تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد اللهجة المغربية أو ما يعرف بـ"الدارجة المغربية"، أكثر اللهجات العربية تنوعاً وثراء لغوياً، تنحدر من اللغة العربية الفصحى، تأثرت بعوامل عديدة بسبب التنوع الثقافي الذي يتمتع به المغرب، ذلك المزيج الذي يجمع بين اللغة العربية، والأمازيغية، والفرنسية والإسبانية، أضاف لها كلمات مستعارة جعلتها متهمة دائماً بالصعوبة البالغة وخاصةً في مصر بالرغم من أن هناك تشابه كبير بينها وبين اللهجة الصعيدية.

يعتبر الكثيرون أن اللهجة المغربية "معقدة"، ليس فقط بسبب تطور اللغة الذي يرجع إلى التأثيرات المحلية والثقافية، بل هناك عوامل أخرى من وجهة نظر البعض كالسرعة في الكلام، حيث يعتقدون أن المغاربة يتحدثون بسرعة مقارنة باللهجات العربية الأخرى، مما يجعل الفهم صعباً لغير المعتاد عليها، أيضاً اختزال الكلمات بحذف بعض الحركات والحروف،  إضافةً إلى الاختلاف الذي تتميز به اللهجة من منطقة لأخرى، فالمناطق الجنوبية تتحدث "الأمازيغية"، هذه اللهجة التي تعتبر جزءاً أساسياً من المكونات اللغوية بالمغرب، أما بعض مناطق الشمال فتتكلم اللهجة "الريفية"، لكن بالرغم من هذه الصعوبات، استطاعت اللهجة المغربية أن تثبت حضورها بفضل تأثير الفن والثقافة المغربية في العالم العربي، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت أيضاً في كسر هذه الحواجز اللغوية.

على الرغم من البعد الجغرافي بين المغرب ومصر وبالخصوص صعيد مصر، إلا هناك العديد من أوجه التشابه بين اللهجة المغربية واللهجة الصعيدية، ويرجع ذلك إلى التراث العربي المشترك بسبب الهجرات القبلية التي ساهمت في خلق أثر ثقافى ولغوى مشترك، أيضأ هناك عائلات وقبائل مصرية في الصعيد ترجع أصولها للمغرب أو العكس، كما أن التصوف ساعد في بناء جسر قوي بين البلدين، فالطرق الصوفية مثل الشاذلية والقادرية لعبت دوراً هاماً في ربط المنطقتين.

يظهر التقارب بين اللهجتين واضحاً وصريحاً أيضاً من خلال مصطلحات عديدة بنفس المضمون ونفس النطق مثل كلمة "واعر" والتي يقصد بها "صعب"، وكلمة "عشية" ويقصد بها "بعد الظهر"، و"مرا" ويقصد بها "ست"، و"الفروج" الذي يقصد به "الديك أو الفرخة"، و"الدار" التي يقصد بها "البيت"، و"الحولي" ويقصد به "الخروف" وغيرها من الكلمات.

نقطة أخرى تشكل تشابهاً بارزاً حيث أن اللهجتين تحولان حرف "القاف" إلى حرف "الجيم"، وعلى الرغم من تعدد أوجه التشابه، يبقى الفارق المهم هو أن اللهجة المغربية تأثرت بالفرنسية والإسبانية وهو ما لا نجده في اللهجة الصعيدية، لكن تبقى العلاقة بين المغرب والصعيد المصري امتداداً تاريخياً لروابط ثقافية، ولغوية ودينية.

اللهجة المغربية، امتداد طبيعي للغة العربية لكنها تعرضت للتطوير الذي أصبح اليوم يعكس  تاريخ المغرب وتنوعه الثقافي، لا يمكننا أن نقول أنها تتميز بالصعوبة لأن حالها كحال أي لهجة، تحتاج فقط إلى الممارسة والوقت للتعود عليها لكنها تبقى تجربة لغوية ممتعة وفريدة لكل باحث في خباياها.

*كاتبة وإعلامية مغربية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المغرب صعيد مصر اللهجة المغربیة اللهجة الصعیدیة

إقرأ أيضاً:

خبير لغوي روماني يكشف عن كنوز معرفية نادرة خلال «أبوظبي للكتاب»

كشف يوآن بيرتا، خبير لغوي روماني ورئيس جمعية الرومانيين «ARB»، عن امتلاكه أرشيفاً فريداً يضم العديد من المخطوطات العربية النادرة، إلى جانب مقتنيات من الأرشيفات الرومانية، مشيراً إلى أن عدد القطع الأثرية النادرة التي يحتفظ بها يتراوح بين 600 و700 ألف قطعة، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتمتد حتى القرن السابع عشر.

وعبّر بيرتا، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، عن فخره بالمشاركة للمرة الأولى بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، لافتاً إلى مساهماته الأدبية الواسعة، حيث ألّف نحو 45 كتاباً، تتراوح صفحاتها بين 600 و800 صفحة، وهو ما يعكس غزارة إنتاجه العلمي وتنوع اهتماماته البحثية.

أخبار ذات صلة «تريندز» يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الهوية والقيم المجتمعية رئيس هيئة أبوظبي للتراث يزور معرض أبوظبي الدولي للكتاب

وتحدث عن كتابه الأخير، الذي يمثل مرجعاً تاريخياً متعدد اللغات، ويضم دلائل موثّقة بلغات عدة، من بينها مخطوطة نادرة لابن سينا، بالإضافة إلى 4500 مخطوطة تناولت فلسفة أرسطو، كما احتوى الكتاب على مخطوط نادر بعنوان «أساس اللغة العربية والدين الإسلامي»، يعود تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي، ويضم 114 ملفاً تمت ترجمتها وتفسيرها بخمس لغات هي: الإنجليزية، والألمانية، والرومانية، والصربية، والعربية.

وتناول بيرتا في حديثه الكتب القديمة، مسلطاً الضوء على «سيلاباري»، التي تُعد من أقدم الكتب المدرسية، ويعود تاريخها إلى عام 600 ميلادي، موضحاً أنها كانت شائعة الاستخدام في أوروبا، لاسيما خلال القرنين السادس عشر حتى التاسع عشر.
وأكد أن هذه الكتب تُعتبر من أقدم الوسائل التعليمية المُخصّصة لتعليم الأطفال، وتحظى في بعض الثقافات بمكانة خاصة ضمن التراث التعليمي واللغوي المتجذر، لافتاً إلى أن بعض النسخ الأثرية منها مازالت محفوظة في أرشيفاتها الأصلية.
وذكر بيرتا أن ما يميّز نسخة 2025 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو الإقبال الواسع من مختلف الفئات العمرية، وخصوصاً من الأطفال والطلاب، ما يعكس تنامي الوعي الثقافي، ويُعزز من دور المعرض في إيصال المعرفة إلى الأجيال القادمة.
وأعرب عن اعتزازه بلقاء معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، واصفاً اللقاء بأنه لحظة رمزية تعكس اهتمام القيادة الإماراتية بالثقافة والمعرفة، وتمنح الزوار شعوراً بأهمية الكتاب في نهضة المجتمعات.
وشدّد على أهمية إشراك الشباب في الفعاليات الثقافية، باعتبارهم عماد المستقبل.
وأثنى بيرتا على جهود المنظمين في إنجاح المعرض، وعلى رأسهم مركز اللغة العربية في أبوظبي، مشيراً إلى أن ثمار هذه الجهود ستظهر على المدى البعيد، بما يسهم في دفع مسيرة النهوض الثقافي والمعرفي في العالم العربي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • لسان الأمة أم فخّ القومية.. معركة اللغة العربية في دول المغرب الكبير
  • بنكيران يهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي إعترف بمغربية الصحراء : انت راك مدلول حيت ممعتارفش بفلسطين
  • خبير لغوي روماني يكشف عن كنوز معرفية نادرة خلال «أبوظبي للكتاب»
  • عامل إقليم الحوز يشارك في المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي استعداداً للاستحقاقات الكروية الكبرى التي تشرف عليها المملكة المغربية
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 1 مايو 2025 في المدن والعواصم العربية
  • تحدي ممتع.. سلوى عثمان تكشف تفاصيل شخصيتها الصعيدية في حكيم باشا
  • المشروع الاطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة
  • جهات الصحراء المغربية تبرز مؤهلاتها أمام المستثمرين الدوليين بلندن
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله