بوابة الوفد:
2025-01-16@19:55:01 GMT

حفظ الأسرار.. أمانة الأخلاق وميزان الرجولة

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

أكد الإسلام على أهمية الأمانة باعتبارها أحد أعظم الأخلاق التي يتميز بها المؤمن الحق، ولم تقتصر الأمانة على الأموال والممتلكات فحسب، بل شملت أيضاً صيانة الأسرار وحفظ الكلام الذي يُفترض فيه الثقة والخصوصية.

قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحَدِيثَ ثُمَّ التَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ» [أخرجه أبو داود].

في هذا الحديث الشريف، يوضح النبي الكريم ﷺ أن مجرد التفات الشخص أثناء حديثه إشارة ضمنية لطلب الأمانة في حفظ ما قاله، مما يبرز مدى دقة الإسلام في ترسيخ القيم الأخلاقية في أدق التفاصيل.

صيانة الأسرار: أمانة ثقيلة وواجب شرعي

حفظ الأسرار ليس مجرد تصرف اجتماعي محمود، بل هو واجب شرعي وأمانة تُسأل عنها يوم القيامة. فحينما يبوح الإنسان بسر إلى أخيه، فإنه يمنحه جزءاً من ثقته، ويضع بين يديه أمانة غالية، فإذا خان هذه الثقة وأفشى السر، فقد ارتكب خيانة لا تقل خطورتها عن خيانة المال أو العهد.

إن إفشاء الأسرار يؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وكم من علاقات أُفسدت، وأسرٍ تفرقت، وفتنٍ اشتعلت بسبب استهانة البعض بصيانة الكلام، وعدم مراعاة حرمة ما يقال في سياق الخصوصية والثقة.

الأمانة.. خلق المؤمنين

الأمانة في الإسلام قيمة شاملة تمتد إلى كافة جوانب الحياة؛ فهي تشمل حفظ المال، والعهد، والكلام، والأسرار. يقول الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» [النساء: 58]، وهذا التوجيه الإلهي يؤكد أن أداء الأمانة هو معيار لإيمان الإنسان وتقواه.

أضرار خيانة الأمانة في الكلامتفكك العلاقات الاجتماعية: إفشاء الأسرار يؤدي إلى انعدام الثقة بين الناس، مما يضعف العلاقات الأسرية والاجتماعية.انتشار الفتن والمفاسد: الكلمات قد تكون بذوراً للفتنة والفساد، خاصة إذا نُقلت دون أمانة أو أُخرجت عن سياقها.الإضرار بالسمعة: نشر الكلام الخاص قد يسيء لصاحبه، ويضعه في مواقف محرجة أو مشوهة أمام الآخرين.رسالة أخلاقية

الأمانة ليست مجرد صفة أخلاقية عابرة، بل هي دليل على رجاحة العقل ونقاء السريرة، وعلامة على الأخلاق الرفيعة التي دعا إليها الإسلام. فلا أعظم خيانة من أن يُفضي إليك أخوك بسر، فتذيعه أو تستخدمه ضده.

فلنحرص على التحلي بهذه الفضيلة العظيمة، ولنحفظ ودائع الكلام كما نحفظ ودائع المال، ولنتذكر دائماً أن الأمانة خلق عظيم يرفع المؤمن درجات عند ربه، ويحفظ له مكانته بين الناس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول رسول الله الأسرار الإسلام المؤمن الحق الأخلاق

إقرأ أيضاً:

تصادم بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

بغداد اليوم - ترجمة

عدّ مهدي فضائلي عضو مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء (15 كانون الثاني 2025)، أن التفاوض مع الولايات المتحدة يمثل خيانة للعالم أجمع، مشيراً إلى أن إيران تعلم جيداً أن مواجهة أمريكا ستكون لها تكاليف بالتأكيد.

وقال فضائلي في تقرير ترجمته "بغداد اليوم"، "نعلم أن التفاوض مع أمريكا بعد 46 عامًا من المقاومة المشرفة، وخاصة في هذه الظروف ومع قوة الدعاية الأمريكية، لن يحل أيًا من مشاكلنا فحسب، بل سيدمر أيضًا كل أصولنا وقيمنا".

وأشار إلى أن "الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية وصداقة وثيقة مع الولايات المتحدة مثل إيران في عهد البهلوي ومصر والعراق والاردن وافغانستان وغيرها لم تحل مشاكل تلك الدول بما في ذلك الاقتصادية، ولا تزال شعوبها تعاني من الفقر وصعوبات المعيشة".

واعتبر فضائلي إن "فكرة أن المشاكل سوف تختفي فجأة بمجرد مصافحة أمريكا والابتسام لها هي فكرة خيالية وغير واقعية ولا تمت للواقع بصلة".

وتابع "إن تكاليف التسوية والثمن الذي تدفعه دول مثل بعض دول الخليج لتجميل مظهرها ليست واضحة للغاية؛ لكن الافتقار إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي والوقوع في أسر السياسات الأمريكية واضح لديهم، وما نحتاج إليه فقط هو النظر إلى القواعد العسكرية الأمريكية في هذه البلدان".

ووجه فضائلي انتقادات إلى بعض المسؤولين في إيران الذي أعلنوا في الأيام الأخيرة استعداد حكومة بزشكيان للتفاوض مع ترامب "ألا يؤدي إظهار الحماس للتفاوض في ظل هذه الظروف إلى تعزيز فكرة أن القادة الأمريكيين لديهم اليد العليا؟ هل يوجد شخص في موقع رئيس الولايات المتحدة، ناهيك عن ترامب الذي يقال عنه أنه رجل أعمال، لا يسعى للحصول على تنازلات في مثل هذه الظروف، حتى ولو عن طريق الابتزاز؟ فهل من الممكن تأمين المصالح الوطنية لإيران الحبيبة في مثل هذا السيناريو؟ ونظراً للمشاعر التي تشعر بها أمريكا تجاه نفسها وتجاهنا اليوم، والرغبة التي يعرب عنها البعض في التفاوض، فهل أمريكا مستعدة لمنح إيران تنازلاً ثميناً وفعالاً في حل مشاكلها؟ فكرة خاطئة".

وختم قوله "لذلك فإننا نقول بحزم وصوت عال أن المفاوضات مع أمريكا لا تخدم مصالحنا الوطنية، وعندما نصل إلى حالة تصبح فيها مصالحنا الوطنية تخدمها المفاوضات فلن يتجاهلها أي إنسان عاقل".

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال للصحفيين في وقت سابق من اليوم، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع ترامب إذا أثبت أنه يفي بوعوده.

وقال بزشكيان خلال مقابلة تلفزيونية تابعتها "بغداد اليوم"، "سنرد على استهداف منشآتنا النووية ولانخشى الحرب، لكن نأمل ان يحل السلام في المنطقة والعالم خلال رئاسة ترامب".

وأضاف "إيران لم تخطط قط لاغتيال ترامب، وما يقال عن مؤامرة ضد ترامب مخطط من إسرائيل ودول أخرى لتعزيز معاداة إيران"، مبيناً "نحن لم نخطط لاغتيال أي شخص ولم نحاول اغتيال ترامب ولن نفعل ذلك أبداً".

مقالات مشابهة

  • الموساد والحكامُ العرب.. خيانةُ عروش واستلاب إرادَة
  • “أمانة جدة” تضبط أكثر من 1,200 كلغم من المواد الغذائية المخالفة
  • هاني شاكر: الكلام في الدين يأذيني بشكل شخصي وربنا مخلقش الأديان علشان تبقى سيف على رقاب الناس
  • حكم اعدام بحق ناشطة كردية إيرانية يُشعل شرارة احتجاج: خيانة للإنسانية (صور)
  • تصادم بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة
  • أمانة المتابعة بـ"مستقبل وطن" تناقش اختصاصاتها ومهام عملها للفترة المقبلة
  • بلينكن: إيران فقدت قدرتها على تسليح حزب الله وميزان قوى الشرق الأوسط تغيرت
  • أكذوبة تنبؤ المعلقين بالهدف قبل تسجيله.. البلوشي يخرج عن صمته ويكشف السر
  • «الإفتاء»: الزواج من امرأة ثانية ليس خيانة للأولى
  • أمانة «الوطني» تبحث التعاون مع البرلمان العربي