أمجد توفيق : لا توجد شخصية في أي من رواياتي تتطابق مع ملامحي حرفيا
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
ديسمبر 16, 2024آخر تحديث: ديسمبر 16, 2024
حامد شهاب
أكد الكاتب والروائي أمجد توفيق أنه في كل الأعمال التي كتبها كروايات يجد نفسه موزعا بين الشخصيات جميعها ، فلا توجد شخصية تتطابق مع ملامح أمجد توفيق حرفيا، ولكنها موجودة في شخصيات حتى ما هو متناقض منها.. بمعنى في لحظة الكتابة قد تكون شخصيات متصارعة وغريبة ومتناقضة وذات ميزات متنوعة.
وأوضح في حواره الشيق مع مقدم برنامج (وتد) الاعلامي عمر السراي من قناة العراقية الفضائية أنه في لحظة الكتابة يجد نفسه متماهيا تماما مع هذه الشخصيات، مشيرا الى أن هناك الكثير ما في أمجد توفيق من مشاعره ومن طريقة تصرفه وحتى الجزئي منه موزع على الجميع ..فلا توجد شخصية معينة من الممكن أن أسميها الشخصية الفلانية هي شخصية أمجد توفيق تحديدا.
وأشار الروائي أمجد توفيق الى أن القاريء أو الناقد هو حر بالوصول الى الدلالات المنسجمة مع طريقة تفكيره أو منهجه ولكني كما قلت وأؤكد من جديد .. نعم هناك الكثير من شخصيتي في روايتي (الحيوان وانا) وهي موزعة على شخصيات وحتى الشخصيات النسائية وطريقة التفكير والحوار وفي لحظة ما أجد نفسي فيها ايضا.
ولفت الى أنه في لحظة الكتابة عادة ما يحاول الكاتب أن يستحضر جوهر الشخصية بطريقة تفكيرها،سواء أكانت تفكر بطريقة علمية صحيحة او ربما في لحظة جنون او لحظة عاطفية معينة.. فالمهم ان يتوفر الرأي أن تكون الشخصية مقنعة للقاريء ، ومن المؤكد أن الكاتب جزء من هذا المجتمع يؤثر ويتاثر..وبالتالي لا استطيع ان أبريء أمجد توفيق من اي من تلك الشخصيات.
وعن رأيه بكاتبات روائيات ظهرن على الساحة الادبية قال أنا أعلنها منذ البداية ودون تحفظ انا أميل الى المرأة.. وأنا اعتقد أننا مجتمع ذكوري يمنح الكثير من الحقوق لنفسه ويمنعها عن المرأة.. فالمساحة المتوفرة للمرأة هي غير المساحة المتوفرة للرجل وبالتالي هذا أدعى الى التعاطف.. فالتعاطف مع المرأة في لحظة إنكسارها في لحظة تحديها في لحظة ابداعها وفي كل اللحظات..أنا أجد نفسي متعاطفا مع المرأة حتى في لحظة خطأها .
وعن تاثره بالقصص التي كانت تروى في زمن الطفولة قال الكاتب أمجد توفيق ” أنا كنت متاثرا بالحكايات التي كانت ترويها والدتي ، وهذه الحكايات والقصص بشكلها القديم كانت قضية معروفة مثلما كانت يروي قصص الحكواتي عنتر بن شداد وسيف بن ذي يزن من ألف ليلة وليلة في المقاهي..المهم في هذه القضية هي المتعة حين توفر هذه القصص علاقة ناجحة بين من يروي القصة وبين المستمع.
وعن علاقة القصص والروايات بالقصور والإنياء أشار الروائي أمجد توفيق الى أن كتاب سقوط الحضارة لأوسفاك شبينغر كان كتابا كان قد صنف كأفضل كتاب يتحدث عن القصور مشيرا الى أن القصور كانت الأساس في حفظ التراث الفني..فاللوحة التي كانت نجدها في المتاحف كانت القصور قد حافظت عليها وهكذا بالنسبة للموسيقى والغناء والفنون الاخرى.,ومظاهر الغني في القصور ساعدت في الحفاظ عليها بطريقة مقصودة او غير مقصودة.
وعن تجربة المرأة في الرواية قال أنها تجربة قد تكون ذهنية إجتماعية للقراءة والمشاهدة لعدم توفر ظروف مثلما للرجل دون أن تكون لها تجربة حية ان تنتصر على هذا الواقع واذا كانت تنافس الرجل فهي تستحق تصفيقا كما ان طبيعة الروايات التي قدمتها النسوة المبدعات كانت تحقق هذا الغرض وهي تستحق الإشادة.
وعما تحققه الرواية للمتلقي قال إن الرواية تمنحنا رؤية الاشياء بطريقة جديدة ربما من شأنها أن تزيد المساحة لنراها في واقعنا وتزيد مساحة العالم لرؤية جديدة.. هذا ماتوفره الرواية الجيدة عندما يكون الروائي واعيا لعمله مدركا لأهمية بناء الشخصية من ناحية الحوار والوصف الخ ..وأهم ما يمكن أن توفره الرواية هو الفكر الذي يمكن أن نستنجه من الموقف النهائي للرواية.. فقوة التحليل النفسي في رواية الجريمة والعقاب لدستوفسكي هو من أجبر قيصر روسيا على إعادة النظر بعقوبة الاعدام.. هذه طاقة فكرية يمكنها أن تتغلغل وتكون قادرة على أن تترجم الى فعل يلمسه الاخرون.
وعن أهمية التفاصيل في الرواية أوضح الكاتب والروائي أمجد توفيق أنه يتفق مع وجهة النظر بان التفاصيل هي المهمة.. فمن الممكن أن توحي قصة جميلة بطريقة سيئة وتقتل جوانبها الايجابية ومن تفاصيل صغيرة متجانسة تقود الى عمل جميل.. التفاصيل أترجمها بالاخلاص بشكل التناول الجديد..فعندما تكون صادقة بطريقة عالية تماما تكون كلماتك مؤثرة وعندما تفتقد الصدق أو نفتعل هذا الجانب أعتقد أن المتلقي من الذكاء قد لايعرف الحقائق كما هي ولكن يستطيع أن يحزها.
وعن طبيعة كتابة الشعر عن الرواية أوضح الروائي أمجد توفيق أن طبيعة كتابة الشعر مختلفة عن الرواية.. فالرواية عمل شاق وممتع في نفس الوقت يحتاج الى مجموعة من الجلسات وربما يمتد العمل ببعض الروايات لسنوات وربما أشهر،ولكن ليس هناك رواية تنجز في شهر أو إسبوع او إسبوعين وإن توفرت هذه فتعد من الشواذ.. والرواية تحتاج أن أكون كروائي على موجة صافية دون أن أربك بقضية أفكر فيها أو بواجب علي أن أنجزه وبإرتباطات عائلية أو إرتباطات واجبات متاخرة هذه تربك طريقة التقكير.. فالمهم أن أكون على موجة صافية تماما وأتفرغ بحيث أن كل حرف وكل حواسي وطريقة تفكيري تنعكس على الرواية. فالرواية عالم ممتد وهناك شخصيات وهناك صراعات وينبغي في لحظة الكتابة أن أكون ملما بكل هذه التفاصيل وأكون كصندوق مقفل على هذا الجانب دون أن يكون هناك تشتت.. ربما الزمن يختلف وربما المكان يختلف أما طبيعة الشخصية هناك عمل لاينسجم مع طبيعة الشخصية وهناك شخصيات تجبرك على نمط معين من الحوار.
وعن إسلوب كتابة الرواية قال : المهم بالنسبة لي لأي رواية أن لا أجد نفسي مضطرا لتكرار ثيمة أو فكرة.. ينبغي أن تكون الرواية التي أقدمها مختلفة تماما..في روايتي ينال التي أصدرها إتحاد الأدباء والكتاب كانت تجربة جديدة تتعلق بتجربة شخصية تاجر سلاح تحاول أن تربطه بالمجتمع وطريقة تفكيره وكان همها أن تسقط الرؤى الجاهزة عن أي شيء في الحيوان وإنها تجربة مختلفة ..الانسان يبزغ نحو الطبيعة ومحاولة التفرغ لنفسه بعد اليأس من الحياة التي عاشها محاولة بناء تصالح مع الذات فيكتشف أن الحيوان هو أكثر صدقا وأكثر شجاعة ومتطابق مع نفسه أكثر من الانسان.. فالحيوان يظهر أنه بريء من كل تصرف يقوم به كونه صادقا على عكس الانسان الذي عليه أن يثبت برائته في كل وقت .
وعن علاقة الشعر ببيت النثر قال إن بيت الشعر قد يردده ملايين ولكن هذا لايتوفر لقصيدة النثر.. أنا لا أميل الى الرواية التاريخية فالروائي ليس مؤرخا..المورخ لديه شروط ممكن أن يستند على وثيقة يقارن يقاطع المعلومات أو أن يستند الى مصادر أما الروائي فغير مطالب بأي شيء..أحيانا قد تكون لمحاولة قراءة التاريخ من باب الاعتراض على الوقائع الاصلية أو عدم دقة الوقائع الاصلية وأحيانا قد تكون أشبه بعملية تشويه.
هكذا يعودنا الروائي والكاتب المبدع أمجد توفيق في أنه في كل حوار تلفزيوني يثير لنا رؤى وأنماطا مختلفة من أصول السرد والتفكير وحتى الخيال تتحول الى طرق تفكير للمستقبل ولمن يريد أن يولج عالم الرواية أن تكون لديه (خارطة طريق) يستطيع من خلالها كسر القواعد المألوفة في قواعد كتابة الرواية عدا بعض الجوانب الفنية أحيانا كونها أحد سياقات البناء الفني التي لايمكن الخروج عنها أو تغافل أهميتها ومن ثم يسرح خياله العذب لينتج لنا أدبا رفيعا..
ومن وجهة نظر كثير من الأدباء والكتاب وممن عرفه عن قرب وخبر أساليب كتابته لرواياته فإن الروائي والكاتب أمجد توفيق فإنه يبقى ينبوعا متدفقا من العطاء والإبداع والأصالة والتجدد لن يتوقف..وسيبقى دائما أن لديه الصدق والإخلاص في التناول هو الأساس لكي لايضطر الكاتب لإفتعال أحداث ومؤثرات قد تفشل عمله أكثر مما تحقق له النجاح.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: قد تکون أن تکون أنه فی الى أن
إقرأ أيضاً:
كولر يتمسك بضم بن رمضان.. وأكرم توفيق يطلب 12 مليون للتجديد للأهلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمسك السويسري مارسيل كولر المدير الفني للأهلي بضم لاعب خط الوسط الدولي التونسي محمد علي بن رمضان، لاعب فريق فرينكفاروزي المجري، خلال الفترة المقبلة لتدعيم خط الوسط بلاعب مميز بعد فشل الصفة في الصيف الماضي.
كما طلب مارسيل كولر بضم مهاجم أجنبي وجناح مميز في الفترة المقبلة لتدعيم الصفوف في الميركاتو الشتوي بعدما عاني الأهلي من غياب البديل المميز في عدد من المراكز مع بداية الموسم بعد تعرض أكثر من لاعب للإصابة على رأسهم وسام أبو علي.
في سياق مختلف، يعقد محمد رمضان المدير الرياضي للنادي الأهلي جلسة مع أكرم توفيق لاعب الفريق عقب عودة البعثة من قطر للتفاوض حول تجديد عقد اللاعب الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، وفي ظل تعثر مفاوضات التجديد في الفترة الماضية بعدما طلب أكرم توفيق رفع راتبه من 7 ملايين جنيه إلى 12 مليون جنيه في الموسم بالإضافة إلى حملة إعلانية أسوة بزملائه في الفريق إمام عاشور ومحمد مجدي أفشة ومروان عطية.
وكشفت مصادر داخل النادي الأهلي عن أن أكرم توفيق متمسك بالحصول على أعلى مقابل مادي للتجديد خاصة بعدما تلقى عرضا مغريا من نادي بيراميدز في الفترة الأخيرة، وسط أنباء عن تمرد اللاعب ورفضه التجديد إلا بالشروط التي وضعها.