يبدو عنوان المقال مقززا « احتضان النفايات» فمن ذا الذى يقبل احتضان مخلفات الآخرين، يستقبلها، يتعامل معها، يعمل على تدويرها فى مصانع ومعامل، ويقوم بإعادة تقديمها فى منتجات جديدة يستهلكها أهله وكل مجتمعه، عندما نكيف المضمون بهذا المعنى مؤكد سنشعر جميعا بالخوف وليس فقط « القرف» بمجرد تصورنا أن منتجًا ما أو سلعة ما بين أيدينا هى من نفايات ومخلفات الأخرين أيًا كان نوع المنتج وأيًا كان صنف المخلفات التى صنعت منه، لكن الواقع يقول أن أغلب الدول العربية ودول العالم الثالث تحتضن وبجدارة مخلفات دول العالم المتقدم، وأن مصر تأتى فى الترتيب السادس من صف ٦٠ دولة تستورد مخلفات أوروبا وبقيمة تزيد عن 150 مليار دولار، تشتريها بأسعار عالية أو مخفضة بالدولار حسب نوعية المخلفات، لأن الدول المتقدمة كانوا فيها من الزاهدين، ويتم استقبال وإعادة تصنيع تلك المخلفات ليصبح القائمون على الاستيراد والتصنيع من المليونيرات واباطرة لترويج العديد من المنتجات التى تتعامل معها الأسر بصورة يومية ودائمة.
وأيا كانت مبررات الحكومة المغربية، فذلك شأنهم وحدهم مع شعبهم وأرضهم، ولكن ما يحدث فى المغرب يحدث فى بلدنا دون أن يثار أى غبار حول تلك الأطنان من النفايات التى تصل الينا عن طريق مستوردين وطنيين وغير وطنيين لإعادة تدويرها ولا يعرف عنها الشعب شيئا، ولا تصل غالبا المعلومات حولها لوسائل الإعلام، منها نفايات ورق التواليت، نفايات مطاطية ومعدنية وغيرها، وقد لا يعرف البعض أنه يوجد فى الاتحاد الأوروبى مكتبا هائلا لإدارة النفايات وتصديرها للدول التى تقبل إحتضان نفايات أوروبا ويطلق على هذا المكتب إسم» مكتب نفايات أوروبا» ويتولى تنظيم تخلص دول أوروبا من نفاياتها النشطة والتى تشكل خطرا جسيما على البيئة التى تستقبلها وتتعامل معها سواء بإعادة تدويرها وتصنيعها أو حتى بدفنها فى الأرض فى مقابر إسمنتية، كذلك تصدير وبيع النفايات الهامدة التى لا خطورة منها، ويزعم مكتب النفايات الأوربية انه يتم معاجة النفايات محليا قبل تصديرها حتى لا تشكل خطراً على الدول المستقبلة لهذه النفايات، وهى أكذوبة كبرى لأن معالجة النفايات مكلف كثيراً وهو الخطوة الأهم بعد تصنيفها، ولو فعلت الدول الأوروبية هذه المعالجة لكان من باب أولى لها إعادة تدويرها واستخدامها بنفسها فى مصانعها، وما يؤكد ذلك أن الاتحاد الأوروبى يستورد فى نقس الوقت نفايات من دول الخارج لكنها نفايات محددة ذات قيمة عالية فى إعادة التصنيع والتدوير وتمت معالجتها مسبقا، وأغلبها نفايات معدنية، ولكن كل ما تفعله دول الاتحاد هو تصدير نفاياتها مصنفة وليست معالجة، والتصنيف أمر يقوم بها المواطنون الأوروبيون بأنفسهم طواعية، حيث توجد حاويات مخصصة لاستقبال أنواع نفايات بعينها، حاوية للورق، أخرى للمعادن، ثالثة للزجاج واخرى للبلاستيك، وأخرى للنفايات الكيماوية أو الخطرة مثل البطاريات الكربونية، وهكذا، ويصدر الاتحاد الأوروبى أكثر من 33 مليون لدول غير أوروبية، فلا يمكنه بالطبع معالجة تلك الكميات قبل تصديرها، وهكذا تصل النفايات لدولنا وبها كل المصائب الصحية التى لا يمكن مواجهتها بسهولة أو تجاوز نتائجها الصحية سواء أثناء استقبال النفايات والتعامل معها لتصنيفها وتوجيهها للمصانع، ولا بالطبع ضمان سلامة المنتج المصنع منها من أثار التلوث أو الخطر الذى كانت عليه المخلفات. الغريب فى الأمر أن مصر التى تستورد نفايات الدول الأخرى بالمليارت تضج مصر نفسها بأطنان النفايات ولكنها للأسف نفايات مختلطة نتيجة عظم الاهتمام الحكومى ولا من وزارة البيئة والصناعة والطاقة وغيرها من الوزارات المعنية لتتعاون معا لتوجيه المواطن للتخلص من نفايات منزله بصورة مصنفة، وذلك بوضع حاويات متعددة تستقبل نوعيات النفايات بشكل منفصل كما هو الحال فى دول أوروبا وسائر الدول المتقدمة، وهو أمر سهل يكلف بضعة ملايين لنشر حاويات متعدد مصنفة بالشوارع والأحياء وسيوفر للدولة المليارات، لأن إختلاط النفايات العضوية بالكيمائية وبغيرها من النفايات يؤدى إلى تلف فائدة هذة النفايات وصعوبة فصلها وإستحالة الاستفادة منها بصورة حقيقية أو على الأقل بصورة آمنة.
ووفقا لاحصائيات رسمية تنتج مصر سنويا أكثر من 2 مليار طن... وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نفايات ومخلفات فكرية أحمد نفایات من
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: قمة باريس حول مستقبل أوكرانيا تأتي وسط توتر العلاقات بين أوروبا وواشنطن
ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن القمة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول مستقبل أوكرانيا المقرر عقدها، اليوم الإثنين، في باريس تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة توترا ملحوظا.
وأشارت «الجارديان»، في مقال شارك في كتابته باتريك وينتور، وجون هانلي، وجوليان بورجر، وبيتر ووكر، إلى أن قمة باريس التي تهدف إلى التوصل إلى خطة عمل بشأن مستقبل أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب الحالية مع روسيا، تأتي في وقت بدأت فيه الترتيبات بين الجانبين الروسي والأمريكي لعقد مفاوضات حول التوصل لحل سلمي للصراع في أوكرانيا.
وأضاف المقال، أن حالة الانقسام بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة تبدو واضحة اليوم حيث أنه في الوقت الذي يبدأ فيه قادة الدول الأوروبية اجتماعاتهم في باريس تبدأ أيضا مباحثات أولية بين الجانبين الروسي والأمريكي في العاصمة السعودية الرياض حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأوضح المقال، أن الرئيس الفرنسي دعا لعقد قمة باريس من أجل حشد الدول الأوروبية لإقناع واشنطن بعدم استبعاد أوكرانيا والدول الأوروبية من مباحثات السلام مع الجانب الروسي، موضحا أن اجتماعات الرياض تأتي قبل عدة أيام من لقاء مرتقب بين وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، فيما يعد أول اجتماع من نوعه بين الجانبين منذ قرابة عامين.
وأشار المقال، إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج التي برر فيها عدم دعوة أوكرانيا والدول الأوروبية لاجتماعات الرياض بأن المفاوضات السابقة لم تحقق أي نجاح بسبب كثرة الأطراف المشاركة فيها، مؤكدا على أن مواقف الأطراف الأخرى سوف تؤخذ في الاعتبار.
ونوه، إلى أن قمة باريس سوف تركز على كيفية تعزيز قدرات أوكرانيا العسكرية من أجل توفير ضمانات أمنية لكييف بما فيها انضمام أوكرانيا التلقائي لحلف الناتو في حال انتهاك روسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في المستقبل، إلى جانب مناقشة مسألة زيادة الإنفاق العسكري للدول الأوروبية.
ويرى المقال، أن الدول الأوروبية تساورها الكثير من الشكوك والمخاوف من أن تتمكن روسيا خلال المباحثات مع الولايات المتحدة من فرض شروطها على أوكرانيا والمتمثلة في ضمان حياد أوكرانيا من خلال عدم انضمامها لحلف شمال الأطلنطي (الناتو).
ولفت إلى، أن الرئيس أمريكي دونالد ترامب أعلن في تصريحات صحفية أمس الأحد أنه يسعى لتحقيق السلام، معربا عن اعتقاده أنه "قد يلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القريب العاجل".
وأضاف المقال، أن قمة باريس اليوم تشهد حضورا رفيع المستوى من جانب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك، وغيرهم من قادة الدول الأوروبية مثل إيطاليا والدنمارك إلى جانب أمين عام حلف الناتو مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
اقرأ أيضاً21 سبتمبر.. امتحانات تحديد المستوى للطلاب العائدين من روسيا وأوكرانيا والسودان
للمرة السابعة.. الإمارات تنجح في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 230 أسيرا
روسيا وأوكرانيا يتبادلان قصف المنشآت النفطية