الخليج الجديد:
2025-02-02@20:59:56 GMT

شراكة محيرة بين جنوب أفريقيا وروسيا

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

شراكة محيرة بين جنوب أفريقيا وروسيا

شراكة محيّرة بين جنوب أفريقيا وروسيا

"يمكنك القول إن تحالفهما صداقة بنيت على الدم... والرصاص".. من الناحية السياسية، فإن ما يجمعهما "شراكة غريبة".

الروابط التاريخية والشخصية تتجاوز الشقوق الأيديولوجية بينهما، واحتمال وجود احتياجات لديهما قد تكون أقل وضوحا.

لا تزال العلاقات قوية للغاية، بل يعتبرها البعض أمراً محيّراً، رغم التحولات التاريخية والأيديولوجية كان يفترض أن تؤدي إلى التباعد.

قاد رامابوزا في يونيو الماضي وساطة أفريقية مع جمهورية الكونغو ومصر والسنغال وأوغندا في محاولة للتوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا.

ينظر بوتين إلى جنوب أفريقيا في إطار مصلحة استراتيجية نظراً إلى وضعها في القارة التي أصبحت بشكل متزايد ساحة للمعارك الدبلوماسية بين القوى الكبرى.

تعتبر التجارة مع روسيا "منخفضة للغاية"، بحسب وصف مبعوث جنوب أفريقيا إلى موسكو، حيث بلغت قيمة الصادرات 132 مليون دولار فقط من يناير إلى يونيو.

* * *

تسلّط استضافة جنوب أفريقيا قمة مجموعة بريكس الأسبوع المقبل الضوء على العلاقات بين بريتوريا والكرملين، التي تتسم بالدفء ويعتبرها البعض أمراً محيّراً.

ويعود تاريخ العلاقة بين موسكو وحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم في جنوب أفريقيا إلى فترة الحرب الباردة، عندما دعم الاتحاد السوفياتي نضال الحزب ضد نظام الفصل العنصري.

ولا تزال هذه العلاقات اليوم قوية للغاية رغما عن التحولات التاريخية والأيديولوجية التي كان من المفترض، منطقيا، أن تؤدي إلى التباعد.

وانهار الاتحاد السوفييتي في 1991، الأمر الذي أدى إلى زرع بذور قومية في روسيا التي يقودها اليوم فلاديمير بوتين.

أما الانتصار على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فأدّى إلى قيام نظام ديمقراطي ودستور هو الأكثر ليبرالية في القارة.

ويعتبر المحللون الذين يسعون إلى فهم العلاقة بين الطرفين أنّ الروابط التاريخية والشخصية تتجاوز الشقوق الأيديولوجية بينهما، مشيرين أيضاً إلى احتمال وجود احتياجات لديهما قد تكون أقل وضوحا.

ويقول المحلل السياسي سانديل سوانا: "يمكنك القول إن تحالفهما صداقة بنيت على الدم... والرصاص". أما المحلل ستيفن جروز من "معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية" فيرى أنّه من الناحية السياسية، فإن ما يجمعهما "شراكة غريبة".

ودعي بوتين للمشاركة في قمة مجموعة دول بريكس (جنوب أفريقيا، البرازيل، الصين، الهند، روسيا) التي تستضيفها جنوب أفريقيا من 22 إلى 24 أغسطس/ آب.

لكنّ الرئيس الروسي صدرت بحقّه مطلع مارس/ آذار مذكّرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جريمة حرب تتمثّل في "ترحيل" أطفال أوكرانيين منذ غزو أوكرانيا، وهي اتهامات ترفضها موسكو بالكامل.

ومن المفترض نظرياً أن تقوم جنوب أفريقيا باعتقال بوتين في حال دخل أراضيها، بصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

موقف متناقض

واتخذ رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا موقفا متناقضا بشأن هذه المسألة، إلى أن أعلن في نهاية المطاف أنّ بوتين قرر عدم الحضور. وقاد رامابوزا في يونيو الماضي وساطة أفريقية مع جمهورية الكونغو ومصر والسنغال وأوغندا في محاولة للتوصل إلى سلام بين كييف وموسكو.

ولم تنجح الوساطة لكنّها ساعدته في تجاوز اتهامات له بـ"التحيّز" في هذا النزاع. وبالنسبة لدزفينكا كاشور من "الرابطة الأوكرانية في جنوب أفريقيا" فإن هذه البعثة سمحت لرامافوزا والقادة الأفارقة الآخرين "بالتحدث مباشرة إلى الشعب الأوكراني" وتقييم الوضع بأنفسهم.

من الناحية الاقتصادية، يبدو أن وقوف بريتوريا بجانب موسكو في هذا الوضع أمر غير منطقي، بحسب متخصصين.

وتأتي الولايات المتحدة في المركز الثاني كأكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا بعد الصين. وبلغت صادراتها 4,2 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2023.

بالمقابل، تعتبر التجارة مع روسيا "منخفضة للغاية"، بحسب وصف مبعوث جنوب أفريقيا إلى موسكو، حيث بلغت قيمة الصادرات 132 مليون دولار فقط من يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران.

وإثر اتهامات حول قيام بريتوريا بتزويد الكرملين سرا بالأسلحة، دعا مشرعون أميركيون الإدارة لإخراج جنوب أفريقيا من اتفاق تجاري كبير، ما أثار قلقا لدى بعض الشركات وأحزاب المعارضة في الدولة الأفريقية.

ويرى المحلل السياسي وليم جوميدي أنّ الوقت حان لتدرك بريتوريا أنّ هذا الاتحاد لم يعد يخدمها. وأضاف أن هذه العلاقة تقوم على "رابطة عاطفية"، مضيفاً "لا نستطيع تحمل" تكلفتها بعد الآن.

مصلحة استراتيجية

وينظر بوتين إلى جنوب أفريقيا في إطار مصلحة استراتيجية نظراً إلى وضعها في القارة التي أصبحت بشكل متزايد ساحة للمعارك الدبلوماسية بين القوى الكبرى، بحسب محلّلين.

لكن هناك إجماعا أقل حول سبب اهتمام الحزب الوطني الأفريقي بالإبقاء على علاقة وثيقة للغاية مع بوتين.

ويواجه حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم منذ ثلاثة عقود تقريباً نفورًا متناميًا يغذيه تعثّر الاقتصاد وتزايد البطالة وتفاقم عدم المساواة واستفحال أزمة الكهرباء.

وفي انتخابات العام 2024، سيصوّت المقترعون لانتخاب أعضاء الجمعية العامّة، حيث يختار حزب الأغلبية بالعادة رئيس البلاد.

وكتب الصحافي ريتشارد بوبلاك في صحيفة "ديلي مافريك" الشهر الماضي: "من الواضح أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يرى شيئا آخر في روسيا بوتين - أمرا ملهما".

وأضاف: "روسيا بمثابة منارة (..) استبدادية ساطعة تنير الطريق نحو الحكم الأبدي".

بينما يعتبر آخرون أن المال مرتبط بالأمر.

وتلقى الحزب، العام الماضي، أكثر من 800 ألف دولار من شركة لتعدين المنغنيز مرتبطة بقطب ثري روسي يخضع لعقوبات أميركية للمساعدة في تمويل مؤتمر حزبي.

وفي مايو/ أيار الماضي، قال زعيم المعارضة جون ستينهاوزن إن "الحزب الوطني الأفريقي يقف إلى جانب روسيا لسبب واحد فقط: لأن الاتحاد الروسي يمول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي يتسلل ويزعزع استقرار الديمقراطية في جنوب أفريقيا".

ورفض الحزب الحاكم بغضب هذه التلمحيات.

وأكد المسؤول في الحزب في جوهانسبرغ كولوغو نجواشينج أن الحزب تلقى أيضا تبرعات من "رجال أعمال أميركيين".

وأضاف: "إنها مشكلة فقط عندما يدعم الروس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي"، مؤكّداً أنّ "هذا غير عادل".

المصدر | فرانس برس

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا بوتين أوكرانيا جنوب أفريقيا بريكس حرب أوكرانيا المحكمة الجنائية الدولية فی جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بالهجوم على مدرسة في كورسك

تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بهجوم صاروخي أمس السبت أسفر عن 4 قتلى على الأقل في مهجع مدرسة داخلية، في جزء من منطقة كورسك الروسية، تسيطر عليه القوات الأوكرانية.

وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية عبر تلغرام أن روسيا شنت قصفاً جوياً من أراضيها استهدف مدرسة داخلية في سودجا، ما أسفر عن مقتل أربعة على الأقل.

وأضاف البيان أنه بحلول الـ10 مساءً بالتوقيت المحلي أمس السبت، أنقذ 84 مقيماً، أو حصلوا على رعاية طبية، وأن هناك 4 مصابين في حالة حرجة. 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم على مدينة سودجا، على بعد نحو 12 كيلومتراً عن الحدود مع أوكرانيا، يظهر نهج روسيا في خوض الحرب.

وكتب زيلينسكي على إكس "دمروا المبنى رغم وجود عشرات المدنيين هناك.هكذا خاضت روسيا الحرب على الشيشان منذ عقود. قتلوا سوريين بنفس الطريقة.‭‭‭‭ ‬‬‬‬القنابل الروسية تدمر منازل أوكرانية بنفس الأسلوب".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في ساعة مبكرة صباح اليوم الأحد عبر تطبيق تلغرام إن القوات الأوكرانية شنت "هجوماً صاروخياً استهدف مدرسة داخلية في مدينة سودجا" من أوكرانيا.

وقالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية في بيان إن الضربة "هجوم إرهابي" وتوعدت بتقديم كييف للعدالة.

وحمل ألكسندر كينشتين القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك، القوات الأوكرانية المسؤولية عن الهجوم مشيراً إلى غياب معلومات دقيقة حتى الآن عن عدد القتلى والمصابين.

وقال متحدث عسكري أوكراني في وقت سابق في مقطع فيديو على فيس بوك إن ما يقرب من 100 لا يزالون تحت أنقاض الموقع الذي كان يؤوي مدنيين أغلبهم مسنون ومقعدون.

وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الحرب التي شنتها روسيا في فبراير (شباط) 2022. لكن آلاف المدنيين قتلوا أغلبهم أوكرانيون.

بالصواريخ والطائرات دون طيار..هجوم روسي عنيف على #أوكرانيا https://t.co/SgxCDLYd1m

— 24.ae (@20fourMedia) February 2, 2025

واندلعت بعض من أشد معارك الحرب في الأشهر القليلة الماضية في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات شاسعة من الأراضي منذ أن شنت هجوماً كبيراً عبر الحدود في أغسطس (آب).

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب يدعو يدعو أوكرانيا وروسيا لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب
  • أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بالهجوم على مدرسة في كورسك
  • صندوق النقد الدولي يختتم مشاورة المادة الرابعة مع جنوب أفريقيا
  • بوابة “أفريقيا والذهب”.. عين روسيا على قاعدة مهجورة في ليبيا
  • وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يؤكدان أهمية تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • وزير الخارجية يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وجنوب أفريقيا
  • بوتين يسمح لبنك “غولدمان ساكس” ببيع أصوله في روسيا
  • جنوب أفريقيا وماليزيا تشكّلان “مجموعة لاهاي” لدعم محكمتي العدل والجنائية الدولية 
  • بوتين يسمح لبنك "غولدمان ساكس" ببيع أصوله في روسيا
  • مصر وجنوب أفريقيا تبحثان سبل مواجهة الفقر المائي