موقع النيلين:
2025-01-16@10:07:06 GMT

هيبة الدولة .. أمام الاختبار المأساوي

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

سننتظر زمناً طويلاً حتى يتمّ استيعاب طبيعة ومدى وعمق التغيير الذي جرى خلال العام ونصف العام الأخير، منذ حرب ١٥/أبريل، لا مبالغة في استخدام كلمةِ الزلزال لوصفِ هذه الحقبة السودانية المريرة ، انهيار للمؤسسات المدنية أسرع مما تمناه الخصوم، لا أحد مستعد لمواجهة السيل، ولا أحد قادر أو راغب، والدولة منهكة.

الكعكة السودانية دسمة وشهيّة. كلٌ يريد أن يقتطع الحصة الأكبر، وكلاً يرغب في أن يصبح سيد اللعبة، والمشرف على تحريك خيوطها، رجال الإدارة الاهلية ، الناشطين السياسيين ، رجال الاعمال..الخ .

أمام هذا التداعي وتلك التعقيدات التي تزداد سريعاً، ثمة ممارسات لا يمكن أغفالها او تجاوزها، كالأحداث التي جرت داخل وزارة النقل وهيئة الموانئ البحرية خلال اليومين الماضيين وكانت محل اهتمام الرأي العام .

عندما اصدر مدير هيئة الموانئ، قبطان اعالي البحار “محمد حسن مختار” امراً إدارياً بنقل كابتن “طه أحمد طه”، مدير ميناء عثمان دقنة بسواكن، حرض الاخير مجموعات من عشيرته، نفذت اعمالاً احتجاجية ضد قرار نقله، حينها تدخل وزير النقل “ابوبكر ابوالقاسم” وقام بإقالة مدير هيئة الموانئ ، وهذا ايضاً قام بتحريض مجموعات موالية له ، نفذت اضراباً عن العمل ادى إلى تعطيل الميناء، وفي الختام تدخل زعماء قبليين وعقدوا صلح أهلي بين الموظفين المتشاجرين، وابتلع وزير النقل قرارته، وكأن شيئاً لم يكن .

ومن جهة ثانية ، أصدر والي نهر النيل “د.محمد البدوي” قراراً ولائياً بتعيين رئيس لتنسيقية القوى الوطنية ، وهي كيان سياسي لا علاقة له بقرارات الدولة التنفيذية ، وهذا التصرف ليس بغريب على والي نهر النيل الذي يجيد التملق للقيادة متجاوزاً دوره وواجباته والتزاماته أمام شعبه.

استيقظ والي نهر النيل ،ليجد رجل الدولة القوي ،عضو مجلس السيادة “شمس الدين كباشي” قد الغى قراره، وحذره من تجاوز صلاحياته واقحام الدولة في النشاط السياسي ، في أسرع موقف حاسم للفوضى التي ضربت بأطنابها دواوين الدولة، عندما لم تجد القيادة التي تمسك بخيوطِ مصير البلادِ والعباد.

احتفاء الرأي العام داخل ولاية “نهر النيل ” بقرارات “كباشي” التي صفعت تجاوزات الوالي “البدوي” ، تشير بوضوح الى أن السودان في حاجة ماسة لرمزية القائد الخالد.

لا يمكن أن نطلق على ما يجري حالياً في الدولة السودانية وعلى ساحة الصراع المحتدم سوى زلازل من شأنها إعادة تحديد ورسم معالم النفوذ ، خلال عام ونصف العام انكشفت الدولة أمام لحظة حقيقة تنفيذ الشعارات المرفوعة منذ عقودٍ خلت، و أدركَ الشعب السوداني أنَّ استعادةَ زمن الدولة السودانية القوية بات صعباً مع تراكم أخطاءُ القيادة .

هنا نسأل: كيف بالإمكان التعامل مع هذا المرض العضال الذي بلغ ما بلغ من مراحل في جسد الدولة والمؤسسات والوطن؟، السودان يستحق فرصته بعد أعوام من الانتظار ، فبناء الدولة أصعب، والعقبات كثيرة أمام السودانيين وأهمها “اليوم التالي” للحرب وتحدياتِه.

محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: نهر النیل

إقرأ أيضاً:

كيف ساهمت الطرق والكباري الجديدة في إنقاذ القاهرة من التحول إلى جراج كبير؟

530 مليار جنيه الطرق والكباري، أنفقتها الدولة في ملف تطوير الطرق والكباري، حيث أولت القيادة السياسية والحكومة اهتمام غير مسبوق بقطاع النقل باعتباره الشريان الرئيسي الذي تبنى على أساسه برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية كافة في البلاد، حيث عملت على تنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل من وسائل وشبكات «طرق وكباري، وسكك حديدية، والأنفاق والجر الكهربائي، والمواني البحرية، والمواني البرية والجافة والمراكز اللوجيستية، والنقل النهري».

جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية

القيادة السياسية كشفت أهمية المشروعات صراحة، ففي لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية الجمعة الماضي، أكد أنّه لولا أعمال التطوير التي نفذتها الدولة لتحولت القاهرة إلى جراج، موضحا أنّ جميع الأعمال التي تمت لتهيئة البنية التحتية وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

 أكد عدد من الخبراء، أهمية رؤية القيادة السياسية، فتقول الدكتورة آية الجارحي، مساعد عميد كلية النقل الدولي واللوجيستيات، إنّه لولا ما نفذته الدولة المصرية في ملف الطرق والكباري وعلى سبيل المثال الطريق الدائري، لتحولت القاهرة إلى جراج كبير، موضحة أنّ رؤية وزارة النقل تتخطى من مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفاعلة في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

توفير شبكات ووسائل النقل

وأضافت الجارحي لـ«الوطن»، أنّ الدولة تمكنت من تطوير منظومة الطرق وفق المواصفات والمعايير العالمية، بعد أن كانت القاهرة ستتحول إلى جراج كبير، وحققت طفرة كبيرة في قطاع السكة الحديد الذي ظل لسنوات طويلة يعاني من الإهمال، وأخيرا ربطت القاهرة الكبرى بمنظومة جر كهربائي متطورة تقدم أفضل الخدمات لجمهور الركاب.

من جانبه، قال الدكتور عبدالله أبوخضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بني سويف، إنّ وزارة النقل عملت على توفير شبكات ووسائل النقل المختلفة لخدمة متطلبات التنمية الشاملة والمشروعات القومية الكبرى، موضحا أنّه من أهم المشروعات التي نفذتها الدولة المشروع القومي للطرق.

الانتهاء من تنفيذ 6300 كيلومتر طرق

وأضاف «أبوخضرة» أنّه جرى التخطيط لإنشاء طرق جديدة بإجمالي أطوال 7000 كيلومتر بتكلفة 175 مليار جنيه، وتم الانتهاء من تنفيذ 6300 كيلومتر منها بتكلفة 155 مليار جنيه وجار العمل في 700 كيلومتر، كما جرى التخطيط لتطوير وازدواج ورفع كفاءة 10 آلاف كيلومتر من شبكة الطرق الحالية بتكلفة 130 مليار جنيه وتم الانتهاء من تنفيذ 8400 كيلومتر منها.

ونوه بأنّ مشروعات الطرق ساهمت في تعزيز عملية الاستثمار المحلي والأجنبي، وخلقت الكثير من المناطق التنموية الصناعية في مختلف محافظات الجمهورية، ومن أهم مزاياها غير المباشرة هي توفير الكثير من فرص العمل.

مقالات مشابهة

  • صنعاء تُعيد تشكيل معادلات الردع وتزلزل هيبة الأسطول الأمريكي
  • الخارجية السودانية: الهجوم على محطة توليد الكهرباء بسد مروي يؤكد أن المليشيا تستهدف بالأساس تدمير الدولة
  • «النقل» تؤكد أهمية الممرات اللوجستية التي يجري تنفيذها لربط مناطق الإنتاج بالمواني
  • أفراح في غزة| مصر تنجح في ملف المفاوضات.. وخبير: الدولة الوحيدة التي حافظت على القضية
  • “فصل جديد”.. رئيس الحكومة اللبنانية المكلف يتحدث عن التحديات التي تواجهها البلاد
  • خبير: «25 يناير» بالنسبة للتنظيم الإخواني كانت فرصة لإثارة الفوضى وكسر هيبة الدولة|فيديو
  • تنصيب المدير العام للبحرية التجارية والموانئ
  • كيف ساهمت الطرق والكباري الجديدة في إنقاذ القاهرة من التحول إلى جراج كبير؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجرتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجربتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟