استخدمت فرنسا طائرات وسفنًا عسكرية لإيصال عمال الإنقاذ والإمدادات إلى جزيرة مايوت في المحيط الهندي، بعد أن ضربها إعصار "تشيدو"، الذي يُعد الأسوأ منذ نحو قرن. وتشير التقديرات إلى احتمال مقتل مئات أو ربما آلاف الأشخاص، بينما تستمر جهود البحث عن الضحايا.

اعلان

وذكرت قناة "مايوت لا بريميير" التلفزيونية أن العدد الرسمي للقتلى بلغ 20 شخصًا، لكن وزيرة الصحة الفرنسية جينفييف داريوسيك حذرت من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير "نظرًا لحجم الكارثة".

في غضون ذلك، أعلن مستشفى محلي في مايوت أن 9 أشخاص في حالة حرجة، بينما أُصيب 246 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة.  ووصف الصليب الأحمر الفرنسي الدمار الذي أحدثه الإعصار بأنه "يفوق التصور"، موضحًا أن تحديد العدد الدقيق للضحايا لا يزال صعبًا، اذ يواصل رجال الإنقاذ البحث عن جثث تحت الأنقاض. 

وقال محافظ مايوت، فرانسوا كزافييه بيوفيل، في تصريحات لمحطة محلية، إن أعداد القتلى قد تكون كبيرة، وأضاف قائلا: "أعتقد أن هناك عدة مئات من القتلى، وربما نقترب من الألف".

جنود فرنسيون يقومون بعمليات تنظيف في مايوت، 15 ديسمبر 2024.APدمار شامل وآثار إنسانية خطيرة

ضرب إعصار "تشيدو" جزيرة مايوت يوم السبت برياح عاتية تجاوزت سرعتها 220 كيلومترًا في الساعة، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية. وأدى الإعصار إلى اقتلاع الأشجار، وانقلاب القوارب وغرقها، وانقطاع الكهرباء في عدة مناطق.

كما تضررت الأحياء الفقيرة بشكل بالغ، حيث سُوّيت بالأرض أحياء بأكملها مكوّنة من أكواخ معدنية وخشبية، مما تسبب في تشريد آلاف الأشخاص. وحذّر غاي تايلور، كبير مسؤولي المناصرة والاتصالات في منظمة "اليونيسف" في موزمبيق، من تداعيات الإعصار على المدى الطويل.

كما أشار إلى احتمال انقطاع تعليم الأطفال لفترات طويلة، وتعطل الحصول على الرعاية الصحية، إلى جانب خطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والملاريا.

عمليات إنقاذ وتنظيف شاملة

في غضون ذلك، بدأت فرق الإنقاذ عمليات التنظيف بعد يوم الإعصار، وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وكالة الحماية المدنية الفرنسية جهود فرق الإنقاذ والقوات المسلحة لإزالة الحطام والأشجار المتناثرة من الشوارع.

وأرسلت فرنسا أكثر من 1600 شرطي ودركي إلى الجزيرة "لمساعدة السكان ومنع أعمال النهب المحتملة"، وفقًا لبيان وزارة الداخلية الفرنسية. كما تم إرسال أكثر من 100 من رجال الإنقاذ والإطفاء من فرنسا وإقليم ريونيون المجاور، إلى جانب تعزيزات إضافية قوامها 140 شخصًا يوم الأحد. 

جنود فرنسيون يقومون بتحميل مواد الإغاثة لجزيرة مايوت على متن طائرة في أورليانز، 14 ديسمبر 2024.Laure-Anne Maucorps/AP

وفي إطار الاستجابة العاجلة، تم شحن أكثر من 20 طنًا من الإمدادات، بما في ذلك مياه الشرب ومستلزمات النظافة ودلاء لغلي المياه، من إقليم ريونيون الفرنسي، لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المتضررين. 

ومع استمرار عمليات البحث عن المفقودين، تواصل السلطات الفرنسية تقييم الأضرار ووضع خطة استجابة شاملة لدعم الجزيرة المتضررة، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن التداعيات الإنسانية والصحية المحتملة على المدى الطويل.

المصادر الإضافية • AP, EBU

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مايوت تشهد أسوأ إعصار منذ 90 عامًا مع تحذيرات من ارتفاع عدد القتلى وزارة الداخلية الفرنسية: مقتل 11 شخصاً على الأقل في جزيرة مايوت بعد إعصار "شيدو" العفو الدولية: صربيا تتجسس على هواتف الصحفيين والنشطاء باستخدام تقنية إسرائيلية اليونسيف الصليب الأحمرالمحيط الهنديفرنساإعصارتغير المناخاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب بيومها الـ437: قتلى في غزة ولبنان وقصف على سوريا وكاتس يعلن عن جهوزية الجيش لضرب إيران يعرض الآن Next المستشار سولتش يفشل في الحصول على ثقة البرلمان.. والألمان يستعدون لانتخابات مبكرة يعرض الآن Next مشاورات لتشكيل حكومة فرنسية جديدة.. رئيس الوزراء المكلف فرانسوا بايرو يتحرك تحت ضغط ميزانية 2025 يعرض الآن Next تقرير: ربع سكان إسرائيل يعيشون الفقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي يعرض الآن Next مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدضحاياإسرائيلهيئة تحرير الشام قطاع غزةروسيادونالد ترامبداعشإعصارعيد الميلادقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام قطاع غزة سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام قطاع غزة اليونسيف الصليب الأحمر المحيط الهندي فرنسا إعصار تغير المناخ سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام قطاع غزة روسيا دونالد ترامب داعش إعصار عيد الميلاد قصف یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

عندما تكون النجاة أسوأ من الموت.. كيف عاش الغزّيون سنة تحت الأنقاض؟

نشرت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية، مقالًا، للصحفي محمد مهاوش، يسلّط فيه الضوء على تجربته المريرة إثر قصف منزل عائلته في غزة من طائرات الاحتلال الإسرائيلي في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023، واصفاً لحظات الرعب التي عاشها عند الانفجار الذي دمر منزله.

وقال الكاتب، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه: ظل محاصراً تحت الأنقاض مع زوجته وطفله، وعانى من آلام بدنية ونفسية شديدة لا زالت مستمرة رغم مرور أكثر من سنة على الحادثة.

وتابع أنه: في حوالي الساعة 7:30 من صباح يوم 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كان صدى خطوات ابنه الصغيرة تتردّد في الرّدهة بينما كان يرتشف كوب الشاي؛ حيث قرر العودة للمنزل في الليلة السابقة، بعد أسبوع من العمل، بعيدًا عن المنزل، وكان يحاول أن يضفي شعورًا بالهدوء بعيدًا عن الفوضى والرعب التي في الخارج، لكن الأمر لم يدم طويلًا.

كان الصوت لا يشبه أي شيء سمعه الكاتب من قبل، انفجار ممزّق ومدوٍ أدى إلى انهيار كل شيء في أجزاء من الثانية؛ لم ير تصدّع السقف أو انهيار الجدران، ولكنه شعر فقط بالوزن الساحق المفاجئ فوقه، لم يكن الأمر أشبه بالسقوط، بل كان أشبه بالاختناق في الأرض، انكمش جسده تحت الحطام، كانت ذراعاه عالقتان وساقاه محاصرتان، وأضلاعه تتحطّم تحت الحواف الحادة.

حاول الكاتب أن يصرخ، لكن صرخته خرجت على شكل حشرجة، شهقة مختنقة مثيرة للشفقة ابتلعها الظلام، احترق صدره من الجهد الذي بذله، لكنه صرخ مرة أخرى مناديًا زوجته وابنه البالغ من العمر سنتين ووالده.

نادى على ابنه: "رفيق!"، وظن لوهلة أنه سمع صوته الخافت الصغير يخترق الظلام: "بابا"، واختلطت مشاعر الارتياح والرعب في صدره. لقد كان ابنه حيًا، لكنه في مكان ما بعيدًا عنه، مدفونًا مثله في الأعماق.

فقد الشعور بالوقت في ضباب من الألم والإرهاق، وامتدت الدقائق إلى ساعات، وتضاءل الهواء، واستقر الغبار في رئتيه، أراد أن يبكي ويصرخ ويشق طريقه لابنه، لكن جسده كان محبوسًا في حالة سكون مؤلمة.

كانت هناك ضوضاء خافتة في مكان ما في الأعلى، صخور تتفتّت وأصوات مكتومة، ربما كان رجال الإنقاذ أو الجيران الذين يحاولون إنقاذهم، كان كل صوت يجلب الأمل واليأس بنفس القدر؛ ماذا لو وصلوا بعد فوات الأوان؟ ماذا لو لم يصلوا على الإطلاق؟.


تسابقت إلى ذهنه صور رهيبة: جسد ابنه الصغير المسحوق تحت الركام، وزوجته المحاصرة وحدها، وكلهم منسيون تحت الأنقاض، ثم غاب عن الوعي.

يروي الكاتب أنه عندما تمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليه أخيرًا، كان الضوء ساطعًا يعمي الأبصار، ويخترق الظلام الذي كان مدفونًا فيه لساعات، امتدت إليه الأيدي، وشعر بالأنقاض تتساقط عن جسده كطبقات من الجلد، وكان الألم مبرحًا.

كان أول ما رآه الكاتب هو وجه ابنه، كانت عيناه الواسعتان المليئتان بالدموع تنظران إلى وجه أبيه برعب لم يره من قبل، وكان جسده الصغير مغطى بالغبار، وشعره مغطى بالعرق والأوساخ، لم يكن يبكي بعد الآن؛ فقد كان خائفًا جدًا ويتألم لدرجة أنه لم يكن قادرًا على فعل ذلك.

أراد الكاتب أن يضمه بين ذراعيه حتى لا يشعر أي منهم بالخوف مرة أخرى، لكنه لم يستطع؛ فقد انهارت ذراعاه وساقاه وجسده بأكمله.

حمل المنقذون الطفل ووضعوه بين ذراعي أبيه، الذي شعر بقلبه الصغير يتسارع كقلب طائر محاصر؛ وهمس باسمه محاولًا طمأنته: "بابا هنا"، رغم أن صوته خرج منكسرًا.

لم يكن الكاتب حاضرًا بكامل وعيه في تلك اللحظة، كان جزء منه لا يزال تحت الأنقاض، يختنق في ذلك الظلام اللامتناهي.

نظر الكاتب حوله بحثًا عن زوجته، كان رجال الإنقاذ يحملونها ووجهها ملطخ بالدماء، كانت على قيد الحياة، لكن عيناها كانتا تحدقان دون أن ترمش في المنزل الذي كان يضم ضحكاتهم ونقاشاتهم وخططهم المستقبلية، ولم يبق منه الآن سوى خرسانة محطمة وفولاذ معوج، كانت تبحث عن نفس الشيء الذي كان يبحث عنه الكاتب: الشعور بالأمان.

رفض الكاتب الذهاب حتى يتأكد أنهم وجدوا الجميع، جلس لساعات على الأرض، غير قادر على الحركة، يراقبهم وهم يحفرون بين الأنقاض، ويستخرجون جثثًا هامدة وألعابًا ملطخة بالدماء وقطع أثاث ممزقة، وكأن كل قطعة وجدوها كانت قطعة أخرى يتم انتزاعها منه.


نُقل الكاتب للمستشفى في النهاية، إذ يتذكر همسات الأطباء ووجوههم المتجهمة وهم يعدّدون الكسور، والنزيف الداخلي، والكدمات التي ستستغرق شهورًا حتى تختفي، لكن الضرر الحقيقي لم يكن شيئًا يمكنهم رؤيته أو علاجه.

عانى الكاتب في الأيام التي تلت ذلك ليتحدث ويأكل وينام، وفي كل مرة كان يغمض عينيه، كان يعود إلى تحت الأنقاض، ويختنق بالغبار، ويسمع صرخات ابنه الخافتة، وتوقف عن الكلام تمامًا، ليس لأنه لا يملك الكلمات، ولكن لأنها لم تعد تكفي لاستيعاب ما يشعر به، فكيف تصف شعورك وأنت تشاهد كل ما تحبه يتحول إلى رماد؟.

بعد مرور سنة، غادر الكاتب الآن غزة إلى القاهرة، بعيدًا عن القنابل، لكنه لا زال يسمع صوت الانفجار في أحلامه، وما زال يستيقظ وهو يتصبّب عرقًا، ويحاول التأكد من أن ابني يتنفس بجانبه. لقد شُفيت معظم الندوب الجسدية، لكن الندوب العاطفية لا تزال حية كما كانت يوم حدوثها، يخبره الناس أنه يجب أن يكون ممتنًا، وهو ممتن بالفعل، لكن النجاة ليست كالحياة.

لقد نجا الكاتب وأسرته في ذلك الصباح، لكن العديد من أفراد عائلته الممتدة الذين لجأوا إليهم، وجيرانه الذين عاشوا في شارعه لعقود، والمارة الذين تصادف وجودهم بالقرب من الانفجار: جميعهم سحقهم الانفجار، وتم انتشال جثثهم من تحت الأنقاض بعد ساعات بلا حياة، وأسماؤهم ووجوههم وأصواتهم لا تفارق الكاتب كل يوم، إنهم معه في كل زاوية من عقله.

لم يعد الكاتب يعيش في بيئة مشوّهة بسبب الحرب، لكنه لا زال عالقًا في أنقاض ذلك الصباح، الهواء أنقى، والشوارع أهدأ، لكنه ما زال يستيقظ وهو يلهث كما لو أنه تحت الأنقاض، لا يرتجف الناس حوله من الأصوات العالية، لكنه يرتجف، ومع ذلك يبدو البقاء هنا وكأنه عذاب من نوع خاص؛ حيث تتفقد الأخبار كل صباح، خائفًا من رؤية وجوه مألوفة أو قراءة أسماء مألوفة.


وختم الكاتب مقاله بأن يوم 7 كانون الأول/ ديسمبر الماضي صادف مرور سنة على قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله، لكنّها ذكرى جُرح لا يزال ينزف في كل مرة يتذكر فيها ذلك الصباح. 

واستطرد المقال، يتوقع العالم من الفلسطينيين أن يمضوا قدمًا، وأن يعيدوا البناء، لكنه لا يفهم أن بعض الأشياء لا يمكن إعادة بنائها، وأن بعض الخسائر كبيرة جدًا، وبعض الآلام عميقة جدًا.

مقالات مشابهة

  • الحرب دمرت المباني.. كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار غزة؟
  • عندما تكون النجاة أسوأ من الموت.. كيف عاش الغزّيون سنة تحت الأنقاض؟
  • رجال الإطفاء في كاليفورنيا يواجهون تهديد الأعاصير النارية
  • حمص تنهض من بين الأنقاض.. جهود مجتمعية تبعث الأمل من جديد
  • رجال الإطفاء في كاليفورنيا يواجهون "الأعاصير النارية"
  • سكتوا على كل انتهاكات الجنجويد ثم تصارخوا حول تفلتات فردية لمجموعات منكوبة
  • بايدن يعلن ولاية كاليفورنيا منطقة منكوبة بسبب الحرائق المدمرة
  • بايدن يعلن كاليفورنيا منطقة منكوبة ويخصص مساعدات للمتضررين من حرائق الغابات
  • كوريا الشمالية تطلق صاروخا تجاه بحر اليابان.. «نظام جديد يفوق سرعة الصوت»
  • بتكلفة 932 مليون دولار.. رئيس وزراء الهند يفتتح نفقاً في إقليم كشمير المتنازع عليه