل أن تظل هذه البطولة رافدًا رئيسًا لكرة القدم الخليجية والعالمية، واللافت أن جميع المنتخبات الخليجية حققت اللقب باستثناء اليمن، ويبقى النصيب الأكبر للكويت بعشرة منجزات، والعراق بأربعة ألقاب، والسعودية بثلاث بطولات، وقطر مثلها، والإمارات وعمان مرتين، والبحرين بطولة وحيدة.
وتبقى دورة الخليج شهادة حية على أن الرياضة ليست فقط تنافسًا، بل وسيلة لتحقيق الوحدة والتنمية. إنها الحلم الذي بدأ في 1970 وما زال ينبض بالطموح والإبداع؛ لتظل دورة الخليج رمزًا للفخر الخليجي ومنارة للنجاح الرياضي، ويتعين أن نرتقي بهذه البطولة من خلال التناول الإعلامي، والمساهمة في نهوض الكرة الخليجية من خلال الطرح الهادف.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان منتخبات الخلیج دورة الخلیج هذه البطولة من خلال

إقرأ أيضاً:

أمسيات رمضان في سوق أبي الفداء بحماة تجسيد حي لتراث عريق

حماة-سانا

ما إن يحل المساء خلال شهر رمضان المبارك في مدينة حماة حتى تبدأ حكايةٌ أخرى في سوق أبي الفداء (الباشورة)، حيث تتحول أزقته العتيقة إلى فضاءٍ يجمع بين عبادةٍ وبهجة، وتراثٍ ومعاصر، ويتدفق الأصدقاء والعائلات إلى أروقة السوق، الذي يبدو كسفينةٍ مُضيئة تُبحر في بحرٍ من الفرح الرمضاني، حاملةً معها عبق التاريخ.

ويصف الشاب يوسف برازي من أهالي المدينة شارع أبي الفداء بأنه واحد من أجمل الأحياء في المدينة القديمة، فهو نسيج من الطراز العمراني التاريخي المحفوف بالبساتين والأشجار وضفاف نهر العاصي.

وكما في كل عام، لا تكتمل أجواء السوق إلا بوجود المتاجر التراثية التي تتراص كلوحة فنية مضيئة، تضج بألوان الكركم والزعفران والهيل مع روائح القهوة العربية المُحمصة حديثاً، إضافة إلى أزقة الحلويات الرمضانية، التي تتحول إلى نقطة جذب بامتياز، فهي تعرض أطباق الكنافة بحرفيتها الحموية المميزة، إلى جانب القطايف المُحشوة بالجوز أو القشطة، والتي يُعد تحضيرها أمام الزبون فناً بحد ذاته.

ويقول عبد الله محمد من أهالي حي الباشورة:

لا تكتفي أروقة السوق بتفاصيلها المادية، بل تنسج ذكرياتٍ تلامس القلب، فبين الأزقة الضيقة، تُعلَّق الفوانيس النحاسية المصنوعة يدوياً والتي لا يزال الحمويون يحتفون بها كرمزٍ للشهر الفضيل، كما تنتشر ورشات حرفية صغيرة لصناعة السجاد التقليدي والأدوات النحاسية، كشاهدٍ على إرث صناعي عريق، وفي زوايا المقاهي يجتمع الشباب حول رواة الحكايات الذين يسردون قصص “أبو زيد الهلالي”، و”عنتر بن شداد”، مُحافظين على تقليدٍ شعبي يكاد يندثر.

ويضيف محمد: تمتد أجواء السوق إلى ما بعد منتصف الليل، حيث يصبح مكانا للقاءات العائلية والسهرات الرمضانية في مقاهي الهواء الطلق التي تقدم المشروبات التقليدية، كالتمر الهندي والكركديه والشاي والعصائر الرمضانية.

ويقول الحاج “أبو محمد” أحد أقدم باعة الفوانيس الرمضانية في السوق: “هنا نعيش رمضان كما عشناه منذ سبعين عاما، الروائح والأصوات نفسها، وبسطات الأكلات السريعة “كخُفاقة اللوز” أو “الفول السوداني” الساخن، وحتى الزبائن الذين ورثوا زيارة السوق عن آبائهم”.

بينما تضيف الشابة لمى إحدى زائرات السوق: “رغم تطور المدينة، يبقى السوق خزانا لروح حماة.. كأن الزمان توقف هنا ليذكرنا بجمال البساطة”، ولا تغيب روح التكافل عن المشهد الرمضاني في حماة، إذ تُنظم مبادرات لإفطار الصائمين أو توزيع السلال الغذائية على الأسر المحتاجة، في تعاونٍ تلقائي يُجسّد قيم الشهر الفضيل.

ويظل سوق أبي الفداء بحماة شاهداً حياً على أن رمضان ليس شهراً للروحانيات فحسب، بل هو احتفاءٌ بالهوية والذاكرة الجمعية، فما بين أضوائه الذهبية وروائحه الفواحة، يكتب كل ليلة فصل جديد من سردية المدينة التي ترفض أن تفارق جذورها، حتى وإن اكتست بحُلة الحداثة.

مقالات مشابهة

  • 128 بطولة رمضانية في رابطة الهواة لكرة القدم
  • الزمالك راحة من تدريبات اليوم
  • الزمالك يبدأ غدا الاستعداد لمواجهة سيراميكا كليوباترا بنصف نهائي كأس مصر
  • ناقد رياضي: منتخب مصر اقترب من المونديال بنسبة 60%
  • 15 لاعباً يمثلون «ألعاب القوى» في «الشاطئية الخليجية»
  • بيسيرو يمنح لاعبي الزمالك راحة من التدريبات 24 ساعة
  • الثلاثاء .. اختتام بطولة الملتقى الصيفي الرمضاني لموهوبي كرة القدم
  • منصور بن محمد يكرم شركاء ورعاة «دورة ند الشبا»
  • أمسيات رمضان في سوق أبي الفداء بحماة تجسيد حي لتراث عريق
  • نجاح كبير للنسخة 12 من دورة ند الشبا الرياضية