فاطمة الزهراء قُدوة المرأة ومشعلُ نور في تاريخ الأُمَّــة
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
صفاء المتوكل
فاطمة الزهراء بنت رسول الله، سيدة نساء العالمين، جسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى، تربت على الإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، كانت -عليها السلام- تقوم بمسؤوليتها من دون كلل أَو تعب وعلى درجة عالية ومستوى رفيع من التواضع، كانت علاقتها بالله عابدة ناسكة تتورم قدماها من كثرة التهجد والمناجاة.
قدمت الزهراء مدرسة متكاملة للمرأة ونموذجًا راقيًا للنساء المؤمنات، كانت أمًا لأبيها، وزوجة صالحة، وأمًا عظيمة لأبنائها؛ فهي مدرسة ومعلِّمة تربى على يديها سيدا شباب الجنة الحسن والحسين -عليهما السلام- وجبل الصبر زينب، وكانت أنموذجاً في وعيها وإيمانها وحيائها وحشمتها وجهادها وصبرها وإحسانها وإيثارها، قدمت للمرأة القُدوة الحقيقية والنموذج الراقي.
كانت حياة الزهراء -عليها السلام- مليئة بالجهاد والصبر والاحتساب؛ فهي لم تتوان لحظة واحدة في نصرة الحق والوقوف بكل شموخ واعتزاز واقتدار مع أبيها وزوجها، فمسيرة حياتها الجهادية تحكي عن عظيم وعي وثقة راسخة بالله ومواقف لامرأة قوية تقف بوجه الأعداء كصخرة تتحطم معها كُـلّ المؤامرات.
الزهراء لقبت بأم أبيها وهي كنية تحمل دلالات عميقة تعكس علاقتها الوطيدة بوالدها وحنانها عليه ودورها المحوري في حياته، كانت حريصة على تلبية حاجاته ومواساته، كان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني).
ولدت في مكة المكرمة ونشأت في بيت النبوة محاطة بتعاليم الإسلام وقيمه السامية، كانت تجسيدًا للطهارة والعفة والصبر وارتبطت حياتها ارتباطاً وثيقًا بالدعوة الإسلامية.
نالت الزهراء أم أبيها بكمال إيمانها وأخلاقها مقامات عالية شهدت لها آيات قرآنية وأحاديث من والدها تحكي لنا ما كانت عليه من طهر وعفة وتقى وأنها قُدوة وأسوة لنساء العالمين، ويجب أن تكون منهجاً ترجع إليه كُـلّ امرأة مؤمنة كانت تهتم بروضة الشهداء وتزورهم وتصلحها وترممها، وفي ذلك: إحياء لقضية الجهاد وفضيلة الشهادة وتربية الأجيال على حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هي القُدوة التي نتعلم منها، سلام على روح النبوة وأم الأئمة.
لقد قدمت السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- مثالًا عظيمًا للمرأة المسلمة التي تجسد قيم الطهر الصبر، والتفاني في خدمة الحق من خلال سيرتها العطرة أظهرت كيف يمكن للمرأة أن تكون ركنًا أَسَاسيًّا في بناء المجتمع الإسلامي تحمل مسؤولياتها بكل عزم وإيمان، كانت قُدوة في العبادة والشجاعة والإصرار على العدالة وعاشت حياتها بكل تواضع وتضحية؛ مِن أجلِ المبادئ التي آمنت بها.
إن إرث السيدة فاطمة الزهراء يظل حيًّا في قلوب المسلمين، ومشعل نور يضيء الطريق للأجيال القادمة كما كانت الزهراء، فَــإنَّ كُـلّ امرأة مسلمة يمكن أن تكون صانعة للمستقبل، بل ومنارة تهتدي بها الأُمَّــة في طريقها نحو التقدم والعدالة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فاطمة الزهراء
إقرأ أيضاً:
مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
يمانيون../
أقيمت في عدد من مديريات محافظة المحويت أمس الأحد، فعاليات رمضانية في ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي الامسيات القيت كلمات أكدت أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام لاستلهام الدروس والعبر من تضحياته وسيرته وفضائله واخلاقه وتعزيز الارتباط بالحق والقرآن ومعرفة الطريق السوي والصراط المستقيم.
واستعرضت جانبا من سيرة الإمام علي -عليه السلام، ومواقفه مع الله ورسوله والإسلام، ومنزلته الكبيرة التي جعلت منه قرين القرآن وباب مدينة علم رسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
كما أكدت الكلمات حاجة الأمة إلى العودة الصادقة إلى قيم ومبادئ الدين الإسلامي والالتزام بتوجيهات الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتعزيز الولاء للإمام علي – عليه السلام، وأعلام الهدى.