أزهري: الأمم تتقدم بالعمل والأخذ بالأسباب لا بالتمني
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم-، علمنا السعي والعمل الجاد في حياة المسلم، مستشهداً بمواقف من سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- لتوضيح كيفية جمع الإيمان بالله مع الأخذ بالأسباب لتحقيق النجاح.
وأوضح العالم الأزهري، خلال تصريح اليوم الإثنين: “الله- سبحانه وتعالى- قال: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى)، بمعنى أن سعيك سيُرى في الدنيا وستحصده في الآخرة، مهما كان إيمانك، يجب أن تسعى وتجتهد”.
وأشار إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم-، على الرغم من مكانته الرفيعة وحبه الكبير لله- تعالى-، لم يكن يتواكل على معجزات الله فقط، بل كان يخطط ويدبر الأمور بعناية، موضحا: “النبي صلى الله عليه وسلم كان أفضل خلق الله، ومع ذلك لم يترك أمر الهجرة من مكة إلى المدينة للصدفة أو لمعجزات الله فقط، بل وضع خطة محكمة، بحث عن الزاد والصاحب ووسيلة الانتقال، واختار مسارا مختلفا ليحمي نفسه وصحبه”.
وأضاف: "كان بإمكان النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يقول 'خليها على الله' وأن يعتمد على معجزات الله دون أن يخطط، ولكن النبي أراد أن يعلمنا أن العمل مع التوكل على الله هو السبيل لتحقيق النجاح في حياتنا.. النجاح لا يأتي من رفع اليدين فقط والدعاء، بل يأتي من السعي الجاد، من العمل، من التعليم، من اكتساب المهارات، وتطوير الخبرات."
واختتم: "الأمم لا تتقدم بالتمني، بل بالعمل المتواصل والتعلم والاعتماد على الأسباب، مهما كانت علاقتك بالله جيدة، لا بد أن تسعى وتعمل لتحقيق أهدافك، وهذا هو الطريق الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر النبي الإيمان النجاح تقدم الأمم المزيد صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم الرسول
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، إن مدخل حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقود إلى تعظيمه والارتباط به، مشيرًا إلى أن المسلم إذا أحب النبي حقًّا فإنه يعظّمه ويقف عند حدّه ويتصل به اتصالًا روحيًا عميقًا، مؤكدًا أن هناك ثلاث وسائل رئيسية لغرس هذا التعظيم والمحبة في القلوب: قراءة السيرة، والإكثار من الصلاة عليه، وتتبع ما ورد عنه في القرآن الكريم.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست «مع نور الدين»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: «من مدخل الحب، إذا أحب المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يعظمه ويقف عند حدوده أمامه، ويكون متصلاً به اتصالاً تامًا. هذا الحب يتولد من أمور عدة، أولها قراءة السيرة النبوية».
وأضاف: لو أن المسلمين قرأوا السيرة النبوية وأكثروا منها، لرأوا حال النبي صلى الله عليه وسلم واشتاقوا إلى أن يفعلوا مثله، ولرأوا ذلك الإنسان الكامل الذي تحول إلى إنسان رباني، ثم بعد رحلة الإسراء والمعراج، تحول إلى نور، كما ورد في القرآن الكريم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وهذا النور هو حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."
وتساءل قائلاً: «كيف تعلقت قلوب الأمم بقراءة السيرة؟ كانت السيرة تُقرأ في الأزهر الشريف يوميًا بعد صلاة الفجر، حيث يكون الذهن متفتحًا والناس في نشاطها، وأول ما يستقبلونه هو السيرة النبوية».
وأشار إلى أن مؤلفات السيرة النبوية المطبوعة بلغت حوالي 450 كتابًا حتى الآن، وقد يكون العدد وصل إلى 500، أما المخطوطات، فهي أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال، قام المرحوم صلاح المنجد بعمل معجم جامع لكل ما كُتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحواله ومواقفه وأشيائه وخدامه وأزواجه وأبنائه، وكلما قرأت عنها، زاد حبك له ولم تمل.
وأردف: «هذا هو الطريق الأول لعلاج المسلم المعاصر، حتى إذا ما ذهب في هذا البحر اللجي من الحمق والتحامق والاستهانة بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد قلبه يصده ويطمئن إلى تعظيمه».
وأضاف: «الأمر الثاني الذي أمرنا الله به، وجربه المسلمون، هو الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)».
وذكر: "المسلمون تفننوا في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا حوالي 43 صيغة واردة في الحديث، على سبيل المثال، الشيخ الجزولي رحمه الله في القرن الثامن الميلادي، ألف مجموعة سماها 'دلائل الخيرات'، ما رأيكم أن عدد مخطوطات 'دلائل الخيرات' فاق عدد المصاحف؟، الأمة لم تجتمع وتقرر أن تعمل نسخًا أكثر، ولكن سبحان الله، أراد الله ذلك، فوجدنا حوالي 20 مليون مخطوطة إسلامية على وجه الأرض، منهم حوالي 2 مليون نسخة فقط لـ«دلائل الخيرات»، وهذا غير كتب الصلوات الأخرى، مثل «كنوز الأسرار» للهروش، و«سعادة الدارين» للنبهان، و«الكنز الثمين»، وغيرها من المجاميع التي جمعت الصلوات وتتبعت فضلها، وعرف المسلمون فضلها كثيرًا، إما بالتجربة أو بالرؤى».
وشدّد: «الالتزام بالنصوص عندنا شكله إيه؟ نحن ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم العميق، ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم الذي لا يضرب بعض الشريعة فيه بعض، إنما كله متفق على نمط واحد، فإذا كان الأمر الأول هو السيرة، والأمر الثاني هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر الثالث هو تتبع ما ورد عن سيدنا في القرآن الكريم».
وتابع: «ربنا في القرآن الكريم أكثر من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، هو لم يُذكر باسمه محمد إلا أربع مرات، وأحمد مرة واحدة، لكن المقصود ليس ذلك، المقصود أنه وصفه وذكر عينه وذكر يده وذكر كل أعضاء جسمه، فقراءة السيرة مع الصلاة على النبي، مع تتبع القرآن، تجعل الإنسان يرسم هذه الصورة لسيدنا».