مساعٍ لإشعال الجبهات من جديد.. أمريكا تدفع المرتزقة إلى المحرقة
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
على الصعيد الإعلامي، يقود قادة هؤلاء المرتزقة حرباً نفسية وإعلامية في مختلف الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، معتقدين أن “ساعة الخلاص” من “أنصار الله” قد اقتربت، وأن السيطرة على صنعاء باتت قاب قوسين أو أدنى، وأن ما حدث في سوريا محفز لتكراره في اليمن.
سياسياً، يقود السفير الأمريكي ستيفن فاجن لقاءات مكثفة مع مسؤولي المرتزقة في الرياض، للتشاور حول كيفية التصعيد ضد اليمن، وإشعال الجبهات من جديد، في حين تعلن المليشيات المسلحة التابعة لمرتزقة العدوان (الإماراتي السعودي) جهوزيتها لخوض المعركة، بالتوازي مع قدوم حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان” إلى المنطقة، والبدء في تنفيذ غارات جوية على بعض المحافظات اليمنية، لا سيما في محافظتي الحديدة وحجة.
والسؤال الأبرز هنا: هل نحن أمام معركة جديدة مع الفصائل المسلحة للعملاء والمرتزقة وما مخاطر ذلك، وما المكاسب التي يمكن أن تحققها تلك الجماعات؟.
بالنظر إلى الواقع، فإن كل المؤشرات توحي باقتراب الحرب، وأن العملاء والخونة يتجهون إلى نقض الهدنة، وخفض التصعيد، لكن هذه المرة بدعم أمريكي مباشر، بعيداً عن الغطاء الجوي للسعودية والإمارات.
الأمريكي يستعين بالمرتزقة
بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فإن هدفها من إشعال الحرب، هو للتغطية على خيبتها وفشلها الكبيرين في البحر الأحمر، وعجزها المطلق في حماية الملاحة الإسرائيلية، نتيجة العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية، والتي منعت تماماً كل السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة، وأدى ذلك إلى إغلاق ميناء “أم الرشراش” وإفلاسه تماماً، ولهذا فإنها ستدفع بآخر أوراقها إلى الميدان، والزج بالعملاء والمرتزقة إلى ساحة الاقتتال من جديد، ولا سيما في جبهة الساحل الغربي لليمن.
ما يؤكد هذه الفرضية، هو حديث سفير حكومة الفنادق محمد الحضرمي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي الأحد الماضي، حين طالب الحكومة الأمريكية بدعم حكومته لما سماه تحرير الحديدة”.
يقول المرتزق الحضرمي في هذه الجزئية: ” «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».. يلا حظ هنا أن المرتزقة يبررون اخفاقاتهم في معركة الحديدة وصنعاء، بتحميل المجتمع الدولي وتحالف العدوان المسؤولية، وهي مبررات ساذجة لا تنطلي على أحد، فمعركة الساحل كانت أسطورية، وآمال وطموحات المرتزقة تحطمت بفعل صمود وثبات المجاهدين.
يقود السفير الأمريكي بذاته هذا الحراك، وخلال الأيام الماضية عقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين للمرتزقة، وفي مقدمتهم المجرم رشاد العليمي، وقائد ما يسمى بقوات العمالقة المرتزق عبد الرحمن المحرمي، ووزير داخلية حكومة الفنادق المدعو إبراهيم حيدان، وجميع هذه اللقاءات تركزت حول عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وما الذي يمكن للمرتزقة أن يقدموه لإعاقة هذه العمليات المباركة المساندة لغزة، وهنا يتضح مدى الانسجام والتماهي بين هؤلاء العملاء والأمريكيين في مساندة “إسرائيل” في البحر الأحمر، تجاه العمليات اليمنية المساندة لغزة.
حرب نفسية فاشلة
وبالتوازي مع هذه التحركات للسفير الأمريكي، كثف المرتزق سلطان العرادة لقاءاته مع سفراء بريطانيا وفرنسا، للتباحث والتشاور حول النقطة ذاتها، وتحميل “أنصار الله” مسؤولية تفجير الوضع، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وغيرها من التهم التي ستدفع هؤلاء للتحرك لإشعال الجبهات من جديد لمواجهة صنعاء.
ويكشف رجل المخابرات الصهيونية محمد علي الحسيني سيناريو المرحلة المقبلة في المواجهة مع اليمن، مشيراً إلى أن هناك استعداد لتوجيه ضربات جوية مكثفة على المحافظات اليمنية (أمريكية، بريطانية، إسرائيلية)، وهناك كذلك طلب أمريكي من سلطنة عمان لإخراج قيادات من أنصار الله بما فيهم محمد عبد السلام من سلطنة عمان، والقيام بعمليات اغتيال لقيادات من أنصار الله والجيش اليمني، على غرار ما حدث لحزب الله في لبنان.. كل ما طرحه هنا الحسيني يتناقله مرتزقة العدوان بشكل مكثف على وسائل الإعلام المتنوعة ومواقع التواصل الاجتماعي، في حرب نفسية وإعلامية متناسقة ومتناغمة، تهدف إلى زعزعة الثقة اليمنيين بقيادتهم الثورية والعسكرية، وفي محاولة أخرى لحرف اهتمامات اليمن عن حربه المقدسة المساندة لغزة، للرد على هؤلاء اعلامياً، وعسكرياً، وعلى مختلف الصعد.
جهوزية عالية واستعداد لكل الاحتمالات
وأمام المعطيات السابقة، تتابع القيادة الثورية والسياسية والعسكرية كل هذه التحركات باهتمام بالغ، وهي في مرحلة إعداد مبكر لها، فمنذ عملية طوفان الأقصى، واليمن يعيش حالة من التعبئة العامة، والقبائل اليمنية تدخل باستمرار في دورات قتالية متواصلة استعداداً للمواجهة، كما أن المناورات العسكرية لا تتوقف، والشعب في حالة نفير عام.
ولهذا لا يستبعد اليمنيون مثل هكذا تصعيد سواء في الساحل الغربي أو في مأرب أو أي جبهة أخرى، لكن هذا التصعيد كما يقول نائب وزير الخارجية السابق حسين العزي سيكون ” بمثابة منح القوات اليمنية الحق باستهداف كافة المصالح الأمريكية حيثما وجدت”.
هذا لا يعني أننا لا نعير المرتزقة أي اهتمام، ولكن طبيعة هذه الحرب وهذه المرحلة تستدعي تهشيم رأس الأفعى، واستهداف المحركين أو الداعمين لهم، وهو ما أكد عليه رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام قبل أيام حينما أكد أن أي تصعيد عسكري على بلادنا، سيدفع قواتنا المسلحة لاستهداف الداعمين، وهنا لن تجد السعودية والإمارات ملجأ من الهروب، حتى وإن ادعت هذه المرة أنها خارج هذه اللعبة.
في أي تصعيد قادم، فإن الحرب ستكون واسعة، ولا أفق لها، ولن تقتصر على البر فقط، بل ستشتعل في البحر والجو، كما قال الأستاذ محمد عبد السلام، ولنا تجربة ناجحة في البحار، فحاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” هربت وهي تجر وراءها الخيبة والهزيمة، وكذلك حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن”، ولن تكون “هاري ترومان” استثناء لما حدث لنظيراتها، بل سيصيبها الوجع والذل وسيلاحقها العار الأبدي.
أما الدول الداعمة، فلا أعتقد أن السعودية ستغامر مرة أخرى، لأنها هذه المرة ستخسر الكثير من حقولها النفطية والغازية، كما ستخسر الإمارات أبراجها الزجاجية، وإذا ما فكر اليمنيون بفرض حصار بحري خانق على الرياض وأبو ظبي، فإن ذلك متاح وفي متناول اليد، وتجربة حصار موانئ “إسرائيل” جنوبي فلسطين المحتلة، ستتكرر على موانئ “جدة” و”أبو ظبي”، وحتى على ميناء “عدن” ” والمخا” إذا ما قررت القيادة ذلك.
في حرب كهذه، ستكون الغلبة لمن يمتلك الكثير من الأوراق الضاغطة والمؤثرة، وهي بالتأكيد بأيدينا، ولهذا فإن القلق والمخاوف من أي تصعيد قادم ليس على صنعاء والجيش اليمني البطل المساند لغزة، وإنما هو على الطرف الآخر الذي فقد كل أوراقه في التأثير على صنعاء، وبات مجرد بيادق شطرنجية يحركها الأمريكيون كيفما شاؤوا فقط للإثارة، وإيهام الشعب بأنهم سيحققون شيئاً ما.
نقلاً عن موقع أنصار الله
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
تحت عنوان “الحرية والمساواة”: العدوان الأمريكي يستغل حقوق المرأة
الأسرة / خاص
تعاني المرأة من الاستغلال على مر التاريخ وذلك بسبب الانحراف والتحريف الذي ساد مراحل زمنية سابقة ولاحقة وبهذا أصبح التعاطي مع المرأة خاضعا لتلك الثقافات المحرفة والطائشة التي جعلت من المرأة سلعة دون اكتراث لدورها الريادي في كونها حاضنة للعباقرة ومربية للعظماء فالثقافة المحرفة التي نتجت في وسط المجتمعات الغربية تحت لافتة حقوق المرأة ما هو إلا بسبب تحريف اليهود للديانات والأجيال.
اهتمام واعتزاز
يقول عبدالرحمن حميد الدين : يعتبر العدو الأمريكي الصهيوني المرأة سلعة غير أن الإسلام أولى المرأة اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، فالمرأة في الإسلام شريكة الرجل في تَحَمُّل مسؤوليات الحياة وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض وتربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال.
وبالرغم من اختباء الغرب حول حقوق المرأة ومظلوميتها إلا أن المرأة انتقلت من وضعية اضطهاد الكنيسة والتلمود إلى وضعية الاستغلال الصهيو أمريكي والغربي تحت عنوان الحرية والمساواة والحضارة والتحضر والتي أدت إلى نتائج كارثية وتدميرية على الأسرة والمجتمع الغربي.
ومع أن هذه العناوين الجذابة التي يصر الأمريكيون على انهم من يرعونها ويدافعون عنها والتي ملأوا الدنيا ضجيجا وصراخا من أجلها إلا أن المرأة عندهم لا تزال هي الأكثر احتقارا من خلال تقديمها كسلعة دعائية عرضة للاستغلال والظلم وليس ذلك نتيجة لخلل في التشريعات القانونية الأمريكية أو الغربية وانما لوجود حالة الانحراف والتحريف الديني والثقافي الذي كان لليهود الدور الأبرز في تعزيزها في أوروبا وأمريكا قديما وحديثا تارة تحت عناوين دينية وتارة أخرى تحت عناوين علمانية ابرزها ما يسمى بالحرية والديمقراطية وحقوق المرأة والمساوة بين الرجل والمرأة والتي انخدعت بها معظم حكومات ومجتمعات العالم الإسلامي الذي تنادي بمتابعة التجربة الغربية.
وبالرغم من أن معالم دين الله في كتبه مع سائر أنبيائه ورسله واحدة باستثناء بعض الأحكام الخاصة المرتبطة بظروف زمنية معينة إلا أن مكانة المرأة وتكريمها وأهمية دورها الثنائي مع الرجل هو مما أجمعت وأكدت عليه كتب الله وقد جاء الإسلام ليؤكد هذه المكانة وهذا الدور وقدم النموذج الأرقى للمرأة المسلمة المتمثل في ابنة سيد الخلق فاطمة بنت محمد رسول الله إلا أننا نجد أن هذا النموذج قد تم تغييبه في المناهج الإسلامية والعربية بشكل متعمد ومقصود وتم تقديم نماذج ما انزل الله بها من سلطان وقد انعكس ذلك التغييب سلبا على واقع المرأة في العالم الإسلامي بشكل عام.
فاليوم فرضت الأحداث نفسها على ان نقتدي بفاطمة الزهراء في إيمانها وعفتها وكمالها الإنساني وتضحياتها فالمواجهة مع أمريكا وإسرائيل ومن حالفهم من منافقي الإمارات والسعودية والمرتزقة يحتم على المرأة المضي في خط الزهراء منهجا وسلوكا ولا خيار عن ذاك إلا الذل والعار.
النجاة والأمان
المعلمة فاطمة الهادي تقول: إن فاطمة الزهراء عليها السلام هي بالنسبة لنا النجاة من عالم المرأة الذي ظل وأضله العدو بشتى الوسائل فهي المخرج للمرأة المسلمة من الفتن والفساد وفي زمن صارت المرأة فيه سلعة رخيصة حيث فسدت أخلاقها ودينها بمسميات واهية من موضة وتطور.
وتابعت الهادي قائلة: الزهراء عليها السلام هي خير من نقتدي بها في الأخلاق والدين والجهاد، فقد ضربت أروع الأمثلة كونها أماً وزوجة وربة بيت لم يمنعها ذلك من واجبها الديني الجهادي، فقد كانت السند لأبيها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -في أشد الأيام في تبليغ الدعوة الإسلامية مناضلة معه جاهدت حق الجهاد كذا أكملت الرسالة مع أمير المؤمنين وسيد الوصيين زوجها الإمام علي عليه السلام.
وأضافت: إن المرأة المسلمة تتعرض لأبشع أنواع الغزو في دينها وخلقها من قبل أعداء الله وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل لذا هي في أشد الحاجة لنموذج يشدها لله ويجعلها تقف صامدة أمام ذلك الانحراف الذي خُطط لها.
وتابعت الهادي: نحن بحاجة ماسة للعودة لسيرة الزهراء عليها السلام نلتمس منها العزة والكرامة والشجاعة، نقتدي بفاطمة(عليها السلام) لأنها سيدة نساء العالمين، لا بنسبها بل بفضائلها وإنسانيتها، ولذا لو انطلقنا معها لعلّمتنا كيف يكون الحب الإنساني للإنسان كله، وكيف يكون العطاء الإنساني للإنسان كله، وكيف تكون المسؤولية الثقافية أمام الناس كلهم، وكيـف تكـون المواجهة في ساحات التحدي لتقف المرأة أمام كل ظالم ومستكبر وكل من يصنع المعاناة للناس.
وختمت قائلة: اقتدي بها لأنها نشأت وتربت في بيت النبوة الرحيم والتوجيه النبوي الرشيد، وبذلك نشأت على العفة وعزة النفس وحسن الخلق، متخذة أباها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المثل الأعلى لها والقدوة الحسنة في جميع تصرفاتها.