نائب رئيس جامعة الأزهر يحذر من الإسراف في الأدوية دون استشارة الأطباء
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، اللقاء الأسبوعي لملتقى الفقه تحت عنوان "الوقاية ومنع انتشار العدوى" وذلك بحضور كل من، الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور حسن صلاح الصغير، مساعد الأمين العام لشئون البحث العلمي بمجمع البحوث الإسلامية وأدار الحوار الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.
وفي بداية الملتقى قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر: إن ملامح الوقاية الصحية ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بحجر صحي للوقاية من انتشار العدوى، ليؤسس بخطوة عملية لمفهوم الوقاية من الأمراض والأوبئة، كما أن الأمر القرآني :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"، فيه تأكيد على معنى الوقاية؛ لأن الطيبات فيها نفع للإنسان، على عكس المفسدات، والمتتبع لأحكام الشريعة يجد أن الله سبحانه وتعالى رحيم بالإنسان، وجاءت عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالإنسان، تفسيرًا عمليًا لما جاء في القرآن الكريم، لهذا كان أمره صلى الله عليه وسلم " لا يورد ممرض على مصح"، وذلك تجنبًا لانتشار العدوى، كما في حديثه صلى الله عليه وسلم "لا عدوى"، وهو أمر للإنسان للأخذ بالحيطة والحذر وتجنب الأمراض، لهذا أمرنا الإسلام بتوخي الحذر وألا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، لأن الصحة نعمة وعلينا الحفاظ عليها.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أن زيارة المريض وعيادته، أمر محبب، لما فيها من تخفيف عن المريض، لهذا جاء الحديث القدسي للحق سبحانه وتعالى معاتبًا عباده: قال رسول الله ﷺ: إن الله يقول يوم القيامة "يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده" ولكن رغم هذه المكانة لهذا العمل إلا أننا منهيون عن فعله في حالة تحقق العدوى، لأن القاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، ولهذا كانت الحكمة عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل أحد البلد التي بها الطاعون ولا يخرج منها لكيلا يتنشر هذا المرض الفتاك، ولا ينتقل من مكان إلى مكان.
وأضاف أن هناك الكثير من المواقف العملية التي تؤكد هذه القيمة، فنجد أن أبا عبيدة بن الجراح عندما أصيب بالطاعون وهو في الشام، فعندما أمره سيدنا عمر بن الخطار أن يخرج منها رفض وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سمعتم الطاعونَ بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها"، وكذلك عندما أمر عمرو بن العاص الناس أن يتفرقوا عندما ظهر الطاعون، خوفًا عليهم من انتشار العدوى بينهم.
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر، أن من مظاهر رحمة الحق سبحانه وتعالى بالإنسان، أن جعل لكل عضو من جسد الإنسان دورا يؤديه في حماية الإنسان والحفاظ عليه، فنجد أن الجلد يشكل حاجزًا يمنع وصول الميكروبات، والغدد تفرز مواد حمضية لمنع نمو الجراثيم، كذلك الجهاز المناعي يمثل جيشا دفاعيا لجسم الإنسان، ويتعامل مع الميكروبات التي تدخل إلى جسم الإنسان ويقضي عليها، ولذلك نجد أن شكل كل عضو من أعضاء الإنسان يتوافق مع وظيفة هذا العدو بحيث يؤدي دوره بفعالية، فنجد أن المواد الحمضية التي تفرزها بعض اعضاء الإنسان تؤدي دورا هاما في القضاء على البكتيريا والميكروبات التي تدخل إلى جسم الإنسان سواء عن طريق الطعام أو الهواء أو أي شيء خارجي، ومن الإعجاز في خلق الله سبحانه وتعالى أن جسم الإنسان به بكتيريا من أجل حمايته.
وحذر نائب رئيس جامعة الأزهر من الإسراف في استخدام الأدوية، أو استخدامها دون الحاجة إليها، لأن ذلك يؤدي إلى خلل في الجهاز المناعي وتجعله غير قادر على محاربة الميكروبات، فيكون الإنسان ضعيفا أمام أي مرض، ويخترق جسد الإنسان بسهوله، وكثير من الأدوية مفيدة لكن عدم وجود ضابط بها يؤدي إلى نتيجة عكسية، كما يحدث في المضادات الحيوية او استخدام المسكنات دون الحاجة ودون الرجوع إلى الأطباء المتخصصين، موصيًا المرضى بأمراض معدية بضرورة توخي الحذر في مخالطة الأصحاء أو التواجد في أماكن التجمعات سواء للعبادة أو لأي شيء أخر، لكيلا يكونوا سببًا في انتشار المرض بين الناس.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأدوية جامعة الأزهر الأطباء المتخصصين الجامع الأزهر المزيد النبی صلى الله علیه وسلم نائب رئیس جامعة الأزهر انتشار العدوى سبحانه وتعالى عندما أمر
إقرأ أيضاً:
الصحة: إجراءات فورية لتوفير نواقص الأدوية لوحدة جزيرة السعادة بالزقازيق
استكملت وزارة الصحة والسكان، تنفيذ المرحلة الثالثة من حملة المرور الميداني على المنشآت الطبية في جميع المحافظات، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، سعيا نحو التواصل المباشر مع المواطنين، ورفع كفاءة المنشآت الطبية وتقديم خدمة طبية ذات جودة، ورصد أي قصور في مستوى الخدمة، واتخاذ الإجراءات التصحيحية على رأس العمل.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن المرحلة الثالثة من حملة المرور الميداني التي استهدفت محافظة الشرقية، تضمنت مرور فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية على مستشفى الزقازيق العام، وذلك بالتعاون مع القطاعات المعنية في الوزارة، وبمشاركة القطاع العلاجي، وإدارة الصيدلة، وتنظيم الأسرة، ومكافحة العدوى، والمشروعات، لاتخاذ إجراءات فورية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وزير الصحة: جهود عربية حثيثة لتوفير الرعاية الصحية لأهالي غزةوزير الصحة يشدد على دور الأطباء وأهمية المسئولية الجماعية في مكافحة ختان الإناثوزير الصحة يشهد افتتاح معرض الأدوية في العراقوزارة الصحة تشارك في المؤتمر العربي الـ23 «الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات»إجمالي الموافقات 1614.. وزير الصحة يكشف عدد عمليات زراعة الأعضاء خلال 2024بسبب الخلطة السحرية .. استدعاء وزير الصحة داخل البرلمانوزير الصحة يناقش التعديلات المقترحة على قانون الأشخاص ذوي الإعاقة لتعزيز حقوقهموزير الصحة: قانون تنظيم المسئولية الطبية يتعامل بمشرط جراحوزير الصحة: قانون تنظيم المسؤولية الطبية يضمن حقوق الفريق الصحي وتوفير بيئة عمل جاذبةوزارة الصحة اليوم..عبد الغفار: نتعامل بمشرط الجراح مع قانون المسئولية الطبية..وتفاصيل بروتوكول تقديم خدمات طبية لـ 4 نقابات مهنيةوأوضح «عبدالغفار» إن الفريق تفقد أقسام الاستقبال، والعيادات الخارجية، والقسم الداخلي، والعناية المركزة، للاطمئنان على الحالة الصحية للمرضى، كما قام فريق المرور بتفقد قسم التعقيم، وغرفة النفايات، للتأكد من تطبيق معايير مكافحة العدوى، والتخلص الآمن من النفايات الطبية.
حملة المرور الميدانيوأضاف أنه خلال المرور على أقسام (الحضانات، وعيادة الأسنان، والمعمل، والخدمات المركزية) تبين عدم التزام الفريق الطبي في هذه الأقسام بتطبيق معايير الجودة ومكافحة العدوى، وتم التواصل مع مديرية الصحة لتشكيل لجنة لتدريب الفريق الطبي على أساسيات ومعايير مكافحة العدوى، والمرور المتابعة الدورية من قبل المديرية، كما تلاحظ عدم إتباع سياسات تسجيل بيانات المرضى بملفات أقسام الاستقبال والعيادات والداخلي، وتم التوجيه بتدريب الفرق الطبية من قبل المديرية والتشديد على المتابعة الدورية.
حملة المرور الميدانيتكدس أمام غرفة قرارات العلاج على نفقة الدولةواستطرد «عبدالغفار» أنه تبين وجود تكدس أمام غرفة قرارات العلاج على نفقة الدولة، وبالاستماع إلى آراء المنتفعين وشكواهم، اتضح وجود موظف واحد فقط بنفقة الدولة، وتم التوجيه بتوفير موظفين بقسم نفقة الدولة، لإنجاز العمل ومنع التزاحم، سعيا إلى تحقيق راحة المواطنين، كما تبين حاجة المستشفى إلى أطباء قلب وصدر لوجود وحدة جراحات قلب وجميع القوى العامل بها متعاقدة، مما يتوجب توفير أطباء عن طريق الندب، وتم التوصية بكتابة مذكرة بالاحتياجات من القوى البشرية وارسالها إلى الجهات المختصة لسد الاحتياج بأقصى سرعة.
حملة المرور الميدانيواستكمل «عبدالغفار» أن خلال المرور تبين تخزين الأثاث القديم بطريقة عشوائية في بدروم المستشفى، ومخازن وحدات صحية، لعدم توافر مكان للتخزين بالمستشفى، وبدون حصر فعلي للأثاث والفرش القديم، وعدم إتباع الإجراءات المخزنية السليمة أو تحديد كفاءة المحتويات المخزنة، وبالتواصل مع المديرية، تم تشكيل لجنة فورية لحصر كافة المحتويات والرواكد وتحديد صلاحيتها وتوزيعها على الأماكن الأكثر احتياجأ أو تكهينها.
وأضاف «عبدالغفار» أن فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية خلال جولته بمحافظة الشرقية تفقد وحدة جزيرة السعادة، التابعة لإدارة الزقازيق الصحية، وتلاحظ عجز في عدد الأطباء والتمريض، بالمقارنة مع معدلات التردد والخدمات المقدمة بالوحدة، وتم التواصل مع المديرية لتوفير الاحتياجات لتحسين الخدمة داخل الوحدة، وتم التوصية بكتابة الاحتياجات من القوى البشرية وإرسالها إلى الوزارة والمديرية، بصفة دورية لتلافي السلبيات، وتبين وجود نقص في بعض الأدوية والمستلزمات بالوحدة، وتم التواصل مع المديرية لإمداد الوحدة بنواقص الأدوية والمستلزمات فورأ، كما تم التأكيد على إدارة الوحدة بضرورة إرسال الاحتياجات من الأدوية دوريأ.
وتابع «عبدالغفار» أنة أثناء المرور تبين وجود جهاز أوتوكلاف «التعقيم بالبخار» معطل بقسم التعقيم، وثلاجة معطلة، وتم التوجيه بعمل الصيانة الدورية للأجهزة الطبية وغير الطبية، وتبين عدم التزام الفريق الطبي في قسم التعقيم بمعايير مكافحة العدوى، وتم توصية المديرية بتشكيل لجنة لتدريب الفريق الطبي بالوحدة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن الفريق استكمل جولته بالمرور على وحدة هرية رزنة، التابعة لإدارة الزقازيق الصحية، وتلاحظ وجود تكدس داخل غرفة المبادرات لصغر مساحة الغرفة، وتم التوجيه بتوفير غرفة أخرى لتلافي السلبيات، وتحقيق راحة المرضى، كما تبين وجود نقص في بعض أصناف الأدوية، ورواكد في أدوية أخرى، وتم التواصل مع المديرية والوزارة لإمداد الوحدة بنواقص الأدوية، وتوزيع الرواكد على الأماكن الأكثر احتياجأ.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن الفريق اختتم جولته في وحدة هرية رزنة بالمرور على غرفة التعقيم، وتبين عدم وجود خط سير وفصل داخل الغرفة، وعدم التزام الفريق الطبي بمعايير مكافحة العدوى، وتم التوجيه بإعادة تدريب الفريق الطبي على أساسيات مكافحة العدوى، كما تلاحظ عدم تدوين البيانات كاملة بملفات المرضى، وعدم تسجيل العلامات الحيوية للمرضى أثناء الدخول والخروج، حيث تم التدريب أثناء المرور عل الطرق الصحيحة للتسجيل الطبي.