بوابة الوفد:
2025-01-16@17:16:56 GMT

الرقباء يمتنعون!!

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

بعد ختام أعمال المؤتمر السادس للصحافة المصرية، الذى صدر عنه توصيات إيجابية نتمنى ان تاخذ طريقها للتنفيذ، وفى المقدمة منها إطلاق حرية تداول المعلومات، التى ساهم غيابها بشكل كبير فى انحسار توزيع الصحف بانصراف القارئ عنها، لتراجع دورها فى التعبير عنه أو طرح همومه!

ولا يختلف اثنان على ان تحديات الصحافة باتت كبيرة، وفى القلب منها اوضاعها الاقتصادية بعد تراجع حصتها الاعلانية وظهور السوشيال ميديا، التى عرفت بصحافة المواطن يكتب من خلالها ما شاء وقتما يشاء، دون توثيق أو تدقيق كما كانت تتحرى الصحف سابقا، ومع غياب المعلومة كثرت الشائعات وانتشرت مصطلحات، المصادر الخاصة والاخرى المسؤولة بمعلومات مشكوك فى صحتها بينما توفير المعلومة، يكون أمضى سلاح لوئد الشائعة قبل ان تولد ٠

فى الحقيقة أن حجب المعلومات بدعوى سلامة الوطن والحفاظ على امنه كما يروج الرقباء، ليس صحيحا لانه يساعد على انتشار الشائعات ويزيد من التكهنات الكاذبة الذى ينحسر علاجها ببساطة، فى فتح الطريق بين المواطن والمسئول بدلا من السير فى سكة واحدة من أعلى إلى أسفل، مع ارتفاع وعى المواطن وتبصيرة بما يجرى حوله وما تواجهه الدولة من تحديات ٠

وهنا يظهر الأوصياء ويكثر الرقباء الذين صنعناهم بأنفسنا والدولة منهم بريئة، ليعملوا على تغييب المصارحة التى تضعف بدو ها محتوى الصحف بدلا من انتعاشها لجذب القارئ فيزيد توزيعها فتقبل الاعلانات عليها، فتزذاد مواردها الاقتصادية وتعود الصحافة إلى قوتها الاولى تدريجيا ٠

ومن ينسى ان الصحافة عاشت ردحا من الدهر قبل ثورة ٢٣ يوليو، لم تعرف خلالها رقيبا على ما ينشر أو وصيا على مقالات كتابها، حتى ان بعض الصحف الحزبية كانت تهاجم قادة أحزابها وتعترض على سياسة الحزب التى تصدر من خلاله، كما كانت تفعل جريدة المصرى مع حزب الوفد، وحتى بعض الصحف القومية عقب ثورة ٥٢ كانت تنتقد الحكومة بموضوعية، ولاتستثنى سوى رأس الدولة وجيبها ومؤسساتها السيادية، حفاظا على سيادة الوطن وأمنه القومى ٠

كان أملنا أن يؤكد المؤتمر بوضوح شديد على حرية الصحافة، وضرورة ممارستها واطلاق تداول المعلومات بشفافية وصدق، حتى يختفى الرقباء الذين صنعناهم بأنفسنا والدولة منهم بريئة، الذين اعتادوا ان يقدموا انفسهم دائما بأنهم الأحرص على الوطن، وما دونهم لايعملون لصالحه، وفى الحقيقة انهم لا يحمون الا مصالحهم!!

والان بعد ان نجح المؤتمر وجاءت توصياته واضحة بضرورة الحفاظ على الصحافة والاستجابة لتحقيق مطالبها، اما آن للرقباء ان يمتنعوا حتى تتعافى المهنة من كبوتها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل

إقرأ أيضاً:

الحرب على غزة.. ارتفاع عدد شهداء الصحافة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 204 شهداء، وذلك عقب استشهاد الصحفي محمد بشير التلمس. 

وأوضح المكتب، في بيان عاجل، أن هذا التصاعد المستمر في أعداد الضحايا من بين كوادر الإعلام والصحافة يؤكد حجم المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تأدية واجبهم المهني في نقل الأحداث وتوثيقها.

وأشار البيان إلى أن الظروف التي يعمل فيها الصحفيون في قطاع غزة لا تزال معقدة للغاية، وأن حماية الصحفيين واحترام مهمتهم الإنسانية والإعلامية من شأنه أن يسهم في تعزيز حرية التعبير وضمان وصول المعلومة للجمهور المحلي والدولي. 

مقالات مشابهة

  • 40% من عناصر المليشيا الذين قاتلوا مع المليشيا فى الجزيرة هم من جنوب السودان
  • الصحف السعودية تمهد لرحيل جوميز عن الفتح
  • البابا فرنسيس: أصلي من أجل الذين فقدوا حياتهم في الانهيار الأرضي بميانمار
  • استدعاء القائمين على نشر الأخبار الكاذبة واقعة طفلة الإسكندرية
  • النيابة العامة تؤكد عدم وجود شبهة جنائية فى وفاة الطفلة ريناد عادل
  • النيابة العامة تباشر التحقيقات في واقعة وفاة الطفلة ريناد عادل
  • تفاصيل التحقيقات في واقعة وفاة الطفلة ريناد عادل
  • الحرب على غزة.. ارتفاع عدد شهداء الصحافة
  • أزمة جديدة تحاصر جوارديولا.. هل تعمد إيذاء نفسه بسبب زوجته؟
  • عصام شرف فى مكتبة الإسكندرية