القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

أنفقت السعوديّة ودول الخليج خلال عقد من الزمن عشرات ومئات المليارات من الدولارات لتدمير سورية، ونقل إليها الأتراك والأمريكيون الجماعات والعناصر التكفيرية من كافة دول العالم لإسقاط النظام السوري، إلا أنه صمد في وجه هذه المؤامرة الدولية، وتمكّنت سوريا بمساعدة الحلفاء من جُلِّ المحافظات السورية التي وصلت إليها هذه الجماعاتُ التكفيرية.

دفعت إيران وحزب الله أثمانًا باهظة في هذه الحرب الكونية، التي استمرت عشر سنوات تقريبًا، إلا أن النظامَ السوريَّ للأسف لم يستغل هذا النصر الذي تحقّق، ويثبت وجوده ووجود حلفائه على الأرض، ويعيد إعمار ما دمّـرته الحرب، وظن أنه في مأمنٍ من عودتها مجدّدًا.

بتخطيطٍ أمريكي وصهيوني مع النظام التركي، غيَّرت السعوديّة ودول الخليج طريقة تعاملها مع النظام السوري، وبدأ “ابن زايد وابن سلمان” يغازلان “بشار الأسد” باستضافته في الرياض وأبو ظبي، وفتح سفارتيهما في دمشق، وإعادة سورية إلى الجامعة العربية، وإقناعه بضرورة تخليه عن حلفائه، لإعادته إلى الحضن العربي، مقابل إعادة إعمار سوريا وفك الحصار المفروض عليها، وكذلك فعل النظام التركي عن طريق روسيا، وانخدع بهذه الوعود الكاذبة.

وقع الأسد في المصيدة، فبدأ يضايق حلفاءه الذين حافظوا على بقائه، ويقلص وجودهم في سوريا، فأخرج سفير صنعاء من السفارة اليمنية وسلّمها للأطراف الموالية للإمارات والسعوديّة، وزوّدهما بمعلوماتٍ دقيقة ومفصلة عن تواجد إيران وحزب الله وبعض القيادات الفلسطينية في سوريا ولبنان.

وحتى تعود سوريا إلى الحضن العربي وَكما كانت دولةً مدنية علمانية بعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية خالية من وجود محور المقاومة؛ قدمت السعوديّة والإمارات والأتراك المعلوماتِ التي وصلتها من المخابرات السورية عن تواجد إيران وحزب الله وبعضِ القيادات الفلسطينية في كافة المحافظات السورية للإدارة الأمريكية وحكومة الكيان اللتين تكفلتا بإخراج سوريا من محور المقاومة وإعادتها إلى الحضن العربي.

خلال العدوان “الصهيوأمريكي” على قطاع غزة ولبنان تلقت إيرانُ وحزبُ الله ضرباتٍ موجعةً في سوريا، كشفت ظهر الأسد وأظهرت عورته وقلّمت مخالبَه، وما أن توقف العدوان الصهيوني على لبنان حتى بدأ الإرهاب التركي الخليجي يجتاح المدن والبلدات السورية التي تساقطت كالفراش، واحدةً تلو الأُخرى حتى وصلت الجماعات المسلحة إلى العاصمة دمشق خلال أَيَّـام معدودة دون أن يطلق الجيش السوري طلقة واحدة لإيقاف هذا الاجتياح المدروس والمعد مسبقًا.

وجد الأسد نفسه وحيدًا في ميدان المعركة، وفريسة سهلة للحيوانات التركية والأمريكية، ولم يكن أمامه سوى اللجوء إلى الدب الروسي الذي أخذ نصيبَه من الكعكة، وأثبت حُسن نواياه للأمريكي في سوريا ليعوِّضَه عنها في أوكرانيا، وبذلك خسر الدبُّ والأسدُ وجودَهما في دمشق واللاذقية وغيرهما.

سقطت سوريا من الأحضان العربية إلى الأحضان الصهيونية والتركية، التي باتت اللاعب الوحيد فيها، والمستفيد الأول من تدميرها، وبات الأسد جثةً هامدةً في المتحف الروسي، والقطط والفئران تنبش ضريحَ والده، والعصابات الصهيونية على بُعد عشرين كم من دمشق العاصمة، وفي الختام الأسد استسلم للقطط، والعرب سلّموا سوريا لأيادٍ أمينةٍ تركية وصهيونية.

* أمين عام مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحضن العربی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تركيا تبدي استعدادها للمساهمة في بناء النظام المالي السوري الجديد

قال مدير المكتب المالي في الرئاسة التركية، غوكسال أشان، إن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم ومشاركة خبراتها لمساعدة سوريا في بناء نظامها المالي الجديد. مضيفا أن الحكومة السورية يمكنها الاستفادة من النموذج التركي في تطوير نظام مصرفي مفتوح ورقمي.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن اعتماد سوريا لنظام مالي مشابه للنموذج التركي في الخدمات المصرفية المفتوحة والرقمية يمكن أن يمكنها من تحقيق في غضون 3 إلى 5 سنوات ما قد يتطلب 20 عامًا باستخدام الوسائل التقليدية، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

وأوضح أن إنشاء هذا النموذج المصرفي يمكن أن يتم بتكاليف منخفضة واعتمادًا على موارد بشرية أقل، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الكفاءات السورية خارج البلاد حاليًا.

وأكد أشان أن تركيا قادرة على المساهمة في بناء النظام المالي السوري بما يتماشى مع توجيهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الرسوم الجمركية لن تؤثر علينا
وفي سياق آخر، قال أشان إنه لا يعتقد أن سياسة الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستكون لها تأثيرات كبيرة مباشرة على تركيا.


وأضاف المسؤول الحكومي أن هذه الرسوم ستؤثر بشكل أكبر على الصين والمكسيك وكندا، مشيرًا إلى أن تركيا لا تمتلك حصة كبيرة في سوق الحديد والصلب الذي تستهدفه الرسوم الأمريكية، ومع ذلك، أشار إلى أن امتداد هذه الرسوم إلى سلع أخرى قد يؤثر على الاقتصاد التركي.

وكان ترامب قد وقع في 10 شباط/ فبراير الجاري أمرين تنفيذيين بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات الصلب والألمنيوم، مؤكدًا أن هذه الرسوم ستطبق على جميع الدول دون استثناء.

مقالات مشابهة

  • شاهد: أحمد الشرع ممتطيا الحصان الأسود.. ظهور غير رسمي للرئيس السوري
  • مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تعليق عقوبات مفروضة على سوريا في هذه المجالات
  • أحمد حسون مفتي الأسد الذي لقبه الثوار بـمفتي البراميل
  • الأمن السوري يعتقل مجموعات متورطة في بيع السلاح لحزب الله
  • سوريا.. عدوان إسرائيلي على الجنوب و«حاخام» كبير يوجه رسالة لـ«يهود العالم» من دمشق
  • ماذا حلّ بأقدم كنيس يهودي في العالم؟
  • تركيا تبدي استعدادها للمساهمة في بناء النظام المالي السوري الجديد
  • مطار دمشق كما لم تعرفه من قبل
  • صادرات الحبوب التركية إلى سوريا تسجل 56 مليون دولار خلال يناير