صفاء المتوكل

فاطمة الزهراء بنت رسول الله، سيدة نساء العالمين، جسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى، تربت على الإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، كانت -عليها السلام- تقوم بمسؤوليتها من دون كلل أَو تعب وعلى درجة عالية ومستوى رفيع من التواضع، كانت علاقتها بالله عابدة ناسكة تتورم قدماها من كثرة التهجد والمناجاة.

قدمت الزهراء مدرسة متكاملة للمرأة ونموذجًا راقيًا للنساء المؤمنات، كانت أمًا لأبيها، وزوجة صالحة، وأمًا عظيمة لأبنائها؛ فهي مدرسة ومعلِّمة تربى على يديها سيدا شباب الجنة الحسن والحسين -عليهما السلام- وجبل الصبر زينب، وكانت أنموذجاً في وعيها وإيمانها وحيائها وحشمتها وجهادها وصبرها وإحسانها وإيثارها، قدمت للمرأة القُدوة الحقيقية والنموذج الراقي.

كانت حياة الزهراء -عليها السلام- مليئة بالجهاد والصبر والاحتساب؛ فهي لم تتوان لحظة واحدة في نصرة الحق والوقوف بكل شموخ واعتزاز واقتدار مع أبيها وزوجها، فمسيرة حياتها الجهادية تحكي عن عظيم وعي وثقة راسخة بالله ومواقف لامرأة قوية تقف بوجه الأعداء كصخرة تتحطم معها كُـلّ المؤامرات.

الزهراء لقبت بأم أبيها وهي كنية تحمل دلالات عميقة تعكس علاقتها الوطيدة بوالدها وحنانها عليه ودورها المحوري في حياته، كانت حريصة على تلبية حاجاته ومواساته، كان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني).

ولدت في مكة المكرمة ونشأت في بيت النبوة محاطة بتعاليم الإسلام وقيمه السامية، كانت تجسيدًا للطهارة والعفة والصبر وارتبطت حياتها ارتباطاً وثيقًا بالدعوة الإسلامية.

نالت الزهراء أم أبيها بكمال إيمانها وأخلاقها مقامات عالية شهدت لها آيات قرآنية وأحاديث من والدها تحكي لنا ما كانت عليه من طهر وعفة وتقى وأنها قُدوة وأسوة لنساء العالمين، ويجب أن تكون منهجاً ترجع إليه كُـلّ امرأة مؤمنة كانت تهتم بروضة الشهداء وتزورهم وتصلحها وترممها، وفي ذلك: إحياء لقضية الجهاد وفضيلة الشهادة وتربية الأجيال على حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هي القُدوة التي نتعلم منها، سلام على روح النبوة وأم الأئمة.

لقد قدمت السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- مثالًا عظيمًا للمرأة المسلمة التي تجسد قيم الطهر الصبر، والتفاني في خدمة الحق من خلال سيرتها العطرة أظهرت كيف يمكن للمرأة أن تكون ركنًا أَسَاسيًّا في بناء المجتمع الإسلامي تحمل مسؤولياتها بكل عزم وإيمان، كانت قُدوة في العبادة والشجاعة والإصرار على العدالة وعاشت حياتها بكل تواضع وتضحية؛ مِن أجلِ المبادئ التي آمنت بها.

إن إرث السيدة فاطمة الزهراء يظل حيًّا في قلوب المسلمين، ومشعل نور يضيء الطريق للأجيال القادمة كما كانت الزهراء، فَــإنَّ كُـلّ امرأة مسلمة يمكن أن تكون صانعة للمستقبل، بل ومنارة تهتدي بها الأُمَّــة في طريقها نحو التقدم والعدالة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فاطمة الزهراء

إقرأ أيضاً:

اختيار القدس عاصمة للمرأة العربية لعامي 2025- 2026

أعلنت لجنة المرأة العربية في جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، القدس عاصمة للمرأة العربية لعامي 2025-2026، خلال الدورة الـ44 للجنة.

وقالت وزيرة المرأة منى الخليلي التي ترأست اللجنة، إن إعلان القدس عاصمة للمرأة العربية يأتي تأكيدا على مكانتها في الوجدان العربي، ودعماً لصمود النساء الفلسطينيات في مواجهة الاحتلال.

وأعربت، عن شكرها لوزيرة التنمية الاجتماعية في سلطنة عُمان ليلى بنت أحمد النجار على جهودها خلال فترة رئاستها للجنة المرأة العربية، وأشادت بقيادة السفيرة هيفاء أبو غزالة، مؤكدة التزام دولة فلسطين، بصفتها رئيسة الدورة الحالية، بتنفيذ برنامج العمل المشترك، وأشارت إلى أن انعقاد الدورة يأتي في ظل أحداث وتفاعلات سياسية واقتصادية وإملاءات خارجية تعصف بالمنطقة العربية، ما يستدعي التماسك والتضامن لمواجهة هذه التحديات.

وأشارت الخليلي، إلى معاناة المرأة الفلسطينية جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي وأعماله العدائية، وحرب الإبادة الجماعية التي تستهدف قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، مستعرضة الدمار والتشريد والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، واصفة الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالكارثي، حيث يعاني السكان الفقر المدقع وأزمة الجوع، ويواجهون قيوداً شديدة على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى تفاقم العنف والنزوح القسري وتدهور الأوضاع الصحية والنفسية.

وأكدت، أنه على الرغم من هذه المعاناة، فإن الأمل والإرادة هما أقوى أدوات الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات والتمسك بحق تقرير المصير في دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وجددت التزام دولة فلسطين بأهداف التنمية المستدامة وأجندة المرأة والسلام والأمن.

ودعت الخليلي، إلى استمرار وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وأهمية الدفاع عن سيادة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مضيفة أنه لا تنمية ولا أمن ولا استقرار دون تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال وفقاً لفتوى محكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 

مقالات مشابهة

  • هيلين براون بين التمكين والإثارة.. هل خدمت قضايا المرأة أم استغلتها؟
  • إعلان القدس عاصمة المرأة العربية 2025-2026
  • اختيار القدس عاصمة للمرأة العربية لعامي 2025- 2026
  • جدل في «الستات مايعرفوش يكدبوا».. هل يحق للمرأة طلب الزواج؟
  • «القومي للمرأة» يلتقي وفد مؤسسة ويل سبرنج لمناقشة تعزيز التعاون
  • القومى للمرأة يستقبل وفدًا من مؤسسة ويل سبرنج لمناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين
  • القومى للمرأة يلتقى وفد ويل سبرنج لتعزيز التعاون بين الجانبين
  • ‎شوقي علام: كشف طبيب النساء على المرأة في رمضان لا يبطل صيامه
  • جامعة حلوان تُشارك في الندوة التثقيفية للمرأة تحت شعار «معًا بالوعي نحميها»
  • بحضور قرينة الرئيس.. جامعة حلوان تشارك في الندوة التثقيفية للمرأة