سواليف:
2025-05-02@02:29:57 GMT

كيف ستدير طهران نفوذها الإقليمي؟

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

كيف ستدير #طهران نفوذها الإقليمي؟  – #ماهر_ابوطير

بعد ثلاث حروب في فلسطين، ولبنان، وسورية، يأتي السؤال طبيعيا إذا ما كانت إيران ستحاول العودة إلى سورية مجددا، أم لا، وكيف ستدير نفوذها الإقليمي بعد هذه الحروب؟.

على الأرجح لن تعمل إيران على العودة مباشرة إلى أي ساحة من ساحاتها، لأن التوقيت أولا يؤشر على قدوم إدارة أميركية جديدة تقف موقفا شرسا من طهران، وتتفادى إيران حاليا تهيئة أسباب أكبر توظفها واشنطن للهجوم على إيران مباشرة، كما أن الساحة اللبنانية مثلا تعرضت الى أضرار هائلة، وهناك إعادة تموضع لحزب الله في لبنان، عسكريا، في ظل شروط الهدنة، وفي ظل الحاجة لرئاسة جديدة في لبنان، ومحاولات الفرقاء اللبنانيين إضعاف الحزب سياسيا وعسكريا بكل الوسائل، وما يرتبط بقطع خطوط إمداد الحزب العسكرية والمالية عبر سورية.

انسحبت إيران من الساحة السورية بشكل متدرج أصلا بعد سلسلة العمليات الإسرائيلية ضد قادتها ومراكزها العسكرية خلال وجود النظام بما ولّد قناعة لدى طهران أن هناك اختراقات كبرى، وليس أدل على الانسحاب المبكر من إعلان الإيرانيين على مضض قبولهم ما يريده السوريون وعدم تواجد أي عسكريين إيرانيين عند سقوط النظام، فقد فضلت طهران بطريقة براغماتية تشتهر بها، الانسحاب والتخلي عن حليف أساسي ما دام قد سقط، وهو موقف يتشابه مع موقف الروس، وإن كان لاعتبارات مختلفة، لأن الروس قد يكونون عقدوا صفقة مقايضة على أساس أوكرانيا مقابل روسيا، ولا يهمهم سوى وجود قاعدتين عسكريتين حاليا في سورية.

مقالات ذات صلة عندما يستبيح الزعيم دماء شعبه . . ! 2024/12/16

هذا يعني أن الجبهتين المتبقيتين هما العراق واليمن، وهناك ضغوط داخل العراق من قوى متعددة لعدم الزج بالعراق في أي حرب، مثلما يقال هنا إن إيران ذاتها ستفضل الحفاظ على العراق وعدم الزج به في هذه المعركة، وهذا يقود إلى أن طهران لن تحاول إرسال أي إمدادات عسكرية عبر العراق إلى سورية، حتى للخلايا النائمة التابعة لها، في ظل وجود كردي عازل بين العراق وسورية، واحتمالات السعي لفصل غرب العراق عن العراق، ليشكل منطقة عازلة عن سورية، مع الإقرار هنا بوجود خلايا نائمة من السوريين العاملين مع المخابرات الإيرانية، وبعضهم من فئات مذهبية قد تتحرك في توقيت معين لصالح طهران، وإن كانت لن تجد الأمّ الحاضنة بذات الطريقة القديمة، وقد تستبدل طهران خلاياها النائمة بأمر آخر تماما.

الأمر الآخر الذي قد تلجأ إليه طهران هو توليد خلايا إسلامية متطرفة من السنة داخل سورية، من خلال اختراقات لكثير من الأشخاص والتنظيمات بهدف تفكيك سورية من الداخل، وبث الفوضى، وإثارة قلق ورعب جوار سورية، وإسرائيل، وعواصم غربية، بحيث يتسبب هذا الأمر باستبدال النفوذ الإيراني المباشر، بنفوذ إيراني غير مباشر مدار عبر وكلاء في سورية.

أما اليمن فهي بعيدة أولا، ويعتقد مراقبون هنا أن تهديدات صواريخها للاحتلال الإسرائيلي تراجعت أساسا خلال الشهور الماضية، وقد يتم الاستفراد باليمن بعيدا عن حلقات المعسكر التابع لإيران، وقد يميل الإيرانيون في اليمن إلى التهدئة أيضا في محاولة للحفاظ على نفوذهم على ذات طريقة العراق، بهدف المقايضة السياسية لاحقا في حال تم عقد صفقة إقليمية.

تبقى إيران ذاتها أمام مهددات مختلفة، لكن المؤكد هنا أن طهران تُراجع اليومَ الوضع الإقليمي، والخسائر والأرباح، وأين هي مصالح إيران هنا، خصوصا، أن الخسائر ترتد على أي صفقة إقليمية للتهدئة، وتجعل الشروط الإيرانية أقل أهمية، إلا إذا أصرت واشنطن أن تتجاوز مبدأ الصفقة وتعمل على إنهاء قوة إيران العسكرية وساعتها سنكون أمام مشهد مختلف تماما سيؤدي إلى حرب إقليمية تنفتح فيه كل الجبهات على بعضها البعض، وتتغير كل الاحتمالات السابقة.

هناك أدلة كثيرة على أن إيران اليوم، تحاول تجنب الاستهداف، من خلال تسوية الملفات بشكل مسبق وسري، أو من خلال صفقة إقليمية لاحقة، بما يثبت أنها تعيد حساباتها بشكل دائم.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طهران

إقرأ أيضاً:

العراق يرجو من عُمان بذل الجهود في خدمة إيران بشأن مفاوضات ملفها النووي

آخر تحديث: 1 ماي 2025 - 1:35 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- ذكرت وزارة الخارجية في بيان ،اليوم الخميس، أن “نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، ألتقى وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر بن حمد البوسعيدي، في مقر وزارة الخارجية العُمانية في العاصمة مسقط، وذلك في إطار زيارة رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث المستجدات الإقليمية والدولية”.وأعرب حسين في مستهل اللقاء وفق البيان، عن “تقدير العراق للمواقف المتوازنة التي تنتهجها سلطنة عُمان في القضايا الإقليمية والدولية”، مؤكداً “حرص بغداد على توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، وضرورة العمل المشترك لإزالة العقبات التي تعترض تعزيز هذا التعاون”.وأكد حسين “جاهزية العراق لاستضافة القمة العربية المقبلة خلال شهر أيار الجاري”، معرباً عن “أمله بأن تفضي هذه القمة إلى نتائج إيجابية تُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة”.واستعرض الوزير حسين “نتائج زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن”، مشيراً إلى “اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الأمريكيين، والتي ركزت على ملفات التعاون الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، ودور واشنطن في دعم استقرار العراق والمنطقة”.واردف البيان، أن “اللقاء شهد أيضاً تبادل وجهات النظر بشأن المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدم الوزير العُماني إحاطة حول آخر تطورات هذه المفاوضات، مؤكداً استمرار الجهود العُمانية الرامية إلى تهيئة بيئة حوار بنّاءة بين الجانبين”.وأشاد الوزير حسين بـ”الدور الحيوي والمتوازن الذي تؤديه سلطنة عُمان في تسهيل المحادثات بين طهران وواشنطن”، مؤكداً أن “التوصل إلى اتفاق بين الطرفين من شأنه أن يُسهم في تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة”، وتابع البيان، أن “الجانبان تطرقا إلى أهمية استمرار التنسيق السياسي والدبلوماسي بين بغداد ومسقط في المحافل الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون الأمني والتبادل الثقافي، وتفعيل آليات المتابعة المشتركة للاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين”.واختتم البيان، أنه “حضر اللقاء عن الجانب العراقي سفير جمهورية العراق لدى سلطنة عُمان القيادي في منظمة بدر قيس العامري، ورئيس الدائرة الإعلامية، فؤاد غازي، فيما حضر عن الجانب العُماني رئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية، فيصل المرهون”.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من إيران على العقوبات الأمريكية الجديدة
  • العراق يرجو من عُمان بذل الجهود في خدمة إيران بشأن مفاوضات ملفها النووي
  • إيران تبتلع العراق من خلال مد سكة حديد تربط بغداد وطهران بإشراف أبنها (محمد السوداني)
  • تقرير أمريكي: معسكرات إيرانية في العراق لتدريب قوات سورية
  • إيران تعلن تعاوناً مع العراق بشأن النفط و الغاز المصاحب وعمليات الاستكشاف البحري
  • إيران تعلن تعاوناً مع العراق بشأن النفط و الغاز المصاحب
  • مباحثات سورية سويدية لتعزيز التعاون في مجالات النقل
  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو بتدمير مفاعلاتها النووية… عواقبه على إسرائيل لا يصدق
  • واشنطن تبلغ العراق رفضها الشديد في استيراد الغاز من إيران
  • العراق يعتزم رفع التبادل التجاري مع إيران إلى 25 مليار دولار