كيف ستدير طهران نفوذها الإقليمي؟
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
كيف ستدير #طهران نفوذها الإقليمي؟ – #ماهر_ابوطير
بعد ثلاث حروب في فلسطين، ولبنان، وسورية، يأتي السؤال طبيعيا إذا ما كانت إيران ستحاول العودة إلى سورية مجددا، أم لا، وكيف ستدير نفوذها الإقليمي بعد هذه الحروب؟.
على الأرجح لن تعمل إيران على العودة مباشرة إلى أي ساحة من ساحاتها، لأن التوقيت أولا يؤشر على قدوم إدارة أميركية جديدة تقف موقفا شرسا من طهران، وتتفادى إيران حاليا تهيئة أسباب أكبر توظفها واشنطن للهجوم على إيران مباشرة، كما أن الساحة اللبنانية مثلا تعرضت الى أضرار هائلة، وهناك إعادة تموضع لحزب الله في لبنان، عسكريا، في ظل شروط الهدنة، وفي ظل الحاجة لرئاسة جديدة في لبنان، ومحاولات الفرقاء اللبنانيين إضعاف الحزب سياسيا وعسكريا بكل الوسائل، وما يرتبط بقطع خطوط إمداد الحزب العسكرية والمالية عبر سورية.
انسحبت إيران من الساحة السورية بشكل متدرج أصلا بعد سلسلة العمليات الإسرائيلية ضد قادتها ومراكزها العسكرية خلال وجود النظام بما ولّد قناعة لدى طهران أن هناك اختراقات كبرى، وليس أدل على الانسحاب المبكر من إعلان الإيرانيين على مضض قبولهم ما يريده السوريون وعدم تواجد أي عسكريين إيرانيين عند سقوط النظام، فقد فضلت طهران بطريقة براغماتية تشتهر بها، الانسحاب والتخلي عن حليف أساسي ما دام قد سقط، وهو موقف يتشابه مع موقف الروس، وإن كان لاعتبارات مختلفة، لأن الروس قد يكونون عقدوا صفقة مقايضة على أساس أوكرانيا مقابل روسيا، ولا يهمهم سوى وجود قاعدتين عسكريتين حاليا في سورية.
مقالات ذات صلة عندما يستبيح الزعيم دماء شعبه . . ! 2024/12/16هذا يعني أن الجبهتين المتبقيتين هما العراق واليمن، وهناك ضغوط داخل العراق من قوى متعددة لعدم الزج بالعراق في أي حرب، مثلما يقال هنا إن إيران ذاتها ستفضل الحفاظ على العراق وعدم الزج به في هذه المعركة، وهذا يقود إلى أن طهران لن تحاول إرسال أي إمدادات عسكرية عبر العراق إلى سورية، حتى للخلايا النائمة التابعة لها، في ظل وجود كردي عازل بين العراق وسورية، واحتمالات السعي لفصل غرب العراق عن العراق، ليشكل منطقة عازلة عن سورية، مع الإقرار هنا بوجود خلايا نائمة من السوريين العاملين مع المخابرات الإيرانية، وبعضهم من فئات مذهبية قد تتحرك في توقيت معين لصالح طهران، وإن كانت لن تجد الأمّ الحاضنة بذات الطريقة القديمة، وقد تستبدل طهران خلاياها النائمة بأمر آخر تماما.
الأمر الآخر الذي قد تلجأ إليه طهران هو توليد خلايا إسلامية متطرفة من السنة داخل سورية، من خلال اختراقات لكثير من الأشخاص والتنظيمات بهدف تفكيك سورية من الداخل، وبث الفوضى، وإثارة قلق ورعب جوار سورية، وإسرائيل، وعواصم غربية، بحيث يتسبب هذا الأمر باستبدال النفوذ الإيراني المباشر، بنفوذ إيراني غير مباشر مدار عبر وكلاء في سورية.
أما اليمن فهي بعيدة أولا، ويعتقد مراقبون هنا أن تهديدات صواريخها للاحتلال الإسرائيلي تراجعت أساسا خلال الشهور الماضية، وقد يتم الاستفراد باليمن بعيدا عن حلقات المعسكر التابع لإيران، وقد يميل الإيرانيون في اليمن إلى التهدئة أيضا في محاولة للحفاظ على نفوذهم على ذات طريقة العراق، بهدف المقايضة السياسية لاحقا في حال تم عقد صفقة إقليمية.
تبقى إيران ذاتها أمام مهددات مختلفة، لكن المؤكد هنا أن طهران تُراجع اليومَ الوضع الإقليمي، والخسائر والأرباح، وأين هي مصالح إيران هنا، خصوصا، أن الخسائر ترتد على أي صفقة إقليمية للتهدئة، وتجعل الشروط الإيرانية أقل أهمية، إلا إذا أصرت واشنطن أن تتجاوز مبدأ الصفقة وتعمل على إنهاء قوة إيران العسكرية وساعتها سنكون أمام مشهد مختلف تماما سيؤدي إلى حرب إقليمية تنفتح فيه كل الجبهات على بعضها البعض، وتتغير كل الاحتمالات السابقة.
هناك أدلة كثيرة على أن إيران اليوم، تحاول تجنب الاستهداف، من خلال تسوية الملفات بشكل مسبق وسري، أو من خلال صفقة إقليمية لاحقة، بما يثبت أنها تعيد حساباتها بشكل دائم.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: طهران
إقرأ أيضاً:
موجة صقيع تجتاح إيران وتتسبب بإغلاق المدارس وتقنين الكهرباء
طهران– بدأت موجة صقيع قادمة من سيبيريا باجتياح النصف الشمالي من جغرافيا إيران، حيث سجلت نحو 30 مدينة درجات حرارة تحت الصفر، في حين أصدرت منظمة الأرصاد الجوية تحذيرا من اللون البرتقالي.
وتوقعت الأرصاد الجوية هطول أمطار وثلوج في 23 محافظة من أصل 31، وتدنّي الحرارة إلى درجات غير مألوفة قد تبلغ 20 درجة تحت الصفر بحلول الثلاثاء المقبل.
وإثر امتداد عاصفة ثلجية الخميس الماضي من شمالي غربي البلاد، تجتاح موجة برد شديدة هذه الأيام غالبية المحافظات الإيرانية الواقعة في شمالي وشمالي غربي الجمهورية الإسلامية ووسطها، في حين سجلت مدينة "نمين" الواقعة في محافظة أردبيل (شمال غرب) 14 درجة مئوية تحت الصفر اليوم السبت، لتكون الأبرد من بين المدن الإيرانية.
وبينما تفيد تقارير الصحافة الإيرانية ببلوغ ارتفاع الثلوج المتساقطة في المناطق المرتفعة عشرات السنتيمترات متسببة في اضطرابات بحركة النقل، قررت الحكومة الإيرانية الليلة الماضية إغلاق المدارس في محافظات أردبيل وزنجان (شمال غرب) وكيلان ومازندران (شمال) وقزوين وألبرز (غرب العاصمة طهران)، داعية المواطنين إلى ترشيد استهلاك الغاز.
تواجه إيران خلال فصل الشتاء صعوبة في توفير الغاز للقطاعات الصناعية (الصحافة الإيرانية) استعداداتمن جانبه، توقع صادق ضيائيان رئيس المركز الوطني لإدارة الأزمات، التابع لمنظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، استمرار هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات الواقعة شمالي البلاد وغربيها ووسطها، مؤكدا أن الأرصاد الجوية تتوقع انخفاظا حادا لدرجات الحرارة بحلول غد الأحد في المناطق المركزية والشرقية، علاوة على المناطق الواقعة شمالي شرقي البلاد.
إعلانوفي السياق، أعلن مدير دائرة الأنواء الجوية في العاصمة طهران مازيار غلامي أن مدن المحافظة ستكون على موعد مع انخفاض في درجات الحرارة حتى يوم الاثنين المقبل بنحو 15 درجة مئوية، مصحوبا بهطول أمطار وثلوج، مؤكدا أن موجة البرد ستبقى في العاصمة الإيرانية حتى أواسط الأسبوع المقبل.
من ناحيته، طمأن المدير العام لمصلحة الخدمات في بلدية طهران محمد نقيب المواطنين بشأن وضع فرق الطوارئ الاجتماعية والاستعدادات مع تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وتسيير 50 دورية بينها 10 حافلات لإسعاف العمال الموسميين والمشردين وفاقدي المأوى، وتوفير 2000 سرير للإقامة الموقتة.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه إيران -التي تمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز وتصنف بأنها ثالث أكبر منتج له في العالم- خلال فصل الشتاء صعوبة في توفير الغاز للقطاعات الصناعية في ظل تفاقم الاستهلاك المنزلي والتجاري والإداري.
ولسد عجز الطاقة على المستوى الوطني، أقدمت السلطات المعنية في إيران على تقنين الكهرباء وقطعها بواقع ساعتين يوميا عن القطاع المنزلي، إذ أعلن نائب مدير دائرة التوزيع في شركة الكهرباء الإيرانية محسن ذبيحي الخميس الماضي عن استئناف جدولة الكهرباء بسبب عدم وصول الوقود الكافي لمحطات توليد الكهرباء.
هذا وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نشر فيديو مصورا يحث فيه الشعب الإيراني على خفض تدفئة المنازل بمقدار درجتين على الأقل، ومساعدة الحكومة على توفير الوقود لجميع الناس خلال موجة البرد القارس الراهنة.